لماذا كانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين

من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه

لقد سجل

التاريخ

الإسلامي شخصيات إسلامية مهمة، أثرت في النفوس حتى وقتنا الحالي، ومنهم الصحابي عمران بن حصين ولم يذكر أي شيء عن

قصة

إسلامه في التاريخ غير أنه قد أسلم في عام خيبر وهو عام سبع من الهجرة.

بالإضافة إلى أنه يعتبر واحداً من فقهاء وعلماء أهل البصرة، ومن حفظة

القرآن الكريم

في سن صغيرة، وكان ممن اعتزل الفتنة، ولم يحارب مع علي أبو معاوية، وتتمثل حياته في صورة من صور الصدق، والزهد، والورع، والتفاني وحب

الله

وطاعته بشتى الطرق.

واسمه بالكامل هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول، يكنى أبا نجيد، وكان ينتمي  إلى قبيلة خزاعة، أما بالنسبة لإسلامه فإنه قد أسلم هو وأبوه وأبو هريرة – رضي الله عنهم – في وقت واحد سنة 7 هجرية. [1][2]

ما هي صفات عمران بن حصين

لقد كان الصحابي عمران بن حصين من الصابرين الشرفاء الذين يجب أن يحتذى بهم في الدنيا، حيث أنه قد صبر صبراً جميلاً على ما إبتلاه الله تعالى من مرض ظل في جسده قرابة ثلاثين عاما، ولم يقف المرض بينه وبين مواصلة العبادة لله سواء أكان قائماً أو قاعدا أو راقدا، حتى إذا عاده أخوانه وواسوه في البلاء، قال لهم مُغتبطًا مُبتسمًا: “إن أحبَّ الأشياء إلى نفسي أحبها إلى الله”.

والغريب في الأمر أنه كان ممن يعتبرون الموت هو بداية للراحة والسرور، وليس بداية المصائب كما يظنه أغلب الناس، وكان دائما ما يحاول التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فكان من العارفين بربهم حق معرفة وكان ممن يعدون الموت، وقد كان “عمران” واحداً من أصحاب هذا

النظر

الصائب والفكر الثاقب والأدب الرفيع، ومن ثم فقد أحب الله سبحانه وتعالى عمران  ودعا الملائكة أنه يحب عمران، جعل الله  نهايته سعيدة، ومن ثم فقد أعد له جنات تجري من تحتها الأنعام)

كما قال الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾  وكان من ضمن ملامح شخصيته ما يلي:-


  • الربانية:

    لقد بلغ عمران من الإيمان درجة الربانية  حيث أن الملائكة كانت تسلم عليه ولا يحدث ذلك إلا مع إنسان قد  بلغ من العبودية لله تعالى درجة عالية للغاية.

  • نشر العلم للناس:

    ونلاحظ ذلك من كثرة من تعلموا على يديه في ذلك الوقت.
  • الفطنة وسرعة البديهة

ومن الأحاديث التي قد رواها عنه مُطرف بن عبد الله، أن عمران قال له إنه سيُحدّثه بحديثٍ ينفعه في الدُنيا والآخرة، فقال: (إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- جَمع بيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عنْه حتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فيه قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَقَدْ كانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، حتَّى اكْتَوَيْتُ، فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الكَيَّ فَعَادَ).

والجدير بالذكر أنه قد شهِد بعض الغزوات مع النبيّ -عليه

الصلاة

والسلام-، ثم يعود بعدها إلى المدينة، ولَبِسَ الخّزّ ذات يوم، فرآه النّاس به، فقال لهم إنّه سمِع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يقول: (إنَّ اللهَ إذا أنعَمَ على عَبدٍ نِعمةً يُحِبُّ أنْ تُرى عليه).


موقف الحيدة

قد يقع موقف الحيدة في مدينة الحيدة ، وقد يتمثل موقف الحيدة عندما وقع النزاع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، لم يقف عمران موقف الحيدة وحسب، بل راح يرفع صوته بين الناس داعياً إيّاهم أن يكفوا عن الاشتراك في تلك الحرب، وراح يقول للناس:

لأن أرعى أعنزا حضنيات في رأس جبل حتى يدركني الموت، أحبّ إليّ من أن أرمي في أحد الفريقين بسهم، أخطأ أم أصاب»..، وكان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلاً: الزم مسجدك، فإن دخل عليك، فالزم بيتك، فإن دخل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتله». وكان – رضي الله عنه  لا يحب المشاكل ويسعى بكل الطرق الممكنة للصلح .[1]

لماذا كانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين

عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال” قال لي عمران بن حصين إن الذي كان انقطع عني قد رجع يعني تسليم الملائكة قال وقال لي اكتمه علي قال أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف قال أرسل إلي عمران بن حصين في مرضه فقال إنه كان تسلم علي يعني الملائكة فإن عشت فاكتم علي وإن مت فحدث به إن شئت.

كان يرفض أن يشغله عن الله وعبادته شاغل، فقد استغرق في العبادة واستوعبته العبادة حتى صار كأنه لا ينتمي إلى عالم الدنيا التي يعيش فوق أرضها وبين ناسها.

وبالَغ

الرجل

في التبتُّل والتقوى والزهد، حتى صار كواحد من الملائكة، يُحدِّثهم ويحدِّثونه، ويصافحهم ويصافحونه، فيروى عنه رضي الله عنه أن الملائكة كانت تسلِّم عليه حتى اكتوى لأجل الاستشفاء من المرض، إلى أن خضع لمرحلة العلاج  من أجل

الشفاء

فتركته، ثم عادت إليه مرة أخرى بعد أن قضى مدة العلاج.

وقد انعكس  تسليم الملائكة عليه على منهجه، فقد كان من الداعين الذين يسعون بكل الطرق من أجل القضاء على الفتن، ففي الخلاف بين جيشَي علي ومعاوية – رضى الله عنهم – كان عمران داعيًا الناس إلى إماتة الفتنة في مهدها، وعدم الاشتراك في القتال قائلاً:

“لأن أرعى أعنزًا حُضَنيات في رأس جبل، حتى يُدركني الموت، أحبُّ إليَّ من أن أرمي في أحد الفريقَين بسهم: أخطأ أم أصاب”.

ومن خلال ذلك يرجع سبب تسليم الملائكة عليه هي صفاته ومنها :


صادقاً مع نفسه

كان رضي الله عنه صادقاً مع نفسه ومع الله، وكان زاهداً مجاب الدعوة، وكان يتفانى في طاعة الله وحبه


كثير

البكاء

خشيةً وخوفاً من الله

كان أهل البصرة يحبونه حباً شديداً بسبب تقواه وورعه حيث كان محايداً عندما وقعت الفتنة ودعا الناس أن يكفوا عن الاشتراك في الحروب


صبوراً وقوي الإيمان وخاصةً في مرضه.

لقد كان عمران صبوراً مجاهداً في مرضه، وراضيا عنه


كان يُكثِر الوصية

لقد كان لمن يلقاه من المسلمين قائلاً: “الزم مسجدك، فإن دخل عليك، فالزم بيتك، فإن دخل عليك بيتك مَن يريد نفسك ومالك، فقاتِله”.ونراه أيضاً يوصي أهله حين أدركه الموت: “إذا رجعتم من دفني، فانحروا وأَطعموا”،

فموت واحد من هؤلاء السابقين، لا ينبغي أن يُقابَل بحزن وبكاء ونحيب، بل يَنبغي أن يُقابَل بغبطة وحُبور وفرح وسرور، فما أشبه روحه بعروس تُزفُّ إلى عالَم الطُّهر والصَّفاء، لا دنسَ ولا رجْسَ معه، إلى عالم البقاء والخلود، لا هلاكَ ولا فناءَ معه. [1]