متى يبدأ الجنين بأخذ الغذاء من الأم

رحلة الغذاء من الأم إلى الطفل

إنها حقاً لسعادة غامرة، أن تشعر الأم أن طفلها، الذي هو قطعة من روحها، يتغذي على غذائها، على الرغم من أن ذلك قد يضعفها ولكن ذلك هو قمة سعادتها،

فكيف يتغذى الجنين في بطن الأم

؟

فعندما تحملين، تنتقل البويضة المخصبة عبر أحد قناة فالوب إلى

الرحم

، وهناك تهبط على سطح الرحم ، الذي يحتوي على كمية كبيرة من

الدم

ويخترق بطانة الرحم، حيث يحتاج هذا الجنين بشكل مستمر إلى الأكسجين والطاقة لحدوث المعجزة في التغيير من خلايا قليلة إلى طفل مكتمل النمو.

ويتطور مصدر غذائه، التي تسمى المشيمة الموجودة في بطانة رحمك،  والمشيمة ليست فقط تنقل الغذاء والعناصر الغذائية فحسب، بل  أيضًا تنقل الأجسام المضادة والمناعة من الأم إلى

الطفل

،  خاصة في

الأشهر

الثلاثة الأخيرة من

الحمل

، وينتقل الأكسجين والطاقة (الدهون والكربوهيدرات والبروتينات) من المشيمة إلى الجنين.

حيث ينقل الحبل السري الدم المؤكسد الغني بالمغذيات إلى طفلك وهو متصل بسرة بطن طفلك، حيث لا تستطيع رئتا طفلك العمل حتى يولد ويأخذ أنفاسه الأولى، وحتى يحين موعد الولادة يأتي كل الأكسجين عبر الحبل السري للطفل وتعود جميع الفضلات التي تخرج من طفلك عبر الحبل السري، عبر المشيمة، ثم تعود إلى مجرى الدم أيضًا، حتى يتخلص جسمك منها. [1]

ما هي المشيمة ومتى تعمل

يمر جسمك بتغيرات سريعة أثناء فترة الحمل، خاصة في الأشهر الأولى، ولدعم هذه العملية،  أنت بحاجة إلى شريان حياة لمساعدة طفلك على

الأكل

والتنفس حيث تعتبر المشيمة وهو العضو الذي ينمو داخل الرحم، مصدر الاتصال بينك وبين طفلك، وهذا الاتصال (عبر الحبل السري) هو ما يساعد في الحفاظ على نمو طفلك طوال فترة الحمل بصورة طبيعية.

وتنتقل العناصر الغذائية والأكسجين والأجسام المضادة الضرورية من المشيمة عبر الحبل السري وإلى طفلك، ومنها تعمل المشيمة أيضًا في الاتجاه المعاكس، مما يعني أنها تزيل الفضلات وثاني أكسيد الكربون من دم الطفل إلى دمك، ونظرًا لأن المشيمة تحافظ على دمك منفصلاً عن دم طفلك، فإنها تساعد أيضًا في إبعاد بعض

البكتيريا

والفيروسات عن الرحم، مما يحمي الجنين من العدوى.

بالإضافة إلى كونها شريان حياة لطفلك ، فإن المشيمة تنتج وتفرز أيضًا هرمونات مباشرة في مجرى الدم للمساعدة في دعم الحمل ونمو الجنين،  وتشمل هذه الهرمونات:


  • البروجسترون
  • الإستروجين
  • الأوكسيتوسين
  • موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية
  • اللاكتوجين المشيمي البشري [2]


متى تبدأ المشيمة وتنتهي من النمو؟

يتضمن الحمل سلسلة معقدة من الأحداث، أحداها هو تكوين المشيمة بشكل عام فبمجرد انغراس

البويضة الملقحة

في جدار الرحم، تبدأ المشيمة بالتشكل، ومن ثم تبدأ في العمل فعندما تصل البويضة الملقحة إلى الرحم، تستمر انقسامات الخلايا هذه، وفي هذه المرحلة، تبدأ بعض الخلايا في تكون المشيمة

وعلى مدار فترة الحمل، تنمو المشيمة من خلايا قليلة إلى عضو يزن في النهاية حوالي

رطل

واحد، وبحلول الأسبوع 12،  تتشكل المشيمة وتكون جاهزة لتتولى تغذية الطفل، ومع ذلك، فإنها تستمر في النمو طوال فترة الحمل،  وتعتبر ناضجة بحلول 34 أسبوعًا، وفي ظل الظروف العادية، ستلتصق المشيمة بجدار الرحم، ومع تقدم الحمل، سوف يتحرك مع الرحم المتنامي. [3]


كيف يتدخل الحبل السري في توصيل المواد الغذائية ؟

الحبل السري هو عبارة عن هيكل ضيق يشبه الأنبوب يربط الطفل النامي بالمشيمة،  ويُطلق على الحبل أحيانًا اسم “خط إمداد” الطفل لأنه يحمل دم الطفل ذهابًا وإيابًا، بين الطفل والمشيمة.

ويقوم بتوصيل المغذيات والأكسجين للطفل ويزيل فضلاته، ومن ثم يبدأ الحبل السري في التكون بعد 5 أسابيع من الحمل، حيث يصبح تدريجيًا أطول حتى 28 أسبوعًا من الحمل،  حيث يصل متوسط ​​الطول من 22 إلى 24 بوصة، ومع زيادة طول الحبل،  فإنه يلتف حول نفسه بشكل عام، مكوناً ثلاث أوعية دموية.

وينقل الوريد الأكسجين والمواد المغذية من المشيمة (التي تتصل بإمداد دم الأم) إلى الطفل، حيث ينقل الشريانان الفضلات من الجنين إلى المشيمة (حيث يتم نقل الفضلات إلى دم الأم والتخلص منها عن طريق كليتيها). [2]

متى يبدأ الطفل في أخذ الغذاء من الأم

منذ بداية تكوين الجنين في رحم أمه وهو يمر بعدد من المراحل والتطورات المتتالية حتى يتم إكتمال نموه، ويكبر حجمه بهذه الطريقة على مدار التسع

أشهر

وفي خلال تلك الفترة يكون مصدر غذائه هو المشيمة بكل ما تحمل من غذاء، وعناصر هامة لبناء جسمه، وعلى ذلك يبدأ الطفل في تلقي الغذاء من امه في الأسبوع الحادي عشر من الحمل.

حيث يتم تحويل الغذاء الذي تتناوله الأم إلي صورة دم به جميع العناصر الهامة للجسم ثم تنتقل إلى الجنين عبر المشيمة، لذا لابد للحامل ان

تتبع

نظام غذائي صحي لينمو طفلها بشكل سليم وتتجنب تناول اي اشياء قد تضر بصحة جنينها.


كيف يتأثر الطفل بغذاء أمه داخل الرحم؟

عندما يبدأ الجنين في تناول

الطعام

من والدته في الأسبوع الحادي عشر من الحمل، يتم اتباع نظام غذائي صحي، وهو يعتبر أمر حيوي أثناء الحمل، ويمكن أن تساعد التغذية المثلى الشخص على تلبية المتطلبات الجسدية المتزايدة للحمل ومساعدة الجنين على النمو، ولكي يكون الحمل صحي، يجب أن يشتمل النظام الغذائي للمرأة على

البروتين

ات والكربوهيدرات والدهون.

ومع ذلك،  فإن بعض الأطعمة والمشروبات، مثل الكحول وبعض أنواع الجبن، يمكن أن يكون لها تأثير ضار على صحة المرأة الحامل وصحة طفلها في نهاية المطاف.

حيث يوصي  الأطباء باتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، بما في ذلك البروتينات الحيوانية والنباتية المختلفة والفواكه والحبوب والخضروات أثناء الحمل.


فواكه وخضراوات

تحتوي الفواكه والخضراوات على العديد من الفيتامينات والمعادن والأملاح المعدنية التي تنتقل إلى الطفل وتساعده على تكوين الخلايا في جسمه، بالإضافة إلى أنها مصدر مهم للألياف والحديد.


الكربوهيدرات المعقدة

تشمل الكربوهيدرات المعقدة الخضروات النشوية مثل

البطاطا الحلوة

والقرع، والحبوب الكاملة،والبقوليات، مثل الفول أو الحمص، حيث توفر الكربوهيدرات المعقدة الطاقة وهي  أيضاً مصدر جيد للألياف.


بروتين

الحمل فترة نمو وتطور سريع، ونتيجة لذلك، فإن الحصول على الكمية المثلى من البروتين أمر بالغ الأهمية، وفي أثناء الحمل،  من المهم التركيز على مجموعة من مصادر البروتين كجزء من نظام غذائي متوازن، وفيما يلي مصادر نباتية جيدة للبروتين:

  • مساحيق البروتين النباتية، مثل مساحيق بروتين البازلاء
  • الفول والعدس والبقوليات والمكسرات والبذور وزبدة

    المكسرات

ويمكن أيضًا أن يكون البروتين الحيواني، من

الدجاج

أو

السمك

أو لحم البقر أو البيض، على سبيل المثال، جزءًا من نظام غذائي صحي أثناء الحمل،  حيث تحتوي هذه على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.


الدهون

تعتبر الدهون جزءًا لا يتجزأ من مصدر أي نظام غذائي صحي، حيث تلعب دورًا رئيسيًا أثناء الحمل،  ومع ذلك، فإن أنواع الدهون مهمة، فعلى سبيل المثال، يعد الحصول على أحماض أوميغا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة أمرًا بالغ الأهمية أثناء الحمل، ولكن يرجى  توخي الحذر، حيث  يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات الحمل. [2]