نظرية الملكات العقلية والتدريب الشكلي

ما هي نظرية التدريب الشكلي

إن نظرية التدريب الشكلي تستند إلى نظرية الملكات العقلية التي تنظر إلى العقل أنه يتكون من مجموعة ملكات أو مجموعة قوى عقلية تتجلى في:

  1. الذاكرة.
  2. المحاكمة.
  3. الإرادة.
  4. الانتباه.
  5. الإدراك.
  6. الخيال.
  7. التفكير.
  8. المزاج.

وهي قوى تكون مستقلة ومنفصلة عن بعضها، وإن فلاسفة التربية كانوا يرون أن العامل الرئيسي في التربية هو تدريب هذه الملكات والعمل على تقويتها، لأن بتقويتها يجعلها قادرة على أن تعمل بكفاية عالية في أي مجال آخر غير مجال التمرين والتدريب، فمثلاً إذا أردنا تنمية قدرة الذاكرة والتذكر فيجب دراسة المواد التي تساعد على التذكر.

وإن أنصار هذه

النظر

ية قد أكدوا أن المطلوب الرئيسي هو التدريب الشكلي أي لم يهتموا بمحتوى المادة بل هدفهم هو المساعدة على القدرة المرتبطة به بغض النظر عن قيمته، وقد كان هناك انتقادات كثيرة لهذه النظرية وكان لثورندايك تأثير مهم في صحة نظرية القدرات والتي تسمى نظرية الملكات، وقد سعى العلماء بأن يتحققوا من هذه النظرية فقد توصلوا إلى أن الانتقال يحدث بشروط خاصة فمنها يكون موضوعي يتصل بطبيعة المادة وهو الموضوع أو الشيء المتعلم، وإن هذا الأمر قد أثبت أن هذه النظرية باطلة لأنها اعتمدت على شكل النشاط وليس محتواه.[2]

كيفية التدريب الشكلي

كما أسلفنا سابقاً نجد أن نظرية التدريب الشكلي أو الملكات العقلية هي من النظريات القديمة، وتعتبر من أولى النظريات التي تم إخضاعها للاختبار لأنها مرتبطة بشكل مباشر بممارسة عملية التعلم، وهذه النظرية تفترض أن العقل يتألف من ملكات مثل ملكة التفكير والذاكرة وغيرها، ويمكن تدريب هذه الملكات عن طريق دراسة بعض المواد الهندسية وبالأخص دراسة مادة الرياضيات، بالإضافة إلى الاهتمام بدراسة اللغات، وإن بعض الباحثين وأصحاب هذه النظرية يعتقدون أن تقوية ملكة من هذه الملكات كتقوية ملكة التفكير عن طريق دراسة الرياضيات بأنها تؤثر على تقوية التفكير في مجال آخر، أي وظيفة التدريب تقوم على تقوية ملكات العقل وبالتالي ينتج عنها التقدم والنمو في وظائف الملكات الأخرى.

الأسس التجريبية لنظرية انتقال أثر التدريب

تم إجراء الأعمال الأولية التي هدفت للتحقق من صحة نظرية الملكات العقلية أو عدم صحتها، وكانت الدراسات والتجارب الأولى هي التجارب التي قام بها “وليم جيمس” عام 1890م والتي دارت حول فكرة تحسين الذاكرة من خلال التدريب، وقد تطرق إلى التحقق عما إذا كان التدريب على حفظ عدة مقطوعات شعرية يعمل على زيادة القدرة العامة في حفظ الشعر، وقد استنتج جيمس أن التدريب في حفظ مقطوعات شعرية لا يعمل على تحسن في قوة الحفظ.

وإنما يكون التأثر في الذاكرة بالإضافة إلى تحسين طرائق التعلم وأساليب التذكر، وإن هذه التجارب كانت محط احتجاج قوي ضد نظرية الترويض العقلي، وقد فتحت الأبواب لإجراء أبحاث علمية تكون أكثر رصانة واتقان بالإضافة إلى اتصافها للدقة والشمول، ومن هذه الدراسات والبحوث هي التي تم إجراؤها من قبل العلماء ثورندايك ودورث وسليت وفراكر و غيرهم، وقد أشارت الدراسات أن في الخلايا العصبية للدماغ هناك مادة وهي مادة الأستيل كولين والتي تزداد كلما ازداد المستوى العلمي لدى الإنسان.

مفهوم انتقال أثر التعلم والتدريب

إن انتقال أثر التعلم والتدريب لا يتواجد في الأعمال العقلية فقط والمهارات التي تتضمن الحركات المعقدة أو المركبة، وإن أثر التدريب في الأمور المدرسية أو الحياتية من الممكن أن يكون إيجابياً أو سلبياً أو يكون لا سلبياً ولا إيجابياً، فمفهوم انتقال أثر التعلم والتدريب هو الذي يشير إلى تأثير تعلم سابق في أداء مستقبلي، وقد تكون آثار التعلم السابق سلبية أو إيجابية عند تأديتها في الأوقات اللاحقة، ولهذا نجد أن الانتقال من الممكن أن يكون إما موجباً أو سالباً، وإن الباحثين حاولوا أن يعرفوا مدى انتقال التدريب لموضوع معين وقد وجدوا أن هناك نظريتان للتدريب هما:

  • مبدأ الترويض الشكلي للقدرات العقلية حيث أن التدريب على موضوع محدد يتم انتقاله إلى موضوع آخر على شكل واسع في حال كون القدرة العقلية المسؤولة عن هذين الموضوعين هي واحدة.
  • نظرية العناصر المتماثلة لثورنديك حيث أن انتقال التدريب في مجال محدد إلى مجال آخر يكون محدداً بمقدار العناصر المتماثلة والمشتركة بين المجالين.[3]

نظريات انتقال أثر التعلم

إن هناك نظريات تتخصص في انتقال أثر التعلم وتتجلى في:


  • نظرية التدريب الشكلي

    وهي النظرية التي تطرقنا إليها سابقاً في هذا المقال.

  • نظرية ثورندايك العناصر المتشابهة

    حيث أن هذه النظرية تقول أنه من الممكن أن يحدث انتقال في أثر التعلم من موقف قديم إلى موقف جديد على أساس وجود عناصر مماثلة بين الموقفين، فيحدث الانتقال عندما تتشابه المتغيرات من الاستجابات، وإن قوة الانتقال وإيجابياتها تتناسب مع قوة التشابه في المتغيرات بين عملين أو موقفين، فعندما يكون الانتقال فاعلاً والاستجابات مختلفة فسيكون الانتقال سالب .

  • نظرية تستند إلى فكرة التعميم

    ويقوم الفرد فيها في نقل خبراته التي اكتسبها من موقف إلى موقف آخر ثم يقوم بالتعميم الذي يحدث نتيجة الفهم، فعلى سبيل المثال نجد أن الشخص الذي درس مبادئ الحساب لديه القدرة على اتقان الحسابات التجارية، حيث أن انتقال أثر التعلم في هذه الحالة يحدث من خلال تأثير العملية المعرفية في التعميم وليس بتأثير النظريتين السابقتين اللتين تعتمدان على التشابهأو الاختلاف.[1]

العوامل المؤثرة في التعلم

إن هناك بعض العوامل التي تؤثر في عملية التعلم والتي تتجلى في:


  • النضج

    وهو غالباً ما يستخدم لوصف التغيرات التي تستقل عن بيئة المتعلم وغالباً ما تتعلق بالاستعدادات الوراثية، وإن كلمة

    النضج

    تشير إلى أنماط التغير المحددة من الداخل مثل حجم الجسم، وإن هذا التغير أو النمو  يتضح في شكل النمو قبل الولادة ولكنه لا يقف عند الميلاد بل يستمر في النمو ويرافقه نمو في المهارات مثل

    المشي

    والزحف فهي تعتبر عوامل جاخلية فسيولوجية، فمفهوم النضج هو ظهور قدرات محددة لدى الفرد دون أن يتم التأثير بالعملية التعليمية أو العملية التدريبية، حيث أن النمو الداخلي يحدث بشكل تلقائي وبصورة لا إرادية.

  • الممارسة والتكرار

    وهو شرط أساسي لحدوث عملية التعلم، فهو التغيير الذي يحدث بصفة دائمة في سلوك الفرد، فالتغير والتطور لن يحدث إلا بوجود الممارسة فهي مرادف للتمرين على الخبرة المراد تعلمها، فلا يتعلم الفرد إلا ما يتم ممارسته بنفسه.

  • الدافع

    وهي القوة التي تحرك سلوك الفرد وتعمل على توجيهه إلى أوجه النشاط المختلفة والتي يتم الاكتساب عن طريقها للمعارف والأنشطة الجديدة.