من هي الصحابية ام عمارة؟.. وما قصتها مع الرسول
نسب ام عمارة رضي الله عنها
هي ام عمارة
نسيبة بنت كعب
بن عمرو بن النجار، وهي أم حبيب وعبد
الله
ابني زيد بن عاصم، شهدت أم عمارة وزوجها زيد بن عاصم بن كعب وابناها حبيب وعبد الله ابنا زيد العقبة، وشهدت هي وزوجها وابناها أُحدًا. [1]
ابنها حبيب هو الذي قطعه مسليمة الكذاب عضوًا عضوًا، عندما جاءه برسالة النبي عليه
الصلاة
والسلام، وابنها عبد الله بن زيد هو الشخص الذي روى كيفية وضوء النبي عليه الصلاة والسلام الصحيح.
إسلام ام عمارة رضي الله عنها
عندما بدأت
رسالة
الإسلام
بالانتشار، وبعد بيعة العقبة الاولى، ارسل النبي عليه الصلاة والسلام مصعب بن عمير الذي نجح نجاحًا باهرًا في نشر الدعوة الإسلامية في ارجاء البلاد، وذلك من خلال فطنته وذكائه، واخلاقه الحسنة، وسيرته العطرة، فاسلمت ام عمارة على يديه، وفي العام التالي، جاءت ام عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها وبايعت رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعادت بعد ذلك إلى المدينة تحمل الإسلام في قلبها، وتقوم بنشر الإسلام بين اهل المدينة.
شهدت ام عمارة العديد من المشاهد مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي: بيعة العقبة، وأحد، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، والفتح، وحنين، وشاركت في حروب الردة يوم اليمامة، وشاركت في عملية القضاء على مسليمة الكذاب.
قصة الصحابية ام عمارة مع رسول الله
دافعت الصحابية ام عمارة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وسجلت موقفًا يشهد لها
التاريخ
به في غزوة احد.
بعد انتهاء
غزوة بدر
التي الحقت الضرر الكبير بالمشركين وزادت احقادهم لأنهم لم يتوقعوا ان يصل الإسلام لهذا الحجم وينتشر بين الناس، لذلك قاموا بجمع كل شخص كاره للإسلام من اجل القضاء على الإسلام المستمر بالانتشار، فكان عدد الجيش انذاك ثلاثة الاف، وخرج المشركون ومعهم نسائهم كي لا يتوانوا في الحرب، وخرج المسلمون لملاقاة المشركين وقد اعد النبي عليه الصلاة والسلام خطة محكمة وطلب من الرماة ألا يغادروا اماكنهم.
خرجت ام عمارة مع عائلتها للجهاد في سبيل الله، وكانت ام عمارة تسقي العطشى وتضمد الجرحى، لكن اشتداد المعركة فيما بعد جعلها تقف كالرجال وتقاتل في الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام، وعندما تفرق الناس في غزوة احد، لم تهاب شيئًا ووقفت ببسالة بجانب رسول الله عليه الصلاة والسلام لتفتديه بروحها.
كان النصر في البداية للمسلمين، لكن عندما غادر الرماة اماكنهم، هجم المشركون على المسلمين وقتلوا عدد كبير منه، وارادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ام عمارة ثبتت مع اصحاب النبي القلائل الذي اجتمعوا حول الرسول.
عن عمارة بن غزية قال: قالت ام عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة، وأنا ابناي وزوجي بين يديه نذب عنه، والناس يمرون منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى رجلًا موليًا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل، فألقاه، فأخذته، فجعلت أترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل، لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم، إن شاء الله.
فيقبل رجل على فرس، فيضربني، وترست له، فلم يصنع شيئًا، وولى، فأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابن أم عمارة، أمك، أمك، قالت، فعاونني عليه، حتى أوردته شعوب. [2]
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة عن الحارث بن عبد الله قال: سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم يقول: شهدت أحدًا مع رسول الله, فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه, فقال: “ابن أم عمارة”, قلت: نعم, قال: “ارم”, فرميت بين يديه رجلاً من المشركين بحجر وهو على فرس, فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه, وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرًا, والنبي ينظر يتبسم, ونظر جرح أمي على عاتقها, فقال: “أمك أمك, اعصب جرحها, بارك الله عليكم من أهل البيت, مقام أمك خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت, ومقام ربيبك يعني زوج أمه خير من مقام فلان وفلان رحمكم الله أهل البيت”, قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة, فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”, فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا. [1]
وبعد ثباتها رضي الله عنها في غزوة احد، كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لها ولولدها ان يكونوا معه في الجنة.
فضل ام عمارة رضي الله عنها
لا ينتهي الحديث عن فضل ام عمارة وجهادها في سبيل الله.
-
نيلها رضى الله في بيعة الرضوان:
قال تعالى(لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) سورة الفتح -
شهدت خيبر:
شهدت ام عمارة خيبر مع المؤمنين الصادقين الراغبين في الجهاد وهم ألف واربعمائة فقط، فشاهدت في هذه الغزوة كيف اعز الله نبيه الكريم، وقتل اعدائه. -
ثباتها مع النبي عليه الصلاة والسلام في يوم حنين:
عندما حاصر المشركون المسلمين في يوم حنين، وتبعثرت الصفوف، نادى النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه، فثبت مع قلة قليلة من المؤمنين الصادقين الذين بايعوا الله ورسوله بيعة صادقة، وكانت من بينهم ام عمارة، لتختم بذلك جهادها مع رسول الله عليه الصلاة والسلام وتثبت انها من اصحاب العقيدة الراسخة القوية التي لا يكسر عزيمتها شيء. -
أم الشهيد
: صبرت ام عمارة على مقتل ابنها حبيب الذي ارسله النبي عليه الصلاة والسلام إلى مسليمة الكذاب فغدر بها وقتله، وقطعه عضوًا عضوًا، وعندما وصلها خبر وفاة ابنها، نذرت ام سلمة ان تنتقم من مسيلمة الكذاب ولكنها رضيت بقضاء الله تعالى، ومات عليه الصلاة والسلام وهو راض عنها وعن أولادها. -
يوم اليمامة:
عندما قام ابو بكر بمحاربة المرتدين، سارعت ام عمارة في الجهاد في سبيل الله من اجل الثار لابنها من مسليمة الكذاب، وانطلقت تقاتل أعداء الله حتى فرحت بمقتل مسيلمة الكذاب، لكنها جرحت يوم اليمامة بأحد عشر جرحًا وقطعت يدها. [2]
وفاة ام عمارة
توفيت ام عمارة في خلافة عمر رضي الله عنهما وذلك عام 13 للهجرة بعد تاريخ حافل من الغزوات والثبات على دين الله، فكانت نعم المرأة الصابرة والمجاهدة في سبيل الله. [1]