ما هي لغة أهل الجنة

نبذة مختصرة عن الجنة

بالطبع قد راودك ذلك التفكير من قبل، وتسائلت عن ما هي

الجنة

؟ ومن هم اهل الجنة وبأي لغة يتحدثون ؟، فالجنة هي

الحياة

الأبدية التي لا نهاية لها، فيعيش اهل الجنة معاً يتحدثون ويزور كلا منهم الآخر وهكذا.

فقد يجتهد الأنسان في هذه الحياة، لكي ينال الجنة والفردوس الأعلى، فلا شيء آخر بعد الجنة، فهي المحطة الأخيرة التي يصل إليها المسلم، وهي نتاج عمله، وحصاد اعماله.

والجدير بالذكر هنا أن جميع الأديان السماوية، وبعضاً من  الأديان الآخرى، وعددا من الحضارات القديمة، سوف يؤمنون بالبعث الآخر، والنعيم الأبدى والجحيم السرمدى أيضًا، وهو أمر مؤكد لا ريب فيه في الدين الاسلامي والمسيحي واليهودي

ولعل قول

الله

تعالى فى ذكره الحكيم، أكبر دليلا على ذلك حين قال: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِى رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ”. ومن بعد ذلك يأتي الحساب و الجنة والنار.

وهي تعتبر ايضاً إحدى جوائز الله للعباد الصالحين، كما ذكر الرسول الكريم في وصفها بأنها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، بالأضافة إلى أن ترابها مصنوع من المسك، وحصباؤها  من اللؤلؤ والياقوت، بالإضافة إلى أنها تحتوي على الحدائق الجذابة والجميلة التي تسر الناظرين إليها .

ويقال أن في الجنة أنهاراً من الخمر واللبن، فهي حقا تعتبر جائزة من الرحمن لجميع عباده المتقين، وقد يشتهي الأنسان لجميع اصناف اللحوم والطعام، التي لا مثيل لها في الدنيا، والمثير في الأمر أن للجنة غرفا وسرائر لكي يشعر فيها الانسان بالراحة و الإستمتاع. [1] [2]

ما هي اللغة التي يتحدث بها أهل الجنة

بالطبع بعد أن تعرفت على وصف الجنة ومافيها من جمال، يبهر النفس ويسر النظر، إلا أن اهل الجنة بالطبع يتحدثون مع بعضهم البعض، ولكن ما هي تلك اللغة التي يتحدثون بها فيما بينهم،

حتى الآن لم يرد في القرآن أو في السنة العربية الصحيحة، عن ما هي بالتحديد اللغة التي يتحدث بها اهل الجنة، ولكن قد ظهرت في الأحاديث النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال : “أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي”.

حيث أمر جميع العباد بحب العرب لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عربي، والقرآن الكريم  ايضاً  عربي، ومن ثم كلام أهل الجنة ايضا عربي. ومن هنا يتوجب علينا الوقوف قليلا حول أن لسان أهل الجنة عربي، فهم يتحدثون بلغة القرآن، ولكن هناك عدد من الأقاويل بأن اللغة العربية ليست هي اللغة الاصلية في الجنة، لذلك قد ظل الأمر ما بين العربية وغيرها من اللغات حتى الآن

بالإضافة إلى أنه قد سُئل شيخ

الإسلام

ابن تيمية

رحمه الله

عن ما هي اللغة التي يتحدث يها اهل الجنة، وأجزم على أنها اللغة العربية، تبعا للحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلم بأن “كلام اهل الجنة عربي ” .

وبالفعل فقد

ورد

في حديث نسب إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث روى العلماء حديثاً آخر عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يدخلُ أَهلُ الْجَنةِ الْجَنَّةَ عَلَى طُولِ آدَمَ، سِتِّينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ المَلِكِ، على حُسْنِ يُوسُفَ، وعلى مِيلادِ عيسى ثلاث وَثلَاثِينَ، وعلى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُونَ”، ولكن قد أعتقد بعض العلماء أن هناك زيادة في الحديث ” وعلى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” لأنهم لم يجدوه في النسخ الصحيحة مما يجعل ذلك الحديث ضعيف. [3]

هل ذكر في القرآن ما يدل على أن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة

لقد حاول العلماء وكبار رجال الدين في البحث المستمر في

القرآن الكريم

والاحاديث النبوية، عن ما يدل على  وجود لغة أهل الجنة، ففي سورة الشعراء

“بِلِسَانٍ عَرَبِى مُبِينٍ (الشعراء:195)، فقال: واللسان يوم القيامة بالسريانية، فمن دخل الجنة تكلم بالعربية، رواه ابن أبى حاتم.

ومنها ما ذكره ابن القيم فى كتابه حادى الأرواح فقال: روى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: لسان أهل الجنة عربي وقال عقيل: قال الزهري: لسان أهل الجنة عربي [3] [4]

بما وصف القرآن الكريم أهل الجنة

لقد منّ الله علينا بالقرآن الكريم، الذي لا تفوته صغيرة ولا كبيرة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولعل من بينها ما يقوله الله في وصف أحوال اهل الجنة بعد البعث والحساب.

فقد سعوا في الأرض بالخير، وصاموا وصلوا واجتهدوا في عبادة الله سبحانه وتعالى، وكان وعد الله لهم عظيم، وهي الجنة، وما فيها وبين لكلا واحدا منهم مكانته في الجنة، وجاء في وصف اهل الجنة في القرآن الكريم ما يلي :-


التقوى

فالتقوى عزيزى القارئ هي عبارة عن تجنب الخطأ والإبتعاد عن المحرمات، والإلتزام بطاعة الله سبحانه وتعالى، والخوف من عقابه في الدنيا وفي الآخرة .

  • قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴾ [الحجر: 45]
  • قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]


الصادقون

يقول  الرازي “اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعة خالصة دائمة مقرونة بالتعظيم، ومن ثم قوله تعالى: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾ فيه إشارة إلى دوام ذلك النعيم .

قال تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].


الطائعون  الذين يعملون الصالحات

وللطائعون لله نصيبا في الجنة، فهم من يعملون الصالحات في الدنيا، وينصفون الحق دائما، ولا ينصفون الباطل. فهم من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر

  • فقال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25].
  • قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [النساء: 13]؛ أي: مَن يطع الله والرسول يدخله جنات النعيم.


التائبين

لقد ظهر وعد الله للتائبين جلياً في القرآن حين وعدهم الله  بالجنة، وهذا يعتبر كرم من الله عظيم، فباب التوبة دائماً مفتوح لمن أراد العودة إلى الله سبحانه وتعالى، كما أن العبد التائب يغفِرُ الله ذنبَه.

قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ﴾ أي بمعنى حدث الله التائبين الذي يعملون الصالحات بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، فمن رجَع عن ترك الصلوات واتِّباع الشهوات، فإن الله يقبَلُ توبتَه، ويُحسِن عاقبتَه، ويجعله من ورثة جنة النعيم؛ لأن التوبة تجبُّ ما قبلها.


الأبرار

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴾ [الإنسان: 5]، والأبرار هم أعلى درجة، وأقرب في طاعاتهم إلى من الطائعين والتائبين. فقد وصف الله حالهم في الجنة بأنهم سوف يشربون من إناء من “عين ” من عيون الجنة، اسمها كافورا.


المقربون

قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ [الواقعة: 88، 89]. والمقربون هنا يكونوا بأعمالهم الطيبة والحسنة، وحسن نواياهم الطيبة. [4] [5]