أفضل لغات البرمجة للمبتدئين بالترتيب
لطالما كان
السؤال
الأصعب الذي يشغل حيّزاً واسعاً من تفكير أولئك اللذين يَخْطونَ أُولى خطواتهم ضمن عالم تطوير البرمجيّات، هو من أين نبدأ ؟. حيث يوجد المئات من لغات
البرمجة
التي تستخدم في مجالات مختلفة، ولكلّ منها خصوصيّتها وتعقيداتها التي تميّزها عن نظيراتها من اللغات.
ولكن تلك الحِيرة لن تدوم طويلاً، إذ أنّك ستكتشف بنفسك – وخِلال وقت قصير من انطلاقتك في
رحلة
تعلًم تطوير البرمجيّات – لغة البرمجة التي تُحقّق تطلُّعاتك، وتتناسب مع أهدافك المهنيّة.
ماذا لو لم أكُن موفّقاً في اختيار لغة البرمجة؟
من المهمّ أن نعلم جيّداً، قبل البدء بتعلّم أوّل لغة للبرمجة، أنّه مهما كانت اللغة التي وقع اختيارنا عليها، فإنّنا سنكتسب من خلالها العديد من المهارات والمعارف الثّمينة. لذلك لا يمكن وصف أيّ من الخيارات المتنوعة للغات البرمجة بأنّه اختيار خاطئ بأيّ حال من الأحوال.
قد تبدو لغات البرمجة مختلفة على صعيد الشكل، ولكنّها في المضمون تتشارك فيما بينها بالعديد من الأشياء، كالأنماط والبُنى الأساسيّة المكوّنة لكلّ منها، وبذلك فإنّ تعلّمك لأيٍّ من اللغات سيوفّر لك فرصةً لفهم المبادئ الأساسيّة للبرمجة، وبالتالي سيُساعدك على تعلم أيّ من لغات البرمجة الأخرى في المستقبل. بمعنى آخر، أنّك بمُجرّد اختيارك للغة الأولى للانطلاق في مسيرتك التعليميّة – مهما كانت تلك اللغة – سيكون التنقّل بين اللغات الأخرى أمراً أكثر سلاسة وانسيابيّة.
ومن الجدير بالذكر أنّه من الطبيعي أن يحتاج مطوّر البرمجيّات لأن يتنقّل فيما بين لغات البرمجة المختلفة على امتداد مسيرته المهنيّة ليتمكّن من إيجاد الحلول المناسبة لمُختلف الأنواع من المشاكل التقنيّة التي قد تواجهه، وكذلك ليكون مواكباً للتقنيّات الحديثة أو لمتطلّبات الأسواق التي تختلف بين حينٍ وآخر. ومن المؤكّد أنّك لن تكون مُقيّداً لاستعمال اللغة التي بدأت بها رحلتك التعليميّة. وبالتالي عليك أن لا تقلق كثيراً حيال هذا الأمر، لكي لا تجعل هاجس اختيار اللغة المثاليّة يسيطر على تفكيرك ويُعوِّق من تقدّمك. بدلاً من ذلك، يمكنك استثمار جهودك وأوقاتك الثمينة للتركيز على اكتساب الخبرات والمعارف الأساسيّة من خلال أيّ من اللغات التي وقع اختيارك عليها.
افضل لغات البرمجة بالترتيب
سنستعرض معاً من خلال القائمة التالية لغات البرمجة الأفضل والأكثر طلباً ضمن سوق العمل باختلاف تخصّصاته، بدءًا من تطوير تطبيقات الويب والمواقع الإلكترونيّة، مرورًا بتطوير تطبيقات الهواتف الذكيّة أو الألعاب الإلكترونيّة، وصولاً للعديد من المجالات الأخرى التي لا تُعدّ ولا تُحصى. [3]
لغة الجافا سكريبت JavaScript
في وقتنا هذا، من المستحيل أن تكون مطوّراً للبرمجيّات دون استخدام لغة الجافا سكريبت JavaScript بشكلٍ أو بآخر. وفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجراه
موقع
Stack Overflow الشهير، احتلّت لغة الجافا سكريبت الصدارة عن جدارة واستحقاق كونها أكثر اللغات شعبيّة واستخدامًا بين المطوّرين وذلك للسنة الثامنة على التوالي. حيث أظهرت النتائج أنّ ما يُقارب السبعين بالمئة 70% من المطوّرين اللذين استجابوا لاستطلاع الرأي، قد قاموا بالفعل باستخدام لغة الجافا سكريبت خلال السنة الماضية.
تشكل لغة الجافا سكريبت جنباً إلى جنب مع لغة ال HyperText Markup Language (HTML) ولغة ال Cascading Style Sheets (CSS) ، المكوّنات الرئيسية التي يمكنك استخدامها لتطوير واجهات المستخدم للمواقع الإلكترونيّة وتطبيقات الويب (front-end web development)، إذ تعتمد معظم المواقع الإلكترونيّة
الأشهر
على مستوى
العالم
– مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب – لغة الجافا سكريبت بشكل رئيسي لتكوين صفحات مواقعها الإلكترونيّة بصورة تفاعليّة، ممّا يسمح بتغيير محتوى تلك الصفحات بشكل ديناميكي لتحقيق أعلى مستويات من الكفاءة والسلاسة للمستخدم خلال تجربته ضمن الموقع.
بالرغم من أنّ الاستخدام الأساسيّ للغة الجافا سكريبت هو تطوير واجهات المستخدم التي ستُعرض من خلال المتصفّح، يمكن كذلك استخدامها لكتابة الأكواد البرمجيّة التي ستعمل على الجانب الآخر(back-end web development) أي على ال server أو الخادم، وذلك من خلال بيئة العمل التي تُدعى Node.js، والتي تُمكّنك من بناء تطبيقات ذات مزايا عديدة وإمكانيّات كبيرة لتعمل من خلال شبكة الإنترنت. وتتميّز Node.js بتوافقها التام مع أنظمة التشغيل المختلفة من
أمثال
Linux, Mac OS X, and Windows.
ونظراً للصفات التي تتمتّع بها الجافا سكريبت كالمرونة في تركيب بنية الأكواد البرمجيّة وقابلية العمل على جميع المتصفّحات الرئيسيّة، فإنّها تعتبر إحدى أفضل اللغات البرمجيّة التي يمكنك أن تبدأ بها. [1]
لغة البرمجة C
إنّها إحدى أفضل لغات البرمجة التي يتوجّب على الجميع إدراك أهميّتها في بداية رحلتهم التعليمّية. خصوصًا أنّها لغة ذات صفات أساسيّة أو قاعديّة (basic) أي أنّها قريبة من لغة الآلة (binary) وتوفّر للمطوّر إمكانيّة التحكّم الكامل بالذاكرة العشوائية للجهاز (RAM)، إضافة لسرعة تنفيذها مقارنة بلغات البرمجة عالية المستوى التي تستهلك قدراً أكبر من الموارد المتوفّرة (resources). كما توجد نسخة مطوّرة من تلك اللغة تدعى C++/Cpp ولكن من الأفضل دائماً البدء بتعلّم لغة C نظرًا لبساطتها وقلّة مفرداتها وكونها تشكّل مدخلاً مهمًّا لتعلّم العديد من المبادئ الرئيسية لعلوم الحاسب وللغات البرمجة عالية المستوى. [2]
لغة البرمجة Dart
إنّها إحدى لغات البرمجة عالية المستوى التي تتبنّاها شركة Google. تمّ تطويرها بدايةً لتكون وسيلةً لبناء تطبيقات الويب وتطبيقات المستخدم ذات الواجهات الرسوميّة. ومن ثمّ تمّ اعتمادها لتطوير تطبيقات الموبايل من خلال إطار العمل الخاص بها والذي يُدعى Flutter. حيث أصبح بالإمكان تطوير تطبيقات الموبايل لكلّ من نظامي الأندرويد وال IOS عبر كتابة كود برمجيّ واحد، بدلًا من كتابة كودٍ خاصٍّ للأندرويد باستخدام لغات Java/Kotlin، وآخر خاصٍّ لنظام ال IOS باستخدام لغة Swift، ممّا شكّل فارقاً هامّاً على مستوى سهولة وسرعة تطوير تطبيقات الموبايل مقارنة بالطريقة الأصليّة التي تدعى Native.
لغة بايثون Python
هي إحدى لغات البرمجة عالية المستوى ذات المجالات الواسعة للتطبيق ضمن سوق العمل، حيث تستخدم عالميًّا لبناء تطبيقات سطح المكتب وتطبيقات الويب وأعمال القرصنة Hacking، إضافةً للمجالات المتطوّرة كالذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
تتميّز بسرعتها الفائقة، وسهولة تعلّمها، ومرونتها، والأهمّ من ذلك أنّها مجانيّة ومتاحة للجميع. كما أنّها سهلة وشائعة الاستخدام على جميع المستويات، وقويّة لدرجة تجعل Google تستخدمها ضمن تطبيقات تعلّم الآلة التي تطوّرها الشركة. [2]
لغة سويفت Swift
تعتبر لغة سويفت خياراً مثاليّاً لأولئك الأشخاص المهتمّين بمنتجات شركة Apple، وتطوير تطبيقات الموبايل. تمّ تطويرها في عام 2014 من قبل الشركة لتستخدم من قبل المطوّرين لبناء التطبيقات لنظامي التشغيل (iOS and macOS).
تمّ بناء اللغة بشكل كامل بهدف تحسين الأداء وتوفير أحدث المتطلبات لتطوير تطبيقات ال IOS. لأن استخدام نظام IOS لا يقتصر على أجهزة (iPhone & iPad)، إنّما يتعدّى ذلك ليشكل الأساس الذي تقوم عليه أنظمة التشغيل الأخرى من أمثال watchOS الخاصّ بساعات آبل الذكيّة، tvOS الخاصً بأجهزة التلفاز التي تنتجها الشركة. وبسبب تفوّق شركة آبل باعتبارها إحدى الشركات الرائدة ضمن عالم التكنولوجيا، فإنّ تطوير التطبيقات لأنظمة التشغيل الخاصّة بها يعتبر أحد الوسائل الأكثر ربحيّة وطلباً في سوق العمل. [1]
ولحسن الحظ، تتوفّر العديد من كتب و
مواقع تعليم لغات البرمجة
بنوعيها المجاني أو المدفوع؛ وباللغتين العربيّة أو الإنكليزيّة. والأهم دائماً وأبداً أن نتذكّر أن اللغة ما هي إلّا أداة تمكّننا من تطبيق المبادئ والأسس الثابتة المتعلّقة بالبرمجة وعلوم الحاسب، وأنّ تلك الأدوات قد تختلف من وقت لآخر.