قصة سليمان مع النمل .. وفوائدها والدروس والعبر
سيدنا سليمان عليه السلام
نبي
الله
سليمان هو أبن نبي الله داود عليهم
السلام
، وقد عين
النبي داود
ابنه سليمان لتولي المسؤولية من بعد وفاته، وورث من بعده سيدنا سليمان عليه السلام مملكة إسرائيل، وكان سيدنا سليمان يتمتع بالكثير من الحكمة والسلطان والعلم وقد أعطاه الله الكثير من المعجزات كالتحكم في
الرياح
والجن والتواصل مع الحيوانات.
وفيما يخص الحيوانات نجد أن الله عز وجل قد منح سليمان عليه السلام قدرة استثنائية على فهم الحيوانات ومن أهمها
النمل
، حيث قال الله تعالى في سورة النمل الآية 16 بسم الله الرحمن الرحيم: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ). [1]
قصة سليمان مع النمل وفوائدها والدروس والعبر
قد تكون
قصة
سليمان مع النمل من القصص العظيمة وقد بدأت عندما أرسل الله سبحانه وتعالى سليمان نبيا لأهل البشر والجن والحيوان وجعله قائدا لهم، وتبعه جيش عظيم من البشر والجن والشياطين والطيور واستجابوا لأوامره كما قال الله تعالى في سورة النمل الآية 17 بسم الله الرحمن الرحيم: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ).
وعندما ذهب سيدنا سليمان عليه السلام إلى وادي النمل مع جنوده من البشر والجن سمع سليمان صوتا غيره وكان هناك صوت نملة كانت تحذر بقية النمل من النبي سليمان عليه السلام وجنوده، كما جاء في قول الله تعالى في سورة النمل الآية 19 بسم الله الرحمن الرحيم: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون(. [1]
وبعد أن سمع سيدنا سليمان نملة وهي تحذر رفقاءها من الخطر وطلبت منهم دخول مساكنهم خوفًا من أن يتم تدميرهم ضحك كثيرًا بإعجاب وغير مسار جيشه بالكامل، وغير طريقه متوجهًا بعيدًا عن بيوت النمل، وبعد ذلك أخذ يصلي لربه ويدعو إليه أن يهديه ويصلح حاله وأخذ يشكره على ما أوتي به من معرفة وعلم. [2]
فوائد قصة سليمان مع النمل
في الواقع على الرغم من قلة كلمات النملة لشعبها، إلا أنها قد أحتوت على العديد من الدروس والعبر والفوائد التي يمكن الاستفادة منها ومن فوائد قصة سليمان مع النمل:
- القيام بعملك على أكمل وجه وإتقان .
- الانتباه واليقظة والالتزام بقواعد العمل.
- إبراز المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
- تقسيم العمل واتباع النظام.
- إدارة الأزمات بوعي واهتمام.
- الشعور بالمسؤولية.
- تنامي روح المبادرة والإنجاز. [1]
الدروس المستفادة من القصة
قد يكون الدرس الأهم من قصة سيدنا سليمان مع النمل هو الحكمة التي أعطاها الله لسيدنا سليمان والتي جعلته قادر على قضاء
الوقت
في مراقبة هذا المخلوق الصغير، كما أنه أخذ يفكر في جمال الحكمة المخزنة في النملة، وهذه النملة أعطتنا درسًا في الإتقان وعمل اليقظة والحراسة، وقد أراد الله عز وجل أن تكون هذه القصة عبرة للكثيرين، ومن الدروس التي نستخلصها أيضًا من النمل:
- يجب العمل بإتقان وعلى أكمل وجه.
- من الضروري أن نكون دومًا حريصين على سلامة الآخرين.
- يجب أن يكون لدينا انتباه وإلتزام بقواعد العمل.
- التحذير عند رؤية أي الخطر.
- وضع المصلحة العامة على المصلحة الشخصية.
- عدم التهاون في أداء المهام.
- تقسيم العمل واتباع النظام.
- حسن إدارة الأزمات بوعي واهتمام.
- إحساس بالمسؤولية والعمل على أدائها.
-
تنامي روح المبادرة والإنجاز بغض
النظر
عن الصعوبات. [2]
قصة سيدنا سليمان مع بلقيس
قد تم تداول العديد من القصص حول علاقة سيدنا سليمان بالملكة بلقيس، وتبدأ القصة حينما قام الهدهد بإخبار نبي الله سليمان عليه السلام أن قوم الملكة بلقيس يعبدون ويسجدون للشمس ولا يعبدون الله عز وجل وأخذ يصف له كم أن عرشها عظيم، وكم أنها ملكة حكيمة، ولم يهدأ سيدنا سليمان وأخذ يكتب لها
رسالة
يدعوها هي وقومها إلى عبادة الله عز وجل.
وعندما قرأت الملكة بلقيس رسالة سيدنا سليمان عليه السلام استدعت رؤساءها على الفور وطلبت نصيحتهم، وعلى الرغم من أنهم قالوا لها أن لديهم قوة عظيمة وقدرة كبيرة على الحرب مع جيش سليمان، إلا أنها لم تكن تؤيد الحرب حيث أنها كانت على علم بحجم جيش سليمان، وقررت أن ترسل إلى سليمان بعض الهدايا القيمة من خلال رسلها كعربون للصداقة، وعندما وصل الرسل كانوا في ذهول من حجم وتنوع كتيبة سليمان التي لا يضاهيها أي قوة حيث أنه أجتمع معه كل من الحيوانات مثل
الأسود
والنمور والطيور والرجال والجن.
وسرعان ما رد سيدنا سليمان على الملكة بلقيس ورفض الهدايا وهدد الرسل بأنه سينال من مملكتهم في القريب العاجل، وعندما وصف الرسل للملكة بلقيس مدى روعة مملكة سليمان، قررت بلقيس مقابلة سليمان شخصيا مع مسؤوليها.
وفور تلقيه هذا الخبر، قرر سليمان أن يظهر لبلقيس وموظفيها قوة المعجزات التي منحها الله لها، وسأل جيشه” من منكم يستطيع أن يأتي لي بعرش بلقيس قبل أن يأتوا إلي؟”، وبالفعل قام أحد
الجن
الأقوياء، بإحضاره له قبل أن ينهض من مكانه.
وكان هذا برهانًا كافيًا للملكة بلقيس على قدرة الله عز وجل، ولكنها أحبت أن تختبر صدق نية نبي الله سليمان عليه السلام قبل أن تعلن إسلامها، وقامت بإرسال
هدايا
ثمينة للغاية لكي ترى ما إذا كان سيأخذها سليمان أم سيرفضها، وعندما قام برفضها أسلمت الملكة بلقيس وقومها ليس خوفًا من سيدنا سليمان عليه السلام وجيشه بل لأنهم أمنوا بالله سبحانه وتعالى ومصداقية سليمان عليه السلام. [3]
وفاة النبي سليمان عليه السلام
قد عاش النبي سليمان عليه السلام في المجد حيث سخر الله سبحانه وتعالي له الجن لكي يقوم بتنفيذ الكثير من أعماله، وطوال حياته علم سليمان قومه أن الله وحده من لديه كل هذه
المعرفة
حيث لا يعرف
المستقبل
لا الجن ولا
الأنبياء
بل الله وحده هو من يعلم كل شيء.
حتى أن موت النبي سليمان كان درساً في هذا الصدد، فبينما كان سليمان جالس وممسك بعصاه ويشرف على بعض الجن أثناء عملهم في منجم، قرر الله عز وجل أن يودي بحياة سليمان، ولم يكن أحد على علم بموعد وفاته، وحتى لم يلاحظ الجن وفاته إلا بعد أيام فقد كانوا يظنون أن سليمان جالسًا يراقبهم كعادته.
في واقع الأمر أن حياة وموت سيدنا سليمان مليئة بالكثير من المعجزات التي يمكن استخلاص دروس هامة منها بشكل لا تصدق. [2]
وفي النهاية، نستنتج من قصة سليمان مع النمل إنه على الرغم من أن سليمان عليه السلام كان يمتلك كل القوة والحكمة إلا أنه عندما سمع النملة لم يتردد في أن يتذكر على الفور الله وبركاته عليه وعلى والده التي لا تعد ولا تحصى، وأمر جيشه بتغيير مساره وتجنب تدمير مستعمرة النمل، أما عن النملة فكانت مسئولة عن مجتمعها واتخذت إجراءات على الفور عند الاقتضاء، دون أن يطلب منها أحد ذلك. [3]