من هي ليلى الأخليلية ؟.. و أشهر قصائدها

من هي ليلى الأخليلية

هي ليلى بنت عبد

الله

بن الرحال بن شداد ابن كعب، الأخيلية، من بني عامر بن صعصعة، هي شاعرة معروفة بشعرها الفصيح وبذكائها وجمالها المميز، عرفت واشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير حيث كان توبة يعشقها ويحبها إلى درجة الجنون، وقال لها عبد الملك بن مروان: ما رأى منك توبة حتى عشقك؟ فقالت: ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة!

كان بين ليلى والنابغة الجعدي مهاجاة، ولديها العديد من القصائد والأشعار في رثاء توبة، توفت في ساوة وتم دفنها هناك، وبعد وفاتها قام خليل وجليل العيطة بجمع ما تبقى من شعرها في (ديوان ليلى الأخيلية- ط).

قصائد طربت وما هذا بساعة مطرب

طَرِبْتُ وما هذا بسَاعَةِ مَطْرَبٍ  إلى الحي حَلّوا بَيْنَ عاذٍ فجُبْجُبِ

قَدِيماً فأَمْسَتْ دارُهُمْ قَدْ تَلَعَّبَتْ   بِها خَرَقاتُ الريحِ من كُلِّ مَلْعَبِ

وكَمْ قَدْ رَأَى رائِيهِمُ وَرَأَيْتُهُ   بِها ليَ مِنْ عمٍّ كَرِيمٍ ومِنْ أَبِ

فَوارِسُ مِنْ آلِ النَّفاضَةِ سادَةٌ   ومِنْ آلِ كَعْبٍ سُؤْدَدٌ غَيْرُ مُعْقَبِ

وحيٍّ حرِيدٍ قد صَبَحْنا بِغارَةٍ   فَلَمْ يُمْسِ بَيْتٌ مِنْهُمُ تَحْتَ كَوْكَبِ

شَنَنَّا عليهم كلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ   لَجُوجٍ تُبارِي كُلَّ أَجْرَدَ شَرْجَبِ

أَجَشَّ هَزِيمٍ في الخَبارِ إذا انْتَحى   هَوادِي عِطْفَيْهِ العِنان مُقرّبِ

لوَحْشِيِّها مِنْ جانبَيْ زَفَيانِها   حَفِيفٌ كَخُذْرُوفِ الوَلِيدِ المُثَقَّبِ

إذا جاشَ بالماءِ الحَمِيمِ سِجالُها  نَضَخْنَ بِهِ نَضْخَ المَزادِ المسَرَّبِ

فَذَرْ ذا ولكنّي تَمَنَّيْتُ رَاكِباً   إذا قالَ قَوْلاً صادِقاً لَمْ يُكَذَّبِ

لَهُ ناقَةٌ عِنْدِي وَساعٌ وكُورُها   كِلا مِرْفَقَيْها عَنْ رَحاها بمُجْنَبِ

إذا حَرَّكَتْها رحْلَةٌ جَنَحَتْ بِهِ   جُنُوحَ القطاةِ تَنْتَحِي كُلَّ سَبْسَبِ

جُنُوحَ قَطاةِ الوِرْدِ في عُصَبِ القَطا   قَرَبْنَ مِياهَ النِّهْيِ مِن كُلِّ مَقْرَبِ

فَغادَيْنَ بالأَجْزاعِ فَوْقَ صَوائِقٍ   وَمَدْفَعِ ذاتِ العَيْنِ أَعْذَبَ مَشْرَبِ

فَظَلْنَ نَشاوى بالعُيونِ كأَنَّها    شَرُوبٌ بَدَتْ عَنْ مَرْزُبانٍ مُحَجَّبِ

فَنالَتْ قلِيلاً شافِياً وَتَعجَّلتْ   لنادِلِها بَيْنَ الشِّباكِ وَتَنْضُبِ

قصيدة كما انصلتت كدراء تسقي فراخها

كما انصَلَتَتْ كَدْراءُ تسقِي فِراخَها   بشَمظةَ رِفْهاً والمياهُ شُعُوبُ

غَدَتْ لَمْ تُباعدْ في السماءِ ودونَها   إذا ما عَلَتْ أُهْوِيَّةٌ وصَبُوبُ

قرينةُ سَبْعٍ إنْ تَواترنَ مَرَّةً   ضَرَبْنَ فصَفَّتْ أرءس وجُنوبُ

فجاءَتْ وما جاءَ القطا ثمَّ قَلَّصتْ   بمَفْحَصِها والوارداتُ تَنوبُ

وجاءت ومَسْقاها الذي وردتْ بِهِ   إلى الصَّدْرِ مشدودُ العِصامِ كَتِيبُ

تُبادر أطفالاً مساكينَ دونها   فَلاً لا تَخّطاهُ العيونُ رَغِيبُ

وصَفْنَ لَها مُزْناً بأرض تَنُوفةٍ   فما هي إلاّ نَهْلَةٌ وتؤوبُ

قصيدة أذلك أم كدرية هاج وردها

أذلكَ أم كُدْرِيَّةٌ هاج وِرْدَها   من القيظ يومٌ واقِدٌ وسَمُومُ

غدتْ كَنواة القَسْب لا مُضْمحِلَّةٌ   وناةٌ ولا عَجْلى الفُتور سؤومُ

تُواشِكُ رَجْعَ المَنْكبِين وترتمي  إلى كَلْكَل للهادياتِ قَدُومُ

فما انخفضتْ حتى رأتْ ما يسرُّها  وفَيْءُ الضُّحى قد مال فهو ذميمُ

أَباطِح وانتصَّتْ على حيث تستقى  بها شَرَكٌ للوارداتِ مُقِيمُ

سقتْها سيولُ المُدْجِناتِ فأصبحتْ   عَلاجِيمَ تَجْري مرَّةً وتدومُ

فلمّا استقتْ من بارد

الماء

وانجلى   عن النفس منها لَوْحةٌ وهمومُ

دعَتْ باسمها حين استقتْ فاستقلَّها   قَوادِمُ حجنٌ رِيشُهنّ ملِيمُ

بجَوْزٍ كحُقِّ الهاجريّة زانَه   بأطراف عودِ الفارسيِّ وُشُومُ

قصيدة أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً

أَقْسَمْتُ أَرْثي بَعْدَ تَوْبَةَ هالكاً   وأَحْفِلُ مَنْ دارَتْ عَلَيْهِ الدَّوائِرُ

لَعَمْرُكَ ما بالمَوْتِ عارٌ على الفَتى   إذا لَمْ تُصِبْهُ في الحياةِ المَعايرُ

ومَا أَحَدٌ حيٌّ وإنْ عاشَ سالِماً   بأخْلَدَ ممَّنْ غَيَّبتْهُ المقابِرُ

ومَنْ كان مِمّا يُحْدِثُ الدَّهْرُ جازِعاً   فلا بُدَّ يَوْماً أنْ يُرى وهو صابِرُ

ولَيْسَ لذِي عَيشٍ عنِ المَوْتِ مَقْصَرٌ   ولَيْسَ عَلى الأيّامِ والدهرُ غابِرُ

ولا الحيُّ ممّا يُحْدِثُ الدَّهْرُ مُعتَبٌ   ولا المَيْتُ إنْ لَمْ يَصْبِرِ الحيُّ ناشِرُ

وكلُّ شبابٍ أو جَدِيدٍ إلى بِلىً   وكُلُّ امرِىءٍ يَوْماً إلى اللّهِ صائِرُ

وكُلُّ قَرينَيْ إِلفَةٍ لِتَفَرُّقٍ   شَتاتاً وإنْ ضَنَّا وطالَ التَّعاشُرُ

فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ حيّاً ومَيِّتاً   أَخا الحَربِ إِنْ دارَتْ عَلَيْكَ الدَّوائِرُ

فآليْتُ لا أَنْفَكُّ أَبْكِيكَ ما دَعَتْ  على فَنَنٍ وَرْقاءُ أَوْ طار طائِرُ

قَتِيلُ بَنِي عَوْفٍ فيا لَهْفَتا لَهُ   وما كُنْتُ إِيَّاهُمْ عَلَيْهِ أُحاذِرُ

ولكِنَّما أَخْشى عَلَيْهِ قَبِيلَةً   لَها بدُرُوبِ الرُّومِ بَادٍ وحاضِرُ

قصيدة أيا عين بكي توبة بن حمير

أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ  بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ

لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ   بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ

سَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ   ولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ

كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ  بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ

ولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَدا  سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِ

ولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأ  الجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِ

ولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها   بسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِ

وصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطا   قَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِ

يَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَها   سُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِ

فَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَها    مُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِ

ولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَها   بخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِ

مُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍ   إذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِ

فألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَها    صَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِ

أَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُ    فَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِ

قَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُ   إذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِ

فَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدى   ويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِ

قصيدة نظرت وركن من ذقانين دونه

نَظَرْتُ ورُكْنٌ مِنْ ذِقانَيْنِ دُونَهُ   مَفاوِزُ حَوْضَى أيّ نَظْرَةِ ناظِرِ

لأونَس إن لَمْ يَقصُرِ الطّرفُ عَنْهُمُ   فَلمْ تَقْصُرِ الأخْبارُ والطَّرفُ قاصرِي

فَوارِسُ أَجْلَى شَأْوُها عَنْ عَقِيرَةٍ   لِعاقرِها فيها عَقِيرَةُ عاقِرِ

فآنَسْتُ خَيْلاً بالرُّقَيِّ مُغِيرَةً   سَوابِقُها مِثْلُ القَطا المُتَواتِرِ

قَتِيلُ بَنِي عَوْفٍ وأَيْصُرُ دُونَهُ   قَتِيلُ بَني عَوْفٍ قَتِيلُ يُحاِيرِ

تَوارَدَهُ أسْيافُهُمْ فكَأَنَّما    تصادَرْنَ عَنْ أَقطاعِ أَبْيضَ باتِرِ

مِنَ الهِنْدُوانِيّاتِ في كلِّ قِطْعَةٍ   دَمٌ زَلَّ عَنْ أَثْرٍ مِنَ السَّيْفِ ظَاهِرِ

أَتَتْهُ المَنايا بَيْنَ زَعْفٍ حَصِينَةٍ    وأسْمَرَ خطّيٍّ وخَوْصاءَ ضَامِرِ

عَلى كلِّ جَرداءَ السَّراةِ وسابحٍ    دَرَأْنَ بِشُبَّاكِ الحديدِ زَوافِرِ

عَوابِسَ تَعْدُو الثّعْلَبِيَّةَ ضُمَّراً   وَهُنَّ شَواحٍ بالشّكِيمِ الشَّواجِرِ

فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ يا تَوبُ إنّما   لِقاءُ المنايا دارِعاً مِثْلُ حاسِرِ

فإلاّ تَكُ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ   ستَلْقَوْنَ يَوْماً وِرْدُهُ غَيْرُ صادِرِ

وإنَّ السَّلِيلَ إذْ يُباوِي قَتِيلَكُمْ   كَمَرْحُومَةٍ مِن عَرْكِها غَيْرِ طاهِرِ

فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإنَّكُمْ   فَتىً ما قَتَلْتُمْ آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ

فَتىً لا تَخَطَّاهُ الرِّفاقُ ولا يَرى  لِقدْرٍ عيالاً دُونَ جارٍ مُجاوِرِ

ولاَ تأخُذُ الكُومُ الجِلادُ رِماحَها  لِتَوْبَةَ في نَحْسِ الشّتاءِ الصَّنابِرِ

قصيدة أنيخت لدى باب ابن مروان ناقتي

أُنِيخَتْ لَدى بابِ ابْنِ مَرْوانَ ناقَتِي   ثَلاثاً لَها عِنْدَ النِّتاجِ صَرِيفُ

يُطِيفُ بِها فِتْيانُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ  بِنيرَيْنِ مِئْرانُ الجبالِ وَرِيفُ

غُلامٌ تَلَقَّى سُؤْدَداً وَهُوَ ناشِىءٌ   فآتَتْ بهِ رَحْبَ الذِّراعِ أَلِيفُ

بِقيلٍ كتَحْبِيرِ اليَماني ونَائِلٍ   إذا قُلِّبَتْ دُونَ العَطاءِ كُفُوفُ

ورُحْنا كأنّا نَمْتَطِي أخْدَرِيَّةً   أَضَرَّ بِها رَخْوُ اللِّبانِ عَنِيفُ

وحَلاَّها حتّى إذا لَمْ يَسَعْ لَها   حليٍّ بجَنْبَيْ ثادِقٍ وجَفيفُ

أَرَنَّ عليها قارِباً وانْتَحَتْ لَهُ   مُبَرَّةُ أرساغِ اليَدَيْنِ زَرُوفُ

تُهادي خجوجاً خَدَّدَ الجَرْيُ لَحْمَها   فَلا جَحْشُها بالصيفِ فَهْي خروفُ

قصيدة جزى الله خيراً والجزاء بكفة

جَزَى اللّهُ خَيْراً والجزاءُ بِكفِّهِ   فتىً من عُقَيلٍ سادَ غَيْرَ مُكَلَّفِ

فتىً كَانتِ الدُّنْيا تَهُونُ بأَسْرِها   عَلَيْهِ ولا يَنْفَكُّ جَمَّ التَّصَرُّفِ

يَنالُ عَلِيّاتِ الأُمُورِ بهُوْنَةٍ   إذا هيَ أَعْيَتْ كُلَّ خِرْقٍ مُشَرَّفِ

هُوَ الذَّوْبُ بَلْ أُرْيُ الخلايا شَبِيهُهُ   بِدِرْياقَةٍ مِنْ خَمْرِ بَيْسانَ قَرْقَفِ

فَيا تَوْبُ ما في العَيْشِ خَيْرٌ وَلا نَدىً   يُعَدُّ وَقَدْ أَمْسَيْتَ في تُرْبِ نَفْنفِ

وما نِلْتُ مِنْكَ النَّصْفَ حتَّى ارْتَمَت بك  المَنايا بسَهْمٍ صائِبِ الوَقْعِ أعْجَفِ[1]