هل السبليمنال حرام ؟.. ويعتبر من السحر
ما هو السبليمنال وهل هو سحر
حقيقة السبليمنال
أنه هو عبارة عن
رسالة
لاشعورية أي اللاوعي وهي رسالة تهدف إلى نوع من “التسلل عبر العقل الباطن” وترسيخ نفسها في أعماق عقلك الباطن، وتشير كلمة سبليمنال إلى حقيقة أن هذه الرسالة يجب أن تمر أسفل إدراكك الطبيعي أي أسفل حدودها وبالتالي فهي محدودة، ويمكن استخدام السبليمنال من خلال فيديو أو صورة أو حتى كلمة، لأنه عبارة عن رسالة غير مباشرة للعقل اللاواعي للتأثير عليه، وتستخدمه الشركات كثيراً في الدعاية والإعلانات.[1]
هل السبليمنال فعال بالفعل
لم يتوصل علماء النفس والعلماء إلى إجماع كامل حول ما إذا كان
السبليمنال
(الرسائل اللاشعورية) فعال بالفعل في إقناع الناس بالقيام بأشياء أو رغبتهم في القيام بذلك أم لا، في حين أن بعض الناس مقتنعون بأن الرسائل اللاشعورية تعمل بالفعل، ويبدو أنهم عندما يقومون بإجراء تغيير فإن ذلك يرجع إلى تأثير الدواء الوهمي، ومع ذلك يبدو أن بعض الدراسات مزدوجة التعمية تظهر أن
الصور
المضمنة تؤثر على الأفعال والسلوكيات، ومع ذلك فإن التأثير لا يستمر إلا لفترة
قصيرة
جداً.
وهناك مثال يوضح عمل السبليمنال بطريقة فعالة ويوضح كيف تؤثر المنبهات فوق العقائدية على سلوكنا من خلال الإدراك الواعي، على سبيل المثال تجربة النبيذ الألماني والنبيذ الفرنسي، حيث هناك تجربة أجريت في سوبر ماركت بريطاني على السبليمنال، قد تم عرض مجموعة مختارة من النبيذ الألماني والفرنسي بنفس السعر والمذاق تقريباً.[6]
بعد ذلك قام المتجر بتشغيل الموسيقى الألمانية والفرنسية في أيام مختلفة، ما حدث بعد ذلك مثير للاهتمام: زادت مبيعات النبيذ الألماني في الأيام التي كانت تُعزف فيها الموسيقى الألمانية، وحدث نفس الشيء مع النبيذ الفرنسي عندما كانت الموسيقى
الفرنسية
تعزف.
فيوضح هذا المثال أن المنبهات في الموسيقى المخزنة هي فوق العقوبة لأنه يمكن إدراكها بوعي، ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من أن المستهلكين في هذه الحالة يمكنهم سماع الموسيقى في المتجر، إلا أن القليل منهم أبلغ عن الموسيقى كعامل رئيسي في اختيارهم للنبيذ.
هناك
بحث
جديد مقترح من مختبر فالنتين دراغوي بجامعة تكساس في هيوستن أن الصور المموهة يمكن أن تغير نشاط
الدماغ
وسلوكه، ولكن يجب أن تعلم أن الرسائل اللاشعورية ليست قادرة على غسل الدماغ، فهذا لا يعني أنه إذا قامت شركة سيارات بإصدار رسالة مموهة تقول، “اشتري هذه السيارة”، فإنك سوف تذهب فوراً إلى أحد الوكلاء وتقوم بعملية شراء باهظة الثمن، ومع ذلك فيوجد هناك أدلة تشير إلى أن عرض الصور المموهة يحسن الأداء السلوكي، على الرغم من أن التغيير السلوكي قد تم إنشاؤه من خلال منشورات متعددة إلا أننا ما زلنا لا نعرف كيف يعالج الدماغ الصور المموهة.[2]
كيف يعمل السبليمنال (الرسائل اللاشعورية)
يتكون عقلنا من جزأين متفاعلين وهما الوعي واللاوعي، يمنحنا عقلنا الواعي السيطرة التنفيذية على أذهاننا، حيث أن بالوعي يمكننا التفكير والحكم والشعور والتجربة بوعي، شاع مصطلح “اللاوعي” من قبل فرويد ويشير إلى الجزء من عقلنا الذي يعمل تحت مستوى الإدراك الواعي.
وجدير بالذكر أن سلوكنا اللاواعي يكون دائماً في وضع الطيار الآلي، فيعتبر اللاوعي لدينا أقوى من الوعي عندما يتعلق الأمر بمعالجة المعلومات، حيث أن العقل الباطن قادر على معالجة 20000 بت من المعلومات في وقت واحد بينما يمكن للوعي التعامل فقط مع 7 ± 2 بت من المعلومات في نفس الوقت.
هل أنت على دراية بكل مرة تأخذ فيها شهيق وزفير أم من كل خطوة تقوم بها حتى لا تسقط، هذا هو التفكير اللاواعي بالنسبة لك، وتروق الرسائل اللاشعورية لعقلنا الباطن وتعمل من خلال عملية تعمل فيها المحفزات الحسية الخارجية على إثارة ردود الفعل دون أن نلاحظ الإشارات.
اكتشف العلم الحديث 37 مدخلاً حسياً معروفاً من خلال 7 فئات واسعة وهي الفئة البصرية، السمعية، اللمس، حاسة الشم، الذوق، الدهليزي (التوازن والحركة) واستقبال الحس العميق (وعي الجسم)، ويقال غالباً أن الرسائل اللاشعورية تستهدف حاستين وهما البصرية والسمعية، ويوجد تحت كل فئة عدد كبير من التقنيات.[3]
أنواع السبليمنال
-
سبليمنال مرئي (رسائل مرئية لا شعورية)
يعتمد السبليمنال المرئي على اختيار صور معينة لأغراض محددة، فحينها تومض الإشارات تحت المرئية بسرعة كبيرة عادةً بضع أجزاء من الألف من الثانية بحيث لا يدركها المشاهدون، يمكن رؤيتها غالباً في الإعلانات المطبوعة، مثل فاتورة الدولار التي تظهر في إعلان برجر كنتاكي فرايد تشيكن.
-
سبليمنال سمعي (الرسائل السمعية اللاشعورية)
السبليمنال السمعي هو عبارة عن رسائل ذات حجم منخفض يتم إدراجها في ملفات صوتية أعلى صوتاً بحيث لا يمكن سماعها، ويكون هدفها تغيير قناعات ما بداخل الشخص مثل أنا نحيف أو أنا جميل وهكذا.
-
سبليمنال كتابي
وهو عرض كلمة بطريقة غير مباشرة بخلفية مقطع فيديو.[4]
ما هو حكم ممارسة السبليمنال
لا يجوز الاعتماد على السبليمنال، ولا يوجد عليه أي إثباتات أو أدلة شرعية يعتمد عليها، ولا تجارب موثقة، ومثل هذا الأمر لا يجوز فعله، وقد جعل أصحاب الفلسفة المادية الحديثة “العقل اللاواعي” كأنه تمثال يعبدونه غير
الله
يؤمنون به ويشفيهم فيتوجهون إليه بقلوبهم ويخاطبونه ويطلبون منه حوائجهم، وكأنه الله الخالق المدبر![5]
هل السبليمنال حرام
يلجأ العديد من الأشخاص إلى الإستماع إلى السبليمنال وممارسته بعادة مستمرة لتغيير بعض الأشياء، وأشاع مؤخراً أنه يمكن استخدامه في عدة أشياء مثل التنحيف، تغيير لون العين أو الشعر وهكذا، ولكن هذا الأمر الذي يروج له بعض المدربين والنفسيين، ليس له أصل علمي يعتمد عليه، ولا يجوز الاعتماد على ما يدعى بـ السبليمنال، ولا يوجد عليه أي إثباتات وأدلة شرعية يعتمد عليها، ولا تجارب موثقة، ومثل هذا الأمر لا يجوز فعله، حيث قال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد: “القاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سبباً؛ فإنه مشرك شركاً أصغر”.
وذكر أيضاً في نفس الكتاب فوائد حديث
عمران بن حصين
(أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة. فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً)، ويوضح ذلك أن الأسباب التي لا أثر لها بمقتضى الشرع أو التجربة أو العقل، لا ينتفع بها الإنسان.[7]
ومن المعروف أن أي شيء يؤدي إلى التغيير في خلق الله تعالى، حتى وإن ظهرت نتائجه الإيجابية فهو محرم، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ” وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ” سورة
النساء
(119).