معنى كظيم .. في اللغة وفي القران الكريم
معنى كظيم في اللغة العربية
إن كلمة كظيم في معجم المعاني الجامع وفي قاموس المعجم الوسيط تكون صفة ثابتة للمفعول وتأتي من الفعل كظم، وإن
معنى
كظم على أي حزين ومغتم ويقال أنه مملوء غيظاً وغماً، أما معنى رجل كظيم أي رجل يكون ممسكاً على ما في نفسه عند الغيظ، وإن اسم الفاعل من كظيم هو كاظم، وعندما نقول وجده كظيماً أي وجده مهموماً من شدة
الحزن
، وإن معنى عبارة كظيم الباب أي ما يُغلق به الباب، وإن كلمة كظيمة هي إناء عازل يتم فيه حفظ حرارة السائل الذي يكون بداخله لمدة طويلة، والسبب في قدرته على احتفاظ حرارة السائل لأنه يتكون من جدارين ويوجد بينهما فراغ حتى لا تضيع الحرارة ويُطلى بطلاء فضي حتى لا يتم فقدان الحرارة بالإشعاع، ومعنى إنها لكظيم الخلخال أي لا يسمع له صوت لامتلائه، وهناك عدة معاني في معجم المعاني الجامع لكلمة كظيم ومن هذه المعاني:
-
كظم
الرجل
غيظه أي كتم غيظه وحبسه وأمسك على ما في نفسه. - ويقال كظم الولد أي سكت ولم يعد يتكلم.
- وإن جملة كظم السقاء أي ملأه وسد فاه.
-
وكظم مجرى
الماء
أي سده وأغلقه.[1]
معنى كلمة كظيم في القرآن الكريم
إن كلمة كظيم قد ذكرت في
القرآن الكريم
في عدة مواضع وهنا في هذا المقال سنبين معناها وفي أي سورة وردت، فنجد أنها وردت في سورة
النحل
وسورة يوسف وسورة الزخرف ويتجلى معناها كالتالي:
معنى كلمة كظيم في سورة النحل
قال
الله
تعالى في سورة النحل آية 58: “إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ”، وإن في تفسير الطبري يبين أن كلمة كظيم في هذه الآية الكريمة معناه الحزن والغم، حيث أنه عندما يبشر أحد هؤلاء الذين جعلوا لله البنات بولادة ما يضيفه إليه من ذلك له، فقد غدا وجهه مسوداً من كراهته ويكون حزين ويمتلئ غماً، ويقول حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله
( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ )، بأنه هذا فعل العرب المشركين حيث أن الله تعالى أخبرهم بخبث صنيعهم، أما الإنسان المؤمن فهو يرضى بكل الأمور التي قسمها الله تعالى له، وإن الكظيم هو الكميد وهناك تفاسير أخرى لكلمة كظيم وتتجلى في:
- في تفسير السعدي في هذه الآية الكريمة التي وردت في سورة النحل أن كلمة الكظيم تعني كاظم على الحزن والأسف عندما يبشر بأنثى، حتى يتم فضحه عند أبناء جنسه ويختفي عن الأنظار ويتوارى منهم لأنه بُشر بسوء.
- في تفسير ابن كثير معنى الكظيم في هذه الآية أنه هو الشخص الكئيب من الهم وأنه ساكت من شدة الحزن.
- وفي تفسير القرطبي إن كلمة كظيم أي ممتلئ من الغم وهو حزين وهو الذي يقوم يكظم غيظه ولا يظهره أبداً.[2]
معنى كلمة كظيم في سورة الزخرف
وقد وردت كلمة كظيم في سورة الزخرف آية 17 وقد قال تعالى: “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ
{17}
“، وإن كلمة كظيم تعني شديد الإخفاء لما يشعر به من حزن، وإن التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة كظم يعني مخرج النفس، وإن الكظوم هو احتباس النفس وهو ما يعبر به عن السكوت كأن يقال فلان لا يتنفس، وكظم فلان أي حبس نفسه وإن الله تعالى قال في سورة القلم: “إذ نادى وهو مكظوم”، وإن كظم الغيظ أي حبسه، وقد قال الله تعالى في سورة آل عمران: “والكاظمين الغيظ”، ويقال كظم البعير أي ترك الاجترار، وإن كلمة الكاظمة تعنير حلقة يتم فيها جمع الخيوط من طرف حديدة الميزان، والكظائم هي خروق تكون بين البئرين وإن الماء يجري من خلالها وكل هذه المعاني هي تشبيه بمجرى النفس وتردده فيه.[3]
وقد فسر القرطبي الآية الكريمة التي وردت في سورة الزخرف بأنه عندما تولد بنت فإن الأب يظل وجهه مسوداً واغتموأربد وجهه غيظاً ويكون مملوءاً بالكرب، وهو كظيم أي حزين وقيل أيضاً بأنه مكروب، وقيل أنه ساكت، وقيل عن بعض العرب أن عندما امرأة الرجل وضعت أنثى أنثى قام بهجران المنزل الذي فيه المرأة فقالت: ما لأبي حمزة لا يأتينا يظل في البيت الذي يلينا … غضبان ألا نلد البنينا وإنما نأخذ ما أعطينا.[4]
وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم
إن الآية الكريمة التي وردت في سورة يوسف في قوله تعالى: “وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ”، وتفسير هذه الآية الكريمة هو كالتالي:
- ففي تفسير الكتاب العزيز للواحدي تجلى معنى هذه الآية أنه أعرض عن بنيه وتجدد وجده بيوسف، وقد قال يا أسفي على يوسف أي يا طول حزني على يوسف وقد انقلبت عيناه إلى حال البياض وأصبح لا يُبصر بهما من شدة الحزن ومن كثرة البكاء، فهو كظيم أي هو مغموم ومكروب ولا يُظهر الحزن بشكوى.
-
أما في تفسير البغوي فإن معنى “وتولى عنهم” أي أن يعقوب عليه
السلام
عندما بلغه خبر بنيامين تناهى حزنه وقد هيج حزنه على ابنه يوسف فأعرض عنهم وقال يا أسفي أي يا حزناه على ابني يوسف، وإن الأسف أشد من الحزن، وقد ابيضت عيناه من الحزن أي عَمِي بصره، فهو كظيم أي مملوء من الحزن، قال قتادة: “تردّد حُزْنَهُ فِي جَوْفِهِ وَلَمْ يَقُلْ إلّا خيرا”، وقال الْحَسَنُ: “كَانَ بَيْنَ خُرُوجِ يُوسُفَ مِنْ حِجْرِ أَبِيهِ إِلَى يَوْمِ الْتَقَى مَعَهُ ثَمَانُونَ عَامًا لَا تَجِفُّ عَيْنَا يَعْقُوبَ وَمَا عَلَى وجه الأرض أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ يَعْقُوبَ عليه الصّلاة والسّلام”.[5]
مرادف كظيم
إن لكلمة كظيم مرادفات عديدة منها : ثائر وكلمة حنق وساخط، بالإضافة إلى كلمة غضبان ومغتاظ ومغتم ومنفعل كلها تصب بنفس معنى كلمة كظيم، أما أضداد كلمة كظيم تتجلى في : راض، طرب وفرح وكلمة مرتاح ومنشرح فهذه الكلمات كلها تتجلى بمعنى معاكس لمعنى كلمة كظيم، وإن هناك بعض أبيات الشعر التي وردت فيها كلمة كظيم منها:
-
وليس
كظيم
الغيظ لكنه إذا … شفاه بعتب لم يضق بأخ صدرا -
محا النضارةَََ في محيا ك التوجّع و السهادْ …- مثلي – وأنت تراقبين
البحر
في حزن
كظيم
-
رميت بها الآفاق عني غريبة … نتيجة خفاق الضلوع
كظيم
-
محناً غادرته وهو
كظيم
… واذكر المجتبى حبيب رسول -
إذا حالت الامور فقد كف … ولم يشك والنبيل
كظيم