علامات عدم الارتياح للخاطب .. وهل يجوز فسخ الخطوبة بسببها
أسباب تدفعك للتفكير في إنهاء الخطوبة
فترة
الخطوبة
من الفترات المهمة في حياة الزوجين قبل إتمام الزواج حيثُ تعتبر فترة زمنية يقوم فيها كلً من الطرفين في التعرف على الآخر من حيثُ طريقة تفكير وطموح كلً منهم في
الحياة
وفي خلال هذه الفترة يظهر الارتياح النفسي بين الطرفين وهل سوف ينتهي الخطوبة بالزواج مع حياة زوجية سعيدة، ومن علامات عدم الارتياح للخاطب ما يلي:
التردد في عدم استمرار أو اكتمال الخطوبة وعدم الشعور بالراحة النفسية مع المخطوبة من أسباب وعلامات ترك وإنهاء الخطوبة، ومن أهم أسباب إنهاء الخطوبة هو الاختلاف الديني والأخلاقي حيثُ لا يستطيع أي شخص تغيير سلوكيات أي إنسان آخر اعتاد هذه السلوكيات بسهولة.
ومن علامات عدم الارتياح أيضًا عدم اكتشاف أحد الطرفين أو عدم قدرة الطرف الآخر على تحمل مسؤولية البيت بعد الزواج لأنّ الزواج مسؤولية كبيرة وتحتاج إلى حكمة وقدرة على التحمل وأنّ يعلم جيدًا كل طرف ما عليه من واجبات، وفي حالة عدم وجود تكافؤ فكري وثقافي بين الطرفين فتكون هذه من الأمور التي تكون علامة من علامات فسخ الخطوبة وعدم إتمام الزواج.
ومن أسباب عدم إتمام الخطوبة،
التردد
في استمرار العلاقة من الطرفين، إضافة إلى عدم وجود راحة نفسية من طرف تجاه آخر، وعندما يشعر طرف من الطرفين بذلك لا بدّ من عدم التعجل في الزواج، ولكن لا بدّ من مزيد من
الوقت
للتعارف حتى تستقر نفسية كل من الطرفين.
الاختلاف في الأديان فتغيير ديانة الطرف الآخر أو أخلاقه أمر صعب، وبالتحديد إذا نشأ على ديانًا ما أو تربى على أخلاق معينة، على سبيل المثال التدخين إذا كانت المخطوبة ترى أن تلك عادة سيئة في خطيبها فقد لا يتمكن خطيبها من التوقف عن التدخين بعد الزواج، والفتاة كذلك قد تعد خطيبها بالحجاب بعد الزواج ولكن ربما لن يحدث هذا بعد الزواج.
عدم قدرة طرف من الطرفين على تحمل المسؤولية أو يعتمد على شخص ما في مختلف شؤون حياته، فالزواج مسؤولية كبيرة تتطلب إدارة البيت من الزوج والزوجة لكافة شؤون الأسرة، قد يعاني أحد الطرفين مرض نفسي مثل الانفصام أو الاكتئاب أو الوسواس القهري، قد يكون سبب في عدم إكمال الخطوبة لعدم قدرة الطرفين على فهم بعضهما البعض.
الخلاف في النظرة المستقبلية من قبل الطرفين، بمعنى أنه هناك عدم تكافؤ ثقافي وعقلي بين الخاطب وخطيبته، قد يكون سبب في فسخ الخطوبة، ويعتبر تلك علامة من علامات عدم الارتياح للخاطب وللإجابة عن سؤال
هل يجوز فسخ الخطوبة بسببها
هي نعم، فلن يستطيع الطرفين فهم بعضهما البعض.
السبب الأخير هو أنه هناك عدم احترام من طرف لآخر فمن المعروف أنّ الأصل في الزواج هو الاحترام من الطرفين، فالشاب إذا نظر إلى الفتاة على أنها أقل منه في الشأن سيقل
حب
الفتاة له بصورة تدريجية، وبذلك لن يكون هناك سعادة من الطرفين.
أسباب تعمل على عدم استكمال الخطوبة
قال مستشار العلاقات الأسرية والتربوية أن هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى فسخ الخطوبة أو عدم استكمالها من بينها ما يلي:
التوقع فإن المقبلون على الخطوبة يتوقع كل منهم أنّ تلك الفترة ستكون من الخيال، فالفتاة تظل تتخيل رجل ذو حصان أبيض والشاب يتخيل جو من الرومانسية والحياة اللطيفة دون وجود أي مشاكل بين كل منهما.
الخبرة عدم وجود خبرة كافية من قبل الطرفين مشكلة كبيرة إضافة إلى عدم قدرة كل منهم على حل المشاكل ومواجهة المصاعب التي تواجههم في الحياة، وأيضًا تدخل الأهل كثيرا بين الطرفين مشكلة كبيرة، ومختلف حالات الانفصال بين الخطيب وخطيبته تكون بسبب تدخل الأهل.
الأصدقاء قد يكونوا سبب من أسباب فسخ الخطوبة فهم ينظرون إلى بعضهم البعض، فالفتاة في الغالب تريد أنّ يحدث معها مثل ما يحدث مع صديقتها، ويظل
الأصدقاء
يتحدثون مع بعضهما البعض عن علاقة كل منهما ب الخطيب.
التغير المفاجئ، قد يتغير طرف من الطرفين بصورة مفاجأة في أي وقت، ويظهر ذلك في الاهتمام والمفاجآت وغيرها من الأشياء الأخرى وتكون سبب في فسخ الخطوبة، وأيضًا السوشيال ميديا، حديثًا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي هناك الكثير من الجروبات التي تحث
الشباب
على تصرفات تدل على معرفة أن البنات تحبهم أم لا، ولكن ذلك في غاية الخطورة.
الضغوط الحياتية والانشغال سبب كذلك في فسخ الخطوبة، فالشاب والفتاة يمر بعدة مشاكل أو ضغوط لأنّ العبء في تلك الفترة يكون كبير، وكلاً من الطرفين يظل يشكى للآخر بدلاً من العيش في جو من الرومانسية وهكذا.
هل يجوز فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي
يجوز لكلاً من
الرجل
والمرأة القيام بفسخ الخطوبة وذلك في حالة عدم وجود راحة نفسية بينهما، وذلك خوفاً من عدم حدوث توافق بينهما بعد الزواج، ولكن في حالة كان كل شيء جيد وبدون أي أسباب طلب أحد الطرفين فسخ الخطبة فلا داعي لذلك لعدم التسبب بأذى لطرف من الأطراف، ويجب أنّ يكون هناك سبب واضح من أجل فسخ الخطبة، ويعتبر ذلك من
شروط فسخ الخطوبة
.
حكم المهر بعد فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي
الخطبة في الشرع ما هي إلا مجرد وعد بالزواج من قبل الرجل والمرأة وليس زواجًا رسميًا، وبناء عليه فإنه إذا حدث فسخ الخطوبة فلا حق للفتاة المطالبة بالمهر، وفي حال استلام جزء منه عليها بإعادته إلى الرجل وإلا سيكون هناك إثم في ذلك، ويجب العلم أنّ الخطبة في الأساس تطلق على ارتباط الطرفين بدون وجود عقد قران، ولكن إذا كان هناك عقد قران فهنا يكون الزواج وليس خطبة، وبناء على ذلك يختلف المهر.
حكم الخطبة ودليل مشروعيتها
اختلفت آراء الفقهاء عن الخطبة، فكثير منهم ذهب إلى أنها جائزة والبعض قال إنها مستحبة، ولكن مجموعة من الفقهاء قالوا أن حكم الخطبة مثل حكم النكاح، قد تكون واجبة وقد تكون مستحبة وقد تكون محرمة، ويتوقف ذلك على حال الشخص، وفيما يلي سنستعرض الأدلة من
القرآن الكريم
على حكم فسخ الخطبة.
الأدلة من القرآن الكريم
قال
الله
عز وجل {ولا جُناحَ عليكم فيما عرّضتم به من خِطبة
النساء
أو أكننتم في أنفسكم علمَ الله أنكم ستذكرونهنّ ولكن ْلا تواعدوهنّ سرًا إلا أن تقولوا قولاً معروفًا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغَ الكتابُ أجله}.
الأدلة من السنة النبوية المطهرة
ما رُوي عن ابن عمرٍ -رضي الله عنه- حيث قال: “نَهَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلا يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ، أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ”، ووجه
الدلالة
من الحديث الشريف أنَّ للخاطبِ حقًا في مخطوبته، وهذا الحقَّ لا يسقط إلَّا بإذنه أو إذا فسخ الخطبة لعدم الارتياح النفسي أو لأيِّ سبب آخر، وإنَّ حفظ الشرع لحقِّ الخاطب الأول ما هو إلا دليلٌ على جواز الخطبةِ أساسًا.
الحكمة من مشروعية الخطبة
من الجدير بالذكر أنّ الشرع إذا حل حلالا وحرم حراما يكون هناك حكمة عظيمة من ذلك، ومن حكم مشروعية الخطبة نجد في خلال فترة الخطبة كلً من الطرفين يكون له صورة واضحة عن الطرف الآخر وعن أخلاقه، وتعطي كتلك فرصة للطرفين على تعرف كل منهم على شخصية الآخر، إضافة إلى أن الخطبة تعطي أهل كلً من الطرفين في البحث الرجل وعن المرأة والتأكد من حسن الخلق، والتأكد من سمعة كل من الطرفين. [1][2]