خريطة مفاهيم أركان الصلاة
أركان الصلاة
يقول
الله
تعالى {فَأَقِيمُواالصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتا}، فالصلاة هي عماد الدين، والفرق بين المسلم والغير المسلم في
الصلاة
، وهي تعتبر الصلة بين العبد وربه، يناجيه ويدعوه ويتقرب منه من خلال وقت الصلاة.
وللصلاة أركان وهي ما تتركب منه العبادة ولا تصح بدونها، ولا يوجد في الكتاب والسنة تقسيم للعبادة إلى أركان وواجبات وسنن، وإنما هذا التقسيم استخلصه العلماء من الكتب والاحاديث النبوية لوجوب قبول الصلاة. [1]
شرح خريطة مفاهيم أركان الصلاة
اركان الصلاة
تعتبر من أساسها أربعة عشر ركناً، ومن ثم يجب على المُصلِّي معرفة
الفرق بين أركان الصلاة
جميعها لكي تصح صلاته:
أولاً: القيام
يعتبر القيام هو ركن من أركان الصلاة ويعتبر فرضاً ايضاً، ويدل على ذلك:
- قوله تعالى: ﴿ وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238].
-
حديث
عمران بن حصين
مرفوعاً: ” صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ” رواه البخاري. - قال ابن هبيرة في الإفصاح 1 /122: “اتفقوا على أن القيام في الصلاة المفروضة فرض على المطيق له، وأنه متى اخلَّ به مع القدرة عليه لم تصح صلاته”.
ومن ثم فقد أستثنى تمامًا من لزوم القيام في الفرض ما يلي:-
- الغير مستور: وهو من لم يستر عورته.
- المريض: وهو من أهل الأعذار.
- العاجز عن القيام لوجود خوف أو حبس .
- المأموم: وهو إذا كان خلف الإمام العاجز عن القيام
- من صلى الليل طويلاً قاعدا: أي من تعب من كثرة صلاة الليل
ثانياً: تكبيرة الإحرام
لابد عند البدء في الصلاة من القيام بتكبيرة الإحرام، فلها ثواب كبير عند الله سبحانه وتعالى، ناهيك عن أنها من فروض الصلاة والدليل على ذلك
-
حديث أبي هريرة مرفوعاً: ” إذا قمت إلى الصلاة فاستقبل
القبلة
فكبر” متفق عليه. - حديث علي مرفوعاً: ” مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم ” رواه أبو داود والترمذي.
ثالثاً: قراءة الفاتحة:
تعتبر قراءة سورة الفاتحة من أركان الصلاة في الإسلام، لما لها من فضل عظيم، والدليل على ذلك:-
- ويدل على ذلك: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: ” لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ” متفق عليه.
رابعاً: الركوع
والركوع هو فرض في الصلاة وهو الركوع خشية لله وتسبيحاً له دوالدليل على ذلك قول الله
- قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ﴾ [الحج: 77]
- حديث أبي هريرة مرفوعاً: ” إذا قمت إلى الصلاة فاستقبل القبلة… ثم أركع حتى تطمئن راكعاً ” متفق عليه.
خامساً: الاعتدال من الركوع (ويدخل فيه الرفع منه)
ففي حديث أبي مرفوعاً في المسئ صلاته وفيه:”.. ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً..” متفق عليه، ولابن ماجة ” حتى تطمئن قائماً ” قال ابن حجر: ” وإسناده على شرط مسلم “.
وحديث أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تجزئ صلاة لا يقيم
الرجل
صلبه في الركوع والسجود ” رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه.
وحديث أبي قتادة مرفوعاً: ” أشر الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ” فقالوا: يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها، أو قال: لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ” رواه أحمد.
سادساً:
السجود
ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ﴾ [الحج: 77]، وحديث أبي هريرة في المسيء في صلاته مرفوعاً وفيه: ” ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ” متفق عليه.
لابد وأن بكون السجود على الأعضاء السبعة، فمن أخل بها لم يأت بالركن على الوجه الصحيح، ومن خلال حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أمرنا أن نسجد على سبعة أعضاء، الجبهة وأشار بيده إلى أنفه، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين ” متفق عليه.
سابعاً: الاعتدال من السجود (أي الرفع منه)
وقد يدهل في ذلك
الجلوس
بين السجدتين، ولا يمكن الجلوس بين السجدتين إلا بالرفع من السجود، فالمذهب هنا هو القول الراجح والله أعلم: وجوب الاعتدال من السجود والجلوس بين السجدتين.
ويدل على ذلك:
- حديث أبي هريرة في المسئ في صلاته وفيه:” ثم ارفع..يعني من السجود حتى تطمئن جالساً ” متفق عليه، فهذا يدل على أنه لابد من الجلوس
- حديث عائشة: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي قاعداً ” رواه مسلم.
ثامناً: الجلوس بين السجدتين
يجب على المُصلِّي أن يجلس بين السجدتين في صلاة الفرض والنافلة؛ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا).
تاسعا: الطمأنينة في كل الأركان ووجوب حضور النية
ويدل على ذلك حديث أبي هريرة لما علَّم النبي صلى الله عليه وسلم المسيء صلاته كان يقول له في كل ركن (حتى تطمئن) متفق عليه.
وفي حديث حذيفة: ” أنه رأى رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته دعاه، فقال له حذيفة: ما صليت ولومت مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمداً صلى الله عليه وسلم ” رواه البخاري، والطمأنينة هي السكون إلى روح الله، وهدوء
الأعصاب
عاشراً: التشهد الأخير
والقول بأنه ركن هو قول المذهب وهو القول الراجح والله أعلم، ويدل على ذلك:
-
حديث ابن مسعود قال: ” كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد:
السلام
على الله من عباده، السلام على جبرائيل وميكائيل…” رواه الدارقطني والبيهقي وصححاه. - حديث ابن مسعود ا مرفوعاً: ” إذا قعد أحدكم في صلاته فليقل: التحيات لله… ” متفق عليه.
الحادي عشر: الجلوس للتشهد الأخير
وهناك بعض المفسرين الذين يجمعون بين التشهد الأخير مع الجلسة الأخيرة لتصبح ركناً واحداً، فإذا قرأ المصلي التشهد الأخير، وكان قائماً فإن هذا لا يجب تجزئته، لأنه بذلك يعتبر ترك ركنا وهو الجلسة.
الثاني عشر: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير
فالصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم في نهاية الصلاة تعتبر ركنا أساسياً، وسنة متبعة وليست بواجبا مشروطا على المسلمين، والدليل على ذلك :- .
” أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟… ثم قال: قولوا: اللهم صل على محمد…. ” رواه مسلم إذا أن هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدهم وعلَّمهم كيف تكون الصلاة ولم يأمرهم ابتداءً.
وأيضاً استدل من قال بأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سنة أنها لم تذكر في حديث أبي هريرة مرفوعاً: ” إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليعوذ بالله: من عذاب جهنم…..” رواه مسلم.
الثالث عشر: الترتيب
فالترتيب الذي يحدث في الصلاة كالتالي قيام، ثم ركوع، ثم رفع منه، ثم سجود، ثم قعود ثم سجود.
- قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا ﴾ [الحج: 77] فبدأ بالركوع ثم السجود.
- حديث أبي هريرة في المسيء صلاته حيث علمه النبي صلى الله عليه وسلم الأركان مرتبة بـ( ثم) والحديث متفق عليه.
- مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الترتيب وقد قال: ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” رواه البخاري.[2] [3]
الرابع عشر: التسليم
وهو قول: السلام عليكم ورحمة الله ” عن يمينه وعن يساره ” السلام عليكم ورحمة الله، والتسليم في نهاية الصلاة بعد التشهد فرض، والدليل عل ذلك
- حديث جابر بن سمرة مرفوعاً: ” إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه يسلم على أخيه من على يمينه وشماله ” رواه مسلم. وقوله (إنما يكفي) دل على أن ما دونه لا يكفي.
- مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على التسليمتين سفراً وحضراً، وقد قال: ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” رواه البخاري.
- حديث عائشة قالت: ” كان رسول الله إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة… وفيه ثم يسلم تسليمة… رواه أحمد والنسائي، وصححه الحاكم ولأحمد ” ثم يسلم تسليمة واحدة يرفع بها صوته “