الأنفال ماذا تعني ؟.. في اللغة والقران
معنى الأنفال في اللغة العربية
سنتعرف على
معنى
الأنفال في اللغة العربية من خلال قواميس اللغة مثل المعجم الجامع والمعجم الوسيط، فقد تجلى معنى الأنفال في المعجم الجامع أنها هي كلمة من الأسماء ويتجلى مفردها في كلمة نفل، وإن النفل تم تفسير معناه في المعجم الجامع على أنه هو الغنيمة الذي يتم الاستيلاء عليها من الحروب عند النصر، وإن جمع كلمة نفل هو أنفال، ويقال أيضاً أن معنى النفل يتجلى في الهبة أو الغنيمة، بالإضافة إلى أنه من الممكن إطلاق كلمة النفل على جنس من الأعشاب ويُطلق أيضاً على فصائل معينة من الفراش، وإن كلمة النوافل يتجلى معناها بأنها هي الصوات الغير مفروضة التي تم تشريعها في
الإسلام
زيادة على الفريضة والواجب، ويقال تنفَّل الشخص على أصحابه أي أخذ هذا الشخص من الغنيمة أكثر مما أخذوا.[1]
وإن كلمة أنفال لغة هي الغنيمة والهبة ونفال “بالكسر” ونفله نفلاً، ويقال نفلت فلاناً تنفيلاً أي أعطيته غنماً، ويقال نفل الإمام الجند فيتجلى معناه بأنه جعل لهم ما غنموا، وإن معنى النفل والنافلة ما كان زيادة على الأصل.
ما معنى كلمة الأنفال في القرآن
أما كلمة الأنفال في
القرآن الكريم
فقد تجلت في معنى الغنائم التي يأخذها المسلمون من العدو عند الانتصار في الحروب وهي ما ينفله الإمام لبعض الأفراد من سلب أو نحوه، وإن هذا المعنى هو الذي تبادر إلى فهم الفقهاء في معنى الأنفال، وإن سورة الأنفال هي من السور المدنية تتألف من ست وسبعون آية بالبسملة، وقد جاء ذكر كلمة الأنفال في الآية الكريمة التالية قال تعالى: “يَسْئَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ”، وإن هذه السورة تتألف من ألف وستمائة وإحدى وثلاثون كلمة، وإن ترتيبها في القرآن الكريم حسب السور هي السورة الثامنة حسب المصحف العثماني المتبع في كل الأمصار والبلاد الإسلامية، أما ترتبيها حسب النزول فهي السورة الثانية بعد
سورة البقرة
، وهناك بعض علماء الدين قد قالوا أنها السورة الثالثة وقد تم نزول قبلها سورتين هما سورة البقرة وسورة آل عمران، فهنا نستنتج أنها هي من أوائل السور المدينة وقد تم نزولها بعد
غزوة بدر
.
وإن الآية الكريمة التي
ورد
ت فيها كلمة الأنفال هي قول
الله
عز وجل: “سْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”، وهنا نجد أن في تفسير الطبري قد صرح أن تم اختلاف أهل التأويل والفقهاء في معنى الأنفال التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع، فالبعض قد قالوا أن معنى كلمة الأنفال هي الغنائم، وقد بينوا معنى كلمة الأنفال في سياق الكلام حيث قالوا: يسألك أصحابك يا محمد عن الغنائم التي تم اغتنامها في غزوة بدر لمن هي فقل هي لله ولرسوله، وهنا بعض الأدلة التي أوضحت أن الأنفال تم ذكرها في القرآن الكريم بمعنى الغنائم كما يلي:
-
حدثنا ابن وكيع , قال : ثنا وكيع , قال : ثنا سويد بن عمرو , عن حماد بن زيد , عن عكرمة :
{ يسألونك عن الأنفال }
قال : الأنفال : الغنائم. -
حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله :
{ يسألونك عن الأنفال }
قال : الأنفال : الغنائم . - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قال : الأنفال : المغنم.[2]
وإن بعض العلماء قد فسروا كلمة الأنفال التي وردت في سورة الأنفال بعدة تفاسير وتجلت في:
- أن الأنفال هي الغنائم كما أسلفنا سابقاً في هذا المقال.
- أن الأنفال هي أنفال السرايا ومعناها يتجلى بأنه ما يتم نفله من قِبل الإمام لبعض السرايا والهدف منه زيادة على قَسَمِهم مع بقية الجيش.
- وإن بعض العلماء قد فسروا كلمة الأنفال بأنها هي كل ما ناله المسلمون من دون حروب وبغير قتال وتتجلى بالمتاع أو العدة أو حتى الأسلحة والدواب وهو ما سُمي عند العلماء بــ الفيء.
- إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى أن معنى النفل هو الخمس الذي جعله الله لأهل الخُمُس الذي ذكره الله عز وجل في قوله تعالى: “وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
ولكن القول الذي تم الإجماع عليه من قِبل جميع الفقهاء وعلماء الدين أن الأنفال هي الغنائم التي تنازع المسلمون عليها عقب غزوة بدر فبين الله سبحانه وتعالى في هذه الآية كيفية تقاسمها، وإن هناك بعض المفسرين من أوضح أن الآية الأولى التي وردت في سورة الأنفال هي منسوخة بآية آخرى ولكن هناك البعض منهم قد نفى ذلك.
سبب تسمية الأنفال بهذا الاسم
وقد تم تسمية الغنائم أنفالاً عند المسلمين لأنهم فضلوا بها على سائر الأمم الذين لم يحل الله لهم الغنائم، ففي حديث في السنة النبوية عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)، ويقول ابن كثير” الأنفال هي المغانم وكل نيل ناله المسلمون من أموال الحرب”، فهي إذاً غير الفيء.[3]
سبب نزول سورة الأنفال
إن من أسباب نزول سورة الأنفال وخاصة نزول الآية الأولى منها هو التساؤل الذي ورد عند المسلمين عن الغنائم التي تم الحصول عليها عند انتصار المسلمون في غزوة بدر والنزاع الذي تولد بين بعض المسلمين، لهذا فقد بين الله تعالى الإجابة على تساؤلاتهم بهذه الآية الكريمة التي ذكرناها بأن الأنفال أي الغنائم هي لله ولرسوله، ومما ورد في السنة الشريفة في أسباب نزولها عن مصعب ابن سعد عن أبيه قال: أخذ أبي من الخمس سيفا فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هب لي هذا فأبي، فأنزل الله عز وجل (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول)، وعن سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه قال: “لما كان يوم بدر قتل أخي عمير فقتلت به سعيد بن العاص، وأخذت سيفه، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “اذهب فاطرحه في القبض” فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي، فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الانفال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اذهب فخذ سيفك”.
وهنا نجد أن سورة الأنفال قد تم نزولها بعد أن انتصر المسلمون في غزوة بدر، وقد تم هذا الانتصار
يوم الجمعة
صباحاً الواقع في السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية من الهجرة، وقد ورد في هذه السورة بعض أحكام الحرب والسلم.[3]