ما هو حمض هيبوكلوروس .. ؟ ولماذا يجب استخدامه

حمض HOCl أو الهيبوكلوروس

حمض الهيبوكلوروس هو حمض ضعيف رمزه الكيميائي HOCl، ومع ذلك فإنه مطهر ذو قوة خارقة للطبيعة، وهو أحد المكونات الذي تعطي مواد التبييض قوتها المضادة للميكروبات عندما يتم خفض الرقم الهيدروجيني للحمض إلى المستوى الصحيح، وهذا الحمض آمن بنسبة 100% للبشر وطبيعي بالكامل وغير سام.[1]

لماذا يجب أن نستخدم حمض هيبوكلوروس

في الواقع نحن نستخدم هذا الحمض بشكل لا إرادي، فحمض هيبوكلوروس هو حمض موجود في أجسامنا يتم تكوينه داخل

الجسم

بواسطة خلايا

الدم

البيضاء التي تعمل كنظام دفاعي للجسم ضد العدوى والبكتريا والأمراض، ويتم إنتاجه كنوع من الاستجابة الطبيعية من الجسم لمهاجمة البكتريا التي تدخل إليه.

حيث تقوم خلايا الدم البيضاء بالالتصاق بالأجسام الدخيلة على الجسم وتفرز هذا الحمض مما يؤدي إلى تحطيم جدران خلاياها وتدميرها، وهذا الحمض المضاد للميكروبات فعال بشكل كبير في تنفيذ مهمته الوقائية، ولذلك يعتبره البعض أقدم مطهر في الطبيعة.

استخدامات حمض هيبوكلوروس

يتم تصنيف حمض الهيبوكلوروس بأنه أقوى بنسبة 100 مرة من أنواع المبيضات الأخرى، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الحمض في خلال 20 دقيقة ساعد في تقليل المكورات العنقودية بنسبة 99%، وقد تم استخدام هذا الحمض كمطهر لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى لمداواة جروح الجنود من إصابات الحرب.

حيث أنه يساعد في شفاء

الجرح

ويمنع أي تلوث لسطح الجلد، ولذلك فإن هذا الحمض له استخدامات عديدة في مجال الرعاية الصحية والطب، وقد تمت الموافقة عليه من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للاستخدام في التئام الجروح والعناية بالجروح ومنتجات العناية بالعيون وهو أيضًا شائع في منتجات العناية البيطرية، حتى أنه يستخدم للقضاء على الأغشية الحيوية.

وهذا الحمض  يستخدم بكثرة في المستشفيات للتطهير، وعادة ما تستخدم أحماض وعوامل تطهيرية قوية أخرى غير حمض هيبوكلوروس لكنها تنتمي لنفس عائلة

الكلور

في المستشفيات، لكن الأبحاث تظهر أن مواد التبييض الأخرى بالرغم من أنها تقتل البكتريا والفطريات والجراثيم، إلا أنها تسبب تهيج شديد للعينين والجلد والرئتين، كما أن استنشاقها على المدى الطويل قد يكون له أضرار كبية، بينما حمض الهيبوكلوروز يحتوي على رائحة كلور مؤقتة وخفيفة تتلاشى بسرعة، وهو غير سام وليس له آثار جانبية ولم يسبب أي رد فعل تحسسي من قبل.

أيضًا يتم استخدام هذا الحمض لحفظ المنتجات الطازجة، لأنه لا يترك أي آثار ضارة في الطعام، وهو معتمد من

وزارة

الزراعة الأمريكية كمكون يمكن استخدامه في إنتاج المحاصيل العضوية.

يستخدم الحمض أيضًا في أجهزة التحليل الكهربي للمياه من الدرجة الصناعية، وحاليًا حصلت شركات على حقوق اختراع لأجهزة تحليل كهربي للمياه صغيرة للمنازل، حيث يتم تمرير مياه الصنبور عبر جهاز بالإضافة لكبسولة من

الملح

والماء والخل، وذلك لتنقية المياه والتخلص من الروائح والبكتريا الموجودة في

الماء

.

ايضًا يمكن استخدامه كبديل لمواد التبييض ومزيلات الروائح والمطبخ والحمام والزجاج وحتى منظفات السجاد.

وقد وجدت الدراسات أن حمض هيبوكلوروس يمكن أن يستخدم كمعقم لليدين دون أن يسببب أي آثار جانبية مزعجة، مثل تلك الآثار التي يسببها استخدام الكحول الإيثيلي في التطهير، في أسرع في اختراق جدران خلايا البكتريا ولا يسبب التهاب الجلد.

أيضًا ينصح بعض الأطباء حاليًا باستخدام كجزء من روتين العناية بالبشرة وخاصة البشرة الحساسة لأنه لا يسبب جفاف أو تهيج أو حرق للبشرة مثل المنتجات الأخرى التي تحتوي على الكحول، ويمكن استخدام هذا الحمض في الحالات التالية:

  • محاربة

    البكتيريا

    التي تسبب انسداد المسام وتسبب

    حب

    الشباب.
  • يساعد في تسريع التئام الجروح وإصلاح الأضرار التي لحقت بالجلد.
  • يكافح الالتهابات والحالات الجلدية المرضية مثل

    الأكزيما

    أو الصدفية.

وهناك استخدام أخر للحمض يعتبر حديث نسبيًا وهو منتجات تنظيف العين والرموش حيث تم إدراجه ضمن العديد من مناديل تنظيف الرموش وبخاخات تنظيف الجفون والرموش، وذلك لأن الحمض أمن وفعال، حيث وجدت العديد من الدراسات أن استخدام حمض هيبوكلوروز حول العين يساعد في تقليل

الحمل

حول البكتيري بشكل كبير.

كيف يتم تصنيع حمض الهيبوكلوروز

ويتم تصنيع الحمض خارج الجسم بكميات كبيرة من خلال عمليات كيميائية بغرض استخدامه في التعقيم والتصنيع، وحمض الهيبوكلوروس هو عبارة عن حمض ينتج من عملية كيمياء.

حيث يمكن صنع هذا الحمض من خلال عملية بسيطة للغاية هذه العملية تتكون من خلط نسب متساوية من الملح والماء والخل، وجزيء الملح يتكون من عنصري الصوديوم والكلوريد (NaCl) بينما يتكون جزيء الماء من الهيدروجين والأكسجين (H2O)، عندما يتم تطبيق تيار كهربائي على المحلول، تتفكك الجزيئات وتشكل العناصر جزيئين جديدين هما:

  • حمض هيبوكلوروس (HOCI).
  • هيدروكسيد الصوديوم (هيدروكسيد الصوديوم).

كما توجد أيضًا طريقتين لتصنيع وإنتاج الحمض صناعيًا، و أسهل تلك الطرق هي تحمض الهيبوكلوريت(HCl)، وهي

مادة كيميائية

تستخدم أيضًا في تصنيع مواد التبييض ومتوفرة تجاريًا بسهولة.

أما الطريقة الثالثة فهي أصعب طريقة، وهي تعتمد على إضافة الكلور الغازي للحث على التحلل المائي، لكن تلك الطريقة تتطلب استخدام غاز الكلور، وهو مادة كيميائية شديدة السمية يصعب التلاعب بها.

لكن

السؤال

الذي قد يتبادر إلى الذهن إذا كان حمض الهيبوكلوروز فعال وأمن وقوي ضد الجراثيم، فلماذا لا يتم استخدامه بدلًا من المبيضات الأخرى الضارة، وفي الواقع هناك سببان لذلك:

  • الأول أن تكلفة إنتاج هذا الحمض كانت مرتفعة للغاية مقارنة بالمواد الأخرى حتى وقت قريب.
  • أما السبب الأخر فهو أن حمض الهيدروكلوروز المصنع يبقى مستقرًا لفترة

    قصيرة

    جدًا ثم يتحول بعد ذلك لمياه مالحة.

ولمنع تفكك الحمض يجب

الحفاظ على الرقم الهيدروجيني له بين نطاق من 3 إلى 6، لكن


عندما يكون الرقم الهيدروجيني خارج هذا النطاق يحدث التفكك، فعندما يزيد


الرقم الهيدروجيني عن الحد الأحد الأقصى المطلوب تزيد كمية الهيبوكلوريت (OCl-) في المحلول، بينما ينتج عن انخفاض الرقم الهيدروجيني على زيادة تركيز الكلور (Cl2)، وفي كلا الحالتين يصبح المحلول غير فعال في القضاء على البكتريا والجراثيم.

وقد سمحت تقنيات التصنيع الحديثة بجعل الحمض يدوم لفترة أطول، ومع ذلك يحاول مصنعوا الحمض حاليًا إيجاد طريقة للتغلب على مشكلة التفكك السريع للحمض، ومعظم الحمض المتوفر حاليًا تجاريًا يوصى باستخدامه في خلال شهر واحد من فتح العبوة، كما يوصى بحفظه في زجاجات غير شفافة مصنوعة من الزجاج، لأن الحمض يفقد استقراره عند تعرضه للأشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة المرتفعة.