ما المقصود بالعسكران ؟.. وسبب التسمية
ما المقصود بالعسكران
المقصود بالعسكران هو عرفة ومنى، هذين الاسمين هم أسماء لأماكن موجودة في مكة المكرمة، حيث يعرف عن عرفه أنه المكان الذي لا يتم الحج للمسلم دون صعوده على جبل عرفة، يعتبر جبل عرفة من أهم وأطهر البقع على الكرة الأرضية بأكملها، ويطلق عليه اسم جبل الرحمة من شدة قدسيته وشعور الاطمئنان الذي يشعر عليه المسلم عند صعوده له
أما بالنسبة إلى منى فهو المكان الذي يصلي فيه الحجاج صلاة الظهر وصلاة العصر قصراً، قبل أن يصعد المسلمين ويقف عند جبل عرفة، وبعد الصعود إلى جبل عرفات يبدأ المسلمين برمي الحجار والجمار فيه، من الجدير بالذكر بأن كلمة عسكر تطلق على كل شيء بعدد أو كمية كبيرة، حيث يقال عسكر الليل، والمقصود أن ازداد الظلام
أو عسكر في المدرسة، المقصود أنهم تجمعوا في المدرسة، أو عسكر الريح، والقصد أن
الرياح
قد ازدادت شدتها.
سبب تسمية العسكران
كلمة عسكر هو
معنى
تجمع شيءً ما أو ازدياد شيء ما، ولأن الحجاج يتجمعون جميعهم في جبل عرفة أو عرفات وفي منى، هذا يعني أن هذين المكانين المقدسين يتعسكر فيهما المؤمنين، ولذلك تم تسمية عرفة ومنى بالعسكران، حيث يعرف جبل عرفات أنه أقدس وأطهر الأماكن على الكرة الأرضية ويجتمع فيه جميع حجاج بيت
الله
الحرام في اليوم التاسع من شهر ذو الحجة
ودون صعود الحجاج إلى جبل عرفات لن يتم حجهم الذي هو أهم ركن من أركان
الإسلام
، وعند صعودهم أعلى عرفة يتعسكر جميع المسلمون فيه فيبدأوا بقول الأذكار والدعوات والاستغفار، لكي يستجاب لهم الله -سبحانه وتعالى- دعائهم ويغفر ذنوبهم
من الجدير بالذكر بأن سبب تسمية هذا المكان المقدس بعرفة أو عرفات يعود إلى عدة أسباب أبرزها وأهمها هو أن جبريل -عليه السلام- عرف والتقى بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- في هذا المكان
وأخبره جبريل -عليه السلام- بجميع أركان الإسلام وبعد أن يكمل شرحه يسأل نبي الله إبراهيم هل عرفت؟ يجيبه نعم عرفت، فتم تسمية هذا المكان بعرفة أو عرفات، والسبب الآخر هو أن المكان الذي تعارفوا فيه سيدنا
آدم
-عليه السلام- وحواء في أول نزولهم من
الجنة
هو جبل عرفة.
أما بالنسبة إلى السبب وراء تسمية منى المعسكر يعود إلى عدة أسبابها أبرزها تجمع الحجاج للصلاة في هذا المكان المقدس، والسبب الثاني هو الأدعية الكثيرة التي يدعوها الحجاج عند صلاتهم وتجمعهم في المكان (المنى)، والسبب الثالث يعود وراء كثرة الدماء التي يرشقها المسلمون في أيام الحج في سبيل وجه الله سبحانه وتعالى
والسبب الأخير يعود إلى أمنية سيدنا أدم -عليه السلام- في الجنة في هذا المكان، وأيضا هو المكان الذي يتم فيه النحر.
ما هو المنى
المنى هو مكان يقع في الجهة الشرقية من المسجد الحرام الذي يعتبر من أهم وأقدس الرقع في الكرة الأرضية، وتبتعد عن المسجد الحرام بمسافة قليلة جداً تقدر بأربع كيلو مترات، كما تعتبر
الصلاة
في هذا المكان من أهم شعائر الحج
يحيط بالمنى من الجهة الشرقية جمرة التي يطلق عليها اسم جمرة العقبة، ومن الجهة الشمالية والجنوبية يحيط بها جبال شاهقة، ومن الجهة الغربية يحيط بها وادي محسر،
ورد
عن المنى في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية
منها قول -سبحانه وتعالى- ((واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم غليه تحشرون))
في هذه الآية الكريمة يتم الإشارة إلى المنى وشعائرها، حيث فسر الكثير من العلماء والأئمة والمفسرين أو المقصود بالأيام المعدودات في هذه الآية الكريمة هو أيام المنى وأيام التشريق
وكذلك ورد عن المنى في آية قرآنية أخرى، قال الله -سبحانه وتعالى- ((ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير))، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورد (أن أيام منى، أي أيام التشريق ويوم النحر، هي أيام عباده).
شعائر المنى
فضل الله -سبحانه وتعالى- يوم زيارة المنى عن باقي الأيام الأخرى بعدة شعائر وهي أعمال عظيمة ومقدسة يجب على كل حاج أن يقوم بتأديتها ومن أهم هذه الشعائر رمى الحجار والجمار والنحر
وعن هذه الشعائر قال الله -سبحانه وتعالى- ((والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون))
بالإضافة إلى ذلك يعتبر حلق الشعر للرجال من أهم شعائر الحج، وينال من خلالها الحاج أجر وثواب كبير، ورد عن هذا الشعيرة عدة أحاديث نبوية منها قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، وتمحى عنك بها خطيئة)، وفي حديث آخر قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (للمحلقين بالرحمة ثلاثا، وللمقصرين مرة)
بالإضافة إلى ذلك يعتبر المبيت في المنى من الأشياء المقدسة في الحج، وهو بقاء الحاج فيه لبعد نصف الليل وتكون في الليلة الثامنة من شهر ذو الحجة، وليلة التاسع عشر أي يوم عرفات بالإضافة إلى ليالي التشريق التي تكون في الليلة الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر لشهر ذو الحجة، وبحسب قول الكثير من علماء الدين أن المبيت في منى في هذه الأيام يعتبر من الأيام المقدسة
ومن الأدلة على فضل المبيت في المنى ورد عن ابن عبد البر والإمام النووي مبيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما ورد في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- (أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبةٍ من شعرٍ تضرب له بنمرة).
فضائل يوم عرفة
-
الصلاة:
الصلاة هي أهم أفضل الأعمال في يوم عرفة، يستحب على المؤمن في هذا يوم الفضيل أن يكثر من الصلاة والسجود والأهم الايطالة بالسجود وكذلك التكبير والتحميد وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل الصلاة في يوم عرفة: عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله
سجدة
إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك خطيئة. -
الصيام:
الصيام في يوم عرفة من أفضل الأعمال في يوم عرفة والأجر في هذا اليوم للصيام يكفر عن سنتين من ذنب كل مسلم، وإذا لم يستطع المؤمن الصيام في أول تسعة أيام من ذي الحجة يمكنه صيام يوم عرفه له أجراً كبيراً وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل صيام يوم عرفة: أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. -
الوقوف على جبل عرفات:
من أعظم شعائر الحج هو الوقوف على جبل عرفات، وفي هذا الجبل وقف رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يركب ناقته القصواء وآنذاك ألقى بخطبته العظيمة والشهيرة وهي
خطبة
الوداع. -
غض
البصر
والسمع واللسان عن المحرمات:
في يوم عرفة الفضيل يجب على المؤمن أن يغض بصره عن كل حرام وكذلك لسانه وسمعه، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل حفظ حواسه من المحرمات في هذا اليوم الفضيل: يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له.[1][2][3]