ما هو شعور ” vellichor ” لمتاجر الكتب

ما هو شعور vellichor

هل شعرت من قبل بإنجذاب غريب ناحية الكتب القديمة المستعملة، فإذا لم تكن جربت ذلك من قبل، فحاول أن تمر من أمام متجر لبيع الكتب القديمة، وستجد أنك من تلقاء نفسك تنجذب ناحية تلك الكتب المستعملة.

فتلك الرائحة الغريبة المنبعثة من تلك الكتب القديمة، تستطيع أن ترجع بذكرياتك وعقلك إلى الماضي، خاصة إذا كنت تشم كتباً دراسية مركونة منذ سنوات.

فهي تمثل ءلك

الحزن

الغامر الذي يمكن أن يبتلعنا عندما ندخل مكتبة أو مكتبة أثرية،  وننغمس في إحساس شمي يتجاوز بكثير رائحة الورق والجلد والغبار.

وتعتبر كلمة vellichor  مستحضراً عطريًا بعيدًا عن رائحة غرفة مبطنة بطبقات مغلفة بالجلد، “والتي يتم غمرها بمرور

الوقت

بطريقة ما.

فنحن ” نشعر بالحنين إلى ماضينا، للذكريات التي تظهر على الفور عندما نلتقط كتاب معين،  من أجل ذلك الراحة، يمكن أن تجعلك القراءة تهرب إلى عالم آخر في وجود تلك الرائحة.

وربما يكون من المفارقات السارة أن رائحة الموت البطيء للكتب يمكن أن تمنح

الحياة

لمثل هذه الملذات المرّة الحلوة مثل الاستمتاع بذكريات الرائحة. [1]

لماذا يأتيك شعور vellichor في حب رائحة الكتب القديمة

بعد الدراسات والأبحاث، تم إثبات أن هناك سببًا علميًا لرائحة الصفحات القديمة في الكتاب لبعض الناس، وهي عندما تتحلل الكتب بمرور الوقت، فإنها تنبعث منها رائحة تأتي من المركبات العضوية المتطايرة.

ويأتي معظم ما نشمه من المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، وتنتج تلك الرائحة من المُركّبات العضوية الطيّارة التي تتكسّر مع مرور الوقت، وهي مواد كيميائية تتبخر في درجة حرارة منخفضة

وتُسبب هذه الرائحة، مثل البنزالدهيد، والفانيلين، و إيثيل هيكسانول، والتولوين، وإيثيل البنزين. يحدث تفاعل كيميائي لهذه المواد، ويحتاج لوقتٍ طويل لكي يتم، وهو ما ينتج عنه هذه الرائحة التي نحبها.

كما أن الورق مصنوعٌ من الخشب، ويتكسر السليلوز واللجنين الموجود بداخل الورق، منتجاً مواداً عضوية مختلفة، وتَهب رائحة خفيفة تشبه الفانيليا و اللوز

والتي تنبعث منها الكتب عندما تتحلل بمرور الوقت،  ولقد استخرج باحثو جامعة كوليدج لندن المركبات العضوية المتطايرة الخاصة بها من رواية

فرنسية

عام 1928 وجدوا في

محل

لبيع الكتب المستعملة

(اكتشف مكان التبرع بكتبك القديمة.)، واستنشق المتطوعون بشكل أعمى مقتطفات من الكتاب، بالإضافة إلى سبع روائح أخرى غير مصنفة تتراوح من

الشوكولاتة

والقهوة إلى سوق

السمك

والكتان المتسخ.[3]

متى يأتيك شعور vellichor

إذا كنت مهووساً بالكتب وبالقراءة فأنت بالطبع سوف يأتيك ذلك الشعور بين الحين والآخر على مدار اليوم، خاصةً إذا كنت تمضي أغلب وقتك كله بجانب الكتب، ولكن إذا كنت فقط تحب استنشاق تلك الرائحة، فقد يأتيك ذلك الشعور عندما ترى الكتب القديمة. [2]

العلاقة بين رائحة الكتب القديمة ورائحة الماضي

تعتبر الروائح ليست وسيلة لحب المكان، ولكنها وسيلة للوصول إلى ذكريات منسية منذ زمن طويل، “حاسة الشم لدينا قريبة جدًا من مركز الذاكرة في دماغ الإنسان،  وبالتالي فإننا غالبًا ما نربط الذكريات ببعض الروائح بقوة وقوة شديدة”.

فكما تقول مؤلفة الدراسة ماتيجا سترليتش لـ “العلوم الشعبية”. “في كثير من الأحيان ، تثير الرائحة ذكريات قديمة لم نتمكن من إثارة ذكرياتنا.

ووفقاً لدراسة نُشرت عام 2017 في دوريّة علوم التراث، حاول فيها باحثون في تاريخ العلوم من جامعة لندن، معرفة وتحليل رائحة الكتب القديمة، والتي تعد بدورها جزءاً من التراث في محاولة للإجابة على سؤال: هل هناك روائح معينة ترتبط بالتاريخ الثقافي؟

أراد الباحثون تسجيل هذه الرائحة، وهي رائحة التاريخ. حيث تم عمل تحليل كيميائي للمواد الكيميائية المنبعثة من الكتب، ويتم

تحديد

رائحة هذه المركبات بواسطة أدوات استشعار، تشبه تلك التي تحدد وجود

المخدرات

والمفرقعات.

ومن ثم استعان الباحثون في هذه الدراسة بزوّار متحف برمنجهام في إنجلترا، وزوّار مكتبة «رين» التاريخية في كاتدرائية «سان بول» لكي يصفوا رائحة بعض الكتب القديمة التي تحتويها المكتبة.

حيث طلب منهم الباحثون الامتناع عن الطعام، وعدم استخدام أي مادة عطرية لمدة 30 دقيقة قبل الاختبار، ثم وصف الكتب، وتضمنت الأوصاف 21 رائحة منها اللوز، والشيكولاتة، والقهوة، ورائحة الخشب والدخان.[2]

سبب حب تلك الرائحة القديمة

تستطيع الرائحة التأثير في سلوك البشر إيجابياً وسلبياً، فهي تستطيع جذب الناس إلى المأكولات، والمطاعم، والمتاجر وتستطيع تنفير الناس أيضاً. والروائح الجيدة وسيلة تسويقية هامة، وهي تثير الذاكرة، فعندما نشم رائحة معينة نتذكر موقف ما مرتبط بها، لأن الروائح مؤثر قوي على المشاعر ومن ثم على الذاكرة.

ويقول «ماتيجا سترليك»، أستاذ تاريخ العلوم المشارك في الدراسة: «تحمل الرائحة معلومات عن التركيب الكيميائي، والحالة الموجود فيها الشيء».

ويقول إنه يأمل في تطوير وسائل علمية، نستطيع بها الشَم، بدقة أكثر من أنف الإنسان، وتبعاً لإرشادات أصدرتها هيئة التراث الإنجليزي، فإن رائحة المباني تؤثر في تجربة زيارتنا لها، فهي دائماً جزء من التجربة.

أما «سيسيليا بمبيبر»، فتوضح المشاركة في الدراسة فتقول: «الأوصاف التي وصف بها المشاركون في الدراسة، تفتح لنا المجال كي نستطيع وصف رائحة التراث، وأن هذه الدراسة تفتح النقاش لتطوير حصيلة لغوية لكي نعرّف الروائح ذات الأهمية التاريخية».[3]

هل هناك عطر يمثل رائحة الكتب القديمة

فإذا كنت قد تحولت إلى قارئ إلكتروني ولكنك تفتقد لرائحة الكتب القديمة أثناء القراءة، فهناك العديد من الخيارات للشموع والعطور ومعطرات الجو التي ستساعد على جعل رائحة غرفتك تبدو وكأنها مكتبة قديمة مريحة.

هناك عطر مستوحى من الشخصيات والأماكن التاريخية (والذي يتضمن رائحة ماري أنطوانيت وهنري الثامن) ، وهو يسمى Dead Writers عبارة عن عطر زيتي ينبعث منه رائحة قديمة ولكنها ليست قديمة بالمعنى المقصود، والتي توازن بين الروائح الناعمة للفانيليا والتبغ.[2]

طريقة تنظيف الكتب القديمة

لتنظيف كتاب قديم، ابدأ بإغلاق الكتاب بإحكام وقم بتمرير قطعة قماش ناعمة أو فرشاة أسنان على طول حواف الصفحات.

بعد ذلك، امسح العمود الخارجي والألواح الخارجية للكتاب، ثم استخدم فرشاة ناعمة مرفقة بفرشاة للتخلص من أي غبار ثقيل أو قالب على الغلاف أو سترة الغبار. [3]