من هو كاتب رسالة الغفران

من هو كاتب رسالة الغفران

تعد

رسالة

الغفران عمل أدبي عظيم لشاعر عربي كبير، ومن أعظم الكتب التراثية العربية النقدية، وتعد تلك الرسالة مشابهة للروايات لما تحتوي عليه من طابع قصصي، حيث جعل الشاعر للرسالة بطل خيالي لرحلة عجيبة يقوم فيها بمحاورة الشعراء والأدباء اللغويين في العوالم الآخرى، وبدأها الكاتب بوصف رسالة شخص سوف يقوم بنقد رسالته، ويحتوي ذلك الوصف على الأثر الطيب للرسالة.

يعد كتاب رسالة الغفران عمل من ضمن الأعمال الأدبية للشاعر والأدبي الكبير أبو العلاء المعري، قام بكتابتها في بدايات القرن الحادي عشر عام 424 هجريًا و1033ميلاديًا، وتعتبر تلك الرسالة من أجمل ما كتب أبو علاء المعري في الشعر والنثر.

حيث أن تلك الرسالة تعتبر وصف لأحوال الأشخاص المهتمون بالأدب والشعر في

الجنة

النعيم والنار والسعير وما يحدث لهم هناك نظير كتابتهم للشعر والنثر.

قيل أن الشاعر “دانته البكيري” الإيطالي، مؤلف موسوعة الكوميديا الإلهية مقتبس مضمون وفكرة موسوعته عن كتاب رسالة الغفران لأبو العلاء المعري.

تعتبر تلك الرسالة أو الكتاب من أعظم الكتب النثرية والأدبية للشاعر أبو العلاء المعري، ومن أعظم المؤلفات النثرية على الإطلاق، التي تم اكتشافها بعد تأليها بما يقرب قرن كامل.[1]

البنية والقصة لرسالة الغفران لأبي العلاء المعري

تعتبر رسالة الغفران لأبو العلاء من ضمن أعظم الكتب التراثية العربية في النقد، ومن أجمل المؤلفات التي قام  المعري بتأليفها وكتابتها رداً على رسالة الشاعر والمؤلف ابن القارح.

وتلك الرسالة تمتاز بوجد طابع روائي فيها عكس بقية الرسائل الأخرى المشابهة لها، حيث قام المعري بوضع بطلاً خياليًا لرحلة خيالية تمتاز بطابع أدبي عجيب.

يقوم ذلك البطل بمحاورة الأدباء المختلفين والشعراء واللغويين في العوالم الآخرى، وقد بدء المعري الرسالة الخاصة به بمقدمة قام فيها بوصف رسالة الشاعر الكبير ابن القارح والأثر الطيب الناتج عليها، ثم استرسل أبو العلاء المعري بخياله إلى بلوغ الشاعر ابن القارح لأعلى السموات بفضل ما كتبه من كلمات طيبة التي بدورها رفعت ابن القارح إلى الجنة.

فوصف أبو علاء المعري حالة ابن القارح في تلك السموات مقرن ذلك الوصف بالكثير من الآيات القرآنية والأبيات المختلفة من الشعر يقوم فيها بوصف نعيم الجنة وقد اقتبس كل تلك الأوصاف من آيات

القرآن الكريم

مستعينًا بمعجزة الإسراء والمعراج، أما بقية الأبيات الشعرية الأخرى فقد قام بشرحها وقام بالتعليق عليها لغوياً وبلاغيًا.

وقام الشاعر أبي علاء المعري بجعل ابن القارح في الرسالة يتنقل في الجنة ويقوم بمحاورة عدداً كبيرًا من الشعراء الموجودين بداخل الجنة من مشاهير الشعر والتأليف والأدب العربي، منهم من تاب

الله

عليهم وغفر لهم ذنوبهم بسبب أبيات شعر قالوها، ومن ضمن شعراء الجنة:

  • زهير بن أبي سلمى.
  • عبيد بن الأبرص.
  • الحاتمي.
  • الأعشى.
  • النابغة الذبياني.
  • الحسن ابن اليزيد.
  • ولبيد بن أبي ربيعة.
  • محمد ابن حيان.
  • حسان بن ثابت.
  • النابغة الساساني.

ثم قام أبي علاء المعري بتوضيح

قصة

صعوده إلي الجنة مع الملاك رضوان خازن الجنة، ويقوم أبي علاء المعري بعدها مواصلة مسيراته الأدبية والفكرية مع كل من يلتقي بهم من مفكرين وشعراء، ومن ثم قام بالعودة مجددًا للجنة ليرى عدداً من الشعراء يلتفون حول مائدة كبيرة في الجنة ويحظون بالكثير من الخيرات مثل الفاكهة والطيور المتعددة وأطعمة مختلفة وحور عين ونعيم كثير.

ثم وهو يواصل طريقه يمر على النار الموجود بداخلها مدائن

الشياطين

والعفاريت فيتحاور مع شعراء الجن، ويلتقي بالعديد من حيوانات الجنة ويتحاور معها بشأن الخطيئة.

ثم يقوم العديد من شعراء أهل النار بمواصلة شعرهم وسؤاله ونقده، ومنهم الشعراء مثل امرؤ القيس، ومحمد الألباني، وعنترة بن شداد، وابن الحسن، وبشار بن برد، وهند ابن أبي زبيدة، وعمرو بن كلثوم، محمد الحساني، وطرفة بن العبد، والرقش الأكبر والأصغر والمهلهل، والشنفري ثم يعود من جديد للجنة ونعيمها.

أقسام كتاب رسالة الغفران لأبو علاء المعري

يحتوي كتاب رسالة الغفران على ثلاثة أجزاء رئيسة، وقام الشاعر أبو العلاء المعري فيهم بالتركيز في كتاب رسالة الغفران على توضيح ما قام بتسميته بالنص المحوري للرسالة، وذلك لتوضيح أغراض الرسالة الأساسية التي يحددها عن طريق التعبير عن النظرة الدينة للأدب والحياة عمومًا.

وكان ذلك يعتمد على أسلوب فكري وأدبي وقام أيضًا بالتركيز على الجانب العقائدي والديني في الرسالة، مما بدوره قام بالربط بين عقيدة أبو العلاء المعري ومضمون الرسالة.

نقد الأدباء والشعراء لكتاب رسالة الغفران لأبو العلاء المعري

قام العديد من الأدباء والشعراء بنقد كتاب رسالة الغفران لأبو العلاء المعري، ومن ضمن تلك الانتقادات الواردة بخصوص ذلك الكتاب، ما يلي:

  • قال الكثير من الكُتاب والأدباء ان تلك الرسالة طويلة وكثيرة

    السرد

    والاستطراد.
  • قام الشاعر أبو العلاء المعري بالاستطراد في الرسالة للسخرية واللهو بالشاعر ابن القارح ونقده.
  • قال بعض النقاد بخصوص طريقة السرد في الرسالة أن أبو العلاء المعري تجاوز بطريقة ملحوظة في استخدام الكلمات العامية، واللغة الدارجة.
  • أحيى الشاعر ألفاظ قديمة كانت في تعداد الموتى ، وتعد من قبيل بعض الألفاظ الشاذة.
  • قام العلامة عبدالله العلايلي بقول أن المعري صاحب فلسفة لغوية مختلفة ومتميزة عن باقي الشعراء، حيث أنه يعتبر

    الحروف

    والكلمات كالأرقام المتميزة بالدلالات الرمزية.
  • قال بعض النقاد أن أبو علاء المعري اتجه إلي ما يطلق عليه الطريقة الفيثاغورثية في

    الكتابة

    أو الهرمسية.
  • قال بعض النقاد أن الرسالة تحتوي على ثلاثة أجزاء طويلة ولا يتخلف كل جزء عن الأخر اختلاف ملحوظ.

دراسة الطابع القصصي لكتاب رسالة الغفران للمعري

يعتبر ذلك الكتاب المسمى برسالة الغفران من أقدم النماذج التراثية القصصية العربية، التي قام بظلمها العديد من نقاد الشعر القدامى وكانت تعتبر تلك الرسالة شبه منسية حتى بدايات أوائل القرن التاسع عشر، والسبب في ذلك هو ان الكثير من الأدباء والنقاد والشعراء، قاموا باتهام أبو العلاء المعري في عقيدته، ودينه، واتهموه أيضًا بأنه قام بالاستخفاف بالمعتقدات الإسلامية في تلك الرسالة.

وانقص النقاد من قيمة الرسالة مما أدى إلى عدم اكتراث الدارسين والمهتمين باللغويات بتلك الرسالة، لمدة تزيد عن تسعمائة عام.

لكن انتبه بعض النقاد العرب إلى عظمة تلك الرسالة وأهميتها منذ بدء اهتمام الغرب بها ومقارنتها بين الكوميديا الإلهية للشاعر الإيطالي دانتيه.

قام بعض الناس بالدراسة القصصية لتلك الرسالة على الرغم من كونها ليست بقصة بالمعني الدارج بين الناس، ولكنها تحتوي على كل المميزات القصصية والروائية، التي تتمتع بها القصص الادبية اليوم.


والطابع القصصي في تلك الرسالة اشتمل على بنيتين، هما:

-البنية القصصية.

-البنية الفكرية والعقائدية.


اولًا البنية القصصية في كتاب رسالة الغفران مكونة من سبعة أجزاء متنوعة:

  1. السرد.
  2. الحوار
  3. الحدث.
  4. الحبكة
  5. البطل.
  6. الزمان.
  7. المكان.


ثانيًا البنية العقائدية والفكرية: تدور حول شفاعة أهل البيت، والتوسل لهم

.

كتاب رسالة الغفران موسوعة أدبية شعرية بسبب نقد البعض لها تم أهملها من قبل الدارسين والمطلعين لما يقرب قرن كامل، ولكن مع بدايات القرن التاسع عشر اكتشف الغرب تلك الرسالة مما أدي إلى انتباه الشعراء العرب لها ودراستها دراسة مفصلة.[2]