قصة اكتشاف القهوة .. وأول من شربوها
القهوة
تعد القهوة أغلى سلعة يتم تداولها بشكل قانوني في
العالم
في المرتبة الثانية بعد النفط نحن نحبه ونشربه بكميات هائلة وتشير التقديرات إلى أن 2.25 مليار فنجان قهوة يتم استهلاكها يومياً في جميع أنحاء العالم ويقال إن سكان
نيويورك
يشربون 7 أضعاف كمية أي مدينة أمريكية أخرى ولهذا السبب قد يبدو أن هناك مقهى ستاربكس في كل ركن من أركان مانهاتن وترددت إشاعات عن الكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير أنه يشرب 40-50 كوباً يومياً فالقهوة هي طقوس يومية في حياة ملايين البشر حول العالم ولكن من أين بدأت ظاهرة
الكافيين
بالضبط؟
قصة اكتشاف القهوة
من أين نشأت القهوة؟ بعد اكتشافها في إفريقيا اتجهت القهوة غرباً إلى أوروبا لتكتشفها وتطمح إليها الحضارات الأحدث وكذلك شرق آسيا حيث تم زراعتها وحصادها.
ظهور القهوة في أثيوبيا
تبدأ القصة الأصلية مع كالدي وماعزه عام 700 م حيث تعثر كالدي وهو راعي ماعز إثيوبي (الحبشة سابقاً) على ماعز يتصرف بشكل غريب تماماً وكانوا يرقصون هذا بالتأكيد لم يكن طبيعياً حيث اكتشف أنهم كانوا يأكلون التوت الأحمر واكتشف أن هذه الفاكهة كانت سبب هذا السلوك الغريب وبعد أن عثر على هذه الفاكهة السحرية شارك نتائجه مع راهب كان منتشياً ليجد شيئاً يساعده على البقاء مستيقظاً طوال الليل أثناء الصلاة.
ومع ذلك تدعي
قصة
أخرى أن كالدي تقاسم هذه الفاصوليا مع راهب رفض استخدامها وألقى بها في النار وكانت النتيجة رائحة رائعة وأصبحت أول قهوة محمصة في العالم وبعد ذلك بوقت قصير تم طحن الحبوب وغليها لإنتاج ما نعرفه اليوم باسم القهوة.
البن المحمص في شبه الجزيرة العربية
على الرغم من أن قصة كالدي لا يمكن إثبات صحتها إلا أن هناك أمراً واحداً مؤكداً فالقهوة جاءت من إثيوبيا وشقت القهوة طريقها شمالاً عبر
البحر
الأحمر إلى اليمن في القرن الخامس عشر والميناء الذي وصلت إليه القهوة لأول مرة كان يسمى “موكا” نظراً لتزايد شعبية القهوة وشحن القهوة من المدينة الساحلية أصبحت الموكا مرادفاً للقهوة لذلك في أي وقت تسمع فيه مصطلح “موكا” عند الحديث عن القهوة فأنت تعرف الآن من أين نشأ هذا المصطلح.
نمت القهوة في اليمن وأصبحت مشهورة في مصر وبلاد فارس وتركيا وكان يُعرف باسم “النبيذ العربي” وبدأ المشروب يحظى بشعبية كبيرة حيث بدأت المقاهي تفتح في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وعُرفت هذه المقاهي باسم “مدارس الحكماء”.
ومع ذلك في أوائل القرن السادس عشر الميلادي أعلنت المحكمة في مكة المكرمة أن القهوة ممنوعة بسبب تأثيرها المحفز وحدث شيء مماثل في كل من مصر وإثيوبيا وتم رفع كل هذا الحظر في النهاية لكن القهوة واجهت النصيب العادل من الاضطهاد قبل ذلك واندلعت أعمال شغب في
الشوارع
العربية حتى عادت العدالة لشرب القهوة.
كانت شبه الجزيرة العربية حارس القهوة وإذا أراد بلد ما حبوب البن فإنهم يشترونها من اليمن ولقد أحجبت السلطات الأمر بهذه الطريقة وفعلت كل شيء لضمان عدم تمكن أي شخص من إخراج بذور القهوة من سيطرتها وزراعة الأشجار بأنفسهم وللأسف قام بابا بودان وهو قديس صوفي من الهند كان يحج إلى مكة عام 1670 وعند عودته قام بابا بودان بتهريب بعض الحبوب الخصبة إلى الهند حيث بدأ
زراعة
البن.
وصول نباتات القهوة إلى دول الغرب
يتغير مسار
التاريخ
عندما تنتشر حبوب البن في الشرق والغرب شرقاً إلى الهند وإندونيسيا وغرباً إلى إيطاليا وبقية أوروبا وبدأت هذه الحبوب في زراعة البن على نطاق واسع في جنوب الهند والتي لا تزال تنتج النباتات حتى اليوم وفي أواخر القرن السابع عشر الميلادي بدأ الهولنديون أخيراً في زراعة البن وقبل عقود كان الهولنديون قد هربوا نباتات البن من اليمن في محاولة لزراعة الحبوب في هولندا ولكن بسبب الطقس البارد فشلت خطة زراعتهم فشلاً ذريعاً.
لكن هذه المرة أرسل
الأصدقاء
في سيلان (سريلانكا الآن) شتلات البن إلى الحاكم الهولندي في إندونيسيا وبينما قضت العديد من الكوارث الطبيعية على محاولاتهم الأولى لزراعة البن وفي عام 1704 تمت زراعة المزيد من الشتلات وأصبحت القهوة من إندونيسيا عنصراً أساسياً وفي نهاية المطاف شق مصنع البن طريقه إلى كل من سومطرة وسيليبس مما أدى إلى زيادة كبيرة في قدرة إندونيسيا على زراعة البن.
ووصلت القهوة أخيراً إلى البندقية عام 1570 وسرعان ما أصبحت مشهورة جداً ومع اقتراب القرن السابع عشر انتشرت المقاهي في جميع أنحاء أوروبا في إنجلترا والنمسا وفرنسا وألمانيا وهولندا مثل الكثير من المقاهي في شبه الجزيرة العربية وأصبحت هذه الأماكن محاور اجتماعية حيث يمكن للمرء أن يشارك في محادثة ومناقشات سياسية محفزة.
في أوكسفورد تم افتتاح أول نادٍ للقهوة في إنجلترا وعُرف هذا المتجر لاحقاً باسم نادي Oxford Coffee Club حيث وُلدت الأفكار والابتكارات ونما نادي أكسفورد للقهوة في النهاية ليصبح الجمعية الملكية وأصبحت المقاهي المكان المفضل للرجال الإنجليز فإذا لم يكونوا يعملون أو في الحانة كانوا في المقاهي وكانت
النساء
في ذلك
الوقت
غاضبة لأن أزواجهن لم يعودوا في المنزل بعد الآن وكانوا دائماً يشربون القهوة ويشاركون في المناقشات الدينية والسياسية.
تم تقديم القهوة إلى
فرنسا
في القرن السابع عشر وتحديداً في عام 1669 من قبل السفير التركي في
باريس
وفي الفترة التي قضاها مع لويس الرابع عشر سيطرت على الديوان الملكي بسبب المشروبات وسرعان ما تغلبت المشروبات على باريس وفي عام 1683 بعد معركة فيينا تم افتتاح أول مقهى في
النمسا
– The Blue Bottle.
يزرع البن في البرازيل اليوم أكثر من أي بلد آخر في العالم حيث تم إرسال فرانسيسكو إلى غيانا لتسوية نزاع بين الهولنديين والفرنسيين في عام 1727 ومع ذلك كانت أولويته هي الحصول على القهوة وإعادتها إلى البرازيل مهما كان الثمن وبدأت
رحلة
أمريكا مع القهوة في القرن الثامن عشر مع حفلة
شاي
بوسطن والثورة الأمريكية عام 1773 وتسللت مجموعة من الوطنيين العديد منهم يرتدون زي الهنود الأمريكيين على متن سفن الشاي الإنجليزي التي كانت جالسة في ميناء بوسطن وألقوا كل الشاي في المحيط للتمرد على الضريبة
الإنجليزية
على الشاي.
وهكذا أصبح الشاي غير وطني على الإطلاق وحلت محله القهوة كمشروب أمريكي مفضل منذ ذلك الحين كانت الولايات المتحدة المستورد الرئيسي للقهوة وتستمر في شراء القهوة أكثر بكثير من أي دولة أخرى وكان هذا الاعتماد في جميع أنحاء البلاد على البن كحافزاً اقتصادياً للعديد من البلدان في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية والوسطى.
من أول من شرب القهوة في التاريخ
راعي ماعز يُدعى “كالدي” يعيش في أثيوبيا حيث وجد ماعزه مليئة بالطاقة بعد تناول الفاكهة الحمراء لشجيرة القهوة وتناول كالدي الفاكهة بنفسه وكان له رد فعل مماثل حيث تعد القهوة جزءاً رئيسياً من التاريخ الإثيوبي واليمني ويعود تاريخ هذه الأهمية الثقافية إلى ما يصل إلى 14 قرناً وهو الوقت الذي تم فيه اكتشاف القهوة.
انتشرت القهوة بسرعة عبر شبه الجزيرة العربية ووصلت زراعة البن إلى اليمن ولمدة 300 عام وكانت في حالة سكر وفقاً للوصفة التي استخدمت لأول مرة في إثيوبيا وأتاح مناخ اليمن وتربة اليمن الخصبة الظروف المثالية لزراعة محاصيل البن الغنية.[1][2][3]