مراحل الثورة الفرنسية

ما هي الثورة الفرنسية

تسمى

الثورة الفرنسية

أيضًا “ثورة 1789″، وكانت هذه الثورة من الحركات الثورية التي هزت

فرنسا

، لذا تعتبر من أهم مراحل تاريخ فرنسا، وفي هذه الثورة تم الإطاحة بأنظمة مثل نظام بوربون الملكي، وبعدها تم انشاء أول جمهورية في أوروبا، ويجب ألا ننسى دور كلاً من الرجال والنساء في إحداث تغيير حقيقي في فرنسا وولادة نظام جديد يسمى “الاشتراكية”. [1]

كيف بدأت الثورة الفرنسية

كانت أعمال الشغب هي البذرة التي نتج عنها الثورة

الفرنسية

حيث زادت أعمال الفوضى والنهب على يد المتمردين احتجاجًا منهم على حكم الملك لويس السادس عشر، وانتشر العنف بسرعة كبيرة في جميع أنحاء فرنسا وبالفعل قام بعض من أفراد

العائلة

المالكة بالهروب إلى دول أخرى، وبعدها بدأت سلسلة من الإصلاحات التي كانت في صالح الشعب الفرنسي. [1]

ما هي أسباب الثورة الفرنسية

في واقع الأمر لا يوجد سبب مباشر وواضح للثورة الفرنسية ولكن نجد أن هذه الثورة قد نشأت بسبب عدة عوامل منها:

  • ضعف المحصول لسنوات مما نتج عنه نقص شديد في الغذاء، وهذا أدى إلى بيع المتاح باسعار مرتفعة للغاية.
  • كانت الحرب التي دخلت فيها فرنسا لمدة سبعة سنوات سببًا في قيام الثورة حيث أنها استهلكت الكثير من المال.
  • كان الصراع من أجل الهيمنة وتفوق الإمبراطورية الفرنسية على الموارد المالية من أحد أسباب الثورة الفرنسية حيث أنه أدى النظام الضريبي للافلاس.
  • في سياق ذلك أتى التنوير إلى زيادة حدة الخلافات السياسية، وبدأت مفاهيم جديدة في الظهور وهذا أدى إلى الهجوم بشدة على النظام الملكي.
  • قد أدت التناقضات الاجتماعية إلى ظهور طبقتين وهما الأرستقراطية والبرجوازية.
  • مشاركة فرنسا في الثورة الأمريكية وهذا أدى إلى استنزاف جميع مواردها وحدث عجز كبير أدى إلى غضب الشعب الفرنسي. [1]

مراحل الثورة الفرنسية

عند التحدث عن مراحل الثورة الفرنسية نجد أنه قبل عام 1789، تصاعدت سلسلة من التوترات السياسية والاجتماعية في جميع انحاء فرنسا وهذا يرجع للأزمة المالية التي مرت بها فرنسا في القرن الثامن عشر، وقد أدت سوء الإدارة والمعاملة إلى حدوث مراحل الثورة الفرنسية والتي تتمثل في خمس مراحل وهما:


  • المرحلة الأولى:

    كانت هذه المرحلة من عام 1789-1791، وفيها قام أحد الجنرالات في عمل مجلس تشريعي واستولى على سيادته بدلًا من الانصياع لأوامر الملك، وبالتدريج بدأ في إلغاء النظام القديم وسن سلسلة من القوانين لكي يعمل على إنشاء فرنسا جديدة، وكانت هذه المرحلة من أكثر المراحل اهمية في تاريخ فرنسا.

  • المرحلة الثانية:

    بدأت هذه المرحلة عام 1792، حيث تم فيها إعدام ماري أنطوانيت في 16

    أكتوبر

    1793 لكي يسيطر بدوره على أي ثورة تؤدي للإطاحة به، ولكن حدثت الثورة التي طالما خاف منها وكان الهدف منها إنشاء جمهورية فرنسية، ونتجت عنها أعدام الملك، وتم استبدال ما تسمى بالجمعية التشريعية بمؤتمر وطني جديد.

  • المرحلة الثالثة:

    كانت هذه المرحلة من عام 1793- 1794، وفيها ظهرت معارضات عنيفة داخل فرنسا كان السبب فيها هجوم خارجي علي فرنسا، وهنا بدأت لجنة الأمن العام في التصرف والقضاء على الإرهاب ولكن كان الأمن العام يستخدم طرق دموية وقام بإعدام الآلاف أعتقادًا منه أنه يحاول خلق أمة مطهرة.

  • المرحلة الرابعة:

    كانت هذه المرحلة من عام 1795-1799، وفيها تضاءلت ثروات فرنسا مما نتج عنها مجموعة من الانقلابات، وبالرغم من ذلك كان الجيش الفرنسي يحقق نجاح باهر في الخارج وكان من الجيوس الناجحة في ذلك الوقت، وفي هذه المرحلة تم التفكير في إنشاء نوع حكومة جديد على يد جنرال جيد.

  • المرحلة الخامسة:

    كانت هذه المرحلة من عام 1800-1802، وبالفعل قام المتآمرون باختيار جنرال شاب يُدعى “نابليون بونابرت” وكانوا يضعون أمال في السيطرة على السلطة من خلاله، حيث كان من المفترض أن يكون مجرد رئيس صوري، ولكنهم اختاروا الشخص الخطأ لتلك المهمة حيث طمع بونابرت في السلطة لنفسه، وبالفعل نجح في ذلك. [2]

ما هي نتائج الثورة الفرنسية

قد تطلب إعادة إعمار فرنسا الكثير من الإيمان والمساواة بين جميع المواطنين الفرنسيين، وقد ظهر ذلك في كل جانب من جوانب

الحياة

العامة بداية من الإدارة والقضاء والضرائب وحتى الكنيسة، وحدث تنوع إقليمي كبير للهيكل المؤسسي وكان هذا في صالح المواطن الفرنسي العادي، ومن نتائج الثورة الفرنسية الملحوظة:

  • ظهور دولة أقوى تميزت بأنها أكثر مركزية ولديها إدارة كبيرة ذو فاعلية.
  • إلغاء جميع الامتيازات المالية الخاصة، وإعطاء المستحقات المالية للفلاحين، كما إنه تم إنشاء نظام ضريبي موحد مبنيًا على دخل الفرد.
  • تم التوسع في الكثير من الحقوق المدنية كالمساواة أمام القانون، والمشاركة في الانتخابات والمناصب الحكومية، وإتاحة وظائف متعددة للكثير من المواهب.
  • حدوث الكثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، حيث حصل الفلاحين على أرض وتم تنظيم نقابات خاصة بالعمال.
  • في سياق ذلك حدث أيضًا تغييرات في كل من الأفكار والثقافة التي تخص السياسة، فنجد أن تأثير وسلطة الكنيسة تراجع عن السابق وبدأت القومية في الظهور، وهذا أدى إلى تغيير تدريجي وزيادة المشاركة الشعبية. [3]

ما هي أهمية الثورة الفرنسية

قد بدأت الثورة الفرنسية في عام 1789 مع الكثير من الأمال التي كانت لا حدود لها، ونتج عن ذلك الكثير من التغييرات السياسية والاجتماعية، واستطاعت هذه الثورة أن تغير فرنسا بشكل دائم ، بل ووصل صداها إلى جميع أنحاء أوروبا لذا كان لها أهمية كبيرة.

ظهرت أهمية الثورة الفرنسية في الهيكل الخارجي لها الذي قام على عدة مبادىء كالتوحيد والعقلانية والكفاءة، وهذه المبادىء أثرت بشكل مباشر في السلطة والموظفين وحتى في المسؤوليات، وهذا أدى بدوره إلى ابتكار نظام وطني في العديد من المجالات، فعلى سبيل المثال عمل هيكل للأوزان والمقاييس والعملة كان له فوائد واضحة على أعمال التجارة.

واستطاعت فرنسا للمرة الأولى أن تُمثل كيانًا عاطفيًا حقيقيًا وهو الأمة، وهذا أدى بدوره للمساواة بين جميع المواطنين الفرنسيين، حيث تم سن قانون موحد على كل الشعب وحتى نفس الضرائب، وهذا نتج عنه

الوحدة

الوطنية التي عززت معني المواطنة الحقيقي. [4]

ملخص الثورة الفرنسية

مما لا شك فيه أن الثورة الفرنسية كانت حدث فاصل ومهم في

التاريخ

الأوروبي الحديث، حيث استطاع نابليوم بونابرت أن يعيد تصميم المشهد السياسي لفرنسا، واستطاع بذكاؤه أن يقوم بالقضاء على النظام الإقطاعي والملكية، وأنشأ بدوره سياسة اقتصادية جيدة، واستطاعت الثورة الفرنسية أن تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الدول الحديثة. [5]

كان للثورة الفرنسية نتائج بعيدة المدى، فعلى سبيل المثال ظهرت الطبقة البرجوازية وملكية الأراضي بدلًا من النظام الإقطاعي، واستطاع قانون نابليون أن يعزز قوة الدولة القومية، كما أن الثورة الفرنسية لعبت دور حيوي في تأسيس المؤسسات الديمقراطية الخاصة بالدستور والحكومة والانتخابات، لذا الجميع يتفق على أن لهذه الثورة تأثيرًا غير عادي على صنع

العالم

الحديث. [6]

في النهاية نجد أن غزو نابليون لدول أوروبا ساعد على نشر الكثير من أفكاره في جميع أنحاء القارة، فاستطاع زعزعة استقرار نفوذ بعض الإمبراطوريات كالإمبراطورية الرومانية، كما أنه استطاع أن يزرع بذور ثورات في جميع أنحاء أوروبا، وهذا أدى بدوره إلى إنهاء الحكم الملكي في الكثير من الدول، فعلى سبيل المثال أدى ذلك لإنشاء ألمانيا الحديثة وإيطاليا، وكذلك زرع بذور الحرب الفرنسية البروسية والحرب العالمية الأولى. [7]