ما المقصود بـ الأرضين السبع في القرآن

ما معنى الأرضين السبع في القرآن


المقصود بالأرضين السبع

بأنها هي الأرض التي تكون الواحدة فوق الأخرى والتي تحتها في وسطها عند أهل الهينة، وينتهي بها إلى الأرض السابعة وتكون خالية لا جوف لها وتعتبر الأرض الصماء، وفي الوسط يتواجد المركز ويتجلى

معنى

هذا المركز بأنه هو نقطة مقدرة متوهمة، وإن المركز هو مكان الأثقال حيث أنه إليه ينتهي ما يهبط من كل جانب، وقد تم الاختلاف بين العلماء إذا كان هناك خلاء يفصل بين الأرض والأخرى، وقد جرى هذا الخلاف أيضاً بين علماء الفلك، ولكن الظاهر أن بين كل أرض والأرض التي تليها يوجد خلاء، والخلاء المقصود به بالمسافة، لقوله تعالى:  “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ” الآية [الطلاق: 12].

وإن لتوضيح المقصود بالأرضين السبع في

القرآن الكريم

سنتطرق إلى تفسير الآية الكريمة التي ذكرناها سابقاً والتي ردت في سورة

الطلاق

آية 12، فسنتطرق إلى عدة تفاسير لعلماء الدين وهي:


تفسير ابن كثير

يقول  ابن كثير أن

الله

تعالى يخبر في هذه الآية الكريمة عن قدرته التامة وسلطانه العظيم

“الله الذي خلق سبع سماوات”، كما ثبت في الصحيحين

” من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين “

وفي صحيح البخاري

” خسف به إلى سبع أرضين “

وقد ذكرت طرقه وألفاظه وعزوه في أول

” البداية والنهاية “

عند ذكر خلق الأرض ولله الحمد والمنة، وقد تم ذكر أن الأرضين السبع تكون كثافة كل واحدة منهن خمسمائة عام، وفي حديث آخر لابن مسعود: “ما السماوات السبع ، وما فيهن ، وما بينهن ، والأرضون السبع ، وما فيهن ، وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة “.

وقد ذكر الصحابي ابن عباس أن جاء رجلاً ليسأله عن هذه الآية الكريمة فأحجم عن تفسيرها وقد أوضح بأنه يخاف عليه من الكفر إن قام بتكذيب التأويل في التفسير، وقد ذكر ابن عباس وقال : “سبع أرضين، في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم ، ونوح كنوح، وإبراهيم، كإبراهيم، وعيسى كعيسى “.


تفسير القرطبي

ويقول القرطبي أن في هذه الآية الكريمة دلالة على كمال قدرته جل وعلى وأنه يقدر على البعث والمحاسبة، ولا خلاف على أن السموات هن سبع فوق بعضها ولكن قوله تعالى ومن الأرض مثلهن يعني سبعاً وهنا اختلف فيهن على قولين هما:

  • القول الأول الذي ذهب إليه العلماء أنها سبع أرضين طباقاً فوق بعضها البعض وأن بين كل أرض وأرض مسافة مثل المسافة المتواجدة بين كل سماء وسماء، وإن في كل أرض سكان من خلق الله.
  • أما القول الثاني فقد قال الضحاك أنه ومن الأرض مثلهن أي سبعاً من الأرضين ولكنها تكون مطبقة بعضها على بعض من دون مسافات ومن غير فتوق، فهي ليست كالسموات السبع ولكن الأول هو الأصح.[1]

الأرضين السبع في السنة النبوية

إن السنة النبوية الشريفة تبين أيضاً أن الأرض سبع وتجزم أنها سبع ومن الأحاديث الشريفة التي توضح هذا:

  • روى مسلم عن سعيد بن زيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا، طوَّقه الله إلى سبع أرضين).
  • وفي صحيح مسلم عن سعيد بن زيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَن أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا، فإنه يُطوقه يوم القيامة من سبع أرضين، ومثله حديث عائشة، ويقول القرطبي: وأَبْين منهما حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يأخذ أحد شبرًا من الأرض بغير حقه، إلا طوَّقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة).
  • روى البخاري وغيره أن كعبًا حلف بالذي فلق

    البحر

    لموسى أن صهيبًا حدَّثه أن النبي عليه

    السلام

    لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: (اللهم رب

    السموات السبع

    وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب

    الشياطين

    وما أضللن، ورب

    الرياح

    وما أَذرين، أسألك من خير هذه القرية وخير أهلها، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شر أهلها وشر من فيها).[2]

أين توجد الأرضين السبع

إن الأرضون السبع قد حارت فيها عقول العلماء والمفسرين، وقد تم ذكر الكثير من الأقوال فيها وقد جعلها الله عز وجل مثل السماوات، وقد أجمع الجمهور أن الأرض تكون سبعاً كونها طباقاً فوق بعضها البعض وبين كل واحدة منهما مسافة كما بين السماء والارض، ومن الممكن أن تكون الأرضون والسماوات أكثر من سبع وإن الاقتصار هنا على العدد المذكور الذي هو عدد تام ولا يستدعي نفي الزائد وقد تم التصريح أنه العدد لا مفهوم له، وإن تواجد الأرضين السبع إلى الآن قد حار بها العلماء والفلكيين ومن بعض الأقوال لبعض العلماء والمختصين في هذا المجال:

  • قال الدكتور أحمد أبو الوفا في الرسالة التي كتبها والتي تضمنت الإعجاز العلمي والطبي في السنة النبوية أنه: ”

    يلاحظ أنه في أعمال الإعجاز العلمي التي ترتبط بالمعارف غير المستقرة والاحتمالية والتي ليست قطعية، فإن أسلوب المطابقة يؤدي إلى استدلالات ظنية، وعلى المشتغلين بهذه الأعمال أن ينتبهوا لذلك، وأن يطمئنوا إلى أن نصوص الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قادرة على استيعاب المتغيرات العلمية، ويتم تطبيق تلك النصوص على الأبحاث الفلكية التي تميل إلى أن الأرضين السبع كلها في الأرض، وهي الطبقات السبع التي تتكون منها الأرض، وقد تأتي البحوث الفلكية في

    المستقبل

    لتوضح النص القرآني: ومن الأرض مثلهن ـ والنص الحديثي: سبع أرضين ـ على نحو علمي آخر، لكنه يطابق تلك النصوص

    “.
  • وقال الدكتور منصور حسب النبي وهو رئيس في جامعة عين شمس في فرع الفيزياء: ”


    إن العلم لا يعرف إلى الآن ماهي السماوات والأرضون السبع, ولكننا نستطيع أن نفهم من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن… أن هناك ستة أرضين أخرى غير أرضنا, ولكل أرض سماؤها التي تعلوها بقوله تعالى: ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير {سورة الشورى: 29} وفي ذلك إشارة إلى احتمال التقاء العوالم المختلفة في

    الحياة

    الدنيا أو في الآخرة”.[3]

أسماء الأرض السبع

يقال أن هناك أسماء للأرض السبع ولكن لا هذه الأسماء قابلة للخطأ و الصواب وهي كالتالي:

  • الأرض الأولى اسمها رخا.
  • الثانية اسمها شاصبطا
  • والثالثة اسمها مقبلة.
  • أما الارض الرابعة فتعرف باسم نظيما.
  • الأرض الخامسة اسمها شافلة.
  • أما الأرض السادسة اسمها ماكثة.
  • والسابعة تعرف باسم القلبا.