هل التفكير السلبي مرض نفسي
كيف يصبح التفكير السلبي مرض نفسي
التفكير السلبي قد يسيطر علينا من حين لأخر ولكن ما يسمى السلبية المستمرة بإمكانها تدمير صحتنا العقلية وتتركنا في حالة من القلق والاكتئاب [1] .
والتفكير السلبي هو التفكر الدائم حول حدوث ما هو سيء، كما أيضا يكون التفكير دائما في في وقوع المشاكل، فهذه
النظر
ة التشاؤمية التي تنغرس في التفكير.
وإذا سيطرت عليه تتحول لمرض نفسي يعمل علي ملء صاحبه بالإحباط والاكتئاب والقلق المزمن، وربما يتطور ليصبح نوعا من أنواع الوسواس القهري وهذا من أصعب
الأمراض النفسية
لذلك فإن
التفكير السلبي
مرض نفسي.
كما يشير التفكير السلبي إلى نمط من التفكير التشاؤمي المتواجد في نفسك ومحيطك، و يمر الجميع بأفكار سلبية بين الحين والآخر، فإن التفكير السلبي الذي يؤثر بشكل خطير على طريقة تفكيرك في نفسك والعالم وحتى يتعارض مع العمل او الدراسة والأداء اليومي يمكن أن يكون من أعراض مرض عقلي، بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات الشخصية والفصام.
ليس كل من ينخرط في التفكير السلبي نستطيع أن نطلق عليه انه مصاب بمرض عقلي بينما كل شخص يعاني من مرض عقلي لديه أفكار سلبية مستمرة، ومع ذلك يمكن أن يضر التفكير السلبي بصحتك العقلية ونوعية حياتك خاصة عندما لا يمكنك التوقف وتظل منخرط داخل هذا التفكير.
متى يصبح التفكير السلبي خطرا على صاحبه
هناك ثلاثة أسباب رئيسية للأفكار السلبية:
-
ا
لخوف من
المستقبل
: اغلب الناس تخشى المجهول وغير متأكدين مما قد يجلبه المستقبل، وذلك يؤدي غالبا إلى التهويل وهو ما يعني دائما توقع الفشل والكارثة، بغض النظر عن الطريقة التي تحكم على الأمر فإن القلق بشأن المستقبل هو مضيعة للوقت والطاقة، وللعلاج من هذه الحالة لابد من تقليل واقعك وعدم التفكير في المستحيل وضع تركيزك في الحاضر. -
ا
لقلق من الحاضر
: القلق بشأن الحاضر أمر مفهوم في الأغلب، حيث توصل المفكرون السلبيون إلى أسوأ سيناريو كاعتقادهم في العمل أن لا يحبهم أحد في المكتب، ورئيسهم على وشك إخبارهم بأنهم قاموا بعمل فظيع وسيؤدي الازدحام المروري إلى تأخرهم في اصطحاب الأطفال، كل هذا ناتج عن
الخوف
من فقدان السيطرة، يمكن أن يساعد التنظيم والروتين في إبعاد الأفكار السلبية ولكن قد يكونوا بحاجة إلى تجربة تقنيات العلاج العملي. -
عار الماضي وعدم تخطيه
: هناك الكثير من الأوقات التي نكون فيها قلقين بما حدث معنا بأمر ما في وقت الماضي، حيث أنها أشياء تجعلنا نشعر بالحرج بالرغم من انتهاءها، ولكن المفكرين السلبيين يميلون إلى التفكير في أخطاء الماضي ويكونون متشبثين به أكثر من غيرهم، هناك طريقة بناءة للتعامل مع الأخطاء وهي قبول وقوع الحدث والنظر في كيفية منع حدوثه مرة أخرى في المستقبل.
أشكال التفكير السلبي
أنماط التفكير السلبي الأكثر شيوعا [2]:
-
التفكير الكلي أو لا شيء
ويسمي أيضا التفكير الأبيض والأسود وهو يعني رؤية الأشياء تندرج تحت فئتين فقط فهي إما تكون جيدة أو سيئة، وهذا النوع من التفكير يجعلك تفكر وتشعر بالإحباط وعدم رؤية الأمر بطريقة صحيحة.
مثل: لم ألتحق بالمدرسة التي كانت خياري الأول ، لذا فقد تبددت آمالي في
المدرسة الثانوية
تماما، وأيضا إذا لم أحصل على علامة A + فأنا فاشل وهذا التعميم على الأمور ليس صحيح.
-
التفكير العاطفي
هو الإيمان بأنه كل ما تشعر به فهو صحيح بالرغم من عدم وجود دليل يؤكد ذلك، فمثلا إذا كنت تشعر بالوحدة فلا أحد يحبك، أو تشعر بالخوف من دخول المصعد وبالتالي فإن المصاعد أماكن خطرة.
-
التعميم المفرط
وهو يعني أخذ حدث أو تفصيل سلبي واحد حول موقف ما وجعله قاعدة تمثل حقيقة عن حياتك كلها، فمثلا هذا الشخص لا يريد الخروج معي فينتج فكر بأن لا أحد يريد الخروج معي أو لقد أفسدت تجربتي في الكيمياء اليوم فينتج عنها أنني لا أفعل أي شيء صحيح.
-
الوسم أو التسمية
وهو وضع علامة سلبية لنفسك أو على شخص آخر حتى لا ترى شخصية الشخص الذي يقف أمامك صحيحة، عندما تحبس شخصًا ما في مكانه يصبح فهمك صارم لدرجة أنه لا يوجد مجال للنقاش لرؤية نفسك أو رؤية شخص آخر بشكل مختلف.
فمثلا وقعت في محاولة لتسجيل هذا الهدف في كرة
القدم
اليوم فأنا خارق و فظيع. لم يكن لدي ما أقوله في تلك المحادثة أنا غير مهتم على الإطلاق
-
قراءة الحظ
التنبؤ بشيء ما في صورة سلبية. هذا يمكن أن يصبح طريقة متشائمة لرؤية المستقبل ويمكن أن يؤثر على سلوك الفرد فبالتالي يجعل الحدث الذي ترويه حظوظك أكثر عرضة ليتحول بشكل سيء.
فمثلا أعلم أنني سأؤدي أداء مروع في ذلك الاختبار فبالتالي سيصاب بالذعر وسيؤدي أداءً أقل فعالية عليه أو إذا تواصلت مع هذا الشخص فلن يرغب في التحدث معي أو قبولي فبالتالي لا تحاول التواصل مع شخص تريد معرفته بشكل أفضل أو الحصول على المساعدة منه
-
القراءة
الذهنية
بافتراض أنك تعرف وتفهم ما يفكر به شخص آخر وكونك متأكدا من أن ذلك ينعكس عليك بشكل سيء، فمثلا أنا أتحدث والشخص الذي أتحدث إليه لا يبدو أنه ينتبه ينتج عنه تأكدي من أنهم لا يحبونني بينما الواقع قد يكون ذلك بسبب تشتت انتباههم، أو التوتر حول شيء لا علاقة لك ويواجهون صعوبة في التركيز.
-
التهويل أو التكبير
وهو يعني أخذ مشكلة أو شيء سلبي وتفجيره بشكل غير متناسب مما يسبب الذعر، فمثلا ستكون هذه الحفلة أسوأ تجربة على الإطلاق.
-
خصم الإيجابي أو التصغير
وهو يعني اتخاذ شيء إيجابي حدث والتقليل منه بحيث يكون ليس له اعتبار، على سبيل المثال لقد أبليت بلاءً حسناً في هذا
الامتحان
فتفكيريك يكون أنها ضربة حظ.
-
التخصيص
هو صنع الأشياء عنك عندما لا تكون لها وجود ويتضمن ذلك لوم نفسك على ما هو خارج عن سيطرتك وأخذ الأمور على محمل شخصي عندما لا يقصد أن تؤذيك.
أعراض التفكير الزائد والوسواس
-
دائما في حالة قلق
: حيث انهم في حالة دائمه من توقع حدوث أشياء خاطئة حتى عندما تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لهم[3]. -
متشائمون
: لا يمكنهم رؤية الجانب المشرق من
الحياة
أبدا، حتى في الأمور الصغيرة والبسيطة يفكرون في الأسوأ فقط لا شيء يمكن أن يجعل وجوههم تبتسم، نادرا ما يتوقع الأشخاص السلبيون نتيجة سعيدة أو نتيجة عظيمة. -
كثيرين الشكوة
: الأشخاص السلبيون في حالة من التذمر وعدم
الرضا
دائم، يشتكون كثيرا وهذا يسبب لهم الكثير من
الكراهية
ولديهم اعتقاد داخلي بأن
العالم
كله ضدهم. -
التردد
: لا يتحرك الأشخاص السلبيون خارج منطقة الراحة الخاصة بهم، وتلك الذين اعتادوا عليها لا يريدون تجربة شيء جديد ولا يمكنهم مواجهة احتمال المزيد من الخوف أو الانزعاج أو التحديات أو الفش، وهذا هو السبب في أنهم غير قادرين أبدًا على الدخول في تجارب جديدة ويكونون محاصرين في منطقة مملة. -
ليس لديهم إنجازات
: قد يكون عدم
النجاح
والفشل الدائم بسبب العديد من العوامل، ولكن تظل السلبية هي السبب الرئيسي، عادة ما يعتقد الأشخاص السلبيون لأن ليس لديهم
الذكاء
المطلوب لكي يتمكنوا من إجراء تجارب تنسب اليهم، والمستقبل لا يثيرهم أفضل وصف والنهج الخاص بيهم في الحياة هو الوقوع في نفق مظلم. -
إنهم مصاصون للطاقة
: الأشخاص السلبيون يمتصون كل طاقتك. يتركونك بلا طاقة عاطفية وجسدية، كما إنهم ببساطة غير قادرين على إنتاج أي إيجابية والتواجد معهم أمر مهلك و متعب ومستنزف للطاقة الخاصة بك. -
خبرة محدودة:
لأنهم في حالة من
التردد
الدائم تجاه حدوث شيء فبالتالي ليس لديهم أي مرجع يفيدهم في حياتهم من تجارب سابقة.