ما هي الذكاة الإضطرارية ؟.. والفرق بينها وبين الذكاة الاختيارية

ما هي الذكاة

من أكثر الأسئلة تداولاً، فيما يخص الذكاة هو معرفة شروطها وأنواعها في

القرآن الكريم

وفي السنة النبوية، حيث يقول

الله

تعالى في كتابه العزيز { خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها).

فقد تعتبر الذكاة من الأمور الهامة في

الحياة

والتي أمرنا الله تعالى بتأديتها لما فيها من نفع له في الدنيا وفي الآخرة.

وللذكاة بصفة عامة تعريفات متنوعة وعديدة، ومعناها في اللغة النماء وايضاً الطهارة، وذلك لأنها تطهر

القلوب

من الأثام والذنوب، وتنقسم الذكاة إلى نوعين أساسين هما الذكاة الإضطراربة والذكاة الإختيارية.

وهناك من يطلق على الذكاة لفظ الصدقة، لأنها تدل على صدق صاحبها وطاعته لله تعالى، بالإضافة إلى أنها تطلق ايضاً على البركة والمدح والصلاح والتقوى. [1]

الفرق بين الذكاة الإضطراربة والذكاة الإختياربة


الذكاة الإضطراربة

تعتبر الذكاة الإضطرارية هي أحد أشكال الذكاة التي قد وضحها الدين

الإسلام

ي، فمن المعروف أن

الاسلام

قد وضح للناس العديد من الطرق المناسبة للذكاة التي قد تجعل الحياه تسير بصورة أفضل.

والتي من الممكن وأن تدلهم على الخير، بالإضافة إلى أنها تبعدهم عن الشر والمفاسد، ولذلك قد بين الإسلام كيف يتم تحليل

الطعام

من خلال الذكاة .

فالذكاة الاضطرارية هي عبارة عن جرح الحيوان في أي مكان من جسده غير تلك المواضع المحددة في الذكاة، وذلك لكي يتم إخراج

الدم

من الحيوان المذكور ذبحه، ويأتي ذلك في حالة تعذر ذبح الحيوان والتذكيية به وفقاً لطريقة الذكاة المعروفة والمتفق عليها.

أو أن تكون  بعقر الحيوان إذا امتنع ولم يقدر عليه الذبح الشرعي وذلك لهيجانه، أو شروده، أو وقوعه في حفرة أو ماء ونحو ذلك.

والمقصود بالعقر هنا هو جرح الحيوان جرحاً يؤدي إلى خروج روحه مثل إصابته بسهم أو إصابته برصاصة أو أي ألة حادة في رأسه أو في بطنه حتى يسيل الدم منه، وقد أُحل ذلك حتى يطيب لحمه وتحليله. [4]

وقد أتفق جميع الأئمة بالإضافة إلى أهل العلم، على جواز هذه الطريقة في تذكيية الحيوان، مُتخذبين الأدلة من هدي السنة النبوية الشريفة.

وبالفعل قد أُحل أكل الحيوان المذكي ذكاة اضطرارية، وذلك بجرحه، في أي مكان في بدنه، والأدلة توضح ذلك :


أولاً : السنة النبوية

عن عَبَايةَ بنِ رِفاعةَ، عن جَدِّه رافِعِ بنِ خَديجٍ رَضِيَ الله عنه، قال: ((كنَّا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذي الحُلَيفةِ مِن تِهامةَ، فأصَبْنا غَنَمًا وإبِلًا، فعَجِلَ القَومُ فأغْلَوا بها القُدورَ، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأمَرَ بها، فأُكفِئَت ثمَّ عَدَل عَشرًا مِن الغَنَمِ بجَزورٍ، ثمَّ إنَّ بَعيرًا نَدَّ وليس في القَومِ إلَّا خَيلٌ يَسيرةٌ، فرماه رجُلٌ، فحَبَسَه بسَهمٍ ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ لهذه البَهائِمِ أوابِدَ كأوابِدِ الوَحشِ، فما غَلَبَكم منها، فاصنَعوا به هكذا )) .


ثانيًا: من الآثار الدينية

قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما: (ما أعجَزَك مِنَ البهائِمِ مِمَّا في يَدَيك، فهو كالصَّيدِ، وفي بَعيرٍ ترَدَّى في بئرٍ مِن حيثُ قَدَرْتَ عليه، فذَكِّهْ) .


ثالثًا: إذا لم يكن الذبح غير مقدور

وفيه لا بد من إخراج الدم بالكامل لإزالة المحرم وتطييب اللحم، وهو الدم المسفوح، والذي يقدم سبب الذبح وهو الجرح، كما أيضا يقام

السفر

في مكان المشقة


رابِعًا: أنَّ تَدافَعُ عن نفسِها

إذا دافعت الذبيحة عن نفسها، فلا يُقدَرُ عليها بالذَّكاةِ الاختياريَّةِ، فيُجزِئُ فيها العَقرُ، (وهو الجَرحُ في أيِّ مَوضِعٍ كان).


الذكاة الإختيارية

الذكاة الإختيارية في الدين الإسلامي تكون على طريقتين لابد من إتباعهما:

  • الذبح: ويكون الذبح لكل الحيوانات ماعدا الإبل، وهو عبارة عن قطع في الحلقوم، وهو مجرى التنفس وقطع في

    المريء

    وهو مجرى الطعام ويتم الذبح من خلال قطعهما معاً، ويكون الذبح كل  ما يجوز أكله من الحيوانات والطيور والغنم والبقر، والدجاج والحمام ونحوها.
  • النحر : وهو خاص بالابل فقط، و يكون في أسفل العنق أو في لبئها. [2]


في السُنة

  • يتم نحر الإبل والزراف تبعاً للسنة النبوية، في أن تكون معقولة في يدها اليسرى، ويتم نحرها بحد يكون من الرمح أو السكين في لبتها.
  • بالنسبة للبقر، فتذبح من أعلى

    الرقبة

    مع الحلق من جهة الرأس، وتكون مضجعة على جانبها الأيسر.
  • إذا أخرج جنين الحيوانات حياً، فلم يحل أكله إلا من خلال ذبحه.
  • وذكاة الطيور، تكون من خلال ذبحها في أعلى الرقبة من جهة الرأس.
  • ولا تحل الحيوانات التي حُرم أكلها كالسباع والخنازير في الذكاة .
  • وذكاة الصيد تكون من خلال رميه أو جرحه في أي موضع في جسده.


شروط صحة الذكاة الإضطرارية والإختيارية

هناك عدد من الشروط الواجب توافرها لكي تُقبل الذكاة:

  • لابد وأن يكون المُذكي عاقلاً، فلا تباح ذكاة المجنون أو السكران أو الصبي.
  • أن يكون صاحب دين سماوي، ومُسلماً كان أو من أهل الكتاب، ولا يشترط أن يكون رجلاً أو إمرأة .
  • أن يكون المذبوح من الحيوانات التي يحل أكلها .
  • لابد وأن يكون الذبح بإستخدام آداة حادة جدا تسيل الدم بسهولة .
  • لابد من إنهيار الدم من الحيوان، من خلال قطع الحلقوم ومجرى التنفس، وقطع المريء، أو مجرى الطعام .
  • أن يكون المذبوح مما يحل أكله بسهولة
  • تسمية الله سبحانه وتعالى واجبة قبل الذبح  . [2] [3]


الأدلة على شروط الذكاة

  • قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5].
  • وقال الله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [118]} [الأنعام: 118].
  • وقال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [121]} [الأنعام: 121].
  • وَعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّنَا نَلْقَى العَدُوَّ غَداً وَلَيْسَ مَعَنَا مُدىً، فَقَالَ: «مَا أنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ الله فَكُلُوا، مَا لَمْ يَكُنْ سِنٌّ وَلا ظُفُرٌ، وَسَأحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأمَّا الظُّفْرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ». متفق عليه.
  • وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أنَّ قَوْماً قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ قَوْماً يَأْتُونَا بِاللَّحْمِ، لا نَدْرِي: أذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ أمْ لا؟ فَقَالَ: «سَمُّوا عَلَيْهِ أنْتُمْ وَكُلُوهُ». قالت: وَكَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالكُفْرِ. أخرجه البخاري. [3]