نظرية واينر .. Weiner في العزو

مفهوم العزو السببي

تم إنشاء نظرية الإسناد السببي لشرح الصفات السببية، وسبب حدوث الأحداث والسلوك، والاختلاف الذي يصنعه الأفراد عادةً بين الخصائص السلوكية، والتي تتعلق بكل ما يتعلق بالشخص الذي تسبب في الحدث، أو الصفات الظرفية، والتي تتعلق بكل شيء يتعلق بالبيئة التي تسبب الحدث، ويوجد نوعان من النظريات السببية للإسناد وهما نظريات الإسناد الكلاسيكية والنماذج الحديثة للعملية المزدوجة لإدراك الشخص.

تقدم نظرية الإسناد السببي مفهوم التحيزات العامة، مثل التحيز في المراسلات، وتأثير المراقب، والسمات الذاتية، وتصف الظروف التي يتم تحفيز الأفراد بموجبها، والقدرة على تصحيح مثل هذه التحيزات، والاختلافات الفردية والثقافية في الإسناد التي تؤخذ في الاعتبار، وتناقش النظرية آثار السمات الفردية التي تؤثر على الدافع والصحة العقلية والأداء الأكاديمي، وطور هذه  النظرية فريتز هايدر وهارولد كيلي وبرنارد فاينز.

تاريخ نظرية العزو السببي

تعود أصول

نظرية العزو

وتأثيرها في مجال علم النفس الاجتماعي، حيث يُبيّن المنهج العام للعزو أنّ الناس يحاولون فهم

البيئة

وأنفسهم وأنّ هذا النشاط لخلق المعنى، مثل: التفسير وإنشاء القصص، و إن رفض الواقع هو جزء لا يتجزأ من الظواهر الاجتماعية، كما ساهم فريتز هايدر إدوارد إي جونز وكيث ديفيس وهارولد كيلي ولاحقًا برنارد وينر في البحث ودراسة هذه المفاهيم المتعلقة بنظريات الإسناد السببي.

كما قام فريتز هايدر بتطوير وإجراء أعمال تكوينية حول التطبيق العملي للعلاقات الشخصية أو الاجتماعية من حيث صلتها إلى نظرية الإسناد السببي، وكتب حيدر لأول مرة عن نظرية الإسناد في كتابه علم نفس العلاقات الشخصية عام 1958، وبعد ذلك خلص

بحث

حيدر إلى طبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع والمجتمعات الأخرى، وناقش كتابه مفاهيم الفطرة السليمة أو علم النفس الحدسي.

نشر إدوارد إي جونز وكيث ديفيس مقالًا بعنوان “من الفعل إلى السلوك” في عام 1965، وركزا على نظرية الاستدلال بالمراسلة، ووصفت نظرية الاستدلال بالمراسلات تفسيرات لكيفية إدراك المنبهات وكيف يمكن للمرء أن يستنتج من نوايا التفضيلات الشخصية الأخرى، ثم يتم استخلاص استنتاجات مماثلة.

العلاقة بين مصطلحي العزو السببي والدافعية

تستند نظرية العزو السببي إلى عنصر أساسي هو الإدراك، حيث يمكن أن يخفي السبب الحقيقي لتحقيق

النجاح

أو حتى الفشل، وهذا التبرير يمكن أن يكون مفيدًا في تحسين الصورة لأنه لا يمنع التغلب على الخصوم وفقًا لذلك، بينما ترجع نظرية التفكير السببي هي نهج معرفي للتحفيز ، لأنها تفترض أن الأفراد (اللاعبين) يحاولون شرح وفهم الأحداث من أجل التنبؤ بها بناءً على وعيهم المعرفي ، أي شرح السلوك في ضوء أسبابه ، لأن هذه التفسيرات تلعب دور مهم في

تحديد

ردود أفعالهم.

تحيز العزو

تذرع بمفهوم العزو مجموعة من العلماء من بينهم ستيفاني عام 1995، حيث أشار إلى أنّ بعض الرياضيين يعزون نجاحهم إلى عوامل شخصية، بينما يعزو فشلهم إلى عوامل خارجية أو بيئية تتمثل فيما يلي:

  • تشمل العوامل الداخلية:قدرة اللاعب، ومهارات اللاعب، والجهد الذي يستثمره اللاعب في التدريب والمنافسة وغير ذلك
  • العوامل الخارجية، بما في ذلك العوامل الغير مستقرة التي يصعب السيطرة عليها، مثل صعوبة المنافسة والتحكيم والجمهور وسوء الأحوال الجوية والحظ واليانصيب وما إلى ذلك.
  • غالبًا ما يُعزى سبب نجاحه في المسابقات إلى عوامل الرقابة الداخلية أو العوامل الثابتة، وأسباب الفشل هي عوامل خارجية يمكنه التحكم فيها أو عوامل غير مستقرة.

تفسير تحيز العزو

  • تفسير الدفاع عن النفس: يقصد به آليات الدفاع عن النفس اللاواعية من أجل الدفاع عن نفسه وحمايته من أسباب القلق أو التوتر أو الصراع النفسي ومحاولة تكوين إيمان إيجابي بقدراته وقدراته.
  • التفسير المعرفي: أي محاولة اللاعب شرح أسباب نجاحه أو فشله في ضوء العوامل المنطقية والمعرفية أو معرفة فشله.
  • شرح نماذج التفكير السببي، حيث قدم بعض الباحثين في علم النفس (Heider 1988) ، Venner 1985) بعض النماذج التي تهدف إلى محاولة فهم لماذا وكيف وتحت أي ظروف يصدر الأفراد حكمهم على أسباب ما يحدث في عالمهم الاجتماعي أو النفسي، بالإضافة إلى محاولة مراقبة الأداء أو السلوك، وهو ما يمكن أن نسميه النماذج.

النماذج المفسره للتعليل السببي

قدم بعض الباحثين في علم النفس بعض النماذج التي تهدف إلى محاولة فهم: لماذا وكيف وتحت أي ظروف يصدر الأفراد حكمهم على أسباب ما يحدث في عالمهم الاجتماعي أو النفسي، كما نجد أن هناك العديد من التفسيرات السببية للنتائج التي يمكن للمدرب أو اللاعب الرياضي الإشارة إليها بمعنى أنها سبب الانتصار أو الهزيمة.

لفهم الآثار الناشئة عن هذه التفسيرات، يجب أن نشير إلى نموذج معين يحدد الإطار التوضيحي لهذه التفسيرات السببية، واستبعادها، ومدى تأثيرها،فالسببية الرئيسية للتفسير السببي أو الإسناد ويتمثل ذلك فيما يلي:

  • نقطة التحكم: يقصد به وجهة السيطرة أو المقصد السببي للوجهة التي هي سبب الانتصار أو الهزيمة، أو سبب جودة الأداء أو ضعف الأداء، وهل يمكن أن يعزى هذا السبب إلى داخلي أو خارجي.
  • في ضوء هذا المفهوم، قد يعزو بعض المدربين أو اللاعبين أو قادة الفرق الفنية أسباب نجاحهم أو فشلهم في المسابقات إلى الأسباب التي يتحملون مسؤوليتها، ويطلق عليهم أصحاب الرقابة الداخلية، أي أنهم ينجحون لأن لديهم قدرات عقلية أو لأنهم بذلوا جهدًا كبيرًا فيه.
  • أما من يعزو أسباب نجاحهم أو فشلهم في

    الحياة

    أو المنافسة لأسباب خارجية مثل صعوبة أو صعوبة المهمة أو تأثير الآخرين، فهم هم الذين يتحكمون بها خارجياً، أي أنهم نجحوا أو فشلوا إما بسبب من سهولة المهمة أو بسبب الصعوبات التي يواجهها، بسبب الحظ أو الشر، أو بسبب وجود أحد أصحاب النفوذ.
  • الاستقرار، وهذا يعني وعي رياضي بأسباب النتائج وما إذا كانت ثابتة وما إذا كانت ستتغير أم لا أو من المتوقع أن تتغير في المستقبل.

تحليلات حيدر للإسناد السببي

تعود نظرية العزو بشكل عام، إلى عام (1958) عندما نشر

العالم

الألماني فريتز هايدر كتاب علم نفس العلاقات الشخصية لاتخاذ الخطوات الأولى في دراسة سببية الأشياء أو الأحداث، حيث أشار إلى إمكانية شرح الفرد، حيث أنّه قائم على القطبية الثنائية: في الحالة الأولى، ويمنحنا السلوك أساسًا لاستنتاج شيء عن الفرد، ولكن في الحالة الثانية نستنتج ما يتعلق بالبيئة المحيطة.

يسعى كل فرد لتوقع الأحداث اليومية وفهمها من أجل تسجيل الاستقرار والقدرة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية، وأشارت حيدر إلى أنّ النتائج السلوكية مثل النجاح أو الفشل فيمكن أن تُعزى إما إلى القوة الشخصية الفعالة أو الفاعلية، والقوة البيئية هي نقاط القوة الداخلية التي تتكون من التحفيز، أي تكامل القدرات في السعي لتحقيق الأداء، والقوى الخارجية تتكون من عنصرين وهما ما يلي:

  • أعطت صعوبة المهمة والتسجيل درجة أكبر من الأهمية، لأن العنصر الموسيقي يصعب التنبؤ به بشكل واضح.
  • تؤدي جميع القوى الشخصية وغير الشخصية والعوامل المستقرة إلى نتيجة سلوك اللاعب، ولكن يجب التأكيد على تطبيق نموذج Hider-Vakali.
  • إذا كانت مهمة التدريب صعبة ولكنها تم إنجازها، فيجب أن تعزوها لقدرة كبيرة .
  • يعتبر عامل

    السعادة

    هو أحد العوامل البيئية غير المستقرة التي يمكن أن تؤثر على نمط الاستدلال.

نظرية Weiner للتعليل السببي

اعتمد برنارد فينر عام 1972، على صياغة المعادلة الأساسية التي صاغها هايدر في تقديم التعديلات الأساسية للنموذج الرئيسي، مما جعلها أكثر سهولة لتطبيقاتها في مواقف الإنجاز الرياضي، حيث قام بتشكيل عوامل حيدر الأربعة الرئيسية وقام ببنائها في بعدين رئيسيين وهما كما يلي:

  • الاستقرار.
  • مركز التحكم.

طور وينر نموذجًا يتكون من بعدين في عام 1979، وأولهما نقطة التحكم الداخلي والخارجي، والثاني: مستوى الثبات بناءً على تقسيم نقطة التحكم إلى بعدين، وهما :القدرة على التكيف في الموقع السببي، حيث يشير

موقع

السببية إلى نفس المفهوم السابق الذي يشير إلى سبب عزو النتيجة بعد إمكانية السيطرة،حيث يعتبر تفسيرًا شخصيًا ينتقل بين الأسباب الخاضعة للسيطرة تمامًا والأسباب غير المنضبطة تمامًا وفقًا للذات ترجمة.

أهمية دراسة الإسناد السببي في الرياضة

يتم التعامل مع دراسات وأبحاث التفسير السببي في

الرياضة

من منظور اجتماعي، أي باستخدام النظرية في علم النفس الاجتماعي، والتي فرضت مفاهيم معينة على الرياضة التي يعالجها علم النفس الاجتماعي الرياضي، كما يشير المصطلح إلى العديد من أنواع المشاكل المختلفة، وتعتبر الفكرة العامة هي أن يشرح الناس السلوك في ضوء أسبابه، وأن هذه التفسيرات تلعب دورًا مهمًا في تحديد استجاباتهم للسلوك، ومنها:

  • ما الذي ينسبه الرياضي إلى نجاحه أو فشله في الأداء التنافسي؟
  • ما هي العلاقة بين نظرية التفكير والدافع على التحصيل الرياضي؟
  • ما هي العوامل التي تؤثر على نتائج السلوك في المنافسات الرياضية؟
  • ما هي العوامل التي تؤثر على مركز التحكم للرياضي؟
  • ما علاقة شرح أو عزو المشاعر إلى المسابقات؟
  • هل هناك ارتباط بين أنماط التفكير وتوقعات الأداء المستقبلي؟
  • ما هي العوامل المستقرة وغير المستقرة في تفسير النجاح أو الفشل؟
  • كيف يمكن تطوير الاستدلال من خلال التحفيز على الإنجازات الرياضية؟
  • كيف يمكن للمدرب الاستفادة من تفسيرات اللاعب لمراكزه في المسابقات؟
  • كيف يمكنني استخدام نظرية التفكير في مجالات تدريب الشباب؟

انحيازات نظرية العزو السببي

يشير العزو السببي إلى الأخطاء المنهجية التي يرتكبها الناس عند محاولتهم إيجاد أسباب لسلوكهم وسلوك الآخرين بصفتهم مراقبين موضوعيين، ويتعرض الناس لأخطاء إدراكية تؤدي إلى تفسيرات متحيزة لعالمهم الاجتماعي، وتم مناقشته لأول مرة في الخمسينيات والستينيات من قبل علماء النفس مثل فريتز هايدر، الذي درس نظرية الإسناد.

كما قام علماء نفس آخرون بتوسيع نطاق عمل نظرية الإسناد المبكر من خلال تحديد الظروف التي يكون فيها الناس أكثر أو أقل احتمالية لعمل أنواع مختلفة من الإسناد بعد ظهور دراسة عامة لنظرية الإسناد، وصاغ لي روس عالم النفس المعروف مصطلح الإسناد السببي التحيز بعد تجربة روس وإد جونز، والتي نُشرت في عام 1977.[1]