هل الأضحية واجبة ؟.. وما حكم من لم يضحي وهو قادر

على من تجب الأضحية

يقول مذهب الحنفية أن أي مسلم عاقل بالغ يمتلك قدرًا من المال يجعله قادرًا على الأضحية عليه أن يضحي، لذا إذا كنت مؤهلًا لدفع الزكاة عليك أن تقدم الأضحية وذكر مذهب المالكي والحنبلي أن الشخص المسؤول عن الأسرة يمكنه أن يقدم الأضحية نيابة عنهم، وقال “عطاء ابن ابى رباح”-رضى

الله

عنه-: “سألت أبو أيوب (الأنصاري) كيف كانت تضحيات الحيوانات في زمن رسول الله -صل الله عليه وسلم- فقال: “كانَ الرَّجلُ في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُضحِّي بالشَّاةِ عنهُ وعن أَهلِ بيتِهِ فيأْكلونَ ويَطعَمونَ ثمَّ تباهى النَّاسُ فصارَ كما ترى.”

ومع ذلك، في العديد من الأسر اليوم ليس من غير المألوف أن يكون هناك شخصان أو أكثر يدفعون الزكاة ولهذا فالخيار الأفضل والأكثر أمانًا هو أن يقدم كل من يدفع الزكاة تضحية خاصةً به

يحيي عيد الأضحى ذكرى طاعة النبي إبراهيم لأمر الله سبحانه وتعالى بأن يضحي بابنه إسماعيل له، وقال القرآن إن النبي إبراهيم كان لديه وحي بأن الله أمره بالتضحية بابنه له وأبلغ الابن الذي طلب من والده تنفيذ أمر الله وأثناء تنفيذ رغبة الله تم إرسال كبش إلى النبي إبراهيم ذبيحة لابنه إسماعيل وهذا هو الفعل الذي يحتفل به المسلمون حتى الآن لإظهار الخضوع لله.

ويتزامن عيد الأضحى مع الأيام الأخيرة من الحج حيث يلتقي ملايين المسلمين من جميع أنحاء

العالم

في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج التي تعد الركيزة الخامسة للإسلام، يتم ذبح الحيوانات الأضاحي وتوزيعها بين أفراد الأسرة (الثلث) والأصدقاء والجيران (الثلث) والمحتاجين (الثلث)، مما يجلب الفرح للأغنياء والفقراء على حد سواء، يقول العلماء إن ما يفعله المسلمون في كل عيد أضحى هو إعادة تمثيل ما فعله النبي إبراهيم الذي سماهم مسلمين كما

ورد

في القرآن.

فالحيوانات الذبيحة رمزية فقط ويقول العلماء إن الأهم بالنسبة للمسلمين هو خوف الله الذي يذبحون له الحيوانات، ويضيف العلماء أنه عندما يعيد المسلمون تمثيل فعل النبي إبراهيم في طاعة الله، فإن ما يفعلونه في ذبح الحيوانات الأضاحية يشمل قتل الشرور فيها وأعمال عصيانهم لله حتى يقبلها الله منهم[1]

هل يجب على الحاج أن يضحي

اختلف العلماء فى كون الأضحية سنة مؤكدة أو ةاجبة على القادر، وأما بالنسبة للحاج فقد اختلف العلماء فى حكم تقديم الأضحية منه فبعضهم يرى مشروعية ذلك والبعض الآخر لا واسباب رؤية بعض العلماء لذلك أنه غير مشروع بسبب:

  • أن الحاج ليس له صلاة عيد ونسكه هو هدي التمتع أو القِران .
  • والثاني : أن الحاج مسافر والأضحية مشروعة للمقيمين (وهذا قول أبي حنيفة) وعنده أن الحاج إن كان من أهل مكة فهو غير مسافر وتجب عليه الأضحية .

شروط اختيار الأضحية

تعد الأضحية من شعائر

الإسلام

ومن السنن المؤكدة حيث قال الله-سبحانه وتعالى- فى كتابه الكريم: “فصلى لربك وأنحر” والأضحية هى ما يذبحه المسلم من الأنعام ليتقرب الى الله -سبحانه وتعالى- ومن شروط اختيار الأضحية:

  • أن يكون حيوان الأضحية من الأنعام مثل :(البقر والغبل والغنم) ولا يجوز التضحية بغير ذلك فقد الله -عز وجل-:”يَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ” ، “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، سورة الحج 36 “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾”
  • أن تبلغ الأضحية السن الشرعى فى الذبح حيث يكون خمس سنوات فى الإبل وأن يكون سنتين فى البقر ويجب أن تكمل الماعز سنة واحدة وأن يكمل الضأن ستة

    أشهر
  • أن تكون سليمة ومعافاة وألا يكون بها أى عيب فى اللحم والشحم وألا تكون عرجاء أو عمياء أو مكسورة القرن أو ساقطة الأسنان أو منتنة الفم فقد قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا” وقال أَنَسٍ -رضى الله عنه- “ضحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.”
  • الاضحية من الغنم تكون صادرة من شخص واحد وأهل بيت واحد ولا يجوز الاشترك فيها بين أكثر من شخص أما الإبل والبقر فيجوز الاشتراك فيها بين سبعة أشخاص أو أقل، قال جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: “خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُهِلِّينَ بالحَجِّ فأمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ نَشْتَرِكَ في الإبِلِ وَالْبَقَرِ، كُلُّ سَبْعَةٍ مِنَّا فيبَدَنَةٍ” وأما الشاة فلا يضحى بها الا عن شخص واحد وله ان يشرك ثواب تلك الاضحية مع اهل بيته


الوقت الشرعي للذبح وحكم الذبح ليلاً

يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى المبارك إلى عصر ثالث يوم من أيام التشريق (مع العلم أن أيام التشريق هى الأيام التالية لعيد الأضحى) وتذبح الأضحية في النهار فقط ولايجوز ذبحها فى الليل وإذا ذبحت الأضحية قبل صلاة العيد فإنها لا تعدّ بحكم الأضحية.

هل يجوز الذبح ليلًا

يرى العلماء أن ذبح الأضحية ليلًا هو أمر مكروه و يفضل ذبحها نهارًا حيث يكون ذلك أفضل.


من شروط الذبح الحلال لدى المسلم التي من الواجب الالتزام بها

يجب على الذابح الالتزام بالقواعد التالية:

  • يجب ذبح الحيوان بسكين حاد لتجنب التسبب في معاناة لا مبرر لها
  • لا ينبغي شحذ السكين أمام الحيوان
  • لا يجوز ذبح أي حيوان في وجود آخر
  • من الأفضل أن يذبح المضحى الحيوان بنفسه ولكن إذا كان لا يستطيع ذلك يجب أن يبقى حاضرًا في حين أن أن يقوم شخص آخر يضحي بالذبح، ومن الضروري أيضا أن نقول “بسم الله أكبر” عند ذبح الحيوان.
  • الحيوانات المذبوحة لا يجب سلخها حتى تصبح باردةً تمامًا

الأضحية سنة وليست واجبة ابن باز

سئل ابن باز-رحمه الله-: “ما حكم الأضحية على من كان قادرًا؟ وهل تجب على غير القادر؟ وهل يجوز أخذ الأضحية دينًا على الراتب؟” فقال: “الأضحية سنة وليست بواجبة وتجزئ الشاة الواحدة عن

الرجل

وأهل بيته لأن النبي ﷺ كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين أقرنين يذبح أحدهما عنه وعن أهل بيته والثاني عمن وحد الله من أمته ﷺ، وإذا كنت في بيت مستقل أيها السائل فإنه شرع لك أن تضحي عنك وعن أهل بيتك ولا تكفي عنك أضحية والدك عنه وعن أهل بيته؛ لأنك لست معهم في البيت بل أنت في بيت مستقل ولا حرج أن يستدين المسلم ليضحي إذا كان عنده قدرة على الوفاء. وفق الله الجميع.”

ما حكم من كان مقتدرًا ولم يضح

الأضحية هى سنة مؤكدة عند العلماء وهذا يعنى أن تركها ليس بأثم ولكن ترك الأضحية وهو قادر عليها هو شيء مكروه للغاية ويرى بعض العلماء أنها واجبة علي القادر عليها، وهم يقولون ذلك بناء على قول رسول الله-صل الله عليه وسلم-:”من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا” وليس على أولاد من لم يقم بالتضحية شيء لأنهم غير مكلفين بها. [2]