أين يقع مرج البحرين ؟.. في أي دولة

ما هو مرج البحرين وأين يقع

مرج

البحر

ين هي أحد الظواهر الغريبة والبديعة، وهي عبارة عن التقاء بحرين أو محيطين أو أي سطحين مائيين، يلتقي هذين السطحين أي (

مرج البحرين يلتقيان

) ولكن لا يختلطان أبداً ويفصل بينهما خط فاصل يطلق عليه البرزخ، وبحسب الدراسات التي قام بها العلماء مع اكتشاف الأجهزة المتطورة والأقمار الصناعية تم التوصل إلى أنه هذه الظاهرة تحدث نتيجة إلى اختلاف كثافة المياه

أو اختلاف في كمية الأملاح والمعادن الموجودة في داخلها، ذكر

الله

-سبحانه وتعالى- هذه الظاهرة عدة مرات في

القرآن الكريم

، ((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ)) في سورة الرحمن

وقوله -سبحانه وتعالى- ((والبحرِ المسجورِ))، وقوله -سبحانه وتعالى- ((أَمْن جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَه مَعَ اَللَّه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ)) في سورة النمل،

أما بالنسبة إلى مكان ظاهرة مرج

البحرين

فيوجد عدة أماكن على الكرة الأرضية التي تتواجد بها هذه الظاهرة الطبيعية، ومن هذه الأماكن:

  • المكان الذي يلتقي خلاله بحار الخليج العربي وخليج سلطنة عمان.
  • النقطة التي يلتقي خلالها مياه البحار الجليدية الذائبة مع المياه بحار خليج

    ألاسكا

    .
  • منطقة التقاء مياه

    نهر

    النيل العذبة مع المياه المالحة للبحر الأبيض المتوسط الذي يقع في شمال مصر.
  • نقطة التقاء مياه نهر ريو نيجرو ومياه نهر سوليموس في البرازيل.
  • المنطقة التي تفصل بين خليج المكسيكي ونهر المسيسيبي.
  • النقطة التي تفصل بين مياه المحيط الأطلسي الباردة وقليلة الملوحة مع مياه البحر الأبيض المتوسط الحارة وكثيرة الملوحة.

مرج البحرين في خليج ألاسكا

خليج ألاسكا هو خليج بحري يقع بين ولاية كندا وألاسكا، يوجد في هذا الخليج محيطان يلتقيان ولكن لا يختلطان أبداً، وفي الخط الفاصل بين المحيطين تتشكل رغوة كثيفة، نتيجة إلى اختلاف كثافة المياه وكميات الأملاح والمعادن، تحدث هذه الظاهرة عندما يبدأ المياه العذبة الناتجة من الأنهار الجليدية بالتدفق إلى مياه المحيط الذي يكون أكثر ملوحة

وبسبب اختلاف كثافة المياه ونسبة الأملاح بين هذين السطحين المائيين ينتج توتر سطحي بينهما، ويؤدي إلى إنشاء جدار رقيق جداً لا يسمح  لمياه هذين السطحين المائيين بالاندماج، وهو ما يطلق عليه ظاهرة مرج البحرين الذين يلتقيان ولكن لا يختلطان.

مرج البحرين في نهر النيل

يمكن مشاهدة ظاهرة مرج البحرين عند نقطة التقاء مياه

نهر النيل

العذبة مع مياه البحر المتوسط المالحة في شمال مصر، وتحديداً في مدينة رأس البحر التي تقع في دمياط والتي تبعد مسافة مئتان وخمسين كيلومتر عن شمالي القاهرة، يمتد الضلع الشرقي من منطقة رأس البر على طول نهر النيل

في حين أن ضلعها الغربي منها يمتد إلى الجهة الغربية من البحر الأبيض المتوسط، تقع هذه المدينة في أحد

المصبات

لنهر النيل، ويمكن ملاحظة ظاهرة مرج البحرين بوضوح في منطقة اللسان، تحدث هذه الظاهرة في هذه المنطقة بشكل جميل جداً وفريد من نوعه

ويختلف عن باقي الأماكن الأخرى التي تحدث فيها هذه الظاهرة، حيث تعتبر هذه المنطقة من أهم المناطق المصرية السياحية، بالإضافة إلى جمال منظرها تتميز منطقة اللسان بجو معتدل والكثير من المنتجعات المناسبة للاستجمام والراحة.

مرج البحرين في البرازيل

يمكن مشاهدة ظاهرة مرج البحرين بشكل واضح عند خط التقاء نهر سوليموس الذي يطلق عليه اسم (نهر المياه البيضاء) ونهر ريو نجرو، يبعد هذا الخط عشرة كيلومترات تقريباً عن المدينة الداخلية التي تقع في شمال البرازيل ويطلق عليها اسم مانوس، تتجمع المياه في هذه النقطة عندما يلتقي اثنان من كبار روافد نهر

الأمازون

حيث يبدأ تدفق النهر الأصفر إلى النهر الأكبر لكن لا يحدث اختلاط أبداً، ما يزيد من غرابة هذه الظاهرة في البرازيل هو أنه نهر سوليموس يكون ظاهر بالون غريب وغير معتاد وهو اللون البيج الذي يشبه مشروب الشاي بالحليب، سبب تحول لون المياه إلى هذا اللون في نهر سوليموس يعود إلى تجمع الرواسب ورمال وطين وطمي المتكونة من فتات جبال الأنديز

أما بالنسبة إلى لون المياه في نهر ريو نيجرو فيكون باللون غامق جداً مائل إلى السواد ويشبه لون القهوة الداكنة، ويعود السبب وراء تحول لون المياه في هذا النهر إلى أوراق النباتات والمواد العشبية التي تتفتت وتنتشر في مياه النهر، ولكن على الرغم من أن لونها أغمق من مياه نهر سوليموس إلى أنها تحتوي إلى كمية من الرواسب أقل وبحسب أخر الدراسات والإحصائيات يعتبر نهر ريو نيجرو أحد أصفى وأنقى المياه الطبيعية في العالم.

برزخ بنما

برزخ بنما أو ما يطلق عليه اسم برزخ دارين، وهو عبارة عن شريط ضيق يتكون من اليابسة ويقع ما بين المحيط الهادئ والبحر الكاريبي، ويربط هذا الشريط أمريكا الجنوبية مع أمريكا الشمالية

تشكل قبل ثلاثة ملايين سنة، في فترة الحقبة البليوسينية، ويعتبر برزخ بنما ذو أهمية استراتيجية مهمة، وبحسب قول علماء الجيولوجيا إن برزخ بنما يعتبر أهم الأحداث الجيولوجية التي مرت على كرة الأرض منذ ستون سنة تقريباً

في البداية كان البرزخ في هذه المنطقة مجرد خط يفصل الأرض بحسب أحجام القارات، ولكن بعد الدراسات المطولة التي أجريت عليه، استنتج العلماء أن لهذا البرزخ تأثير كبير على بيئة كرة الأرض ومناخها، حيث ساهم في غلق تدفق المياه بين المحيطين الأطلسي والهادئ

وأيضاً ساهم في إعادة توجيه تيارات المحيطات من كلا المحيطين، مما أدى إلى تغير مسار مياه المحيط الأطلسي للجهة الشمالية، بالإضافة إلى ذلك ساهم هذا البرزخ بتشكيل تنوع حيوي مهم على الكرة الأرضية

وكذلك أدى إلى تشكيل جسر يساعد الحيوانات والأعشاب بالهجرة من وإلى القارتين (قارة أمريكا الجنوبية وقارة أمريكا الشمالية)، كما يؤثر في حدوث تغير واضح بنمط التغيرات في المحيطات والغلاف الجوي، التي تؤدي بدورها إلى تنظيم أنماط هطول الأمطار والثلوج.

معلومات عامة حول ظاهرة مرج البحرين والبرزخ

استطاع العلماء التوصل إلى وجود خط يطلق عليه البرزخ يفصل فيما بين البحار والمحيطات، ويتحرك خلالهما، ويطلق عليه علماء الجيولوجيا اسم الجبهة، بسبب تشابه دوره مع الجبهة التي تفصل بين جيشين

من خلال هذا البرزخ يستطيع كل البحرين الحفاظ على خصائصهم مثل الكثافة والملوحة والأحياء المائية ودرجة الحرارة وقابلية ذوبان الأكسجين في المياه بالإضافة إلى المواد الموجودة داخلها دون اختلاط البحرين مع بعضهما، ومن خلال التطور الذي وصلت إليه البشرية في السنوات الأخيرة استطاع الخبراء والعلماء تصوير هذا البرزخ بطريقة دقيقة جداً

بواسطة استخدام تقنية متعلقة بالتصوير الحراري، التي وضحت أن على الرغم من شكل مياه البحار الواحد، إلى أنه يوجد اختلاف كبير فيما بين البحار من حيث الكتل المائية، على سبيل المثال استنتج العلماء أن مياه خليج سلطنة عمان ومياه الخليج العربي تختلف من حيث النباتات الموجودة في كلا السطحين المائيين، وعلي الرغم من وجود البرزخ فيما بينهم

إلى أن حافظ كلا السطحين المائيين على خواصهم الفيزيائية والكيميائية، من الجدير بالذكر بأن لا يمكن اختلاط ثلاث كتل مائية وهي مياه المصب، ومياه النهر

ومياه البحر من حيث الملوحة والعذوبة، وذكرت هذه الظاهرة في العديد من آيات القرآن الكريم ومنها الآية 53 من سورة الفرقان ((وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)).[1]