عبادة بن ماء السماء فحول شعراء الأندلس وأشهر قصائده

من هو عبادة ابن ماء السماء

هو أبو بكر عبادة بن عبد اللّه بن محمّد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى ابن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة المعروف بابن ماء السماء، يقال بأن هذا الشاعر ولد  في مدينة مالقة والبعض الآخر يقول إنه ولد في مدينة قرطبة في عام ثلاثمائة وأربع هجرياً أي تسعمائة وستة عشر ميلادياً

وتوفي في عام أربعمئة واثنان وعشرون هجرياً أي ألف وواحد وثلاثون ميلادياً، ودرس الشاعر أبو عبادة على يد أبو بكر الزبيدي، وقد اكتسب علم الشعر، ومدح العامريّين، والمقصود بالعامريّين هم أولاد المنصور بن أبي عامر، بالإضافة إلى ذلك قام بمدح ملك مدينة مالقة علي بن حمود الفاطمي

والقصيدة التي

مدح

ه فيها هي (أبوكم عليّ كان بالشرق بدء ما… ورثتم، وذا بالغرب أيضا سَمِّيهِ فصلّوا عليه أجمعون وسلّموا… له الأمر إذ وَلَّاهُ فيكم وليّه)، كما مدح الوزير أبا عمر بن حزم، وكذلك رثى أبا بكر بن زيدون، كان الشاعر عبادة من ماء السماء من أبرز الشعراء ومن فحول شعراء الزمن الذي عاش فيه (العصر الأندلسي)، بالإضافة إلى الشعر كانت لديه مواهب أخرى مثل التنجيم والغناء

أشتهر عبادة بكتابة القصائد والموشحات، في زمن كان الموشح بسيط جداً، ولكن قام عبادة بجعل الموشح أحد أهم عناصر القصيدة، من الجدير بالذكر بأن عبادة قام بتصنيف كتاب أخبار شعراء الأندلس.

أشهر قصائد عبادة بن ماء السماء


قصيدة سقى الله أيامي بقرطبة المنى


سـقـى

الله

أيـامـي بـقـرطبة المنى


سـروراً كـري المـنـتـشـي مـن شـرابه


وكم مزجت لي الراح بالريق من يدي


أغـر يـريـنـي الحـسـن مـلء ثـيـابـه


أوان عــذاري لم يــرع بــمــشــيـبـه


شــبـابـي ولم يـوحـش مـطـار غـرابـه


تــعــللنـي فـيـه الأمـانـي بـوعـدهـا


وهــيــهــات أن أروى بــورد سـرابـه


سـل العـنم البادي من السجف دانفاً


لتـعـذيـب قـلبي هل دمي من خضابه؟


قصيدة لا تشكون إذا عثر


لا تـــشـــكـــون إذا عـــثــر


ت إلى خــليــط ســوء حــالك


فــيــريــك ألوانــاً مــن ال


إذلال لم تــخــطــر بـبـالك


إيــــاك أن تــــدري يـــمـــي


نـك مـا يـدور عـلى شـمـالك


واصــبــر عــلى نـوب الزمـا


ن وإن رمت بك في المهالك


وإلى الذي أغــــــنــــــى وأق


نى اضرعْ وسلهُ صلاح حالك


قصيدة ما مر يوم علي لم أرك


مـــا مـــر يــوم عــلي لم أرك


إلا وجــدت الضــمــيـر صـورك


ولا مـبـيـتـي وأنـت لسـت معي


إلا مبيت القطاة في الشرك


أمـا أنـا فـالبـعـاد غـيـرنـي


وأنــت خــوف الرقـيـب غـيـرك


يـا لعـبـة صـورت لسـفـك دمي


غـطـي بـفـضـل النـقاب محجرك


قصيدة ما ضيع الله ملكاً أنت راعيه


مـا ضـيـع الله مـلكـاً أنـت راعـيـه


ولا أبــاح ذمــاراً أنــت حــامـيـه


لله درك مــــن مــــولىً عـــوارفـــه


لم تبق في الأرض إلا من يواليه


تهديه والناس قد ضلوا كواكب من


آرائه فــي ســمــاء مــن مــعـاليـه


مــكــفــلاً بــرضــاه هــمــةً أنــفــاً


تـرمـي إلى الغرض الأقصى فتصميه


كـانـت خـلافـتنا في الغرب مظلمةً


كــأن أيــامــنــا فــيـهـا ليـاليـه


ســيـاسـة أبـرأت بـالرفـق فـي مـهـل


داء الخـلاف وقـد أعـيـا مـداويـه


وحــكـمـة خـضـعـت هـام المـلوك لهـا


عــزاً فــلا حــر مــوجــود بــواديــه


مــؤيــد جــاءت الدنــيــا إلى يــده


عــفـواً ولبـتـه مـن قـرب أمـانـيـه


جــلت أيــاديــه حـتـى إن أنـفـسـنـا


ومــا مــلكـنـاه جـزء مـن أيـاديـه


قصيدة صلى عليك الله يا ابن رسوله


صــلى عــليـك الله يـا ابـن رسـوله


ووليــه المــخــتــص بــعــد خــليــله


وله مــن الســعــد المــتــاح مــعــدل


يـغـنـي أخـا التـنـجـيـم عن تعديله


كــم يــبــعــث البـاغـون رسـلهـم إلى


مــن كــتــبــه مــن زرقــه ونــصــوله


وزع الإله بـــبـــأســـه وعـــقـــابـــه


مــا لم يــزع بـالنـص مـن تـنـزيـله


هــــذا عـــلي نـــاصـــر الديـــن الذي


نــظــمــت له غـرر السـنـا بـحـجـوله


قصيدة أطاعتك القلوب ومن عصي


أطـاعـتـك القـلوب ومن عصي


وحـزب الله حـزبـك يـا علي


فـكـل من ادعى معك المعالي


كـذوب مـثـل مـا كذب الدعي


أبـى لك أن تـهاض علاك عهد


هـــشـــامــي وجــد هــاشــمــي


ومـا سـميت باسم أبيك إلا


ليـحـيـا بـالسمي له السمي


فإن قال الفخور أبي فلان


فحسبك أن تقول أبي النبي


قصيدة صلى على الملك الشهيد مليكه


صـلى عـلى المـلك الشـهـيـد مليكه


وسـقـاه فـي ظـل الجـنـان الكـوثـر


مــولىً دهــتــه عـبـيـدهـ، وغـضـنـفـر


تـركـتـه أيـدي العـفـر وهـو مـعفر


كــانــت تــهــيــبـه الأسـود فـغـاله


فــي قــصــره مـسـتـضـعـف مـسـتـحـقـر


لم يــثـن عـز المـلك عـنـه مـنـونـه


فـسـمـت له مـن حـيـث لم يـك يـحذر


خـــتـــلتــه ســراً والقــبــائل درع


تــحــمــيــه لكــن المــنـايـا جـسـر


ولو إنـهـا رامـتـه جـهـراً لانـثـنت


والبـيـض تـقـرع والقـنـا يـتـكـسـر


مــا غــاب بــدر التـم إلا ريـثـمـا


جـلى الدجـى عـنـا

الصباح

الأزهر


إن يــهــو مـن أفـق الخـلافـة نـيـر


يـهـدي السـبـيـل فـقـد تـلاه نـيـر


بـالقـاسـم المـأمـون أفـرخ روعـنـا


فــالقــســم وافٍ والنــصـيـب مـوفـر


قصيدة حب المها عباده


حب

المها عباده من كَّلِ بسامِ السوارِ قَمر يطْـلُـع   مـن حسنِ آفاق الكَمال حسـنُـه الأَبــدع

لِلَّه ذَات حسنِ مليحــةُ المحـيا   لها قَوام غُصنِ وشنْفُهـا الثُّـريا

والثَّغْرحب مزنِ رضـابه الحميـا   من رشْفه سعاده كأَنَّه صرفُ الْعقَـارِ جوهر رصع

يسقيك من حلْوِ الزلالِ طَيب المشْرع   رشيقَةُ المعاطفْ كالغُصـنِ في القَوامِ

شَهديةُ المراشفْ كالـدر في نظـامِ  دعصيةُ الروادفْ والخَصر ذو انْهِضامِ

جوالَةُ القـلادةْ محلُـولَةُ عقْد الإزارِ حسنُهـا أبدع   من حسنِ ذَياك الغَزالِ أكْحـلِ المدمع

يليةُ الـذَّوائِب ووجهـهـا نَهـار   مصقُولَةُ التَّرائِب ورشْفُهـا عقَــار

أَصداغُها عقَارِب والخَــد جـلّنَـار   نَاديتُ وافُؤَاده من غَادة ذات اقْتدارِ لَحظُهـا أَقْطَع

مـن حد مصقُولِ النِّصالِ في الفتى الأَشْجع   سفَرجلُ النُّهود في مرمرِ الصـدورِ

يزهى على العقُود من لَبـة النُّحـورِ  بمقْلَـة وجِيـد من غَادة سـفُـور

حبي لَها عباده أَعوذُ من ذَاك الفَخَارِ بِرشاً يرتَـع   في روضِ أَزهارِ الجمالِ كُلَّمـا أَينَـع

عفيفَةُ الذُّيـولِ نَقيـــةُ الثِّيـابِ   سلاَّبةُ العقُـولِ أَرقُّ من شَــرابِ

أَضحى لَها نُحولِي في

الحب

من عذَابِي   في النَّومِ لِي شَراده وحكْمها حكْم اقْتدارِ

كُلَّمـا أَمنَـع منها فإن طَيفُ الخَيالِ زارني أَهجع


قصيدة من ولي في أمة أمراً ولم يعدل


من وليِ فـي أمـة أمراً ولـم يعدلِ


يعــذَلِ إلاّ لِحاظَ الرشَأِ الأَكْحــلِ


جرتَ في حكْمك فـي قَتْلي يا مسرِفُ


فـانْصف فواجب أن ينْصفَ المنْصـفُ


وار أَ ف فــإن هـذا الشوقَ لا يرأفُ


عـلِّــلِ قلبي بذاك البــارد السلسـلِ


ينْجــلِ ما بفؤادي من جوي مشْعـلِ


إنَّمـــا تَبرز كي تُوقـد نـار الفتَن


صنَمــا مصوراً من كلِّ شيئٍ حسن


إِن رمـى لم يخْط من دونِ القلوبِ الْجنَن


كيـف لي تَخَلُّص من سهمك المرسـل


فصــلِ واستَبقني حيا ولا تَقْتُــلِ


يا سنـا الشَّمسِ يا أبهى من الكـوكبِ


يا منَـى النَّفْسِ يا سـؤْلي ويا مطْلَبي


ها أَنَـا حـلَّ بأعدائِك ما حلَّ بِـي


عـذَّلِي من أَلَمِ الهِجرانِ في معـزِلِ


والخَلـي في الحب لا يسأَلُ عمن بلي


أَنْـتَ قَد صيرتَ بالحسنِ من الرشْد غَي


لـم أَجِد في طَرفَـي حبك ذنباَ علَي


فـاتَّـئِـد وإِن تَشَأْ قَتْلي شَيئـاً فَشَي


أجمــلِ ووالِني منْك يــد المفْضلِ


فهي لي من حسنات الزمنِ المقْبـِلِ


ما اغْتَذَى طَـرفـي إلاّ بِسنَـا نَاظريك


وكَــذَا في الحب ما بي ليس يخْفَىعلَيك


ولِـــذَا أُنْشــد والقَلْب رهين لَديـك


يـا علي سلَّطْت جفنَيـك علي مقْتـلي


فابق لي قلبي وجد بالفضل يا موئلي