ما هي ” الإيكولاليا ” ؟.. اضطراب تكرار الكلام

ما هي ” الإيكولاليا “

الإكولاليا هي تكرار أو عمل صدى للكلمات أو للأصوات  التي تسمعها من شخص آخر، وهي خطوة مهمة لتطوير اللغة عند الأطفال، لكن تلك الحالة قد تكون علامة على أن

الطفل

مصاب بالتوحد أو لديه إعاقة في النمو أو مشاكل عصبية إذا كانت لدى إنسان بالغ، وقد تشمل المشاكل العصبية التي تسبب ظاهرة الايكولاليا بعض الاضطرابات النفسية مثل

متلازمة توريت

أوالسكتة الدماغية ، وفي كثير من الأحيان

يدل تكرار الكلام عند الأطفال

على الإكولاليا.[1]

أعراض الإيكولاليا

يعد تكرار العبارات أو الكلمات أو الأصوات التي تسمعها من الآخرين هي العرض الرئيسي لمصاب الايكولاليا ،ويمكن أن تسبب أيضًا القلق أو التهيج أو

الإحباط

أثناء التحدث إلى شخص .

أنواع الإيكولاليا

يوجد نوعين رئيسيين من اضطراب الصدى أو تكرار الكلمات، وهما:

  • الصدى الفوري: حيث يقوم الشخص بتكرار الكلمات عند سماعها مباشرة أو مع تأخر طفيف.
  • الصدى المتأخر: حيث يردد الشخص الكلمات أو الجمل بعد سماعها بعدة أيام أو ساعات، وهو يظهر بشكل أوضح في الأشخاص المصابين بطيف

    التوحد

    .

اضطراب الإيكولاليا عند الأطفال

كثيرًا ما يتعلم الأطفال الكلام من خلال تكرار الكلمات التي يسمعونها، يشيع ظهور الصدى عند الأطفال الصغار خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم، لكن إذا استمرت تلك الظاهرة في الأطفال الأكبر من 3 سنوات فهذا علامة على وجود مشكلة لدى الطفل.

ويمكن أن تحدث ظاهرة تكرار الكلام أو الصدى عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد مثل متلازمة أسبرجر، حيث قد يحتاجون إلى وقت إضافي للتعامل مع

العالم

من حولهم وما يقوله الناس لهم، وهذا يجعلهم ينسخون أو يكررون الأصوات أو الكلمات التي يسمعونها كما هي.

في حين أنه قد يكون من الصعب معرفة ما يحاول الطفل أن يقوله عندما يستخدم الصدى ، فإن فهم هذا النوع من الاضطراب يمكن أن يساعدك في معرفة المعنى الكامن وراء رسالة الطفل، وأيضًا يساعد في علاجه أو تحسين لغته، فيما يلي ثلاثة أشياء يجب أن تعرفها عن الايكولاليا في الأطفال المصابون بالتوحد:


  • يستخدم الطفل المتوحد تكرار الكلام لأنه يتعلم اللغة بشكل مختلف

يميل الأطفال في مرحلة النمو إلى البدء في تعلم اللغة عن طريق الفهم الأول للكلمات الفردية واستخدامها ، ثم يقومون بتجميعها معًا بشكل تدريجي لتكوين عبارات وجمل.

غالبًا ما يتبع الأطفال المصابون بالتوحد طريقًا مختلفًا، فقد تكون محاولاتهم الأولى في اللغة عبارة عن “أجزاء” أطول من اللغة مثل عبارات أو جمل ، والتي لا يمكنهم تقسيمها إلى أجزاء أصغر، فهذه الأجزاء أكثر تعقيدًا من الناحية النحوية مما يمكنهم تجميعها معًا ، وهم لا يفهمون ما تعنيه الكلمات الفردية.

على سبيل المثال ، قد يقول الطفل “حان وقت

الاستحمام

” في كل مرة يسمع فيها والده وهو يملأ حوض الاستحمام، إنه يعرف أن هذه الكلمات لها علاقة بوقت الاستحمام ، لكنه لا يعرف

معنى

“هذا”  أو “الوقت”  أو “من أجل”  أو “الاستحمام” بشكل فردي ، ولا يمكنه استخدام هذه الكلمات في جمل أخرى، نظرًا لأنه لا يفهم كل الكلمات ، فقد استخدم الضمير بشكل غير صحيح ،حيث يمكن استخدام “حمامك” بدلاً من “حمامي” للحديث عن موعد استحمامه، لأن والدته تقول له ذلك.

يمكننا مساعدة الأطفال الذين يستخدمون الايكولاليا من خلال مساعدتهم على تعلم تقسيم الأجزاء الطويلة من اللغة وفهم ما تعنيه الكلمات الفردية، حتى يتمكنوا من استخدامها بشكل أكثر مرونة.


  • غالبًا ما يكون للصدى هدف أو رسالة

قد تكون هناك أوقات يستخدم فيها الأطفال الصدى لتهدئة أنفسهم عندما يكونون منزعجين أو للتدرب على شيء ما ، وفي هذه الحالات قد لا يكون المقصود من الكلام الصدى إرسال رسالة إلى شخص ما، ولكن هناك أيضًا العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يستخدمون الايكولاليا لغرض التواصل ، مثل :

  • طلب أشياء ،على سبيل المثال ، قد يقول الطفل “هل تريد كوكيز؟” لطلب قطعة من الكوكيز، لأن والدته اعتادت أن تسأله عما إذا كان يريد الكوكيز فيعيد

    السؤال

    بنفس طريقة والدته عندما يريد قطعة من الكوكيز.
  • لبدء التفاعل أو الاستمرار فيه، على سبيل المثال ، قد يبدأ الطفل لعبة الغميضة بقول سطر من اللعبة ، مثل “جاهز أم لا ، لقد جئت”.
  • لجذب انتباه شخص ما إلى شيء ما، على سبيل المثال ، قد يلفت الطفل الانتباه إلى شيء لاحظه باستخدام سطر سمعه من قبل للفت الانتباه إلى شيء آخر ، مثل “إنه طائر ، إنه

    طائرة

    ، إنه سوبرمان”.
  • للاحتجاج على شيء ما، على سبيل المثال ، إذا قلد الطفل “ألا تريد ارتداء تلك السراويل؟” لأن والديه يخلعان ملابسه ، فقد يعني حقًا أن يقول “أنا لا أريد ارتداء تلك السراويل”.
  • للإجابة بنعم، على سبيل المثال ، إذا قلد الطفل “هل تريد بعض

    الزبادي

    ؟” مباشرة بعد طرح هذا السؤال عليه ، فقد يريد بالفعل بعض الزبادي وهو يعني حقًا “نعم أريد”.

قد يكون اكتشاف المعنى الكامن وراء تكرار الكلام أمرًا صعبًا، لكن  النظر إلى السياق مهم جدًا ، والتفكير في

الوقت

الذي سمع فيه الطفل في الأصل يمكن أن يساعد أيضًا في فهم ما يريد، مع القليل من العمل التركيز والتدريب مع الطفل ، من الممكن معرفة ما يحاول إخبارك به.


  • يعتبر تكرار الكلام لدى الطفل نقطة انطلاق نحو لغة مرنة

لاحظ الباحثون الذين يدرسون الصدى الصوتي أنماطًا في طريقة تطورها لدى الأطفال المصابين بالتوحد :

  • في البداية ، يردد الأطفال صدى “أجزاء” من اللغة دون فهم ما يقصدونه.
  • بعد ذلك ، يبدأ الأطفال في تعديل هذه الأجزاء اللغوية، ويخلطون ويعيدون تجميع الكلمات والعبارات التي استخدموها وهذا ما يسمى “الصدى المخفف” حيث لا يعيد الطفل كل ما يسمعه.
  • عندما يبدأ الطفل في فهم المزيد من اللغة ، يستخدم بعض الأطفال جملًا أقصر أو يستخدمون كلمة أو كلمتين فقط للتعبير عن أنفسهم.
  • تدريجيًا ، تصبح اللغة أكثر عفوية ومرونة، ويمكن استخدام الأيكولاليا في بعض الأحيان ، خاصةً عندما يكون الطفل متعبًا أو مرتبكًا أو محبطًا، ولكن يتم استخدام المزيد من الكلمات والعبارات بشكل مناسب ومرن بمجرد زيادة فهم الطفل.

يمكن أن يكون فهم معنى صدى الصوت محيرًا، ولكن من خلال فهم سبب استخدام الأطفال لها وكيف تعمل كجسر للغة أكثر مرونة ، ستكون أكثر استعدادًا لمساعدة الطفل الذي يستخدم الايكولاليا والتي تعد مشكلة اللغة من أهم مشاكله.[2]

علاج تكرار الكلام عند الأطفال

يمكن علاج الصدى أو اضطراب تكرار الكلام باستخدام علاجات النطق، حيث يذهب الأطفال عادة لجلسات علاج النطق بشكل منتظم لتعلم اللغة.

كما يجب أن يعمل الآباء مع أبنائهم لتدريبهم على تعلم اللغة ، ويمكن الاستعانة ببعض برامج الإنترنت لمساعدتهم في تعليم الطفل كيفية استخدام المفردات.

الايكولاليا عند الكبار

قد يقوم الإنسان البالغ بتكرار نفس الكلمات التي يسمعها في المواقف العصيبة، وقد يكون مصاب باضطراب طيف التوحد ،ولكن قد يكون لديك أيضا اضطراب صدى الصوت بسبب مشاكل عصبية أو نفسية بما في ذلك: ‌

  • اضطرابات اللغة مثل فقدان القدرة على الكلام
  • الإصابة في الرأس أو الصدمات في الرأس
  • الاضطرابات العصبية
  • الارتباك أو الهذيان
  • فقدان الذاكرة أو الخرف
  • التهاب أنسجة المخ أو التهاب

    الدماغ
  • متلازمة توريت
  • صعوبات التعلم
  • الشلل
  • الفصام
  • الصرع

علاج  الايكولاليا عند الكبار

وقد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب للبالغين لتقليل الأرق الناتج عن التكرار اللفظي، لكن هذا لا يعالج الحالة نفسها، لكن تكرار الصدى لدى البالغين يزداد سوءًا إذا كان الإنسان متوترًا.[3]