الفرق بين جمرة العقبة والجمرات الثلاث .. وسبب تسميتها والحكمة من رميها

ما الفرق بين جمرة العقبة والجمرات الثلاث

يعتبر رمي الجمرات واحدا من مناسك الحج وهو إلزامي باتفاق المذاهب

الإسلام

ية ، استدلالا بالسنة النبوية إذ قال جابر بن عبد

الله

رضي الله عنه : “رمى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الجَمرة يومُ النحر ضُحى ثُم رمى سائرهن عند الزوال”.

حيث يقوم الحاج برمي الجمرات في مِنى في أيام التشريق بداية من الشروق وحتى الغروب ، كل جمرة تُرمى بسبع حصوات مع قول : “بِسم الله والله أَكبر رُغما للشيطان وحِزبَه وإرضاءً الرحمن” ، وتختلف جمرة العقبة عن الجمرات الثلاث وسوف نعرف فيما الاختلاف في السطور القادمة : [1]

  • جمرة العقبة يتم رميها يوم النحر ، بينما يتم رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق.
  • يتم رمي جمرة العقبة يوم النحر بسبع حصوات ، بينما تُرمى الجمرات الثلاث بواحد وعشرون حصوة لكل واحدة سبع حصوات في اليوم على مدار أيام التشريق.
  • يتم رمي جمرة العقبة من بطن الوادي في مكان خارج منى وقريب من مكة المكرمة ، ويتم رمي جمرة العقبة من أسفلها او أعلاها او اوسطها ، بينما الجمرات الثلاث فكل واحدة منهم اتجاه ترمى منه ، حيث يتم رمي الجمرة الصغرى والوسطى من اي اتجاه لها ، في حين ترمى الجمرة الكبرى من جهة واحدة ويكون الحاج متجها للقبلة.
  • يتم التقاط الحصى لرمي جمرة العقبة من المزدلفة ، بينما التقاط الحصى لرمي الجمرات الثلاث فقد اختلف فيه العلماء، حيث ذهب الشافعية إلى التقاطها من مكان آخر بخلاف المزدلفة ، والبعض من المذهب الحنفي قال إن يتم التقاطها من المزدلفة بحيث يتم جمع سبعين حصى ، والمالكية قالوا أن تؤخذ من اي مكان.
  • بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر ، يدعو الحاج قائلا : “اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة لن تبور”
  • يبدأ الحجاج برمي الجمرة الصغرى وبعدها الحمرة الوسطى ثم الجمرة الكبرى ، ويدعو الحاج بعد كل رمية قائلا : “بِسمِ الله ، واللهُ أكبر رُغما للشيطان وحِزبه وإرضاء للرحمن”.

وقت رمي الجمرات

تختلف اوقات رمي الجمرات الثلاث وحمرة العقبة بين العلماء والفقهاء ، حيث تم تقسيمها إلى بداية وقت الرمي ونهايته :


  • بداية وقت الرمي

وقد اختلف العلماء في بداية

الوقت

الذي يتم فيه رمي الجمرة الكبرى “جمرة العقبة” ، حيث رأى المذهب الشافعي والحنبلي مع

اسماء

بنت ابي بكر أنه يتم رمي جمرة العقبة بداية من منتصف ليلة العيد ، وقد استندوا في ذلك إلى ارسال نبي الله صلى الله عليه وسلم لزوجته أم سلمة يوم العيد حتى ترمي جمرة العقبة قبل الفجر.

‏بينما اتفق المذهب المالكي على أن بداية رمي جمرة العقبة يكون بداية من طلوع فجر يوم العيد ، واستندوا في ذلك إلى حديث بن عباس رضي الله عنه وأرضاه حيث قال : “قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المُزدلفة ، أُغيلمة بني عبد المطلب على حُمُراتنا ، فجعل يلطخ أفخاذنا بيده ويقول : يا بَني لا تركوا الجمرة حتى تطلُع الشمس ، وقال بن عباس : ما أَخال أحدا يرمي الجمرة حتى تطلع الشمس” ، لذلك فإن بداية النحر ورمي الجمرات يكون بعد الفجر.

كذلك بداية رمي الجمرات الثلاث فيه قولين ، أولهما أن يتم رمي الجمرات الثلاث بعد غروب الشمس من اول يومين من

ايام

التشريق ، وهذا ما اتفق عليه الأئمة الأربعة ، بينما يميل القول الثاني إلى جواز رمي الجمرات الثلاث قبل زوال الشمس ، وهذا ما تم ذكره في القليل من روايات الامام ابي حنيفة ، بالإضافة إلى فعل الرسول وأصحابه في عدم رمي الجمرات الا بعد زوال الشمس.


  • نهاية وقت الرمي

اختلف العلماء أيضا في نهاية وقت رمي الجمرة الكبرى أو جمرة العقبة ، حيث جاء رأي المذهب الحنفي بانتهاء وقت رمي جمرة العقبة بحلول فجر ثاني ايام العيد ، بينما رأى المالكية أن يجوز امتداد الرمي إلى مغرب ثاني ايام العيد ، في حين جاء رأي المذهب الشافعي والحنبلي إلى أن آخر وقت الرمي جمرة العقبة يمتد الى آخر يوم من أيام التشريق.

أما بالنسبة للجمرات الثلاث فقد اختلف العلماء والأمة في أوقات رميهم كما يلي :

المذهب الحنفي : توصل المذهب الحنفي إلى أحقية رمي الجمرات الثلاث في كل يوم من أيام التشريق وانتهاء وقت الرمي بحلول فجر اليوم التالي ، ويتم رمي الجمر بداية من زوال الشمس وحتى غُروبها.

‏المذهب المالكي : اتجه إلى التفريق بين وقت قضاء الرمي ، ووقت أداؤه ، حيث يبدا وقت اداء الرمي بانتهاء غروب شمس كل يوم من أيام التشريق ، وما بعد ذلك يكون وقت القضاء ، وينتهي وقت رمي الجمرات رابع ايام العيد.

المذهب الشافعي والحنبلي : ذهبوا إلى أن انتهاء وقت رمي الجمرات الثلاث يمتد الى غروب شمس رابع ايام العيد ، اي اخر ايام التشريق.

سبب تسمية الجمرات بهذا الاسم

هناك أكثر من قول حول تسمية الجمرات بهذا الاسم ، فالجمرات في اللغة العربية تعني الحصى أو الأحجار صغيرة الحجم ، وهناك قول يرجح تسمية الجمرات بهذا الاسم نسبة إلى قيام الحجاج برميها بالحصة ، أو نسبة إلى أنها مجموعة من الحصى ولذلك سميت بالجمرات ، وهناك ما يميل إلى رأي أنه تمت تسميتها نسبة إلى كلمة تحمر أي تجمع وحولها يتجمع ويلتف الحجاج من أجل رميها.

الحكمة من رمي الجمرات

لا يأمرنا الله تعالى بشيء عبث ، والحج من اركان الإسلام الخمسة والتي لا تستوجب الا على من استطاع إليه سبيلا ، وفي مناسك الحج حكمة لكل نسك ورمي الجمرات أحد هذه النسك التي تتلخص الحكمة من القيام بها فيما يلي : [2]

الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع السنة النبوية ، وذلك لما أمرنا به حيث قام برمي الجمرات وقال: “خُذوا عَني مناسِكَكُم”

تذكر

قصة

سيدنا ابراهيم عليه

السلام

، عندما جاءه الشيطان لينهاه عن ذبح اسماعيل عليه السلام ومخالفة أوامر الله تعالى له ، فقام نبي الله ابراهيم برمي الشيطان بسبع حصوات ، وحاول الشيطان معه مرة أخرى ورماه ابراهيم بسبع حصوات أخريات ، ومرة أخرى ورماه بسبع حصوات أخريات ثم دنة من ابنه إسماعيل ليذبحه ولكن لم تقطع السكين عنقه ، وجاء قول الله تعالى : “وَنادَيْناهُ أنْ يا إِبراهيمُ * قَد صَدَقتَ الرُؤيا”.

ترغيم الشيطان وشعوره بالسوء ، حيث أنه يشعر بالسوء كلما رأى المسلمون يرحمون المكان الذي رحمه فيه سيدنا ابراهيم من قبل.