معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة
اضطراب مابعد الصدمة
اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يعرف باسم اضطراب الكرب التالي للرضخ، ويعرف في
الإنجليزية
باسم (Post-traumatic stress disorder) واختصاره (PTSD) وهو عبارة عن اضطراب قد يصيب الإنسان آثر تعرضه لحادثٍ ما صادم، أو آثر مشاهدة حادث صادم، مما يسبب للشخص شعورًا بالقلق والخوف والصدمة، ومن الممكن أن تطول أعراضه لمدة طويلة، فيحدث أن يدخل
المريض
في حالة من استرجاع الأحداث المؤلمة التي وقعت كما يواجه صعوبة في التخلص منها.
الحوادث التي من الممكن أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة قد تكون أحداث تشكل تهديد على
الحياة
أو من الممكن أن تتعلق بحياة الشخص المصاب، وليس من الضروري أن تكون لديها نفس التأثير على شخصٍ آخر، ومن الحوادث التي قد تسبب اضطراب ما بعد الصدمة هي ما يأتي:
-
حدوث كارثة طبيعية.
-
حدوث حرب.
-
التعرض لاعتداء جنسي.
-
التعرض لموت شخص مقرب.
-
مشاهدة الشخص لحادث وقوع جريمةٍ ما.
-
تعرض الشخص لأي اعتداء جسدي.
-
التعرض لأي شكل من الأشكال الإساءة.
بعد انقضاء الخطر الواقع على الشخص وهدوء الأوضاع يبدأ المريض في التعرض لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مما يجعله يسترجع الذكريات التي تخص هذا الحادث الصادم، كما أن الأشخاص المصابين يعانون من إحساس دائم بالخطر مما يجعلهم في حالة من القلق والخوف والتوتر، حتى وإن كانوا آمنين، وبالطبع هذه الإصابة ليست ناجمة عن وجود اضطراب في الشخص المصاب أو وجود خلل في شخصيته أو دماغه، إنما يكون اضطراب ما بعد الصدمة هو رد فعل عكسي في
الدماغ
بسبب التغيرات الكيميائية التي طرأت عليه آثر التعرض لحادث مؤلم.
وعليك أن تعلم أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة لا تقل حدتها مع مرور
الوقت
بل من الممكن أن يزداد الأمر سوءًا ويصبح الشخص أكثر خوفًا وقلقًا، لكن بالطبع مع الخضوع للعلاج فإن الأمر سيتحسن تدريجيًا، لأن هذه الأعراض من الممكن أن تؤثر بالسلب على حياة الشخص المصاب مما قد يفقده عمله ومن حوله إن لم يكونوا مدركين لطبيعة الحالة.
النساء
هم الأكثر عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة، ونسبة وجود هذا الاضطراب في الرجال تفوق نسبتها في النساء، يُعتقد أن نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة تقدر بحوالي 7 إلى 8% من الناس.[1]
معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة
إن مقياس ما بعد الصدمة التشخيصي بحسب ما
ورد
في النسخة الخامسة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإن معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة هي ما يأتي:
المعيار الأول
عند تعرض الشخص المصاب لخطر يهدد حياته كالموت أو النهديد بالقتل، أو التعرض لحادث شديد، إو إصابة شديدة، أو عند التعرض لاعتداء جنسي، فإن هذه الأحداث يتم تجربتها عن طريق ما يلي:
-
مواجهة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة للحادث بشكلٍ مباشرة.
-
مشاهدة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة وقوع حادث لشخصٍ ما
-
عندما يعلم الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة عن وقوع حادث لأحد الأشخاص المقربين، تعرض فيها الشخص إلى خطر محدق، مثل التعرض لحادث مميت أو التهديد بالموت.
-
تعرض الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة لتفاصيل مؤلمة بشكل متكرر رغمًا عنه، كأن يسمع الشخص عن تفاصيل وقوع اعتداء جنسي على الأطفال وسماع تفاصيل هذا الحادث بشكلٍ متكرر.
المعيار الثاني
مراقبة الأعراض التداخلية التي ترتبط بتفاصيل الحادث الصادم، وهي كما يأتي:
-
حدوث تكرار لبعض الذكريات بشكل لا إرادي حول تفاصيل الحادث الصادم، وقد متوقعة أو غير متوقعة.
-
رؤية أحلام مزعجة تحتوي على أحداث وتفاصيل متعلقة بالحادث، ويحدث هذا بشكلٍ متكرر.
-
تجربة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة لإحدى أشكال الانفصال كأن يشعر الشخص وكأن الحدث الصادم يتكرر ثانيًة.
-
معاناة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة من حدوث ضيق قوي وبشكلٍ متكرر وذلك عند التعرض لمؤثرات داخلية أو خارجية ترتبط تفاصيلها بالحادث الصادم.
-
شعور الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة بردود فعل جسدية قوية عند تذكره لهذا الحادث الصادم، كأن تزداد ضربات
القلب
عن معدلها الطبيعي.
المعيار الثالث
يتعلق المعيار الثالث بمحاولة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة لتجنب وقوع الحادث الصادم، عن طريق ما يأتي:
-
محاولة تجنب أية أفكار أو مشاعر تتعلق بالحادث والتي من الممكن تعيد الذكريات المتعلقة به.
-
محاولة الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة لتجنب التحدث مع الأشخاص أو الذهاب إلى الأماكن أو القيام بالمحادثات أو الأنشطة أو المواقف التي تثير ذكريات الحدث الصادم.
المعيار الرابع
يشمل المعيار الرابع التغييرات سلبية التي طرأت في أفكار ومزاج الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، والتي من الممكن أنها قد ساءت بعد الحدث الصادم مثل:
-
فقد الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة قدرته على استعادة جانب مهم من تفاصيل الحدث الصادم.
-
شعور الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة بالسلبية المستمرة تجاه النفس أو تجاه من حوله أو تجاه
العالم
.
-
المبالغة في لوم الذات والشعور بالذنب، أو لوم الآخرين على سبب الحدث الصادم أو نتيجته.
-
تزايد الشعور بالمشاعر السلبية بشكلٍ مستمر، والتي تشمل الشعور الغضب أو العار أو الخوف.
-
فقدان القدرة على الإحساس بالمشاعر الإيجابية مثل
السعادة
والحب والفرح.
-
فقدان الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة اهتمامه بأي أنشطة كان يستمتع بها من قبل الحادث الصادم.
-
الشعور بالانفصال عن الأشخاص المحيطين به.
المعيار الخامس
يشمل المعيار الخامس تغير في الشعور بالإثارة بعد الحدث صادم:
-
السلوك الاندفاعي أو المدمر للذات.
-
مواجهة الشخص لصعوبة في التركيز.
-
الشعور المستمر بالحذر، حتى وأن كان الوضع أمنًا وكأن الخطر موجود دائمًا.
-
الشعور بالاستجابة المفاجئة.
-
وجود مظاهر عنف أو سلوك عدواني الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة.
-
مواجهة الشخص لمشكلات في
النوم
كمشاهدة الكوابيس بشكلٍ مستمر أو الإصابة بالأرق، أو النوم المتقطع.
المعيار السادس
يتمثل المعيار السادس في استمرار جميع الأعراض السابقة على الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة لمدة تزيد عن الشهر.
المعيار السابع
عندما تتسبب هذه الأعراض السابقة في حدوث ضرر على حياة الشخص مع من حوله، وأن تؤثر على أنشطته.
المعيار الثامن
على الطبيب أن يتأكد أن هذه الأعراض السابقة ليست ناجمة عن تعاطي الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة للمخدرات، وليست ناتجة عن وجود خطأ طبي أيضًا، إذا ما تم التأكد من هذين العاملين، يتم
تحديد
ما إذا كان هذا الشخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة، كأن تظهر عليه بعض الأعراض الاتية:
-
ظهور أعراض انفصالية على الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، أي أعراض مصحوبة بتبدد الشخصية المستمر أو المتكرر، وتتمثل في شعور بالمريض بالانفصال عن عقله وجسده كما لو أنه في حلم.
-
ظهور أعراض الغربة عن الواقع على الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، حيث يشعر الشخص أن العالم من حوله غير حقيقي.
ومن خلال هذه المعايير السابقة يمكن للطبيب أن يحدد ما إذا كان هذا الاضطراب ذو
تعبير
متأخر أم لا، ويحدث التعبير المتأخر لهذا الاضطراب بعد استيفاء المعايير الثمانية كاملة في فترة تزيد عن الستة
أشهر
من وقت التعرض للحادث الصادم.[2]