تحليل قصيدة أمية بن أبي الصلت .. وفكرتها الرئيسية
من هو أمية بن أبي الصلت
إن أمية بن أبي الصلت هو شاعر من قبيلة ثقيف وهذه القبيلة كانت تسكن في
الطائف
، وكان والده شاعراً أيضاً، وكان له أخت تعرف باسم “الفارعة”، بالإضافة إلى أن لديه أخ اسمه هذيل وقد قُتل في حصار الطائف وإن أمية بن أبي الصلت كان من الحنفاء الذين كانوا ضد عبادة الأصنام وآمنوا بالله، وقد انزعج من التردي الخلقي الذي انتشر في الجزيرة العربية، وقد تطلع إلى بعث نبي من بين العرب، وكان يرجو أن يكون هو ذلك النبي ، حيث أنه كان دائماً يخالط رجال الدين ويتقرب منهم ويقرأ كتبهم، وكانت أشعاره مقتبسة من هذه الكتب.
إن أمية بن أبي ملص كان من رجل أسفار وتجارة، وكان يقوم بمدح بعض أفراد كبار القوم مثل عبد
الله
بن جدعان، وإن بعض المصادر قد صرحت أن أمية قد مات كافراً بسبب حسده وبغيه حيث أنه عندما عرف بمبعث نبينا محمد عليه
الصلاة
والسلام قام بمغادرة الطائف وتوجه إلى اليمن مع بنتاه ولكن قد تركهما هناك.
وأخذ يتنقل في الجزيرة بين اليمن والبحرين بالإضافة إلى مكة والشام والمدينة والطائف، وإن بعض الروايات قد ذكرت أنه وفد على النبي عليه الصلاة والسلام وقد استمع منه إلى سورة “يس”، وقد أبدى تصديقه بالنبي ولكن حقده قد منعه أن يقوم بإعلان إسلامه وأن يدخل في الدين الجديد، وفي أحد الأيام قرر أن يلتقي بالنبي عليه الصلاة والسلام وأن يعلن إسلامه، ولكن الكفار قاموا بإثارة حقده على سيدنا محمد وقد ذكروه بأنه هو الذي قتل أقاربه في يوم بدر، فما كان منه إلا أن تراجع وعاد أدراجه وبكى وقد قام مثل ما يقوم به الجاهليون بعقر ناقته وشق هدومه.[1]
ديوان أمية بن أبي الصلت
إن لأمية بن أبي الصلت ديوان شعر حيث أنه فيه يختلط الشعر الصحيح النسبة له بالشعر المنسوب له ولغيره، وأكثر شعر الديوان تجلت في المسائل الدينية حيث أنه تجلى فيه تأملاً في الكون ودلالته على وحدانية الله وربوبيته، ووصف فيه عمل الملائكة وعكوفهم على التسبيح لله سبحانه وتعالى.
بالإضافة إلى أن شعره تجلى الإخبار عن يوم القيامة والحساب من الثواب والعقاب، وأيضاً
ورد
فيه
قصص
الأنبياء
مع أقوامهم، وقد قام بمدح عبد الله بن جدعان، وافتخر بنفسه وبقبيلته من خلال أشعاره، وقد كان شعره يتصف من الجانب الديني بأنه كان قريب من
القرآن الكريم
معنى
ولفظاً، وكأننا بإزاء شاعر قد وضع القرآن بين يديه وقد قام جاهداً في نظم آياته في أبيات شعرية، ومن هذه الأشعار هي:
لك الحمد والنَّعماء والمُلك ربنا … فلا شيء أعلى منك جَدًّا وأمجد
مَليك على عرش السماء مهيمن … لعزَّته تَعنو الجِباه وتسجدُ
مليك السموات الشِّداد وأرضها … وليس بشيء فوقنا يتأوَّد
تسبِّحه الطير الكوامن في الخفا … وإذ هي في جوِّ السماء تَصَعَّد
ومن خوف ربي سبَّح الرعد حمَده … وسبَّحه الأشجار والوحش أُبَّدُ
من الحقد نيران العداوة بيننا … لأنْ قال ربي للملائكة: اسجُدوا
لآدم لما كمَّل الله خلْقَه … فخرُّوا له طوعًا سجودًا وكدَّدوا
وقال عدوُّ الله للكِبر والشقا … لطين على نار
السموم
فسوَّدوافأخرَجه العِصيان من خير منزلٍ … فذاك الذي في سالف
الدهر
يحقِد
تحليل قصيدة أمية بن أبي الصلت
إن
قصيدة غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً
هي من أهم المواد التي يتم تعليمها للطلاف في المرحلة التعليمية، حيث أنها تحتوي على الكثير من الموضوعات التعليمية الأدبية بالإضافة إلى اللغوية، وهي للشاعر أمية بن أبي الصلت وتعتبر واحدة من الدورس التي اندرجت في كتاب الكفايات اللغوية في اللغة العربية، وتتميز هذه القصيدة بالقيم الأدبية الرائعة وتحليل قصيدة أمية بن أبي الصلت يتجلى في ه:
غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً …. تعل بما أجني عليك وتنهلُ
- غذاه أي قام بمؤنته.
- عاله أي قام به وكفله.
- اليافع والمقصود هنا الشخض الذي قارب عمره العشرين.
- تعل أي من العلل وهو الشرب الثاني وإن النهل الشرب الأول، ويسبغ عليه من نعمه القليل والكثير.
إذا ليلة نابتك بالشكوى لم أبت ..لشكواك إلا ساهرا اتململ
والمقصود بهذا البيت أي إذا أصابك مرض أو أي شيء مقلق ومؤرق فسأكون ساهراً بجانبك، والمقصود بكلمة اتململ أي اتقلب على الملة وتعني الجمر.
كأني أنا المطروق دونك بالذي ..طرقت به دوني وعيني تهمل
أي يقول كأني أنا
المريض
فإذا مرض تظل عيناه تهمل أي يسيل منها الدمع.
تخاف الردى نفسي عليك وإنها …لتعلم أن الموت حتم مؤجل
- المقصود بكلمة الردي أي الهلاك.
- وحتم أي أمر لا مفر منه.
- وكلمة مؤجل أي له وقت.
- فيقول في هذا البيت الشعري نفسي تظل قلقة وخائفة عليك من الموت، مع أنها تعلم أن الموت إذا جاء ميعاده لا مرد له من سبيل، وهذا ما يدل على شدة خوفه على ابنه، فهي الأبوة الصادقة.
فلما بلغت السن والغايه التي ..اليها مدى ما كنت فيك أؤمل
أي بلغت سن الرشد وأصبحت بسن الرجولة التامة.
جعلت جزائي جبها وغلظة ..كأنك أنت المنعم المتفضل
الجبه يعني أن يقابل الإنسان ما يكره، ويقول الشاعر ليتك لم ترعى حق أبوتي، فعلت كما الجار المجاور يقوم به، فنلاحظ أن في هذا البيت يخاطب الشاعر ابنه ويقول له ليتك لم تعاملني معاملة الأب ياليتك عاملتني معامةل الجار لجاره، وإن هذا الكلام لا يعني ولا يدل على أن الجيران كلهم معاملتهم حسنة ولكنه أتى في الأمر الغالب.
وسميتني بإسم المفند رأيه ..وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقل
فنده معناه أي نسبة إلى سوء العقل، فيقول الشاعر أي وصفتني بسوء الرأي بالإضافة إلى الغباوة، ولو عقلت لعرفت أن الفند سينسب إليك وليس إلي.
تراه معداً للخلاف كأنه …برد على اهل الصواب موكل
معداً المقصود به محضراً أو مهيئاً، ومعناه أن تهيئ الخلاف وأن يقابل به كل رأي كأنه كلف، أي يقوم بتفنيد آراء أهل الصواب.[2]
الفكرة الرئيسية لقصيدة أمية بن أبي الصلت حق الجار
إن أمية بن أبي الصلت قد برع في كتابة الأبيات الشعرية التي تخللت
التأمل
في ملكوت الله، وإن الفكرة الرئيسية لقصيدة أمية بن أمي الصلت التي كانت تحمل معاني كبيرة هل كانت فكرتها تدور حول حق الجار؟؟، ولكن هنا نجد أن هذه الإجابة خاطئة وهي لا تدور حول فكرة حق الجار حيث أن قصيدة غدوتك مولوداً وعلتك يافعاً كانت فكرتها هي عقوق الأبناء حيث أنه كان يخاطب ابنه.