أثر الرياء على الفرد والمجتمع

ماهو الرياء


الرياء هو كلمة مشتقة من الرؤية وهو الشخص الذي يقوم بالعبادة من أجل أن يقول الناس أنه مسلم متدين ويقوم بطاعة

الله

وهو يفعل ذلك لإرضاء الناس وليس لإرضاء الله عز وجل ويكون هذا الشخص متعمد إظهار ذلك للناس.


قال الله تعالى:





وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ”.


قال تعالى:





مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.


وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: “


أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه”.


وروى


ابن خزيمة


قال:





خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر، قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: يقوم

الرجل

فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر”.


أثر الرياء على الفرد


لا يقبل

العمل الصالح

إلا إذا كان المسلم يفعله وهو خالص لوجه الله تعالى والعمل الصالح مثل

الصلاة

والزكاة وقراءة القرآن وذكر الله، وأي عمل يقوم به الشخص المسلم من أجل إرضاء غير وجه الله فهو رياء ومن أثر الرياء على الفرد:



  • أن المسلم يخلع ثوب الإيمان وسلبه


وقد سُئل نبي الله صلى الله عليه وآله وسلّم : فيما النجاة غداً يارسول الله؟


فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : “


إنّما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنّهُ من يخادع الله، يخدعه ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر


” فقيل له وكيف يخادع الله؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم “ي


عمل بما أمر الله ثمَّ يريد به غيره


“.


  • لا يقبل الله العمل من الشخص ولا يكون هناك أجر أو يتم إحباط الأجر


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إ


نّ المرائي ينادى عليه يوم القيامة، يا فاجر، يا غادر، يا مرائي، ضلّ عملك وحبط أجرك، اذهب فخذ أجرك ممن كنت تعمل له


“.


  • أن يكون الشخص معتدل في الباطن


قال أمير المؤمنين عليه

السلام




المرائي ظاهره جميل وباطنه عليل


“.


  • يأخذ الشخص عقابه في الدنيا قبل الآخره وينفضح أمره وينكشف.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “م


ن أسرّ سريرة ردّأه الله رداءها، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر


“.


  • يلقي الشخص جزاءه يوم القيامة من عذاب أليم.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “


أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة، مَنْ يرى الناس أنّ فيه خيراً ولا خير فيه


“.


أثر الرياء على المجتمع

للرياء كثير من الآثار الوخيمة والمساوئ على المجتمع ومن الممكن أن يكون هناك


اثر الرياء على العمل


ومن هذا الآثر:


  • تفشي الرياء في المجتمع لأن الشخص المُبتلى بالرياء يحاول إقناع الأخرين بذلك وبالتالي ينتقل هذا من شخص إلى شخص، ويمكن أن يصبح هذا أمر متوارث في

    العائلة

    ويتم توارثه من جيل إلى اخر وتكون ظاهرة عامة.

  • حدوث خداع للناس هناك كثير من الأشخاص البسطاء الغير متعلمين والغير مُلمين بما يحدث من حوله ويمكن ببساطة أن يخدهم الشخص الذي يقوم بالرياء ببساطة ويقتنع هؤلاء الناس ويمشون وراءه.

  • حدوث عقاب من الله يعم المجتمع كله بسبب تفشي الرياء وإذا قام الناس بالدعاء إلى الله  ويكون دينهم رياء دون أن يخافون من الله فيدعون الله ولكن الله لا يستجاب لهم.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربّهم، يكون دينهم رياء لا يخالظهم خوف، يعمّهم الله بعقابٍ فيدعونه

دعاء

الغريق فلا يستجيب لهم”.


كيف اعرف أني وقعت في الرياء


تظهر علامات الرياء على الشخص بعد وقت قصير ومن أهمها:


  • أن يكون الشخص المسلم يقصد إظهار جميع الأعمال الصالحة أمام الناس مثل عندما يخرج صدقة يقول للناس

  • يتعمد الشخص المسلم التحدث عن مدى تعبه في العبادة وعن أفعال الخير التي يقوم بها ويحاول إظهار حسناته ومدى طاعته لله وذلك من أجل أن ينال إعجاب ومدح الناس.

  • التكبر والتمجيد للنفس والافتخار بالنفس.

  • تأديه الصلاة والأعمال الصالحة خوفاً من الناس.

  • يحاول دائماً أقناع الناس من حوله أن يستطيع إفتاء رآه في الشريعة الإسلامية وإعطاء فتاوي.

ومن أهم

أمثلة على الرياء

:

  • من يقوم بأعمال سُنة النبي صلى الله عليه وسلم أمام الناس فقط لكي يمجدوه ويعظموه ولكن في الطبيعي لا يفعل ذلك.
  • من يقوم بإعطاء الفقراء والتصدق أمام الناس وفي العلن.
  • من يقول أنه يكفل يتيم ويأخذه معه في جميع التجمعات لكي يخبرهم.

أسباب الوقوع في الرياء


هناك ثلاث أسباب رئيسية للرياء قام بتفسيرها الإمام الغزالي واختصر كلامه في مختصر منهاج القاصدين فيقول:





اعلم أن أصل الرياء

حب

الجاه والمنزلة، وإذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول: وهى حب لذة الحمد، والفرار من ألم الذم، والطمع فيما في أيدي الناس”.


ويشهد لذلك ما في “الصحيحين” من حديث أبى موسى رضى الله عنه قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فقال يا رسول الله، أرأيت الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال: “من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله”.


فمعنى قوله: “يقاتل شجاعة” أي: ليذكر ويحمد، ومعنى قوله: “يقاتل حمية” أي: يأنف أن يقهر أو يذم، ومعنى: “يقاتل رياء” أي: ليرى مكانه، وهذه هو لذة الجاه والمنزلة في القلوب.


وقد لا يشتهى الإنسان الحمد، ولكنه يحذر من الذم، كالجبان بين الشجعان، فإنه يثبت ولا يفر لئلا يذم، وقد يفتى الإنسان بغير علم حذراً من الذم بالجهل، فهذه الأمور الثلاثة هي التي تحرك إلى الرياء


. انتهى.


ما معنى الرياء في اللغة العربية


  • رِياء


    مصدرها


    راءى


ومعنى رياء أن تظهر عكس ما في باطنك وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  أَ”إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ”.


وهذه الكلمة مشتقة من كلمة (الرؤية) وهو ما يعني أن الإنسان يقوم بالعمل من أجل أن يراه الآخرون  فيكون هذا العمل لأجله  فإن الرياء مُحرم محبط للعمل الصالح.[2]