الانفصال والطلاق الزوجي : متلازمة نفور الوالدين
ما هي متلازمة نفور الوالدين
يعاني الآباء والأمهات المنفصلين حَدِيثًا من بعض المشاكل والصعوبات تجاه الأطفال، وتكون هذه الصعوبات طبيعية ونادراً ما يكون انفصال الوالدين سهل على الأطفال، ومن أبرز هذه المشاكل هي متلازمة نفور الوالدين
والمقصود بها هو خطط واستراتيجيات يستخدمها أحد الأبوين لطفله لكي يكره ويبتعد عن الطرف الأخر، يطلق على هذه المتلازمة أسماء أخرى مثل الاغتراب الأبوي أو غسل أو برمجة
الدماغ
والمصطلح الأكثر استخداماً لهذه المتلازمة هو نفور الوالدين، ويطلق على الأب الذي يقوم بملء عقول الأطفال بالمغترب (يطلق على الطرف الذي يتعرض لظلم بالاغتراب)، حيث يقوم أحد الأبوين بملء عقل
الطفل
بأكاذيب وإشعاعات عن الطرف الأخر، وبشكل عام أن الاغتراب من أحد الأبوين يساهم في نقص مصداقية الطرف الأخر
على سبيل المثال قد تقوم الأم بأخبار طفلها أو أطفالها بأن والدهم لا يحبهم ويكره أن يراهم، أو أن يقوم الأب بأخبار أطفاله أن والدتهم تبحث عن عائلة وأطفال جدد ولا تحب البقاء معهم، في حين أن كل هذا غير صحيح، وفي المقابل الأطفال سوف يتعاملون مع أب الاغتراب أو الأم بكره وتذمر، وتصبح لديه الكثير من
العادات
السيئة
وقد يصاب بحالة نفسية حرجه، قد تكون الإشاعات والأكاذيب قليلة وخفيفة، ولكن على الرغم من ذلك سوف تؤدي هذا الإشاعات إلى تزعزع الثقة والحب بين الطفل وأب الاغتراب، وقد يصل الأمر إلى رفض الطفل التكلم معه.
تاريخ ظهور متلازمة نفور الوالدين
تم اكتشاف هذه المتلازمة لأول مرة في عام 1985، وقام ريتشارد جاردنر بوضع اسم Parental Alienation Syndrome (PAS) متلازمة نفور الوالدين لهذه الحالة، تم التوصل إلى هذه المتلازمة من خلال الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في مراجعتها الخامسة DSM- 5، وتم الاعتراف بها من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي
ومنظمة الصحة العالمية، والجمعية الطبية الأمريكية، وقاموا بوصف الطفل المتأثر بهذه المتلازمة ب DSM- 5، تصنف هذه المتلازمة بأحد المشاكل العقلية والنفسية، حيث تمتلك دور كبير في تغير نفسية الطفل وتدهور صحته العقلية.
الأعراض الثمانية لمتلازمة نفور الوالدين
قام جاردنر بتحديد ثمانية أعراض لهذه المتلازمة وهي:
- يكون الطفل المصابة بهذه المتلازمة كثير الانتقاد وبشكل غير منطقي وطبيعي تجاه أب الاغتراب، ويطلق على هذه الحالة أحياناً حملة تشويه السمعة.
- لا يوجد لدى الطفل أي دليل قوي أو مبرر للانتقادات اللاذعة التي يقوم بتوجيهها للأب، ويكون لديه منطق خاطئ.
- المشاعر لدى الطفل تجاه أحد الأبوين تكون جميعها كره ومليئة بالأفكار السلبية والمحبطة، ولا يستطيع أحد تغير هذه الأفكار، يطلق على هذه الحالة اسم نقص التناقض.
- عندما يقوم الطفل بتوجيه الكلام الجارح والمؤذي تجاه أب الاغتراب، ولا يشعر بأي ذنب تجاه ذلك، ويعتقد بأنه يجب أن يسيء التعامل معه وبصوره أقوى.
- يعتقد الطفل بأن كل ما يقوله الأب المغترب صحيح تجاه أب الاغتراب، وجميع الأفكار هي استنتاجات صحيحة وواقعية.
- يستمر الطفل بمحاولة الابتعاد عن أب الاغتراب، ويحاول توجيه كلمات جارحة ومؤلمة له.
- يقوم الطفل باستخدام مصطلحات وعبارات تسبق عمره، وتستخدم في لغة الكبار فقط، حيث يدل ذلك بأن هذه الكلمات قام شخصاً ما بقولها وبشكل مستمر.
-
مشاعر كراهية الطفل لا تكون تجاه أحد الأبوين، بل هي تتسع لتشمل كل
الأصدقاء
والأقرباء مثل
الجد والجدة
والخال والخالة أو العم والعمة.
هل يتحيز الطفل لأحد الأبوين في متلازمة النفور
الإجابة على هذا
السؤال
لا تكون دقيقة لأنها تختلف باختلاف الظروف المعيشة للعائلة، وفي معظم الأحيان قد يكون الاغتراب متساوي مع كلا من الوالدين، ولكن بحسب الإحصائيات التي قام بها جاردنر فإن تسعون بالمئة من المستغربين هم من فئة الأمهات
قد يكون السبب وراء ذلك هو كثرة غيرة السيدات وسيطرتهم على أطفالهم، بإلاضافة إلى ذلك يقضي الأمهات وقت أكثر مع الأطفال مُقَارنةً بالآباء، حيث كانت السيدات في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي هم المسؤولين عن المنزل والأطفال، والرجال واجبهم هو إعالة
العائلة
فقط، ومن الجدير بالذكر بأن هناك بعض المجتمعات تعيش بنفس هذه الطريقة حتى الآن
كما أن تصرفات الرجال بصورة عامة تثير الشكوك لدى السيدات، حيث يظهرون بشكل أوضح للاغتراب، ولكن على الرغم من ذلك فإن الزمن والمجتمعات قد تغيرت
حيث أظهرت الدراسات الحديثة لجاردنر أن نسبة التسعون بالمئة قد تحولت في وقتنا الحالي إلى نسبة خمسون بالمئة للأمهات وخمسون بالمئة للآباء.
طرق لمعالجة متلازمة نفور الوالدين
لايوجد حلول ثابتة للتخلص من متلازمة نفور الوالدين، ولكن يوجد بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص منها أو التقليل من أعراضها، مثل:
-
معالجة الأكاذيب والكلام المسيء
في معظم الأحيان عندما يتعرض أحد الأبوين للكلام المسيء والأكاذيب ينصدم ويكتفي بالصمت، ولكن ذلك يعتبر خطر جداً ويسبب في تفاقم الأمر، حيث يجب أن تقف بوجه الكلام الذي يوجه لك
على سبيل المثال قد يقول بعض الأطفال لآبائهم بأن أمهم قد قالت لهم أن والدكم لا يحبكم ويبحث عن منزل وعائلة جديدة، يجب على الأب أن يجيب أطفاله بنبرة معتدلة ويوضح لهم بأن
الطلاق
بسبب مشاكل أخرى مع والدتهم وأن الأمر لا يتعلق بهم.
-
تشجيع الطفل على التحدث بصورة مباشرة
يجب أن تحاول أن تبقى على تواصل مع أطفالك وبصورة مباشرة، وأحرص دائماً بأن يأتي لك طفلك في كل مرة يخطر أي سؤال أو استفسار في عقله، بالإضافة إلى ذلك يحتاج طفلك البقاء على اطلاع بالأحداث والتطورات التي تحدث في حياتك، ويجب أن يكون التواصل فيما بينكم مباشر دون الحاجة إلى وسيط.
-
التحكم في التفاعل العاطفي وردود الفعل
من الطبيعة جداً أن تشعر بالغضب أو الاندفاع أو
الخوف
من خسارة طفلك حين يتم تلقين طفلك الذي لا يستطيع التحكم بمشاعره أو حتى لا يعلم كيف يتحكم بها بالعديد من مشاعر الحقد والخوف والكره تجاهك وبالتأكيد ردة فعلك ستكون غاضبة ومخيفة
وهذا خطأ كبير لأنك سوف تؤكد لطفلك ما تم تلقينه به صحيح لذا يفضل التصرف بهدوء والتعامل مع الطفل بكل
حب
وطمأنينة حتى يستطيع الطفل التخلص من تلك المشاعر التي زرعت بداخله تجاهك ويمكنك عمل تأمل وتمرينات رياضية للمحافظة على هدوئك عند حدوث مشكلة كهذه.
-
أبق على تواصل مع طفلك
في حال أن حضانة طفلك لم تعد لديك أو عدم رغبة طفلك في مقابلتك أو زياراتك يجب أن لا تفقد الأمل في طفلك وتتركه دون أي خطة تواصل بينكم، يجب أن تبق دوماً على تواصل مع طفلك حتى لو لم يرد عليك طفلك فهو قد يختبر صبرك ومحبتك له
ويمكنك أيضاً الذهاب إلى أحداث المدرسة الخاصة به أو إرسال هداية
عيد ميلاد
أو عمل زيارة مفاجئة له وحتى لو لم يرغب طفلك في ذلك حاول عدم التركيز على ردود فعله وتذكر أن ما يهمك هو نيتك في ذلك وليست النتيجة لذا من المهم جداً أن تحافظ على التواصل بينك وبين طفلك وعلى تقديم أفضل ما لديك له. [1]