ماهي الأحلام التي تتحقق ؟.. وكم مدتها

الأحلام التي تتحقق


ورد

في السنة النبوية عن رسولنا الكريم صلى

الله

عليه وسلم: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ ,,,)، وهنا نجد أن رسولنا الكريم قد قسم الأحلام إلى ثلاثة أنواع وهي:

  • الحلم وهذا المنام يكون من الشيطان أو ممكن أن نقول عنه الكابوس وهو حلم مفزع يتسبب للرائي بالقلق والتعب النفسي بالإضافة إلى شعوره بالخوف مما رآه في منامه، وإن الكابوس يكون من الشيطان أو ممكن أن يكون هو انعكاس لحالة نفسية يمر بها الرائي، فبهذه الحالة على الرائي أن يتعوذ باله من الشيطان الرجيم وينفث ثلاث مرات عن يساره، بالإضافة إلى أنه يجب أن لا يحدث أحد به.
  • أضغاث الأحلام وهي عبارة عن انعكاس الرغبات والمخاوف الموجودة في العقل الباطن بالإضافة إلى أنها تفريغ للشحنات السالبة، حيث أنها يتم خروجها حتى تريح المخ والعقل من الضغوطات النفسية التي يمر بها الرائي.
  • الرؤيا.

وهنا للإجابة على

السؤال

ما هي الأحلام التي تتحقق؟  نجد أن الرؤيا هي التي تتحقق فهي أمراً محبوباً وتكون من الله سبحانه وتعالى والهدف منها هي التبشير بالخير أو ممكن أن يكون المقصد منها هو التحذير من شر ما ويجب على الرائي أن يحمد الله عليها، وممكن أن تكون هذه الأحلام أو الرؤيا الصادقة متضمنة رؤية

الأنبياء

والصالحين، وأيضاً ممكن أن يرى الرائي الأنبياء أو أولو العزم والصحابة، وأيضاً الأحلام التي تتضمن آيات قرآنية هي رؤيا صادقة وستتحقق بإذن الله، وإن الرؤيا الصالحة ممكن أن تكون واضحة تماماً كرؤية سيدنا إبراهيم عليه

السلام

مع ابنه اسماعيل وهي رؤيا لا تحتاج إلى تأويل أما رؤية صاحبي يوسف عليه السلام في سجنه فهي رؤيا تحتاج إلى توضيح.[1]

مدة تحقق الرؤيا

إن العلماء اختلفوا في مدة تحقيق الرؤيا في حالة إن كانت هذه الرؤية صحيحة وصادقة، وممكن أن تتم الرؤية الصادقة في أول الليل أي بعد

صلاة العشاء

ولكن مدة تحقيقها تختلف ولا يوجد مدة معينة فممكن أن تتحقق بعد مدة

قصيرة

أو بعد سنين طويلة فممكن أن تشير الرؤيا إلى مدة تحققها مثل البقرات التي وردت في

قصة

سيدنا يوسف عليه السلام والتي دلت على عدد السنين، وقد تصل هذه السنين إلى ما يقارب الأربعين سنة كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام في الرؤيا التي رآها والتي تحققت بعد أكثر من أربعين سنة، وقد تتحقق في اليوم التالي، وقد قيل لجعفر بن محمد : كم تتأخر الرؤيا ؟ قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن كلبا أبقع يلغ في دمه، فكان شمر بن ذي الجوشن قاتل

الحسين

رضي الله عنه، وكان أبرص أخزاه الله، وإن تأويل الرؤيا كانت بعد خمسين عاماً.[2]

ما هي علامات الرؤيا الصادقة

إن للرؤيا الصادقة لها علامات وإشارات ودلالات ومنها:

  • أن تكون الرؤيا خالية من أحاديث النفس أي لا تكون أضغاث أحلام.
  • أن لا يكون فيها ما يزعج ويخيف الشخص الرائي،  وذكر

    ابن عبد البر

    وغيره عن

    علي

    رضي الله عنه قال : لا رؤيا لخائف إلا إن رأى ما يحب.
  • ومن العلامات عدم إشغال بال الشخص بأمر ما عند يقظته.
  • من دلالاتها يجب أن تكون الرؤيا واضحة وتبتعد كل البعد عن الغموض بالإضافة إلى أنها يجب أن تكون قابلة للتفسير وواضحة.

علامات قرب تحقق الرؤيا

إن المسلم لا يستطيع أن يحدد زمن تحقق الرؤيا ولكن هناك بعض الرموز والدلالات ومن ضمن هذه العلامات والدلالات هناك

إشارات

ممكن أن تشير إلى احتمال قرب تحققها وتكون علامات قرب تحقق الرؤيا كما يلي:

  • أن يكون المكان الذي رآه الرائي هو مشابه للمكان الذي يتواجد به في الواقع أو يتردد إليه، على سبيل المثال إن رأى المسلم في رؤياه أنه يتواجد في بيته الذي يعيش فيه في الواقع ويشبهه بكل تفاصيله كالأثاث ونفس الترتيب فهذا يدل على أن تحقق الرؤيا قريب والله أعلم، أما إذا كانت الأماكن التي يراها الرائي تتضمن تغيرات ملحوظة عن ما هي في الحقيقة فهذا يشير إلى أنه لا يوجد توقيت محدد لتحقيق الرؤيا كرؤية المسلم بيته الموجود في الواقع على شكل مختلف أو رؤية بيته القديم أو أي جزئية ممكن أن تكون مختلفة تماماً عن الواقع.
  • التقارب في الزمن ما بين

    الوقت

    الذي يدركه الرائي في منامه ورؤياه وما بين وقت نومه أي أن يرى المسلم نفسه في الرؤيا بزمن قريب من الوقت الذي يكون نائماً فيه، فمثلاً ممكن أن يستيقظ المسلم في وقت صلاة الفجر فيؤديها ثم يعود للنوم مرة أخرى فيرى نفسه في رؤياه في الوقت ذاته الذي نام فيه أو قريب منه.
  • التشابه في حالة الرائي ما بين واقعه ومنامه أو رؤياه وتشمل هذه الحالة من الجانب النفسي والصحي والفكري والإجتماعي بالإضافة إلى حالة الرائي الاقتصادية، فعلى سبيل المثال أن يرى الرائي نفسه يرتدي

    الملابس

    ذاتها التي يرتديها في واقعه أثناء نومه أو الملابس التي يلبسها عندما يستيقظ مباشرة من نومه.
  • من العلامات أيضاً أن يرى الرائي فعل كاد أن يفعله في الرؤيا لولا أنها انتهت قبل حدوثه، وإن الرؤى تكون على هذا الشكل حتى تدل على أنه من الممكن أن يقترب تحقق هذا الشيء الذي كاد الرائي أن يقوم به.
  • وجود التقارب من حيث الزمن بين حدثين في الرؤيا فإحداهما يدل على الحاضر أما الآخر فيدل على المستقبل.
  • ورود كلام في الرؤيا حيث أنه يدل على اقتراب تحقيقها كأن يدعو المسلم الله عز وجل بزوال همه.
  • أن يستيقظ الرائي على شيء محدد كاستيقاظه على سماع آية قرآنية تدل على اقتراب حدوث الرؤيا.[3]

هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت

إن السؤال الذي يطرحه الكثير أن هل الرؤيا تتحقق إذا تم تفسيرها وهنا إن العلماء قد استندوا في هذا إلى قول رسولنا الكريم عندما رأى أنه ينتقل من مكة إلى أرض أرى وفعلاً قد هاجر فيما بعد، وقد حدَّث رسولنا الكريم بهذه الرؤيا، وإن لكل رؤيا تفسير واحد فقط بحيث يكون هذا التفسير صحيح متحقق وليس من الضرورة أن يكون أول تفسير، وممكن أن يتم تحقيق الرؤيا بعد تفسيرها وممكن أن لا تتحقق فإن شاء الله تتحقق لأنه لا يعلم الغيب إلا هو سبحانه وتعالى.

وقد اختُلف في هل الرؤيا لها حقيقة مستقرة أو تكون تابعة للتعبير ولكن قد أجمعت جماعة من أن الرؤيا لها حقيقة وتكون مستقرة ومنهم البخاري الذي تمسك بقول رسولنا الكريم عليه

الصلاة

والسلام عندما قال: «أصبت بعضا، وأخطأت بعضا»، فهذا يدل على أن الرؤيا لها حقيقة، قال أبو عبيد وغيره

معنى

قوله: “الرؤيا لأول عابر”، لأنه إذا العابر الأول أصاب في تفسير الرؤيا فسيؤخذ هذا التفسير بينما إذا أخطأ فهي لمن أصاب بعده، فإذا تم إصابة التفسير والتعبير للرؤيا لا ينبغي أن يسأل غيره ولكن إن لم يصيب في تفسيره يسأل غيره، وتم الرد من قبل الحافظ على ذلك فقال: ” قلت وهذا التأويل لا يساعده حديث أبي رزين، أن الرؤيا إذا عبرت وقعت، إلا أن يدعى تخصيص عبرت، بأن عابرها يكون عالماً مصيباً، فيعكر عليه قوله في الرؤيا المكروهة، ولا يحدث بها أحداً، فقد تقدم في حكمة هذا النهي أنه ربما فسرها تفسيراً مكروها على ظاهرها، مع احتمال أن تكون محبوبة في الباطن فتقع على ما فسر”، انظر: فتح الباري، ابن حجر.[4]