لغات مهددة بالانقراض وأسباب ضعفها

يتحدث حوالي 80% من سكان

العالم

20% فقط من اللغات البالغ عددها حوالي 7000 لغة، وهذا يعني أن معظم اللغات في العالم مستخدمة من قبل المجتمعات الصغيرة، ويمكن أن تصل اللغة في النهاية إلى مرحلة تفقد فيها جميع المتحدثين بها،  حيث ظهرت العديد من اللغات واندثرت عبر تاريخ البشرية، وهذا الأمر مستمر حتى الآن. [1]

ماذا يعني القول أن لغة ما مهددة بالانقراض

اللغة المهددة بالانقراض هي لغة من المحتمل أن تنقرض في

المستقبل

القريب، لا يتم استخدام العديد من اللغات ويتم استبدالها باللغات التي يتم التحدث بها على نطاق واسع في مختلف البلدان والمناطق مثل اللغة العربية أو اللغة

الإنجليزية

أو اللغة الإسبانية، وما لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة لإحيائها، سيشهد القرن القادم انقراض هذه اللغات المهددة بالانقراض.

العديد من اللغات القديمة يتحدث بها عدد قليل جدًا من الأشخاص حيث لم يعد يتم تدريسها أو تعلمها من قبل الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب، وستنقرض هذه اللغات عند موت أخر متحدث بها، في الواقع، هناك عشرات اللغات اليوم لديها متحدث أصلي واحد فقط على قيد الحياة، وموت هذا الشخص يعني موت اللغة أيضًا، لن يتم التحدث بها أو معرفتها من قبل أي شخص آخر بعد ذلك. [2]

ووفقًا لعلماء اللغة، هناك حوالي 6900 لغة منطوقة في العالم، من بينها عدد كبير يصل إلى النصف تقريبًا مهدد بخطر الانقراض والنسيان تمامًا بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، بعض هذه اللغات يتحدث بها الناس بالآلاف، بينما لم يتبق لدى اللغات الأخرى سوى متحدث واحد فقط في العالم. [3]

أسباب تعرض اللغات لخطر الانقراض

هناك حوالي 7000 لغة منطوقة في العالم، على الرغم من أن القليل منها فقط هو المسيطر، ووفقًا للبيانات، تتحدث إفريقيا 2143 لغة، وتتحدث الأمريكتان 1060 لغة، بينما تتحدث آسيا 2300 لغة، جزر المحيط الهادئ بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا تتحدث 1306 لغات، وتتحدث أوروبا 288 لغة فقط.

من المحتمل أن تنقرض بعض هذه اللغات المهددة بالانقراض بحلول القرن القادم، حيث سيقل عدد اللغات، ومع ذلك، لم يتمكن علماء اللغة من

تحديد

عدد اللغات المحتمل انقراضها، من المؤكد أن العديد من لغات الأقليات سوف تنقرض ببطء ، أما اللغات الأكثر انتشارًا مثل

اللغة الإنجليزية

والماندراين الصينية والإسبانية والبرتغالية والعربية والإندونيسية والروسية والهندية والسواحلية التي لا يزال لديها ملايين المتحدثين، يتم التحدث بها على نطاق واسع بسبب الهجرة.



لماذا تموت اللغات


؟ هناك الكثير من العوامل التي تسبب تعرض اللغات لخطر الانقراض مثل تناقص عدد المتحدثين الأصليين ، كما يعد الهرم، وعدم استخدام اللغة من قبل الاطفال، ووجود بعض اللغات الأخرى المسيطرة، والسياسات الحكومية، وفرص العمل، والإبادة الجماعية، والانتقال الحضري من العوامل الإضافية التي تؤثر على بقاء اللغة وديمومتها.

وتعتبر اللغة مهددة بالانقراض بسبب نقص العوامل الحيوية التي يمكن أن تساعدها على البقاء، قد يكون غياب الأبجدية أيضًا من أهم أسباب ضعف اللغات لأن العديد من اللغات القديمة هي لغات شفوبة، قد يكون ذلك بسبب عدم وجود أعمال أدبية أو قلة الأشخاص الذين يمكنهم

الكتابة

والقراءة.


الهجرة

عامل مهم آخر، حيث غالبًا ما يتم التخلي عن اللغة الأم عند الانتقال إلى مكان آخر تفرض فيه الحكومة استخدام لغة معينة من أجل الحصول على مزايا اجتماعية أو اقتصادية أو لتجنب التمييز، في بعض الحالات، يعتقد الآباء أن تعلم أبنائهم اللغة المعتمدة يتيح لهم المزيد من الفرص، لذلك يتوقفوا عن استخدام وتعليم لغتهم الأم لهذا السبب. [4]

اللغات المهددة بالانقراض في العالم

اللغة الأيرلندية الغيلية

هناك اعتقاد شائع أن السكان المحليين في أيرلندا يتحدثون الإنجليزية فقط، لكن في الواقع، أكثر من 40000 شخص في أيرلندا يستخدم اللغة الأيرلندية الغيلية، هذه اللغة مستخدمة من قبل مجتمعات تسمى جايلتاخت، وتعتبر واحدة من أكثر اللغات المهددة بالانقراض في العالم، وقد حاولت الحكومة الأيرلندية جاهدة الحفاظ على هذه اللغة واستخدامها في المدارس، لكن جهودها باءت بالفشل عدة مرات، مما أدى إلى اعتبارها لغة مهددة بالانقراض.

لغة كريمتشاك

لغة كريمتشاك هي لغة شعب القرم، شبه جزيرة في أوكرانيا، وهي معروفة باسم لغة تتار القرم، يعتقد أن هذه اللغة مستخدمة من قبل 200 متحدث اصلي (2007)، الذين ولدوا خلال أو قبل الثلاثينيات 1930، وهي مهددة بالانقراض بشكل كبير.

لغة السامي

تعتبر لغة السامي واحدة من أهم اللغات النوردية، وهي عائلة من اللغات المهددة بالانقراض، يتم استخدام هذه اللغة في النرويج والسويد وفنلندا وروسيا، ويتحدث بها حوالي 25000 إلى 35000 شخص في هذه المناطق الشمالية، وهي مستخدمة بشكل أساسي من قبل الأجيال الكبيرة في السن، وعلى ما يبدو أن هذه اللغة واحدة من


اللغات المندثرة


التي لن تدوم إلى القرن القادم. [5]

لغة الأينو

يعتبر شعب الأينو من السكان الأصليين لجزيرة هوكايدو اليابانية، وقد تم دمجهم بشكل كبير في الثقافة اليابانية، بعد قوانين أواخر القرن التاسع عشر التي حظرت تقاليد ولغة الأينو، وهي اليوم مستخدمة من قبل عدد قليل جدًا من الأشخاص في اليابان من 2 إلى 15 شخص من السكان الأصليينن وجميعهم أكبر من 64 عامًا.

لغة شاميكورو

من غير المعروف ما إذا كانت لغة قبيلة شاميكورو في البيرو قد اندثرت تمامًا أمام اللغة الإسبانية حتى الآن، في عام 2004، تم الإبلاغ عن وجود متحدثين فقط لهذه اللغة، ولكن باحثين آخرين وجدوا 8 متحدثين بعد 4 سنوات.

اللغة الفوتية

تعرف هذه اللغة أيضًا باسم فوتيان أو فوديان، ويتحدث بها الفوتيون، الذين تم ترحيلهم من الاتحاد السوفيتي إلى فنلندا في عام 1943، الأشخاص الذين ظلوا متمسكين باللغة، التي لم تعد موجودة تقريبًا، يعيشون على الحدود بين

روسيا

وإستونيا، في عام 2010، كان هناك 68 متحدث أصلي لهذه اللغة، تناقص عددهم إلى 8 أشخاص فقط في عام 2017.

لغة جيدك

لم يعرف علماء اللغة وجود هذه اللغة الماليزية حتى هذا العام، عندما وجد بعض الباحثون السويديون أن بعض السكان المحليين في قرية في شبه جزيرة الملايو يستخدمون بعض المفردات والقواعد واللكنة الخاصة بهذه اللغة، ويقدر عدد الأشخاص الناطقين بهذه اللغة حوالي 280 شخص فقط.

لغة بازيه

توفيت بان جي يوه، أخر متحدثة أصلية لهذه اللغة المستخدمة من قبل مجموعة من الأشخاص التايوانيين، عن عمر يناهز 96 عامًا في عام 2010، وعلى الرغم من أنها تمكنت من إعطاء 200 طالب دروس عن اللغة البازيه قبل وفاتها، إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذ هذه اللغة من خطر الانقراض. [6]

كيفية الحفاظ على اللغات المهددة بالانقراض

المجتمع الذي يريد الحفاظ على اللغة أو إعادة إحيائها لديه العديد من الخيارات، مثل اللغة الأيرلندية التي حصلت على دعم مؤسسي وسياسي بصفتها اللغة الرسمية في أيرلندا على الرغم من الانتشار الواسع للغة الإنجليزية فيها، وفي نيوزيلندا، أنشأ المجتمع الماوري حضانة يعمل بها

كبار السن

ويتم

التعليم

فيها باللغة الماورية، وقد تم اعتماد هذا النموذج في

ألاسكا

وهاواي وغيرها من المناطق، مع توسيعه ليشمل المدارس الابتدائية وفي بعض الحالات المدارس الثانوية.

نظرًا لأن العديد من اللغات معرضة لخطر الانقراض، يحاول علماء اللغة تعلم أكبر قدر ممكن عنها، حتى إذا اختفت هذه اللغة، لا تختفي كل

المعرفة

الخاصة بها. [2]