قصة السلطانة صفية الحقيقية

قصة السلطانة صفية الحقيقية

ولدت السلطانة صفية في البندقية عام 1550، وتوفيت في عام توفت 1605 وكانت الابنة الوحيدة لوالديها، وكانت تنتمي لعائلة ثرية، حيث كان والدها يحكم منطقة البندقية لذلك كانت متعلمة جيدًا وأكملت تعليمها تحت رعاية أفضل المعلمين، لكنّها اُختطفت من أحد القراصنة العثمانيين بينما كانت في

رحلة

سياحية على ظهر جمل في

البحر

الأبيض المتوسط. كانت تبلغ من

العمر

15 عامًا في ذلك

الوقت

، ثم بيعت في سوق العبيد في اسطنبول وأصبحت من

سلطانات الدولة العثمانية

.

وقع مراد الثالث في حبها بسبب جمالها الرائع، لأنّها كانت ذات شعر أشقر وعينان واسعتان جميلتان، وكانت طويلة ولديها بشرة نظيفة وبيضاء مما جعله يقع في حبها منذ اللحظة الأولى، وكانت

الزوجة

المفضلة للسلطان العثماني مراد الثالث (1574-1595) وأم ابنه محمد الثالث (1595-1603)، كما كان لها تأثير قوي على الشؤون العثمانية في عهد كلا السلاطين.

كما يُقال أنّ السلطانة صفية كان يعني اسمها “طاهر” من مواليد ريسيا، وهي بلدة جبلية في ألبانيا، وحتى وفاة نور بنو، سلطان الوالي (والدة السلطان على العرش) عام 1583، كان تأثير صافي محدودًا بعد ذلك، بصفتها حاسي سلطان (أم وريث العرش) وبعد 1595 كسلطان للدولة، كان لها تأثير كبير في البلاط العثماني وكان من بين الذين حصلوا على موافقتها الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) إبراهيم باشا خلال سنوات التأثير الأكبر.

قيل أنّها كانت متحيزة لصالح البندقية، كما تم إرسالها للتقاعد بعد وفاة محمد الثالث، وكان لغياب شخصية قوية مثل الصدر الأعظم محمد باشا صوقولو تأثير على انتشار عوامل الضعف في الإمبراطورية العثمانية التي كانت تعتبر في ذلك الوقت القوة الأولى في

العالم

في زمن السلطان سليمان القانوني، حيث مكنت الظروف صفية خاتون من توجيه السياسة العثمانية كما تشاء، ويقال أنها عملت على إدارة سياسة الدولة العثمانية نحو تقارب أكبر مع جمهورية البندقية.

كما أنها لم تنس أبدًا أصلها الإيطالي وعملت دائمًا على تقوية الروابط بين إسطنبول والبندقية لصالح الأخيرة ولم يعارض السلطان مراد الثالث حركات وتطلعات مفضلته، حيث سلم القيادة إلى أربع نساء: والدته السلطانة نوربانو وشقيقته آسمات خاتون ووالدة ولي العهد صفية خاتون وجافيد خاتون المسؤولة عن إدارة وتنظيم أمور الحرملك.

مكّن انسحاب مراد الثالث صفية خاتون من توسيع نفوذها بسرعة ليشمل القصور العثمانية الأجنبية بعد وفاة والدة السلطان نوربانا، وطرد السلطانة آسمات وتقليص نفوذ كايا جافيد خاتون، وامتدت سلطتها من الحرملك إلى أركان أخرى من حرملك الإمبراطورية العثمانية، فدور صفية خاتون في إدارة السياسة العليا للإمبراطورية العثمانية في عهد السلطان مراد الثالث يأتي إلينا من إنجلترا البعيدة، وفي أوروبا الغربية تغيرت سياسة الدولة العثمانية وتحركاتها النشطة وميزان القوى هناك.

كما عهدت القوات العثمانية بالتحالف مع القوات المغربية جيوش الحليف البرتغالي مع قوات البرتغال، وكان مغربي المعارض للوجود التركي ومن النتائج المباشرة لهذه المعركة اغتيال الملك البرتغالي سيباستيان وانهيار الإمبراطورية البحرية البرتغالية التي استغلت الملك الإسباني فيليب الثاني كامل بلاد البرتغال وضمها إلى التاج الإسباني.

كانت الخطوة التالية التي اتخذها الملك الإسباني هي مهاجمة مملكة إنجلترا وضمها إلى صليب الكاثوليكية بعد إعلان ثورته الإنجيلية ورغبات مدريد وروما البابوية لتوحيد أوروبا الغربية في كيان سياسي واحد لمواجهة خطر العثمانية المتزايدة، فعندما تولى السلطان مراد الثالث السلطة أراد أن يجعل صفية واحدة من أهم

النساء

في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.

وفي ليلة 19 يناير 1595، كان السلطان العثماني مراد الثالث بمفرده على سريره يلفظ أنفاسه  مفرده على سريره، تسلل 18 عبدًا للقصر إلى غرف أبنائه الـ 18، وقتلوهم خنقًا بسلك رفيع، وأثناء حدوث ذلك كانت سلطانة صافية تحتسي القهوة بهدوء في جناحها الخاصة وعيناها ذات نظرات ثعابينة ثابتة، ووجهها خشن هامد جاءها رئيس الخصيان غضنفر، وأخبرها أن جميع

الأمراء

قد قتلوا.

ابتسمت مثل الشيطان، ثم أمرته أن يضعها في توابيت ويخرجهم إلى الجنازة في

الصباح

مع والدهم السلطان مما جعل نوربانو تعمل على إعادة تنظيم الحرملك وخصصت غرفة للأمير محمد ووالدته صفية ليبقيا تحت عينيها وأنهما لم يتآمرا عليها،  واستطاعت صفية ، صاحبة الحيلة، أن تواصل الحرب ضد خصمها نوربانو  داخل الحرملك وتوفيت مسمومة عام 1583 على يد رجل من جزيرة جنوة.

ولضمان القضاء على أي منافسة مستقبلية للأمراء الذكور في القصر، ابتكرت صفية بدع جديدة من حبل أفكارها الشريرة، حيث ألغت القوانين القديمة التي تم بموجبها تعيين أمراء في ولايات مختلفة لتدريبهم على السياسة والحرب واستبدالهم بقانون جديد يعرف باسم أقفاص الأمراء الذي كان يؤدي إلى حبس  ذكور عائلة عثمان داخل أجنحة معزولة عن العالم في الحرملك.

تركت الأقفاص عواقب وخيمة على سلاطين آل العثمان في المستقبل، لأنّهم جميعاً خرجوا من تلك الأقفاص يعانون من آلام نفسية شديدة نتيجة

الوحدة

القاتلة التي عاشوها ، والتي تركت لهم أنواعًا كثيرة من الجنون والاضطربات العقلية والنفسية.

كما كانت هناك منافسة على السلطان بين مهرماه وجفرهان وأسمهان، وكانت الخادمة الجديدة تقدم يوميا للسلطان مراد، وحاول أعداء السلطان صفية تشويه سمعتها لكن السلطان لم يعني بذلك ولم يكن هناك قلق حول هذا الموضوع، وبدأت منذ عام 1585، ولم يعد هناك أعداء للسلطان في الساحة.

كما كان هناك العديد من المنافسين مثل هاسكي، ونزبيرفير هاكسي، وشوهبان هسكي، وفخرية هاسكي، وشمس روحسار هاسكي وغيرهم، ولكن كانت السلطانة صفية قوية لدرجة أنها تمكنت من مواجهة كل خصومها والمشاكل التي واجهتها إلى كل المناصب العظيمة التي أرادتها وفي النهاية حققت أهدافها.

أبناء السلطانة صفية

يتبيّن أبناء السلطانة صفية فيما يلي:

  • الأمير محمد الثالث والذي أصبح السلطان العثماني بعد ذلك.
  • السلطانة عائشة.
  • السلطانة فخرية.
  • شاه زاده محمود.
  • السلطانة فاطمة.
  • السلطانة هوماشاه.

فترة سيطرة السلطانة صفية على الحكم

  • تمكنت سلطانة صفية من إدارة جميع شؤون الدولة بعد وفاة زوجها السلطان مراد الثالث وتولى ابنها السلطان محمد الثالث السلطة، حيث أنّه أحب والدته كثيرًا وأطاعها في أمور كثيرة وسمح لها بالتدخل في جميع شؤون الدولة.
  • استطاعت السلطانة صفية أيضًا أن تتحكم في الوزراء، ومن خالفها تمت إزالته فورًا من منصبه، لكن ذلك لم يدم طويلًا بسبب وفاة ابنها، وتولى ابنه أحمد الأول الحكم.

    كما قام السطان أحمد بعد توليه بعزلها عن منصب والدة السلطان حتى أصبحت والدتها في هذا المنصب (السلطانة هاندان)، لكنها لم تكن قوية مثل سلطانة صفية لذلك كان لسلطانة صفية نفوذ كبير داخل القصر، ولم تستطع سلطانة هاندان التدخل في شؤون الدولة، لذلك لم تتجاوز صلاحياتها الحرملك.
  • لكن ذلك لم يدم طويلاً مع ظهور السلطانة كوسم على أنها زوجة السلطان أحمد التي كانت قوية وذكية، وبسبب ذلك تمكنت من التخلص من نفوذ السلطانة صفية حتى قضت على كل الأفراد التابعين لها والذين كانوا يدعمونها،

    وتوفيت السلطانة صفية في 10 نوفمبر 1619 ودُفنت في القبر مع السلطان مراد الثالث في مسجد آيا صوفيا في إسطنبول.[1]