ماذا يكشف تخطيط الدماغ للاطفال
دواعي تخطيط الدماغ للاطفال
يتم عمل تخطيط
الدماغ
للاطفال EEG) Electroencephalogram) للكشف عن أي مشاكل متعلقة بالنشاط الكهربائي لدماغ
الطفل
، حيث يقوم هذا الفحص بتتبع وتسجيل أنماط موجات دماغ الطفل، ويمكن أن يظهر مخطط كهربية الدماغ تشوهات في موجات الدماغ لدى الأطفال المصابين بالصرع.
لذلك عادة ما يطلب هذا التخطيط للكشف عن نوبات الصرع ومراقبتها، ويمكن أيضًا أن يستخدم لتحديد أسباب بعض المشكلات الأخرى التي تصيب الطفل مثل اضطرابات
النوم
والتغيرات السلوكية، وأحيانًا يطلبها الطبيب بعد أن يتعرض الطفل لإصابة شديدة في الرأس لييقيم نشاط دماغ الطفل بعد الصدمة، وأيضًا قبل تعرض الطفل لجراحة
زراعة
القلب
أو زراعة الكبد.
ومن الحالات التي قد تحتاج لعمل مخطط دماغ للطفل:
- الصرع
- توقف النفس أثناء النوم
- عدوى في الدماغ.
- أورام المخ.
ويتم عمل مخطط الدماغ للطفل عند طريق وضع قطبين كهربائيين على شكل أقراص مستديرة على جانبي دماغ الطفل، وهذه الأقطاب ليست
مؤلمة
للطفل على الإطلاق، وقد يستغرق إجراء المخطط الكهربائي لدماغ الطفل من 60 إلى 90 دقيقة.
وبعض التشوهات في موجات الدماغ لدى الأطفال قد لا تظهر إلا أثناء النوم، لذلك قد يتم عمل تخطيط الدماغ للاطفال أثناء النوم والاستيقاظ في بعض الحالات.
ما هي مخاطر مخطط كهربية الدماغ للطفل
معظم الإجراءات الطبية لها بعض المخاطر، فتحدث مع مقدم الرعاية الصحية للطفل حول مخاطر وفوائد هذا الاختبا.
وقد استخدام مخطط كهربية الدماغ للأطفال والكبار لسنوات عديدة ويعتبر إجراءً آمنًا، والاختبار في حد ذاته لا يسبب أي إزعاج، فقي حين تسجل الأقطاب الكهربائية نشاطها، لا تحفز الأعصاب. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد خطر التعرض لصدمة كهربائية.
ومع ذلك في حالات نادرة، يمكن أن يتسبب مخطط كهربية الدماغ في حدوث نوبات لدى الشخص المصاب باضطراب الصرع، وهذا يحدث بسبب الأضواء الساطعة أو التنفس العميق الذي قد يحدث أثناء الاختبار، فإذا أصيب طفلك بنوبة صرع ، فسيقوم مقدم الرعاية الصحية بمعالجتها على الفور.
طريقة عمل تخطيط الدماغ للأطفال
إذا كان الطفل سيخضع لـتخطيط الدماغ EEG، فإنه سوف يحتاج لتحضير ضئيل، ويشمل ذلك الحرص على أن يكون شعر الطفل نظيفًا وخاليًا من الزيوت والبخاخات والبلسم لمساعدة الأقطاب الكهربائية على الالتصاق بفروة الرأس.
أيضًا قد يوصي الطبيب بأن يتوقف الطفل عن تناول بعض الأدوية قبل اجراء التخطيط، وغالبًا أيضًا ما ينصح بعدم تناول الأطفال للكافيين لمدة تصل إلى 8
ساعات
تقريبًا قبل الاختبار.
إذا كان من الضروري أن ينام الطفل أثناء مخطط كهربية الدماغ، فسوف يقترح الطبيب طرقًا للمساعدة في تسهيل ذلك.
ويمكن إجراء مخطط كهربية الدماغ للاطفال في عيادة الطبيب أو المختبر أو المستشفى، وسوف يطلب الطبيب من الطفل الاستلقاء على السرير أو
الجلوس
على كرسي، وسيقوم فني EEG بتوصيل الأقطاب الكهربائية بمواقع مختلفة على
فروة الرأس
باستخدام معجون لاصق.
كل قطب كهربائي يكون متصل بمكبر للصوت وجهاز تسجيل مخطط كهربية الدماغ، ويتم تحويل الإشارات الكهربائية من الدماغ إلى خطوط متموجة على شاشة الكمبيوتر، وسيطلب الطبيب من الطفل أن يظل ساكناً دون حراك وقت التخطيط لأن الحركة يمكن أن تغير النتائج.
إذا كان الهدف من مخطط كهربية الدماغ هو محاكاة أو التسبب في المشكلة التي يعاني منها طفلك (مثل نوبات الصرع) ، فقد يُطلب منه أن ينظر إلى ضوء وميض ساطع أو أن يتنفس بطريقة معينة.
سيعرف مقدم الرعاية الصحية الذي يقوم بإجراء مخطط كهربية الدماغ
التاريخ
الطبي للطفل وسيكون جاهزًا لأي مشكلات قد تظهر أثناء الاختبار، وتستغرق معظم عمليات تخطيط كهربية الدماغ حوالي ساعة، أما إذا احتاج الطفل إلى النوم أثناء ذلك ، فسيستغرق الاختبار وقتًا أطول حتى ينام الطفل، وقد يتمكن الوالدين من البقاء في الغرفة مع الطفل، أو يطلب منهم الخروج إلى منطقة الانتظار، وفقًا لأوامر الطبيب.
بعد ذلك يقوم طبيب أعصاب مدرب على اضطرابات الجهاز العصبي بقراءة النتائج وتفسيرها، وعلى الرغم من أن تخطيط كهربية الدماغ يختلف من حيث التعقيد والمدة، إلا أن النتائج عادة ما تكون متاحة في غضون أيام قليلة من اجراء الاختبار.[1]
تخطيط الدماغ لأطفال التوحد
عادة ما يصعب تشخيص مرض
التوحد
في سن مبكر، لكن في دراسة تم نشرها في مجلة Scientific Reports عام 2018 أظهرت أن تخطيط الدماغ الذي يقيس النشاط الكهربائي لدماغ الطفل يمكن أن يتنبأ أو يستبعد إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد منذ عمر صغيرة قد يصل في بعض الحالات للأطفال الذين لا تتخطى أعمارهم 3 أشهر، وهو كشف غير مكلف.
وخلال البحث قام الدكتور ويليام بوسل وهو أستاذ مشارك في المعلوماتية الصحية وعلم النفس العيادي بجامعة
سان فرانسيسكو
وأحد المشاركين في البحث بتطوير خوارزميات لتفسير
إشارات
eeg (الخطوط المتعرجة المألوفة التي ينتجها نشاط الدماغ الكهربائي).
وتشير أبحاث بوسل إلى وجود بيانات عميقة تظهر في هذا المخطط تعكس وظائف المخ وأنماط الاتصال وهذه البيانات لا يمكن العثور عليها إلا باستخدام الكمبيوتر.
وخلال الأبحاث قام بوسل بوضع 99 طفل رضيع من المعرضين لخطر كبير للإصابة باضطراب طيف التوحد (وجود شقيق أكبر منه مصاب بطيف التوحد) و 89 طفل منخفض المخاطر (بدون شقيق مصاب)، وقد تم أخذ مخطط كهربية الدماغ في عمر 3 و 6 و 9 و 12 و 18 و 24 و 36 شهرًا من خلال تركيب شبكة على فروة رأس الأطفال مع 128 مستشعرًا أثناء جلوس الأطفال في أحضان أمهاتهم.
وقام أحد الباحثين بتفجير الفقاعات أما الأطفال لإلهائهم، كما خضع جميع الأطفال أيضًا لتقييم سلوكي مكثف باستخدام
جدول
مراقبة تشخيص التوحد (ADOS) ، وهو أداة تشخيص سريري قديمة ومجربة.
وقامت خوارزميات بوسل الحسابية بتحليل ستة مكونات مختلفة (ترددات) من EEG (جاما عالية ، جاما ، بيتا ، ألفا ، ثيتا ، دلتا) ، باستخدام مجموعة متنوعة من مقاييس تعقيد الإشارة، ويمكن أن تعكس هذه المقاييس الاختلافات في كيفية توصيل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وتكاملها ، كما يقول بوسل.
وخلال التشخيص استطاعت الخوارزمية بالتبنؤ بإصابة الأطفال بطيف التوحد بنسبة تجاوزت 95% في بعض الأعمار، وقد وصلت نسبة دقة النتائج لنسبة 100% للأطفال في عمر
9 أشهر
كما يقول الدكتور بوسل وهي نتيجة مذهلة ومبشرة.
ويعتقد الأطباء المشاركين في البحث أن تلك النتائج ستساعد في
المستقبل
في التنبؤ بإصابة الطفل بطيف التوحد وهذا يزيد من إمكانية التدخل في وقت مبكر جدًا، قبل ظهور الأعراض السلوكية الواضحة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل وربما يمنع بعض السلوكيات المرتبطة بالتوحد. [2]