أنواع التمكين وأهدافها .. وأبرز النظريات

أنواع التمكين

عادة ما يشيع استخدام لفظ تمكين المرأة في وسائل الإعلام ، لكن في الحقيقة إن مفهوم التمكين ليس مرتبط بالمرأة وحدها ، كما أنه ليس له تعريف مباشر، لكنه ارتبط دائمًا بالمرأة لأنها دائمًا تكون هي الأقل قدرة في كثير من المجتمعات على السيطرة على ظروف حياتها وتحقيق أهدافها، فالتمكين يشمل الحصول على الفرص الأساسية لأي شخص مهمش في المجتمع، ويمكن تقسيم أنواع التمكين إلى :

  • تمكين اجتماعي
  • تمكين تعليمي
  • تمكين اقتصادي
  • التمكين السياسي
  • التمكين النفسي

أهداف التمكين

يختلف هدف التمكين حسب نوعه وفيما يلي توضيح أهداف كل نوع:

التمكين اجتماعي

قد يكون التمكين الاجتماعي أحد أبرز أشكال التمكين التي تظهر في وسائل الإعلام، وهو يهف إلى تقوية العلاقات الاجتماعية للمرأة وزيادة مكانتها في الهياكل الاجتماعية ، مما يمنحها فرصًا أكبر خارج المنزل.

كما  يتم التعرف على مساهماتهم في المجتمع وتقديرها بدلاً من

النظر

إليها بازدراء،و يحارب التمكين الاجتماعي أيضًا

التمييز

، وهو لا يخص المرأة وحدها لكن أيضًا الأشخاص من ذوي الإعاقات أو الأعراق أو الأديان أو الأجناس المختلفة في المجتمع يجب أن يكونا قادرين على الحصول على مكانتهم المناسبة في المجتمع مثل أقرانهم.

التمكين التعليمي

يعد

التعليم

جزءًا أساسيًا من النمو والتطور ، ولكن لا تزال هناك أماكن في

العالم

تحرم الفتيات من التعليم لذلك يتم الحديث دائمًا عن تمكين المرأة من التعليم، مع ذلك قد يكون هناك تمييز في التعليم في بعض المجتمعات ضد الرجال.

لكن القاعدة الأساسية التي يجب أن تسود هي أن لكل شخص الحق في

المعرفة

، فبدون توفير فرص التعليم المناسب للجميع ، لا يمكن تحقيق التمكين الاجتماعي، حيث يضع التعليم الجميع على قدم المساواة ، ويتيح للأفراد في المجتمع وخاصة للفتيات الصغيرات الوصول إلى حقوقهن وواجباتهن، ليس ذلك فحسب ، فإن اكتساب المعرفة يمكن أن يعزز الثقة بالنفس ، واحترام الذات ، ويجعل الإنسان  مكتفيات ذاتياً. كما أنه يتيح لهم الوصول إلى تطوير الوعي الاجتماعي والسياسي والفكري والديني  ويمكن أن يثبط نمو التعصب وضيق الأفق والخرافات.

التمكين الاقتصادي

يقول الناس أن المال لا يمكن أن يشتري

السعادة

، ولكن كونك في وضع اقتصادي صعب يمكن أن يسلبك فرص الوصول إلى القوة، فكون الإنسان فقيرًا أو بلا أرض أو محرومًا أو مضطهدًا فإنه يمنع من الوصول إلى الموارد التي يتمتع بها من يتمتعون بوضع مالي جيد.

وتتركز أهداف التمكين الاقتصادي في مساعدة تلك الفئات المحرومة من الوصول لحالة مالية تسمح لهم بقدر من السيطرة على حياتهم.

التمكين السياسي

يمكن أن يكون وجود صوت في السياسة أمرًا جوهريًا في السماح بدفع وجهة نظر المجموعة إلى ضوء وسائل الإعلام السائدة ، والمشاركة السياسية لكافة أفراد المجتمع تعني ضمناً لامركزية السلطة ، وانتقال بعض السلطة إلى الأشخاص المحرومين والمضطهدين والضعفاء .

والتمكين السياسي لا تعني فقط منح صوتًا لأولئك الذين ليس لديهم صوت في كيفية إدارة الأمور ، ولكنه أيضًا السماح لهم بالمشاركة في وضع السياسات والبرامج التي من شأنها أن تحسن من أحوال هذه المجموعات التي تعاني من التمييز.

التمكين النفسي

يتوافق التمكين النفسي مع التمكين الاجتماعي فهو يهدف لتخطي المحرمات والالتزامات الاجتماعية التقليدية والأبوية، ويتيح للإنسان وخاصة المرأة تجاوز ما هو متوقع منها في المجتمع، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى

بناء الثقة

بالنفس ، ومساعدة

النساء

على التعرف على قيمتهن الذاتية ، ويمنحهن الفرصة للسيطرة على دخلهن وجسمهن.

تتشابك جميع هذه الفئات الخمس مع بعضها البعض ، ولكن من المهم أيضًا اعتبارها منفصلة أيضًا. لكل مجموعة أهداف رئيسية مختلفة تسعى لتحقيقها ، لذا فإن محاولة التركيز عليها ككل ستكون غير مفيدة في النهاية. إن معرفة العمل الذي يجب وضعه في هذه الفئات الخمس يمكن أن يوفر دفعة في الاتجاه الصحيح ، ويسمح بالتمكين ليس فقط للنساء ، ولكن في النهاية للجميع.[1]

التمكين في مكان العمل

التمكين في مكان العمل هو المصطلح المستخدم لوصف الاستقلالية والمسؤولية التي يعطيها أصحاب العمل إلى الموظفين في مكان العمل.

وعند تمكين الموظف في مكان عمله، فإنه يحصل على مهلة كافية لأداء وظائفه وإدارة الآخرين واتخاذ القرارات. قد يكون الموظفون المتمكنون أكثر عرضة للاستمتاع أثناء العمل ورفع معنوياتهم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاجية مكان العمل ويساعد في خلق مستويات أعلى من التحفيز المهني على مستوى الشركة.

مع ذلك لا ينبغي الخلط بين التمكين والتفويض،حيث يتم اتخاذ إجراءات التفويض من قبل المدير، أما التمكين يقوم به المرؤوس، على سبيل المثال إذا أعطيت ابنك المال لشراء سروال فهذا تفويض، أما إذا أعطيته بدل ملابس يمكنه إنفاقه كما يشاء ، فهذا هو التمكين.

وتشمل أنواع التمكين في مكان العمل:


  • التمكين من صنع القرار

معظم الشركات الصغيرة لديها سلسلة من القيادة من المتوقع أن يتبعها الموظفون عندما يتعلق الأمر بمستويات مختلفة من صنع القرار، على سبيل المثال ، قد يتم تمكين الموظفين من اتخاذ قرارات بشأن قضايا بسيطة في مكان العمل ، مثل نوع اللوازم المكتبية المطلوب شراؤها، ولكن يجب عليهم استشارة مدير لاتخاذ قرارات أكبر ، مثل ما إذا كان ينبغي تقديم الائتمان لعميل معين، إن تمكين الموظفين من اتخاذ القرارات يمنح الموظفين اهتمامًا كبير بإنجاح الأعمال.


  • التمكين المالي

حتى في العمليات الصغيرة يفضل أن تخصص الشركات ميزانية خاصة للأقسام المختلفة، ويتم منح الموظفين التمكين المالي لدعم أعمالهم داخل الشركة، وعندما يحصل الموظفون على التمكين المالي فإنهم عادة ما يبدأوا بمراجعة إنفاقهم والبحث عن طرق الاستخدام الأفضل لأموال الشركة وإنفاقها بحكمة.

كما أن الموظفين د يكونوا كر حرصًا على تفويت المواعيد النهائية التي قد يكلف تأجيلها إنفاق مزيد من الأموال، وذلك لأنه عندما يكون لديهم اتصال شخصي مع الأموال يكونوا أكثر حساسية لإنفاقها.

يشعر بعض أصحاب العمل بالحاجة إلى رؤية الموظفين جالسين على مكاتبهم ليشعروا أنهم يحصلون على عمل يوم كامل منهم.

لكن بعض أصحاب الأعمال الصغيرة يمكنون الموظفين من إدارة وقتهم لأنهم يركزون على النتائج أكثر من التركيز على

ساعات

العم، وهذا النهج يمنح الموظفين الاستقلال الذاتي لاستخدام وقتهم كما يرونه مناسبًا ، أو العمل لساعات غير تقليدية أو تقسيم الوقت بين العمل من المنزل وموقع عمل لكن لا يزال من المتوقع أن يكمل الموظفون نتائج عملهم في الموعد المحدد وأن يكونوا متاحين خلال الأوقات التي يكون فيها التواجد المادي مطلوبًا.


  • تمكين المعلومات المشتركة

يمكن تمكين الموظفين من الحصول على معلومات صادقة وصريحة حول ما يحدث وراء كواليس العمل، حتى لا يكونا عرضة لتداول الإشاعات السلبية عن العمل.

لأنك عندما تترك الموظفون في حيرة من أمرهم بشأن قرارات العمل الرئيسية أو يفتقرون إلى فهم سبب تنفيذ نهج عمل معين ، فقد يشعرون بأنهم مستبعدون.

لكن  عندما يتم تعزيز التواصل المفتوح والصادق ، سيشعر الموظفون بأنهم أعضاء مهمون في فريق العمل الصغير. وسيصبحون أكثر عرضة للشعور بالتمكين للمساعدة في حل المشكلات وتنفيذ البرامج الجديدة.[2]

نظرية التمكين

نظرية التمكين هي مصطلح حديث نسبيًا يستخدمها أخصائي العمل الاجتماعي، وهي تحاول فهم المشكلات الإنسانية في سياق

البيئة

الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الطبقية والقمعية لأولئك الذين لديهم أقل مزايا في المجتمع، واستخدام أساليب التدخل لتوجيه الناس نحو تحقيق الشعور بالسيطرة.

و تضع نظرية التمكين أيضًا المشكلات البشرية في منظور الشخص في البيئة ، ليس فقط الاعتراف بالاعتماد المتبادل والتأثير المتبادل للأفراد والمجتمعات  على بعضهم البعض، ولكن أيضًا تقترح أن التدخلات الناجحة للمشاكل الإنسانية تحدث على المستويات الشخصية والعلاقات بين الأفراد والمجتمع في وقت واحد، ففي الممارسة المباشرة مع الأفراد ، قد تساعد تدخلات التمكين الأفراد في المقام الأول على تطوير الكفاءة الذاتية النفسية أو مهارات التأقلم للتكيف مع البيئة الاجتماعية الحالية.[3]

وقد تم مناقشة نظرية التمكين في عدد من الكتب والأبحاث الأكاديمية، منها:

  • Power and Empowerment
  • Theoretical Perspectives for Direct Social Work Practice
  • Empowerment: Understanding the Theory Behind Empowerment