حكم المكالمات الهاتفية بين المخطوبين

ما هو حكم المكالمات الهاتفية بين المخطوبين

اختلفت آراء الفقهاء في أمر حديث الخطاب إلى خطيبته في الهاتف، فقد منع بعض الفقهاء الحديث في الهاتف، لكنه لم يمنع الحديث وجهًا لوجه في وجود محرم، والسبب في ذلك أن الحديث في الهاتف قد يكون مدخل للشيطان لعدم وجود محرم، وهذا قد يشجع الخطيب على التفوه بكلام محرم.

مع ذلك أباح بعض الفقهاء الكلام بين

المخطوبين

في الهاتف إذا كان هذا من باب التعارف الجائز بين المخطوبين، وأن يكون بعلم ولي العروس حتى لا يكون هناك مجال للتلاعب من الخطيب، لأن بعض

الشباب

قد لا يكون راغبًا فعلًا في الزواج ويريد التلاعب، لكن معرفة الولي تغلق باب التلاعب.[1]

حكم إرسال صورة المخطوبة للخاطب

رأى الشيخ بن عثيمين رحمه

الله

بعدم جواز إرسال صورة المخطوبة للخطيب، بالرغم من جواز نظره إليها وجهًا لوجه، لأن الفتاة تظل أجنبية عنه حتى يعقد قرانها فلا يجوز أن يحتفظ بصورتها لينظر إليها كما يشاء، ولأن هذا الخطيب قد يجعل شخص أخر ينظر للصورة ، ولأن الصورة لا تعكس الحقيقة كاملة فقد وقد لا تكتمل الخطبة فتكون صورتها معه وقد يستخدمها بطريقة غير جائزة، ولذلك فإن الأصلح للفتاة عدم إرسال صورة لخطيبها أو أخذ صورة له.[2]

هل يباح للخاطب رؤية شعر المخطوبة

ويجوز للخطيب أيضًا أن ينظر لخطيبته قبل العقد، بشرط وجود ومعرفة ولي المخطوبة، بل إن نظر الخطيب إلى خطيبته قبل الزواج في الواقع أمر مأمور به، فقد قال عليه

الصلاة

والسلام : ” إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإن ذلك أقرب إلى أن يؤدم بينكما” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد أجاز بعض الفقهاء للخطيب تكرار

النظر

للمخطوبة، في وجود محرم إذا كان ينوي الزواج وقد رآها في المرة الأولى لكنه يريد أن يرى فيها ما يجعله يرغب في الزواج بها.

أما بالنسبة لأمر النظر لشعر المخطوبة فقد اختلف الفقهاء في هذا الأمر، فقد رأى الحنابلة أن هذا الأمر جائز، أما رأي جمهور العلماء فإن الجائز للخطيب رؤية الوجه والكفين فقط من المخطوبة، ومن الأفضل أن يرسل الخاطب من

النساء

من يثق به مثل أمه أو أخته لرؤية المخطوبة ووصفها له مثل كونها بدينة أو نحيفة وشعرها وغير ذلك من صفات الجسد.

أما إذا لم يستطيع أن يرسل أختًا له فيجوز له أن يرى ما يشعره بضخامتها أو نحافتها مثل رؤيتها وهي ترتدي البنطلون أو غير ذلك من

الملابس

التي قد تظهر له ما يجعله يرغب أو يعرض عن خطبتها.

وعند إتمام الخطبة يجب أن تقابل المخطوبة خطيبها بعد ذلك وفق الضوابط الشرعية.

المباح والممنوع بين المخطوبين في فترة الخطوبة

إن الخطيبان يظلا أجنبيان عن بعضهما البعض طوال فترة الخطبة، ويجوز للخطيب أن يتحدث إلى خطيبته طوال تلك الفترة سواء في الهاتف أو وجهًا لوجه في حضور محرم، والحديث يجب أن يكون لمصلحة وضمن الضوابط الشرعية، فلا يجوز له أن:

يتحدث بكلام فيه

حب

وغزل أو أحاديث تثير الشهوة، فبجانب أن الكلام المثير للشهوات في

الخطوبة

أمر مخالف للشرع، فإنه ضار أيضًا من الناحية النفسية لأن فترة الخطوبة هي فترة للتعارف بين الخطبين واتخاذ قرار نهائي قبل الزواج، وتغليب العاطفة في فترة الخطوبة قد يجعل الإنسان يسيء القرار.

ولا يجب أن تخضع المخطوبة بالقول لخطيبها، وهذا يعني أن يكون كلهامها رقيقًا تظهر فيه أنوثتها مما يجعل شهوة الخطيب تميل إليها.

ول يجوز للخطيب أيضًا أن يمس خطيبته، فلا يجوز له أن يمسك يدها أو يلبسها الخاتم أو أي أمور مشابهة قبل العقد.

ومن الأمور المباحة للخطيب في فترة الخطبة، أن يجلس مع خطيبه في زاوية مجلس لكن في وجود محرم، ويتحدث مع خطيبته بحديث لا يسمعه بقية حضور المجلس.

وللحديث الرصين بين الخطيبين عدة فوائد، حيث أنه يساعد في أن يتعرف كل منهما على شخصية الطرف الآخر، ويتعرف كل منهما على نقاط الالتقاء والتوافق ونقاط الاختلاف حتى تصبح

الحياة

بينهما واضحة ومبنية على حقائق واقعية.

ومع ذلك فإن تكرار الزيارات وطول فترة الخطوبة أمر ليس محبب، فمن الضروري أن يعجل الخطيب بالزواج قدر المستطاع.

حكم الجلوس مع المخطوبة بعد العقد

بعد العقد يصبح المخطوبين زوجان، فيجوز له

الجلوس

معها والنظر إليها والاختلاء بها، ولكن يجب أن يتم ذلك بمعرفة الأهل ووفق أعراف الأهل، فإذا كانت العادة عند أهل

الزوجة

ألا يتم الدخول بالزوجة إلا بعد عمل حفل زفاف خشية فسخ

عقد الزواج

لأي سبب من الأسباب فينبغي على الخطيب تجنب الاختلاء بخطيبته إلا بعد إتمام الزفاف.[3]

مواضيع فترة الخطوبه

كما ذكرنا فإن الحديث بين المخطوبين في فترة الخطوبة يجب أن يركز على أن يجد كلًا من الطرفين ما يدفعه لقبول الآخر كزوج يسكن إليه خلال سنوات عمره التالية، ولذلك يجب أن يتم اختيار المواضيع التي يتحدث بها الخطيبين هي التي تكشف عن بعض الصفات الهامة في كلًا الطرفين، مثل الشخصية والذكاء والتقوى، ومن بين الأسئلة التي قد يسألها الخطيب لخطيبته والعكس:


السؤال

عن وضعه في العمل وعن زملائه في العمل، فهذه الأسئلة قد تظهر من إجابتها إذا كان هذا الإنسان صاحب شخصية متواضعة أم متعالية، وإذا كان متعاونًا محبًا للآخرين أم أنه شخص نرجسي يفضل نفسه قبل أي شيء.

أيضًا من الأسئلة التي يمكن أن تسألها للخطيب إذا كان يحب الجلوس في المنزل أم الانطلاق، لأن الاختلاف في هذا الأمر يسبب كثير من المشاكل الزوجية، فبعض الشباب يحب الانطلاق طوال

الوقت

خارج المنزل، فإذا كانت زوجته تحب الجلوس فإن هذا قد يجعل منهما يشعر بالضيق تجاه الآخر.

أيضًا يجب أن تسأل أسئلة تكشف عن مدى معرفة هذا الشريك بواجباته كزوج أ واجباتها كزوجة من الناحية الإسلامية، فهذا الأمر في الواقع من الأساسيات التي يجب أن يعرفها كل شخص مقبل على الزواج سواء الفتاة أو الشاب.

يجب أيضًا أن تكتشف مدى قدرة هذا الشريك على

الصبر

وتحمل الظروف الصعبة، فالحياة دائمًا مليئة بالصعاب، والزواج هو شركة حياة تبنى لتدوم، ولذلك تحتاج دائمًا للصبر حتى تستمر.

كما يجب أن تكتشف مدى قدرة الشريك على التعامل مع المال، وهل يستطيع توفيق حاجاته وفقًا لمقدار دخله، وخاصة

الرجل

لأنه دائمًا هو المسئول عن الأمور المادية والإنفاق في الزواج، وقد يكون الشخص غير مسئول فيضع على عاتق الأسرة أعباء مالية قد تقضي على الأسرة.