بحيرة الأسفلت .. أغرب بحيرات العالم
بحيرة الأسفلت
تعد بحيرة الأسفلت من أغرب بحيرات
العالم
ليس بالمياه ولكن بالإسفلت، والمعروفة أيضًا بالبيتومين وهو نفس المادة التي رصفت بها الطرق، حيث أنّ الغالبية العظمى من الأسفلت المستخدم اليوم مشتق من البترول، ولكن يوجد الإسفلت أيضًا في صورة مركزة في الطبيعة وفي بعض الأحيان تتسرب من الأرض وتكوِّن بركًا كبيرة تُعرف باسم حفر القطران أو بحيرات الإسفلت في أوقات أخرى.
كما يتم العثور عليها غارقة في الرمال كما هو الحال في رمال أثاباسكا النفطية في شمال شرق ألبرتا، وكندا، وهي أكبر رواسب البيتومين الطبيعي في العالم ومن المعروف أيضًا أنّ الأسفلت ينفجر في البراكين تحت
الماء
، ولكن هذا نادرًا نسبيًا ولم يتم اكتشاف البحيرة إلا في عام 2003، ولا يوجد سوى عدد قليل من بحيرات الإسفلت الكبيرة المعروفة حول العالم ويقع أكبرها في قرية La Brea في جنوب غرب ترينيداد، وتسمى بحيرة Pitch.
تغطي البحيرة حوالي 40 هكتارًا ويبلغ عمقها 75 مترًا من الأسفلت السائل والسميك وهو لزج للغاية بحيث يمكن السير عليه ولكن إذا وقفت على السطح لفترة طويلة فسوف تغوص فيه ببطء، وعلى الرغم من أنّ البحيرة تبدو هادئة إلا أنّ الإسفلت يتحرك ببطء ويمكن رؤية خطوط التدفق على السطح، وعندما يتحرك القطران تظهر أحيانًا
أشجار
ما قبل
التاريخ
والأشياء الأخرى التي سقطت في البحيرة، ثم تختفي ثم تظهر مرة أخرى.
تم إنشاء البحيرة منذ آلاف السنين من خلال عملية الاندساس عندما تم إجبار الصفيحة القارية الكاريبية تحت صفيحة أخرى مما أدى هذا إلى فتح خطوط الصدع التي سمحت للنفط الخام من الرواسب العميقة تحت الأرض بالارتفاع إلى السطح، حيث تجمع في فوهة بركانية وتسبب الهواء في تبخر عناصر أخف من الزيت تاركًا وراءه الأسفلت الثقيل ومزيجًا من الزيت والطين والماء، وتم اكتشاف البحيرة في عام 1595، وتم استخراجها تجاريًا منذ عام 1867.
تم استخراج ما يقدر بنحو 10 ملايين طن من الأسفلت من بحيرة بيتش حتى الآن، ولا يزال هناك حوالي 6 ملايين طن من الأسفلت، وتعتبر بحيرة La Brea Pitch هي أيضًا منطقة جذب سياحي وتجلب حوالي 20000 زائر سنويًا، وأحيانًا يسبح الناس في مياه بحيرة الأسفلت، وذلك لأنّهم يعتقدون أنّ لها خصائص علاجية.
تاريخ بحيرة أسفلت
يُطلق عليها القرويون اسم “أعجوبة العالم الثمانية”، كما تقع على الساحل الجنوبي الغربي لترينيداد، ولا تزال بحيرة لا بري بيتش مصدرًا للدهشة والغموض، كما أنها أكبر مستودع تجاري للإسفلت الطبيعي في العالم وواحدة من ثلاثة فقط في الوجود المعروف وتحتوي على ما يقرب من 10 ملايين طن من الإسفلت، وكشفت دراسة حديثة مرتبطة بوكالة الفضاء الأوروبية عن وجود ميكروبات حية تحت سطح الأسفلت.
تمتد البحيرة على مساحة 109 فدانًا، وتبدو وكأنها موقف سيارات بيضاوي ضخم، ولكن عند الفحص الدقيق تبدو وكأنها طينية داكنة للغاية مع بقع متموجة خشنة، وتم استخدام الأسفلت في تعبيد الطرق ومدارج
المطارات
في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الطريق أمام قصر باكنغهام في إنجلترا، ومطار لا غوارديا في
نيويورك
، ونفق لينكولن الذي يربط نيويورك بنيوجيرسي، بالإضافة إلى العديد من الطرق في العديد من البلدان.
توجد بحيرة أسفلت مشهورة أخرى في مدينة لوس أنجلوس الحضرية، وهي في الواقع مجموعة من الحفر تسمى La Brea Tar Pits، كما لا ينبغي الخلط بين الاسم “بريا”، فهي مجرد كلمة إسبانية للإسفلت وهناك حفر أخرى من القطران في جنوب كاليفورنيا مثل McKittrick Tar Pits في مقاطعة كيرن و Carpinteria Tar Pits في مقاطعة سانتا باربرا في مكان آخر، وتوجد بحيرة بيرموديز في فنزويلا، وهي ثاني أكبر حفرة قطران طبيعية في العالم.
كما تم العثور على حفر القطران في العراق وباكو، وأذربيجان بالإضافة إلى بارونات النفط، وتعد بحيرات الإسفلت من الأشياء التي تهم علماء الطبيعة وعلماء الأحافير أيضًا، لأنها مخبأة تحت الطبقات اللزجة اللزجة هي بقايا كمية لا يمكن تصورها من حياة ما قبل التاريخ على مدى آلاف السنين، كما ابتلعت هذه البحيرات قطًا ذو أسنان صابر، وذئاب رهيبة، وثور البيسون، والخيول، والسلاحف، والقواقع، والمحار، والديدان الألفية، والغوفر، والماموث، ومئات الأنواع الأخرى من الفقاريات واللافقاريات.
ربما كانت هذه الحيوانات قد تجولت كثيرًا بحثًا عن
الطعام
وأصبحت محاصرة في الأسفلت واجتذبت الحيوانات المحاصرة الحيوانات المفترسة التي أصبحت عالقة أيضًا وجاء الموت إما بالاختناق أو الجوع، إنها طريقة مروعة للموت ولكنها طريقة رائعة للحفاظ على الحفريات، ومن المدهش أنّ نسبة كبيرة من الأحافير المسترجعة من حفر القطران تصل إلى 90 في المائة وهي تلك الخاصة بالحيوانات المفترسة.
كما أنّ أكثر الثدييات الكبيرة شيوعًا التي تم استعادتها من حفر La Brea، والمعروفة أيضًا باسم Rancho La Brea، هي الذئب الرهيب الذي يحتوي على أكثر من 4000 عينة، وتليه
القطط
ذات الأسنان ذات أسنان السيف مع أكثر من 2000 فرد، والذئب المرتبة الثالثة حتى معظم حفريات
الطيور
، وهي من الحيوانات المفترسة أو الزبالين، مثل
النسور
والكوندور والنسور والطيور العملاقة المنقرضة التي تشبه طيور اللقلق المعروفة باسم تيراتورنز.
حافظت حفر القطران أيضًا على الخشب والنباتات التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ولكن أكثر الاكتشافات غير المتوقعة هو اكتشاف امرأة يعود تاريخها إلى ما يقرب من 10000 عام، وكان الهيكل العظمي مصحوبًا بقايا كلب محلي ويعتقد الباحثون أنّ الوفاة ربما كانت احتفالية أو تضحية تمامًا مثل التضحيات التي قدمت في مستنقعات الخث، كما تم استبعاد
العظام
التي تم انتشالها من الحفر باعتبارها وفيات حديثة.
كما تبيّن في عام 1901 عندما زار عالم جيولوجي حفر القطران وحدد العظام التي تنتمي إلى العديد من الأنواع المنقرضة التي بدأ المجتمع العلمي في ملاحظتها بين عامي 1905 و 1913 وأخذ صائدو الأحافير الهواة ملايين العظام من الحفر قبل أن يضع مالك الأرض، وتم جمع الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي في لوس أنجلوس.[1]
الأساطير حول بحيرة الأسفلت
شاعت العديد من الأساطير حول بحيرة الأسفلت، حيث يمكن للزوار
المشي
على السطح وقد يشعر الزائر أنه حي من خلال سماع أصوات الهسهسة والتجشؤ وتتشكل برك صغيرة من الماء عليها خلال موسم الأمطار ويمكن
الاستحمام
فيها، حيث يزعم البعض أنّها تحتوي على مستويات عالية من الكبريت ويزعم القرويون أنّها نوافير الحياة، وهي جيدة لعلاج أي شيء من الأمراض الجلدية إلى آلام المفاصل.
كما ادعى المغامر البريطاني السير والتر رالي أنه اكتشف بحيرة الملعب في عام 1595 أثناء بحثه عن إلدورادو ومع ذلك كان الإسبان هم من بدأوا في تحسين الملعب في عام 1792 وأطلقوا عليه اسم “Tierra de Brea”، أي أرض الملعب وأصبح الاسم في النهاية La Brea، بينما اعتقد الهنود الحمر الذين أطلق عليها اسم “piche” أنّه تم إنشاؤها بواسطة الآلهة كعقاب، وتقول الأسطورة أنّ البحيرة ابتلعت قبيلة بأكملها بعد أن أكلوا طيورًا طنانة.
يُعتقد أنّها أرواح أسلافهم الراحلين، وحتى الآن تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية الأمريكية الهندية في الموقع بما في ذلك مقعد منحوت على شكل حيوان مع اسم النحات لا يزال مرئيًا بوضوح، ويمكن مشاهدة بعضها في المتحف الموجود في الموقع وتم العثور أيضًا على مؤشرات لحياة ما قبل التاريخ في ترينيداد وتوباغو وضلع وفخذ كسلان عملاق إلى جانب سن تم تحديده على أنه ينتمي إلى حيوان ماستودون.
يمكن أيضًا الاستمتاع بالنباتات والحيوانات الموجودة حولك مثل
الورد
المائي والزنابق الحورية وطائر الجنة، كما يمكن لمراقبي الطيور الاستمتاع بلمحات من هيرون والطيور الطنانة والطيور الطنانة والطيور الرملية التي ترفرف بجانبها.[2]