معلومات عن ثغرة الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار وهي العملية الإسرائيلية التي جرت في وسط قناة السويس في 15-23
أكتوبر
1973 حيث أدت إلى تعقيد المسار لأنها حدثت في نهاية أحداث حرب أكتوبر لأن الجيش الإسرائيلي تمكن من حصار الجيش الميداني الثالث وكانت ثغرة الدفرسوار بين الجيشين الميدانيين الثاني والثالث على امتداد ضفة قناة السويس الشرقية.
أحداث ثغرة الدفرسوار
بعد الهجوم المصري الفاشل في 14 أكتوبر تبعه الإسرائيليون على الفور بهجوم مضاد متعدد الفرق من خلال الفجوة بين الجيشين المصريين الثاني والثالث وتم تكليف الفرقة 143 التابعة لأرئيل شارون والتي تم تعزيزها باللواء الاحتياطي بـ 247 مظلياً بقيادة العقيد داني مات بإنشاء رؤوس جسور على الضفتين الشرقية والغربية للقناة وكانت الفرقة 162 و 252 مدرعة بقيادة الجنرالات أبراهام أدان وكالمان ماجن على التوالي ثم تعبر من خلال الاختراق إلى الضفة الغربية للقناة وتتأرجح جنوباً لمحاصرة الجيش الثالث.
تمت تسمية الهجوم باسم عملية الرجال الشجعان أو بدلاً من ذلك العملية الباسلة وفي ليلة 15 أكتوبر عبر 750 مظلياً من الكولونيل مات Colonel Matt’s القناة بزوارق مطاطية وسرعان ما انضمت إليهم الدبابات التي تم نقلها على قوارب آلية ومشاة إضافية لم تواجه القوة أي مقاومة في البداية وانتشرت في الأطراف المداهمة ومهاجمة قوافل الإمداد ومواقع صواريخ سام والمراكز اللوجستية وأي شيء ذي قيمة عسكرية مع إعطاء الأولوية لصواريخ سام
وأحدثت الهجمات على مواقع سام ثغرة في الشاشة المضادة للطائرات المصرية ومكنت القوات الجوية الإسرائيلية من ضرب الأهداف الأرضية المصرية بشكل أكثر عدوانية وفي ليلة 15 أكتوبر/ تشرين الأول عبرت 20 دبابة إسرائيلية و 7 ناقلات حاملة جنود تحت قيادة العقيد حاييم إيريز القناة وتوغلت 12 كيلومتراً داخل البر الرئيسي لمصر وفاجأت المصريين وخلال الـ
24 ساعة
الأولى هاجمت قوة إيريز مواقع سام والطوابير العسكرية دون عقاب وفي صباح يوم 17 أكتوبر هاجمها اللواء 23 المدرع المصري لكنها تمكنت من صد الهجوم.
بحلول هذا
الوقت
لم يعد السوريون يشكلون تهديداً ذا مصداقية وتمكن الإسرائيليون من تحويل قوتهم الجوية إلى الجنوب لدعم الهجوم وكان الجمع بين مظلة SAM المصرية الضعيفة والتركيز الأكبر للقاذفات المقاتلة الإسرائيلية يعني أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قادراً على زيادة الطلعات الجوية بشكل كبير ضد الأهداف العسكرية المصرية بما في ذلك القوافل والمدرعات والمطارات وتضررت الجسور المصرية عبر القناة جراء الهجمات الجوية والمدفعية الإسرائيلية.
بدأت الطائرات الإسرائيلية في مهاجمة مواقع سام والرادارات المصرية مما دفع اللواء إسماعيل إلى سحب الكثير من معدات الدفاع الجوي المصرية وهذا بدوره منح سلاح الجو المصري مزيداً من الحرية للعمل في المجال الجوي المصري كما هاجمت الطائرات الإسرائيلية ودمرت كابلات اتصالات تحت الأرض في بنها في دلتا النيل
مما أجبر المصريين على إرسال رسائل انتقائية عبر الراديو يمكن اعتراضها إلى جانب البرقيات في بنها وامتنعت إسرائيل عن مهاجمة البنية التحتية الاقتصادية والاستراتيجية بعد تهديد مصري بالرد على المدن الإسرائيلية بصواريخ سكود.
قصفت الطائرات الإسرائيلية بطاريات سكود المصرية عدة مرات في بورسعيد وحاولت القوات الجوية المصرية اعتراض طلعات جوية ومهاجمة القوات البرية الإسرائيلية لكنها تكبدت خسائر فادحة في المعارك ومن الدفاعات الجوية الإسرائيلية بينما ألحقت خسائر جوية خفيفة بالإسرائيليين حيث وقعت أعنف المعارك الجوية فوق شمال دلتا النيل حيث حاول الإسرائيليون مراراً وتكراراً تدمير القواعد الجوية المصرية.
تصفية ثغرة الدفرسوار
تأمين الجسر
على الرغم من
النجاح
الذي حققه الإسرائيليون في الضفة الغربية أمر الجنرالان بارليف وأرئيل شارون بالتركيز على
تأمين
رأس الجسر على الضفة الشرقية وقد أُمر بإخلاء الطرق المؤدية إلى القناة بالإضافة إلى
موقع
يُعرف باسم المزرعة الصينية شمال نقطة العبور الإسرائيلية مباشرة من ثغرة دفرسوار
واعترض شارون وطلب الإذن بتوسيع وكسر رأس الجسر على الضفة الغربية بحجة أن مثل هذه
المناورة
ستؤدي إلى انهيار القوات المصرية على الضفة الشرقية لكن القيادة العليا الإسرائيلية كانت مُصرة معتقدة أنه حتى يتم تأمين الضفة الشرقية يمكن عزل القوات على الضفة الغربية قلب شارون من قبل رؤسائه ورضخ في 16 أكتوبر أرسل لواء أمنون ريشيف لمهاجمة المزرعة الصينية.
هاجمت قوات أخرى من جيش الدفاع الإسرائيلي القوات المصرية المتحصنة المطلة على طرق القناة وبعد ثلاثة أيام من القتال المرير والمتقارب نجح الإسرائيليون في طرد القوات المصرية المتفوقة عددياً وخسر الإسرائيليون حوالي 300 قتيل و 1000 جريح و 56 دبابة وعانى المصريون من خسائر فادحة بما في ذلك تدمير 118 دبابة وأسر 15.
نتائج ثغرة الدفرسوار
في غضون ذلك فشل المصريون في فهم مدى وحجم المعبر الإسرائيلي ولم يقدروا نيته وهدفه وكان هذا جزئياً بسبب محاولات القادة الميدانيين المصريين للتعتيم على التقارير المتعلقة بالمعبر الإسرائيلي وجزئياً بسبب الافتراض الخاطئ بأن معبر القناة كان مجرد تحويل لهجوم كبير للجيش الإسرائيلي يستهدف الجناح الأيمن للجيش الثاني نتيجة لذلك في 16 أكتوبر أمر اللواء الشاذلي الفرقة 21 المدرعة بالهجوم جنوباً واللواء 25 المدرع المستقل المجهز بـ T-62 للهجوم شمالاً في عمل كماشة للقضاء على التهديد المتصور للجيش الثاني.
- فشل المصريون في استكشاف المنطقة ولم يكونوا على دراية بأنه في الوقت الحالي كانت فرقة Adan المدرعة رقم 162 في المنطقة المجاورة علاوة على ذلك فشلت الفرقة 21 و 25 في تنسيق هجماتهم مما سمح لفرقة الجنرال أدان بمقابلة كل قوة على حدة وركز عدن هجومه أولاً على الفرقة 21 المدرعة ودمر 50-60 دبابة مصرية وأجبر الباقي على التراجع ثم استدار جنوباً ونصب كميناً للواء 25 مدرعاً مستقلاً ودمر 86 دبابة من أصل 96 دبابة وجميع ناقلات الجنود المدرعة التابعة له بينما خسر ثلاث دبابات.
-
قصفت المدفعية المصرية صباح 17 تشرين الأول الجسر الإسرائيلي فوق القناة مسجلة عدة إصابات وشنت القوات الجوية المصرية غارات متكررة بعضها يصل إلى عشرين
طائرة
لإخراج الجسر والطوافات وإلحاق أضرار بالجسر. - اضطر المصريون لإغلاق مواقع SAM الخاصة بهم خلال هذه الغارات مما سمح للمقاتلين الإسرائيليين باعتراض المصريين.
- خسر المصريون 16 طائرة و 7 مروحيات بينما خسر الإسرائيليون 6 طائرات وقد أصيب الجسر بأضرار كما أصيب مقر المظلات الإسرائيلي الذي كان بالقرب من الجسر مما أدى إلى إصابة القائد ونائبه.
- تم خلال الليل إصلاح الجسر لكن لم يعبر سوى عدد قليل من القوات الإسرائيلية وبحسب حاييم هرتسوغ استمر المصريون في مهاجمة الجسر حتى وقف إطلاق النار مستخدمين المدفعية وقذائف الهاون لإطلاق عشرات الآلاف من القذائف على منطقة المعبر.
- حاولت الطائرات المصرية قصف الجسر كل يوم وشنت طائرات الهليكوبتر عمليات انتحارية محاولاً إلقاء براميل النابالم على الجسر ورأس الجسر.
- تضررت الجسور عدة مرات وكان لا بد من إصلاحها في الليل وتسببت الهجمات في وقوع إصابات جسيمة وغرقت العديد من الدبابات عندما أصيبت أطوافها.
- شنت الكوماندوز المصريون ورجال الضفادع بدعم من المدرعات هجوماً برياً على رأس الجسر وتم صده بخسارة 10 دبابات كما تم صد هجومين معاكسين مصريين.
خلاف السادات وسعد الدين الشاذلي
بعد فشل الهجمات المضادة في 17 أكتوبر بدأت هيئة الأركان المصرية تدرك ببطء حجم الهجوم الإسرائيلي وفي وقت مبكر من يوم 18 أكتوبر أظهر السوفييت صور الأقمار الصناعية للسادات للقوات الإسرائيلية العاملة على الضفة الغربية وبقلق
السادات
أرسل الشاذلي إلى الجبهة لتقييم الوضع بشكل مباشر ولم يعد يثق في قادته الميدانيين لتقديم تقارير دقيقة
وأكد الشاذلي أن الإسرائيليين لديهم فرقة واحدة على الأقل في الضفة الغربية ويقومون بتوسيع جسرهم ودعا إلى سحب معظم دروع مصر من الضفة الشرقية لمواجهة التهديد الإسرائيلي المتزايد على الضفة الغربية ورفض السادات هذه التوصية بشكل قاطع بل وهدد الشاذلي بمحكمة عسكرية وأوصى أحمد إسماعيل علي السادات بالضغط من أجل وقف إطلاق النار لمنع الإسرائيليين من استغلال نجاحاتهم.[1]