هل دفن رضيع مع المتوفي يخفف من عذاب القبر

عذاب القبر

القبر هو إما أن يكون روضة من رياض

الجنة

أو حفرة من حفر النار، فلك حرية الإختيار في الدنيا، فكما جاءت به الأحاديث عن رسول

الله

عليه

الصلاة

والسلام، فالمؤمن ينعم في قبره، ووروحه في نعيم في الجنة، وقد تنقل إلى الجنة، أرواح المؤمنين

أما المدة وكيف يعذب، ما يعلمه إلا الله، أما العاصي فهو تحت المشيئة، قد يعاقب في قبره، أو  قد يعذب وقد يعفى عنه، قد يعذب وقتًا دون وقت فأمره إلى الله جل وعلا، وقد أخبر النبي ﷺ أنه مر على قبرين، فإذا هما يعذبان، أحدهما يعذب بالنميمة، والثاني يعذب لعدم تنزهه من البول.

ويعتبر عذاب القبر على أنه العذاب الذي يسلطه الله تعالى على الكفار والعصاة وذلك بعد موتهم وفي قبورهم إلى يوم القيامة، ويسمى أيضاً بعذاب البرزخ والذي يكون بين

الحياة

الدنيا والحياة الآخرة.

وقد

ورد

عذاب القبر في

القرآن الكريم

في قوله تعالى “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ “(سورة الأنعام، الآية93). حيث أن عذاب القبر يبدأ بخروج الروح من جسد الانسان ويفارق الحياة .

فالعاصي على خطر إذا مات على المعاصي ولم يتب وهو متوعد بالعذاب، لكن قد يعفى عنه لأسباب عديدة منها وجود الأعمال  الصالحة الكثيرة، أو بأسباب أخرى، وإذا عذب فالله أعلم سبحانه بكيفية العذاب واستمراره وانقطاعه. [1]

هل دفن رضيع مع الميت يخفف من عذاب قبره

يعتقد أغلب الناس أنه إذا تصادف دفن طفل رضيع متوفي أو السقط أو طفل صغير مع  دفن المتوفي البالغ، قد يخفف ذلك من العذاب في حين أن

الطفل

هو رمز لدخول الجنة، ولكن في حقيقة الأمر، إن ذلك نعم هذا ما يعتقده بعض الناس بدفن الرضيع أو السقط، أو الأطفال الصغار مع الكبار،

ولكن هذا الاعتقاد ليس له أي أساس من الصحة،  ولا يوجد له دليل قاطع دليل عليه، فنحن جميعاً نعلم أن ما ينور قبر الإنسان هو عمله في الدنيا، ومدى قربه من الله عز وجل، ومن ذلك قول الله عز وجل: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

فتخيل معي الآن أن شخصاً كان يزني ويرتكب المعاصي والذنوب في الدنيا وعند دفنه، دُفن معه رضيع، فهل سيخفف من عذابه شيئاً، بالطبع لا، حيث لا يعتبر ذلك من عدل الله عز وجل

حتى  لو دفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أكمل الناس نورًا، وأعظمهم جاهًا، لم ينفعه ذلك، إذا لم يكن قد استقام، وصلحت حاله، إنما الشأن كل الشأن في أن تبقى على الطاعة والإحسان، وفي حديث أنس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتبع

الميت

ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» ، فينبغي للإنسان أن يجتهد في إصلاح العمل وإتقانه.[2]

على من يخفف الرضيع العذاب

إن من أصعب الأخبار التي يمكننا سماعها هو موت طفل رضيع، لم يرتكب أي ذنب في حياته، ومنه يحترق قلب والديه حزناً عليه، وإن شفاعة الولد لوالديه ذكرها جمع من أهل العلم، لذلك فإن هناك عدد من  الأحاديث التي  تشير إلى فضل من مات له ولد، وأنه يدخل الجنة بسببه شفاعته له.

  • ففي الحديث: ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ألا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
  • وفي الحديث: أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجابا من النار. قالت امرأة: واثنان قال: واثنان. متفق عليه. وفي الحديث: لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم، وهو متفق عليه، وفي الحديث: صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة. رواه مسلم.
  • وفي الحديث: أن السقط يجر أمه بسرر ه إلى الجنة إذا احتسبته. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
  • وفي الحديث: ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله بفضل رحمته إياهم الجنة، يقال لهم: ادخلوا الجنة، فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم. رواه النسائي وصححه الألباني. [3]

مخففات عذاب القبر

  • تحقيق التوحيد، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المسلم إذا سئل في القبر شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم:27].
  • طاعة الله تعالى وفعل الصالحات لما روى ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت إذا وضع من قبره أنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من

    الصدقة

    والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف إلى الناس ما قبلي مدخل.
  • الرباط في سبيل الله لحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه وفيه: وأمن الفتّان. رواه مسلم.
  • الاستعاذة بالله تعالى من عذاب القبر، فقد دلّنا النّبي الكريم إلى أن يستعيذ المسلم في صلاته من عذاب القبر،
  • الالتجاء وطلب العون من الله تعالى لدفع الشّر والأذى عن النّفس. الأعمال الصّالحة التي تتمثّل للمسلم في قبره في منظرٍ طيّب ورائحة زكيّة عطرة، تذود عنه وتحميه من عذاب القبر حتّى أنّه ليأتيه من قبل يديه ومن يمينه ومن شماله فلا يجد إليه سبيلاً. الشّهادة في سبيل الله، فالشّهيد له خصالٍ عديدة ومنها أنّه يجار من عذاب القبر.
  • قراءة سورة تبارك لما في الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له. وقال صلى الله عليه وسلم: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. رواه الحاكم وصححه، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة إنه صحيح الإسناد.[3]