ما هو مخاط البحر ؟ .. واضراره ..وطرق معالجته
ما هو مخاط البحر
مخاط
البحر
أو صمغ البحر هو ظاهرة تحدث نتيجة النمو المفرط للطحالب المجهرية التي تسمى العوالق النباتية ، والتي تشكل الخطوة الأولى من الإنتاج البيولوجي في البحر، حيث تحتوي الطبقة اللزجة السميكة التي تشبه المخاط على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الدقيقة.
أو صمغ البحر يتكون من مجموعة من المواد العضوية التي تشبه الصمغ أو المخاطة وهذه المواد الجيلاتينية غير مضرة بوجه عامة لكنها عندما تزداد تشكل بطانة تعمل على خنق
الحياة
البحرية أسفلها وأيضًا يمكنها جذب الفيروسات والبكتريا، حيث أن الصمغ قادر على حبس وفرة كبيرة من مجموعة واسعة من الكائنات الحية من العوالق النباتية الصغيرة إلى العوالق الحيوانية الكبيرة.
ويعتبر مخاط البحر نظام بيئي خاص بنفسه، فهو مرحلة هلامية من الثلج البحري، ويتكون عن طريق انجراف مجموعة من الحيوانات الميتة وشظايا النباتات وبراز الكائنات البحرية من قاع البحر إلى السطح، ثم تقوم كائنات حية دقيقة تسمى الدياتومات، وتقوم هذه الكائنات بعد أن تتغذى على تلك النفايات بنضح متعدد السكاريد وهذا هو ما يشكل المخاط.
ويزيد من إنتاج ها المخاط درجات الحرارة الدافئة والجو الهاديء وظروف الجفاف .
وفي
بحث
تم إجراؤه ونشر عام 2009 وعن طريق استخدام التقنيات الجزيئية لفحص الفيروسات وبدائيات النوى داخل الصمغ وفي مياه البحر المحيطة لفحص إمكانية الصمغ لاستضافة تنوع جرثومي جديد و / أو انتشار الأمراض البحرية، وجد أن الصمغ البحري يحتوي على تنوع بيولوجي ميكروبي كبير وغير متوقع وأنواع مسببة للأمراض كانت غائبة في مياه البحر المحيطة في السابق .[1]
وقد ركز هذا البحث أيضًا في العلاقة بين تغير المناخ وتواتر الصمغ في البحر الأبيض المتوسط على مدار 200 عام الماضية ووجد أن عدد حالات تفشي الصمغ قد زاد بشكل كبير تقريبًا في العشرين عامًا الماضية، حيث يرتبط تواتر تفشي الصمغ ارتباطًا وثيقًا بالشذوذ في درجات الحرارة الذي أصاب الكرة الأرضية مؤخرًا.
مخاطر وأضرار المخاط البحري
إن هذه المواد التي تكون المخاط البحري موجودة دائمًا في
الماء
، ولكن عندما تنتقل من كتل منفصلة ومجهرية إلى كتل ضخمة يمكن رؤيتها بسهولة بالعين المجردة ،سوف تسبب مشاكل كبيرة في الحياة البحرية وقد تخرج عن السيطرة، ومن أهم مخاطر المخاط البحري:
- يعد وجود الصمغ البحري تهديدًا كبيرًا للنظام البيئي البحري، حيث أنه إذا تفاقم قد يسبب وفيات جماعية للأسماك.
- كما يمكن أن يقتل جمع الكائنات البحرية الأخرى مثل الإسفنج والشعاب المرجانية.
-
ومع مرور
الوقت
قد ينتهي به الحال بتسميم جميع الأحياء المائية بما فيها سرطان البحر والمحار ونجوم البحر وغيرها من الكائنات البحرية الشبيهة. - كما أن هذا الصمغ تنبعث منه رائحة كريهة ويمكن أن يلتصق بكل ما يلمسه.
-
إن قتل الحياة البحرية يهدد أيضًا امدادات الغذاء في
العالم
حيث يمثل الغذاء البحري جزء من هام من الأغذية في العالم. - كما أن القضاء على الحياة البحرية يعني توقف مهنة الصيد وهذا قد يكون له أثر سلبي كبير على الاقتصاد.
أماكن تواجد المخاط البحري
ومخاط البحر ليس جديًا فقد ظهر منذ فترات طويلة في البحار الداخلية المغلقة، على سبيل المثال في بداية القرن الثامن عشر ظهر في البحر المتوسط، كما غلف مخاط البحر أجزاء من البحر الأبيض المتوسط عدة مرات في السنوات الأخيرة. في مارس 2007 ، أفادت التقارير، أنه أفسد أكثر من 1550 ميلاً من الساحل الإيطالي ، وظلت التجمعات تزيد حوله لمدة خمسة أشهر.
و يشتبه الباحثون في أن تكاثره تم حثه من خلال عدة عوامل ، على الرغم من أن الآليات الدقيقة لما يسبب ازدهار المخاط غامضة إلى حد ما، كما كتب أوتا باسو ، عالم المحيطات في جامعة ميموريال الكندية الذي يدرس الثلج البحري ، في رسالة بريد إلكتروني: “نحن في الواقع لا نعرف سوى القليل جدًا عن التفاعلات بين الكيمياء والبيولوجيا والفيزياء التي تؤدي لظهور مل تلك المشاكل والتأثيرات غير المرغوبة”.
وفي جميع أنحاء العالم يعد البحر الأدرياتيكي الضحل هو أكثر الأماكن تضررًا من انتشار الصمغ البحري بكميات هائلة، وقد تم الإبلاغ عن ظهور الصمغ في تلك المنطقة لأول مرة عام 1729م، والبحر الأدرياتيكي يعتبر جزء من البحر المتوسط أيضًا.
كما يغطي البحر البحري حاليًا مساحة كبيرة من بحر مرمرة وهو بحر داخلي تركي
والأن يغطي الصمغ عدة كيلومترات من سطح البحر وانتشر أيضًا إلى 80-100 قدم تحت السطح، وهو لم يصل لهذا العمق من قبل وإذا لم يتم التعامل معه ، فقد ينهار إلى القاع ويغطي قاع البحر ، مما يتسبب في أضرار جسيمة للنظام البيئي البحري.
وقد تم اكتشاف مخاط البحر في بحر مرمرة منذ يناير 2021 ثم تمدد وتكثف في أبريل من نفس العام ، وهذا أظهر وجود مشكلة خطيرة لم تكن موجودة من ذي قبل، حيث عادة ما يظهر ويختفي مخاط البحر في غضون مدة تتراوح من شهر إلى 45 يوم.
لكن مع استمراره وزيادة كثافته في شهور مايو ويونيو، يبدو أن هذا تطور في كمية وكثافة انتشار مخاط البحر.[2]
طرق معالجة مخاط البحر
حتى اليوم مازالت تلك الظاهرة غير واضحة للعلماء، وتحتاج لمزيد من الأبحاث لكن من الواضح أن السبب الرئيسي لظهورها هو
التلوث
، وبالطبع لن يفيد جمع المخاط من على سطح البحر في حل المشكلة، مادامت أسبابها مستمرة، ومع تفاقم مشكلة التغيرات المناخية قد تتفاقم تلك المشكلة أيضًا.
على الرغم من أن الدراسات الحديثة قد أشارت إلى حدوث تحول مناخي منذ عام 1987 في البحر الأبيض المتوسط وخاصة منطقة شرق البحر المتوسط ، حيث أظهر تحليل الانحرافات في درجات الحرارة على مدى الستين سنة الماضية أن هذه الاختلافات ظلت إيجابية ومستمرة منذ عام 1977 بقيم تتراوح من 0.097 (1986) إلى 0.524 (1998( أي أن درجة الحرارة ترتفع في كل عام بنسبة أكبر من العام السابق له، وهذا التغير يمكن أن يكون هو المسئول الأكبر عن التحول في أداء النظام البيئي
إلا أن الارتباط بين حدوث الصمغ وتغير المناخ قد تم إهماله بالكامل تقريبا، لذلك إن من أهم طرق علاج مشكلة الصمغ من جذورها هو الاهتمام بمشكلة الطقس والتغير البيئي في تلك المنطقة وعلى مستوى العالم، وهذا ما يتجاهله أو تغفل عنه كثير من دول حيث لا تولي الاهتمام الكافي لمشكلة تغير المناخ وتأثيرها على الحياة سواء البحرية أو البرية على كوكب الأرض خلال السنوات القادمة.
ومن الحلول الأخرى السريعة والمؤقتة لتلك المشكلة هي إزالة طبقات من الصمغ، وأيضًا إزالة مصادر التلوث القريبة من مناطق تكاثر الصمغ البحري مثل إنشاء محطات لتنقية الصرف الصحي وإيجاد طريقة أخرى للتخلص من نفايات المصانع التي تلقي مخلفاتها الصناعية في البحار، لأنها قد تساهم في تفاقم المشكلة.
أيضًا من الحلول التي اعتمدت عليها مؤخرًا الحكومة التركية لحل مشكلة التزايد السريع للصمغ البحري في بحر مرمرة هو تركيب أجهزة تعمل على ضخ الأكسجين اخل البحر حتى تزيد نسبته في الماء لمساعدة الكائنات البحرية على التنفس ومنع اختناقها بسبب الطبقة العازلة التي يسببها الصمغ على السطح.[3]