ما معنى كلمة مهاتما ؟.. ومايعنيه هذا اللقب

ما معنى كلمة المهاتما

تعني المهاتما الروح العظيمة وهي من أصل هندي واشتق الاسم من اسم مها اللغة السنسكريتية والذي يعني عظيم والروح والحياة، وقد أعطي هذا اللقب من بين آخرين للمهندس كرمشاند غاندي المعروف أيضًا باسم المهاتما غاندي سنة 1869-1948. [1]

من هو المهاتما غاندي

كان المهندس كرمشاند غاندي من النشطاء المشهورين الذين ناضلوا من أجل الحرية، كما أنه من الزعماء السياسيين الاقوياء الذين لعبوا دور هام في تغيير الهند للأفضل حيث أنه نادى بالاستقلال من حكم بريطانيا، وأطلقوا عليه لقب “والد البلاد” حيث أنه ساعد الكثير من الفقراء. [5]

كان المهاتما غاندي مهتم أشد اهتمام بالدراسة المقارنة للأديان منذ أيام شبابه، وكان اهتمامه بالأمور الدينية يرجع إلى خلفية الهند المشبعة بالأفكار الدينية والروحانية، ولم يكن الدين بالنسبة لغاندي مسألة خبرة فردية حيث أنه قد وجد

الله

في الخليقة.

وقد أشار غاندي إلى الله بأنه الحقيقة والتي لها أهمية كبيرة حيث لم تكن مهمته إضفاء الطابع الإنساني على الدين فقط، ولكن أيضًا من أجل إضفاء الطابع الأخلاقي عليه، حيث جعل تفسير غاندي للهندوسية والإسلام والمسيحية من دينه اتحاد للعقائد الدينية المختلفة، كما تم تضمين آرائه حول التبشير في الصحفية. [1]

لمن أعطيت الهند لقب المهاتما

قد أعطيت الهند لقب المهاتما لغاندي الذي دافع عن آرائه حول

الإسلام

، وهو دين عالمي آخر عظيم حيث أن الإسلام دين التوحيد الصارم والانضباط الأخلاقي الصارم حيث كان غاندي يحظى بتقدير كبير لهذا الدين واعتبره دين

السلام

والمحبة واللطف والأخوة لجميع الرجال.

قد يكون صحيح أن أتباع الإسلام في بعض الأحيان غالبًا ما اتخذوا السيف لنشر دينهم، لكن هذا لم يكن وفقًا لتعاليم القرآن كما قال غاندي نفسه في هذا الصدد أنا أعتبر الإسلام دين سلام بنفس

معنى

المسيحية والبوذية والهندوسية.

وقد كان غاندي يتحدث عن الروح العظيمة والتسامح الديني، بالطبع هناك مكان للجهاد في الإسلام وذلك الجهاد يفسر عمومًا على أنه حرب أهلية ضد من ليسوا من أتباع الإسلام. [2]

الهند والروحانية والدين

الهند بلد يغلب فيه الناس على التدين، حيث أن الدين والروحانية متجذرين بشكل قوي في أذهان الشعب الهندي، حيث تشتهر بعض البلدان بمؤسساتها السياسية بينما تشتهر دول أخرى بازدهارها الاقتصادي بينما تشتهر دول أخرى بتقدمها الاجتماعي.

تشتهر الهند بفلسفتها ودينها وفقًا لما قاله ماكس مولر فإن دراسة الدين غير مكتملة ما لم تتم دراستها بالإشارة إلى الهند، تعتبر الهند موطن البراهمانية و

محل

ميلاد البوذية وملجأ الزرادشتية حتى يومنا هذا.

يعتبر الدين أحد الشروط من بين العديد من البلدان الأخرى، لكن بالنسبة إلى الشعب الهندي يعد الدين قوة داعمة كبيرة متعلقة بجميع مجالات حياتهم، ولم يستطع المهاتما غاندي الذي ولد وترعرع في الهند

الهروب

من ذلك التأثير القوي للدين في جميع أنشطته.

وفي العصور القديمة كان يوجد اعتقاد شائع بأن الدين هو مسألة خبرة فردية، ولكن علم النفس الحديث أظهر أنه لا يوجد شيء اسمه مجرد تجربة فردية ومعزولة بشكل تام عن المجتمع حيث أن هناك عنصر مهم من الحقيقة في آراء دوركهايم وأعضاء آخرين في المدرسة الاجتماعية الفرنسية، والذين يؤكدون أن الدين هو في الأساس ظاهرة اجتماعية. [3]

تفسيرات المهاتما غاندي للدين

إن النظرة العامة للمهاتما غاندي والتفسيرات التقدمية للأفكار والمفاهيم المختلفة في مجال الدين، حيث جعلت من الممكن تسهيل دراسة الأديان المقارنة، ويشير غاندي إلى الله بكلمة الحقيقة وهذا له العديد من الدلالات المهمة جدًا.

تعتبر كلمة الحقيقة تشير إلى دلالة أوسع بكثير من مصطلح الله، حيث قد يكون هناك غير مؤمنين بالله، ولكن لا أحد يستطيع إنكار الحقيقة لأنه حتى الملحد يجب أن يقبل قوة الحقيقة، ويشير وصف غاندي عن الله مرة أخرى إلى أنه شيء يمكن أن يقبله جميع الرجال بالطريقة التي يوضحها غاندي.

فقد يرى غاندي أن الله هو الحق وهو جوهر

الحياة

والنور وعلى الرغم من ذلك فهو فوق كل شيء، كما أن كان يرى أن الله يسمح للملحد أن يعيش وهو باحث

القلوب

وهو إله شخصي لمن يحتاج إلى حضوره الشخصي ويتجسد لمن يحتاج إلى لمسته فهو جوهر الجوهر النقي وهو كل شيء لكل الناس.

لم تكن مهمة المهاتما غاندي فقط إضفاء الطابع الإنساني على الدين ولكن أيضًا لإضفاء الطابع الأخلاقي عليه وكان يرفض أي عقيدة دينية تتعارض مع الأخلاق.

وبالنسبة لغاندي كان يرى أن الدين يرتبط مع الأخلاق ارتباط وثيق، وأنه يتم تقدير الأخلاق من قبل جميع الديانات الكبرى في

العالم

تقريبًا، وقد ساعد التركيز على الأخلاق من قبل غاندي أفكاره على اكتساب نظرة عالمية. [2]

كان دين غاندي اتحاد للعقائد الدينية المختلفة والمدارس اللاهوتية والعقائد الطائفية التي بقيت في الهند منذ العصور القديمة، وقد كان الناس الذين ينتمون إلى ديانات مختلفة يذهبون إليه للحصول على مشورته وبركاته في مختلف الأمور، وقد كرس غاندي حياته لتعزيز وحدة المسلمين الهندوسية. [4]

اعتقادات المهاتما غاندي

المهاتما غاندي كان سانتاني هندوسي ولم يكن

حب

ه للهندوسية حب أعمى حيث تحدث غاندي عن المثل السامية التي تدعو إليها الهندوسية حسب رأيه، هي الديانة الأكثر تسامح وليبرالية ولقد تأثر بشدة بالنظرة الأخلاقية والروحية للهندوسية.

وقد قال غاندي أن القيمة الرئيسية للهندوسية تكمن في الإيمان الفعلي بأن الحياة كلها واحدة، أي أن الحياة كلها تأتي من مصدر عالمي واحد، كما تأثر غاندي بشكل كبير بتعاليم جيتا التي تقول عندما يراني المرء في كل مكان وكل شيء بداخلي لا أفقده أبدًا ولا يفقدني أبدًا.

ولكن كان غاندي في

الوقت

نفسه راديكاليًا للغاية في مقاربته ولم يتردد في انتقاد جوانب الهندوسية التي لا تستجيب لعقله على سبيل المثال كان بشدة ضد النظام الطبقي السائد في الهندوسية، ولم يكن لدى الهندوسية حسب غاندي كتاب مركزي واحد مرجعي ولا إله خاص للعبادة ولا طريقة معينة لتحقيق الله سواء كان مؤمن أو ملحد فهو هندوسي.

سواء كان يؤمن بآلهة واحدة مطلقة أو بآلهة كثيرة، فهز هندوسي سواء كان يؤمن بالفيدا أم لا، فهو يظل هندوسي، لذلك كان غاندي

ليبرالي

بما يكفي لأخذ عبادة الأوثان كجزء من الطبيعة البشرية على الرغم من أنه لم يؤمن بعبادة الأوثان على هذا النحو. [2]

اغتيال المهاتما غاندي

اغُتيل المهاتما غاندي في  30 يناير 1948 على يد ناثورام جودسي، ومن المعروف عن ناثورام جودسي كان قوميًا هندوسيًا وأيضًا كان عضو في الماهاسابها الهندوسية، وكان يرى غاندي يفضل بعض المذاهب ومنهم مذهب اللاعنف وكان دومًا غاندي يقول “يجب أن تكون أنت التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم”. [5]

وفي النهاية، نجد أن حياة المهاتما غاندي قد أثرت كثيرًا في نفوس الكثيرين، وقد كانت أساليب كفاحه من أنجح الاساليب التي ساعدت الاشخاص، وقد أثبت بدوره أن من الممكن أن تتحقق عظمة الإنسان عندما يجعل حياة الاشخاص تتغير للافضل، وقد غير غاندي حياة الاشخاص بشكل جذري حتى بعد عقود من وفاته حيث ترك لهم الكثير من الاقتباسات والحركات الهامة. [5]