هل الحشيش يذهب العقل مثل الخمر
ما هو الحشيش
الحشيش أو القنب ويعرف باسم (Cannabis Sativa) أو (cannabis Indica) وهو عبارة عن نبات بري من أسرة نبات القراص، وينمو في جميع أنحاء
العالم
منذ القدم، ولقد تم استخدام هذا النبات على مر السنين للعديد من الأغراض، فمثلًا يتم استخدامها لغرض طبي، أو من أجل التدخين كمخدر.
ويتم تناول الحشيش عن طريق تجفيف أوراقه ثم يتم خلطها مع المادة الصمغية للتبغ ويتم تدخينها كسجائر (spliff) عن طريق استنشاق الدخان بقوة مع القيام بحبس النفس في الرئتين لبضع ثواني، ثم يخرج الزفير مختلطًا بالدخان، أو من الممكن أن يتم تناوله الجليون البيبه أو ما يسمى بالأركيلة، ومن الممكن تناوله في الشاي أو مخلوط مع بعض الأطعمة.
عندما يقوم الشخص بتناول الحشيش تقوم الدورة
الدم
وية بامتصاص أكثر من نصف مكوناته الكيميائية التي تمتلك تأثيرًا نفسيًا على الإنسان، وعندما يحدث تراكم هذه المواد في الأنسجة الدهنية نتيجة تناولها تدريجيًا؛ يتم فرز هذه المواد في البول باستمرار حتى بعد التوقف عن تناولها، وبهذه الطريقة يمكن اكتشاف ما إذا كان الشخص يدخن الحشيش أم لا عن طريق
تحليل البول
حتى لو كان الشخص متوقفًا عن تدخينه، وتصل مدة استمرار وجوده في البول إلى 56 يوم.[1][2]
هل الحشيش يذهب العقل مثل الخمر
يشبه الحشيش الخمر في العديد من الخصائص، ومن أهم العوامل المشتركة بينهم أن الحشيش والخمر كلاهما يذهبان العقل، لكن تختلف درجة السُكر من واحد لآخر، وأيضًا تعتمد على الكمية وعلى درجة التركيز، فعندما يقوم الشخص بتناول الحشيش تقوم الدورة الدموية بامتصاص أكثر من نصف مكوناته الكيميائية التي تمتلك تأثيرًا نفسيًا على الإنسان، ومن مجرى الدم تنتقل إلى المخ وأجزاء أخرى في
الجسم
مسببة شعور بالخدر والتشويش.
وذلك بسبب مركب الدلتا-9-THC الذي يقوم بالتأثير على نهايات الامتدادات العصبية الكانابينويدية الموجودة داخل المخ، بالتالي تؤثر على الخلايا العصبية والنبضات العصبية الناتجة منها، لكن من الأمور المثيرة للدهشة هو أن دماغ الإنسان يقوم بإنتاج مركبات طبيعية مشابهة لمركبات الحشيش، وتسمى هذه المركبات باسم الكانابينويد الداخلي أو كما في
الإنجليزية
(endocannabinoids).
تملك هذه المركبات تأثيرًا على المستقبلات التي توجد في المخ والمسؤولة عن الشعور بالفرح، والحزن والتفكير والذاكرة، والتركيز، وإدراك الإنسان الحسي، وإدراكه بالوقت، كما أن مركبات الحشيش تملك تأثير على بقية أعضاء الجسم من
الجلد
والمعدة والعيون والآذان.
قبل أن تقوم بتناول الحشيش عليك أن تعلم عن جميع أضراره التي ستصيبك فيما بعد من اضطراب الوعي والتشويش والهلوسة والوسواس والشكوك والقلق، لكن هذه التأثيرات تختلف من شخص لآخر، كما تختلف حسب الجرعة التي تناولها الشخص، وعلى حسب ما إذا كانت مرته الأولى أم أنه معتادًا على الأمر، بالتالي تختلف النتائج السلبية لتناول الحشيش من شخصٍ لآخر على حسب حالة الشخص الذي يتناوله.
الفرق بين الخمر والحشيش
إن الفرق بين الخمر والحشيش ليس بالكبير فكلاهما يذهبان العقل ويضران الجسم، لكن من الممكن أن يختلف الفرق في مدى تأثير كل منهما على الشخص، لكن عليك أن تعلم أنه ليس شرطًا أن تمتلك الخمر او الحشيش نفس التأثير على الأشخاص، فكل شخص تختلف حالته من آخر، وذلك يرجع لعدة أسباب، لكن مما لا شك فيه أن كلاهما يضر بصحة الإنسان.
يمتلك الحشيش تأثير طويل المدى على عقل الشخص الذي يتناوله، ويكون هذا التأثير أشد وطأة بكثير من تلك التي من الممكن أن تسببها الخمر، لذلك تعتبر المقارنة بين الخمر والحشيش غير عادلة نوعًا ما، لكن ما يتفق فيه كلاهما هو أنهما مضرات بصحة الإنسان وعقله، إن لم هذا الضرر في لحظتها سيكون على المدى البعيد.
لكن عليك أن تعلم أن نسبة إدمان الشخص للخمر أعلى من نسبة إدمانه لشرب الحشيش، وذلك طبقًا لدراسة استقصائية تم إجراؤها عام 199، قام فيها علماء الأوبئة في المعهد الوطني لتعاطي
المخدرات
(National Institute on Drug Abuse) بسؤال أكثر من 8 آلاف شخص يشربون المحول أو الحشيش، وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 15 إلى 64 سنة، فكانت النتيجة أن من بين الذين جربوا الحشيش مرة واحدة على الأقل تم تشخيص ما يقرب من 9٪ منهم بالإدمان، بينما تم تشخيص حوالي 15% بالإدمان من الذين تناولوا الكحول لأول مرة.[1]
حكم شرب الحشيش
يقول الشيخ ابن باز: ( أن الدخان وفروعه ومشتقاته كلها محرمة، ودليل ذلك قول
الله
: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ، أمر الله نبيه ﷺ أن يقول للناس: (أحل لكم الطيبات لما سألوه ماذا أحل لهم؟ أمره الله أن يقول لهم: أحل لكم الطيبات ، وأخبر سبحانه عن وصف نبيه محمد ﷺ في سورة الأعراف قال: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) وقد أجمع العارفون بالدخان من الأطباء وغير الأطباء على أنه خبيث ضار ضرراً كبيراً بمتعاطيه، فهو معروف بأنه سبب لأمراض كثيرة من داء السرطان وداء السكتة وأدواء أخرى معروفة ذكرها العلماء وألفوا فيها المؤلفات، فهو محرم لخبثه وضرره الكثير، وربما أفقد صاحبه شعوره إذا تأخر عنه أو أكثر منه، فهو ذو مضرة عظيمة، فيجب على كل مسلم تركه، على الرجال والنساء جميعاً، فيحرم بيعه وشراؤه والتجارة فيه واستعماله هو ومشتقاته من شمة وغيرها، لا شك في تحريم تناول المخدرات، من الحشيش والأفيون والكوكايين والمورفين وغير ذلك، لوجوه عديدة منها:
أنها تغيّب العقل وتخامره أي تغطيه، وما كان كذلك فهو حرام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة) رواه مسلم، وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ شَرَابًا يُصْنَعُ بِأَرْضِنَا يُقَالُ لَهُ الْمِزْرُ مِنْ الشَّعِيرِ ، وَشَرَابٌ يُقَالُ لَهُ الْبِتْعُ مِنْ الْعَسَلِ، فَقَالَ: (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ)، وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أما بعد، أيها الناس، إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة: من
العنب
والتمر والعسل والحنطة والشعير، والخمر ما خامر العقل)، ولا شك أن المخدرات تخامر العقل وتغيبه.
قال الحافظ ابن حجر: واستُدل بمطلق قوله: (كل مسكر حرام) على تحريم ما يسكر ولو لم يكن شرابا، فيدخل في ذلك الحشيشة وغيرها، وقد جزم النووي وغيره بأنها مسكرة، وجزم آخرون بأنها مخدرة، وهو مكابرة؛ لأنها تحدث بالمشاهدة ما يحدث الخمر من الطرب والنشوة، والمداومة عليها والانهماك فيها، وقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمُفْتِر كُلّ شَرَاب يُورِث الْفُتُور وَالرَّخْوَة فِي الأَعْضَاء وَالْخَدَرَ فِي الأَطْرَاف وَهُوَ مُقَدِّمَة السُّكْر، وَنَهَى عَنْ شُرْبه لِئَلا يَكُون ذَرِيعَة إِلَى السُّكْر، وقال شيخ
الإسلام
ابن تيمية رحمه الله: وكل ما يغيب العقل فإنه حرام وإن لم تحصل به نشوة ولا طرب، فإن تغييب العقل حرام بإجماع المسلمين، وأما تعاطي البنج الذي لم يسكر، ولم يغيب العقل ففيه التعزير.[3]