قصة كبش إسماعيل مختصرة
قصة ذبح إسماعيل
في يوم من الأيام رأى سيدنا إبراهيم في منامه أنه يذبح ابنه وتكرر الحلم أكثر من مرة إلى أن أيقن أن تلك رؤية تحمل أمر من
الله
بأن يذبح إسماعيل عليه
السلام
.
فأخبره بما رأى قال له يا أبي أفعل ما أمرك الله به، وبالفعل ذهب سيدنا إبراهيم للصحراء لذبح إسماعيل ووضع السكين على رقبة ابنه وقرر الذبح فعندما حدث هذا فداه الله بذبح يقال أنه كبش فذبحه فداء سيدنا إسماعيل.
قصة سيدنا إسماعيل
في ليلة من الليالي رأي سيدنا إبراهيم عليه السلام في منامه رؤيا غريبة صدمته وقال في نفسه أظن أن ما رأيت هاجس من الهواجس أو أضغاث أحلام، فلقد رأى في حلمه أنه يقوم بذبح ابنه الوحيد سيدنا إسماعيل عليه السلام قام فزعًا.
فأكثر من دعاءه لله والتسبيح والصلاة، ومرة أخرى نفس الرؤيا مرة أخرى قام بعده وتوجه للصلاة وعاد لنومه مرة أخرى ولكن رأى نفس الرؤيا مرة ثالثة حين أستيقظ أدرك سيدنا إبراهيم عليه السلام أن ما كان يراه ليس مجرد حلم مزعج أو أضغاث أحلام.
فأدرك إبراهيم عليه السلام أن هذه رؤيا حق تلك الرؤيا التي يراها
الأنبياء
وتكون أمر من الله يجب تنفيذه، كأنه وحي يحمل أمر له من الله عز وجل إليه، وبموجب تلك الرؤيا يجب أن يقوم سيدنا إبراهيم بذبح إسماعيل أبنه الذي وهبه الله لسيدنا إبراهيم الذي وهبه الله عز وجل له بعد صبر طويل وبعد شوق لأن يصبح أب.
فكر سيدنا إبراهيم عليه السلام كثيرًا ثم عزم على أن يقول لولده ما رأه وخيره في أمره وأن يقرر ماذا يفعل فلم يجبره على تنفيذ أمر الله، فأرسل سيدنا إبراهيم عليه السلام إلي أبنه إسماعيل ولما أتاه فوقف أمامه قريب منه فعانقه بكل
حب
وحنان، بعدها أخبره كما
ورد
في
القرآن الكريم
في سورة الصافات (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
وكان
الخبر
مفاجأة لسيدنا إسماعيل عليه السلام، وبالطبع لا يتوقع أمر كهذا ولكنه يصدق تمامًا أن أباه سيدنا إبراهيم كان رسولاً ونبياً مرسل له الوحي من الله بكل ما يريده منه بوضوح وتلك الرؤيا بمثابة وحي طلبه واضح،رد إسماعيل على الفور بأن يفعل سيدنا إبراهيم ما يراه.
بعدما أخذ سيدنا إبراهيم ابنه سيدنا إسماعيل للصحراء بعيدًا عن أعين الناس فقال إسماعيل رضي الله عنه: يا أبتٍ لا تنظر لوجهي عندما تذبحني حتى لا تتردد فتمنع تنفيذ أمر الله فأحد شفرة السكين ليصبح حاداً ويقطع بسرعة فيهون الأمر عليك.
عندما وصل سيدنا إبراهيم عليه السلام بابنه إسماعيل عند الصخرة التي قرر ذبح ابنه عليها، نظر على ابنه نظرة الوداع بحب وحنان ثم ألقاه على وجهه وكان سيدنا إسماعيل عليه السلام مستسلم لأمر الله وفوضه له هو أعلم بحكمته.
فأمسك بالسكين ووضعها على رقبة ابنه سيدنا إسماعيل ليبدأ في تنفيذ أمر التضحية واستجابة الله ‘عندما رأي الله أن إبراهيم عليه السلام وابنه قد نجحا في هذا الاختبار العظيم ناداه الله أن يرفع السكين عن رقبة ابنه. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِين* وَنادَيْناهُ أَن يا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
فأنتبه سيدنا إبراهيم عليه السلام للنداء وقام برفع السكين عن رقبة ابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام فـ رأى جبريل عليه السلام ملاك الوحي وقد أتاه من السماء ويحمل معه كبش أبيض بياضه ناصع وسمين، فقدمه فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام، فأخذ إبراهيم عليه السلام ذلك الكبش وذبحه بدلاً من ابنه إسماعيل.
فحمد سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام الله وشكروه علي هذا الفضل وعادا سيدنا إبراهيم بالكبش مذبوحاً إلي زوجته هاجر أم سيدنا إسماعيل فاستقبلتهما بفرحة شكر عميق لله قام سيدنا هذا اليوم عيداً للمسلمين.
تلك من رحمة الله التي أحاطت سيدنا إسماعيل مرتين، المرة الأولى عندما كان رضيع صغير عمره لم يتعدى الأيام، عندما أقترب من الموت والهلاك ظمأً هو وأمه هاجر رضي اله عنها في صحراء قاحلة.
لا يوجد بها زرع أو ماء ففجر الله له بئر ماء زمزم، والمرة الثانية التي ذكرت أعلاه عندما أستسلم لأمر اله بذبحه ففداه الله عز وجل بكبش عظيم، فأصبح هذا وهو عيد الأضحى يقوم المسلمون فيه بذبح أضحية حسب قدراتهم المادية وكذلك في شعائر الحج يقدم الحجاج الهدي تقرباُ لله ولذكرى فداء الكبش لسيدنا إسماعيل عليه السلام.
من أين جاء كبش إسماعيل
قال تعالى في
قصّة نبي الله إبراهيم
عليه السلام عندما بدأ في تنفيذ الرُّؤيا التي رأى فيها أنه بذبح ولده سيدنا إسماعيل فقال الله في كتابه العزيز (وفَدَيْنَاه بذِبْحٍ عَظِيمٍ) (سورة الصافات: 107).
كانت أقوال المفسِّرين أغلبها يميل أن سيدنا إبراهيم ذَّبح كبش من الضّآن، ولكن اختلفتْ آراؤهم عن
من أين جاء الكبش الذي قد فدى الله به إسماعيل
فقال البعض: إنّه من الجَنّة، ورجح البعض أنه قُربان هابيل بن
آدم
عليه السلام عندما تقبّله الله ورفعه إليه وأدخله الجنّة يعيش فيها ويترعرع.
وقال مفسرون آخرون: إن الكبش من الكِباش التي توجد في الجِبال، هبط على سيدنا إبراهيم فذبحه وقال آخرون غير ذلك، والحقيقة أن كل هذا مجرد أقوال لا يوجد لها دليل مادي أو نص واضح يُعتمد عليه من الكتاب أو السنة.
ووصف القرآن بأنه ذِبحًا عظيمًا لا يكون دليل على مدى سِمَنه ولا عن كثرة لحمِه، لأن صفة العِظَم قد تطلّق على الشَّرف والأهميّة، وبالطبع هذا الكبش له أهميته لأنه فِداء لشخصيةِ عَظيمة هي إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السّلام.
وأما لحم الذَّبح فلا يكون دليل على أنه رفع أو أكلتْه نارُ مثل قَرابين في عصور سبقت سيدنا إبراهيم أو هل أكلَه سيِّدنا إبراهيم وأهل بيته، أو قام بتوزيعه على الناس أو هل في الصحراء تركه حتى تأكله الحيوانات والطيور.
وإذا لم يوجد ما يدلُّ بدليل على ما هو أصل الكَبش ولا على كيفية التصرف فيه وفي لحمه فيكون الأمر كالمعتاد ينظر أن الكَبش غَنم من الأرضِ وأن سيدنا إبراهيم أكَلَ منه وتصدَّق منه على غَيره وشكر لله على فداءِ أبنه سيدنا إسماعيل.
وفي أمر
الأضحية
في الإسلام قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم “سُنُّوا بها سُنّة أبيكم إبراهيمَ”، ولاحظ أن القرآن لا يهتمُّ في نصه بذكر التفاصيل الجزئيّة ويهتم بذكر موضع الموعظة والعِبرة،فما ركز عليه القرآن في فداء سيدنا إسماعيل أنّه كان لا يعرف ما فداءَ ولده، ولكن الله سبحانه هو الذي نبّهه وفسر ما يُفهَم من ظاهر التعبير في قوله “وفَديْناه بذِبحٍ عَظيمٍ”.[1][2]