الحكمة من الطواف حول الكعبة

الحكمة من بناء الكعبة

ارتبطت

الكعبة

الشريفة لدى المسلمين باسم نبي

الله

إبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل عليهما

السلام

، حيث أخبرنا

القرآن الكريم

أن إبراهيم عليه السلام هو من وضع قواعد البيت، إلا أن البناء الأساسي للكعبة كان في عهد

آدم

عليه السلام وقد بنتها الملائكة.

وقد جعل الله تعالى بيته الحرام بمثابة الأمن والطمأنينة، ومكان تجمعهم والتقائهم وعبادتهم للمولى عز وجل

واسم الكعبة مشتق من قول العرب “أعلى الله كعبه” أي أعلى مكانة الإنسان، وتم تسمية اسم بيت الله الحرام بالكعبة لتعظيمه وتشريفه.

ولعل في

قصة


بناء الكعبة

كل معاني الطمأنينة والأمن، فعندما أتي إبراهيم عليه السلام بزوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل إلى مكة تنفيذًا لأمر الله عز وجل لم يكن بها أي بناء، وقد ترك إبراهيم عليه السلام مع زوجته تمر وماء فقط، وبعد أن غادرهما إبراهيم عليه السلام نفذ

الماء

منها، فسعت هاجر وانطلقت حتى وجدت جبل الصفا، فلم تجد شيئًا، فاتجهت للمرة ولم تجد شيئًا.

وفي المرة السابعة سمعت صوتًا، فإذا هو صوت الملك يضرب بجناحه حتى ظهر الماء، فأخذت تغرف من الماء، ولولا أنها فعلت ذلك لكانت زمزم عينًا معينًا، كما قال عليه

الصلاة

والسلام.

وقد قال الملك لأم إسماعيل لا تخافي فههنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وقد أتت بعض قبائل جرهم إلى هذا المكان بحثًا عن الماء بعد أن رأوا طائر يطير حول زمزم، فاستأذنوا أم إسماعيل بالبقاء فسمحت لهم، وعاش إسماعيل عليه السلام وسطهم وتعلم منهم اللغة العربية وتزوج منهم.

ثم أتي إبراهيم عليه السلام فأخبر إسماعيل أن الله أمر ببناء الكعبة، فكان إسماعيل عليه السلام ينقل الحجارة وإبراهيم يبني، وكانت الحجارة تنقل الحجارة إلى موضع البيت من خمسة جبال، وكان إبراهيم يبني كل يوم صفًا من الحجارة.

ولما وصل إبراهيم عليه السلام لموضع الحجر

الأسود

طلب من إسماعيل أن يحر له حجرًا ليميز به موضع الطواف حول الكعبة، فأتى جبريل عليه السلام بالحجر الأسود.

شكل الكعبة المشرفة

تقع الكعبة بمكة المكرمة، كما أن بعض العلماء قد ذكر بعض العلماء أن الكعبة تقع في مركز الأرض.

يمثل شكل الكعبة متوازي مستطيلات، يبلغ طول ضلعه من الحجر الأسود وحتى الحجر اليماني 10 أمتار، أما طول الضلع الثاني الذي يبدأ من الحجر الأسود وحتى الركن الشامي أو العراقي فيبلغ 12 مترًا، أما ارتفاع الكعبة فيبلغ حوالي 14 مترًا، وتتجه اتجاهات الكعبة الأربعة الاتجاهات الأصلية الجغرافية (الشمال والجنوب والشرق والغرب).

ويقع الحجر الأسود في شرق الكعبة ويسمى الركن الجنوبي للكعبة بالركن اليماني، ويسمى الركنين الشرقي والجنوبي باليمانيان.

أما الركن الشمالي فيسمى الركن العراقي ويسمى الركن الغربي بالركن الشامي.[1]

ما الحكمة من الطواف حول الكعبة


ورد

في الحديث الشريف: ” إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله”، فالحكمة من الطواف حول الكعبة هي ذكر لله عز وجل في تلك الأماكن المباركة، ونحن نطوف حول الكعبة تمامًا مثلما نصلي لأن الله تعالى أمر بذلك.

ونحن لا نعظم الكعبة لذاتها بل لأن الله تعالى أمر بتعظيمها، ولولا أنه عز وجل أمرنا بذلك لما طفنا حولها وهذا هي الحكمة من طواف الكعبة.

وقد حج نبينا محمد عليه الصلاة والسلام واعتمر، وكان الطواف حول الكعبة من مناسك الحج والعمرة التي أداها عليه الصلاة والسلام،قد أمرنا أنا نأخذ عنه مناسكنا، ونحن كمسلمين عندما نطوف حول الكعبة، فإننا نمثل لأوامر الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

والكعبة تم بناؤها في

موقع

يقع تحت البيت المعمور مباشرة، وهو بيت في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ليطوفوا حوله، ولا يعودوا إليه أبدًا، وهم يفعلون ذلك عبادة لله عز وجل.

وفي الأية الكريمة في

سورة البقرة

(125) : “وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود”، فالطواف حول الكعبة من العبادات القديمة.

ما الحكمة من الطواف حول الكعبة من اليسار إلى اليمين

يجب أن يبدأ الطواف حول الكعبة من الركن الذي يوجد به الحجر الأسود، فنبدأ بمحاذاة الحجر والطواف بحيث يكون يسار الجسد باتجاه البيت الحرام، وينتهي الشوط عند الحجر الأسود كما بدأ، وبذلك يكون الطواف من اليسار إلى اليمين أو عكس اتجاه عقارب الساعة.

والحكمة من ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قد طاف بتلك الطريقة، ونحن نتبع سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ونؤدي مناسكنا بالنفس الطريقة التي أداها بها نبينا عليه الصلاة السلام.

وحينما بدأ عليه الصلاة والسلام الطواف بداية من الحجر الأسود جعل باب الكعبة أمامه، فأصبح شقه الأيسر يواجه الكعبة، أما إذا كان قد طاف من اليمين لليسار لصار باب الكعبة خلفه، ولا يصل إليه إلا عند نهاية شوط الطواف.

أنواع الطواف حول الكعبة


  • طواف القدوم:

    وهو طواف يفعله القادم لمكة وقت دخول مكة، وفيه تحية للمسجد الحرام، ويسقط طواف القدوم عن الحائض والنفساء، وعن أهل مكة، وعن المعتمر والمتمتع لأن الفريضة تسقط طواف القدوم.

  • طواف الإفاضة:

    وهو للحاج أو للمقرن بين الحج والعمرة، وهو أحد واجبات الحج، ويكون يوم

    عيد الأضحى

    أو بعده، بعد الوقوف بعرفات.

  • طواف العمرة:

    وهو أحد أركان العمرة.

  • طواف الوداع:

    يكون لمن يغار مكة المكرمة، وأيضًا يسقط هذا الطواف عن الحائض أو النفساء.

ويكون كل الطواف حول كعبة سبعة أشواط، وبعد الطواف يصلي المسلم ركعتين خلف مقام إبراهيم.

سنن الطواف حول الكعبة

من السنن التي يجب أن يتبعها من يطوف حول الكعبة:


  • الاضطباع للرجل:

    وهو يعني كشف المنكب الأيمن للرجل، مع تغطية المنكب الأيسر، وقد طاف النبي عليه الصلاة والسلام وهو مضطبعًا.

  • الرمل:

    وهو الحركة مسرعًا مع تحريك المنكبين وتقارب الخطى في الثلاثة أشواط الأولى من الطواف، أي أن

    الطائف

    يجب أن يسير بحركة أقل من الوثب والعدو، وهو من السنن للمحرم.

  • استلام الحجر الأسود وتقبيله:

    والاستلام يعني لمس الحجر ويسن تقبيل الحجر في بدء الطواف وفي كل شوط من الأشواط، وبعد أداء صلاة ركعتي الطواف، وذلك لمن استطاع ذلك، فمن لم يتسير له استلام الحجر أو تقبيله سواء بيده أو بعصاه، فيشير إليه من بعيد ويقول الله أكبر.

  • استلام الركن اليماني:

    ومن سنن الطواف أيضًا استلام الركن اليماني من الكعبة المشرفة، لكن دون تقبيله.

  • الذكر والدعاء:

    من المستحب لمن يطوف أن يدعو ويذكر الله تعالى أثناء الطواف، ويسأله عز وجل من خير الدنيا والأخرة.

  • الاقتراب من الكعبة:

    أيضًا من سنن الطواف الاقتراب من البيت قدر المستطاع.

  • الصلاة خلف مقام إبراهيم:

    إن الصلاة خلف مقام إبراهيم بعد انتهاء الطواف من السنن المؤكدة، والتي وردت في القرآن الكريم.[2]