حكم تركيب الرموش لـ ” ابن باز ” و ” إبن عثيمين “
الزينة وأحكامها
الشّريعة الإسلامية شملت في أحكامها جميع بتفاصيل حياة المسلم مهما صغيرت أو كبرت، قال
الله
تعالى في القرآن: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
وكل ما يقوم به المسلم في حياته يجب أن يوزن في ميزانِ الشريعة بحسث يراقب الله في تصرفاته، ومن بين تلك التفاصيل التي تعرّضت لها شريعتنا الإسلامية تناولت ما يتعلّق بزينة المرأة وأحكامها.
زينة المرأة في الشريعة الإسلامية مباحة بما يكون مقبولاً؛ بحيث لا يظهر مَفاتن المرأة للرّجال الأجانب (غير المحارم)، وقد شرعت الشريعة الإسلامية بعد ذلك الحجاب وما يترتب عليه من اللباس الساتر المحتشم حتى لا تصبح المرأة فتنةٌ، ومن ضمن زينة
النساء
الرموش الصناعية والتي لقيت خلافا في حكمها بين العلماء.
حكم تركيب الرموش لابن عثيمين
زينة النساء من ضمنها تركيب الرموش الإصطناعية وذات الشعر الطبيعي ومن ضمن الأسئلة تلك الأسئلة التي تدور في نفس السياق وصل أحدهم لفضيلة الشيخ ابن عثيمين وكان محوى
السؤال
ما حكم الدين في استعمال الرموش للتجمل بها أمام الزوج؟
والجواب:
قال الشيخ أن وضع الرموش الصناعية لا يجوز؛ لأن هذا يشبه وصل الشعر في الرأس، والذي حرم على المسلمات فقد لعن نبينا صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة.
وتلك الرموش إذا كما خُيل إلى أن الرموش توضع كخيوط سوداء من الشعر توضع على الرموش لكي تظهر الرموش وكأنها كثيفة تتزين بها العين.
على هذا التخيل إذا كان كذلك فإن هكذا فهي شكل من أشكال الوصل الذي لعن الرسول صلى الله عليه وسلم من تفعله في رأسها، أما إذا كان المعني من الرموش هو تلوين شعر الجفن فهو ليس بحرام.[1]
حكم تركيب الرموش لابن الباز
وجهه سؤال عن تركيب الرموش لإبن الباز فكان السؤال: هل الرموش الصناعية تدخل في الوَصْل؟، ووضحت السائلة بالسؤال عن وصل الرموش: تلك التي تُباع في السّوق عبازة عن رموشٌ تستخدمها لتصل بها الرموش الطبيعية الموجودة فيصبح للرموش طول إضافي التي في العين؟
الجواب:
رد أبن الباز إن الأظهر لي هو أنه ينبغي أن تتترك هذا، وما له داعي، ردت السائلة بسؤال: لكن هل يشملها الوعيد؟ واجاب أنه ما يطلق عليه نمصًا، لأن هذه الرموش تكون زيادة تعليقٍ.
أما النَّمص هو الأخذٌ، سالت سؤال آخر عن ما يدخل ضمن الواصلة؟ أجاب الشيخ: الوصل هو وصل شعر في الرأس، وترك وضع الرموش أحوط، أمَّا عن التَّحريم فالله أعلم.[2]
حكم تركيب الرموش في الإسلام
للمرأة يحرم عليها القيام بتركيب رموش صناعية لأنها تعتبر من وصل الشعر الذي تحدث عنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولعن من فعله.
ويوجد حديث روى عن البخاري ومسلم (2122) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيِّسًا (تصغير عروس) أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ فَتَمَرَّقَ ( وفي رواية : تمزق ) شَعْرُهَا أَفَأَصِلُهُ ؟ فَقَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَة.
وبرواية أخرى روى البخاري (5205) ومسلم (2123) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ جَارِيَةً مِنْ الأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَرَّطَ شَعَرُهَا (أي سقط) فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهُ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَلَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ.
قال الإمام النووي:
معنى
(تَمَرَّقَ ) تَسَاقَطَ وَأَمَّا الْوَاصِلَة فَهِيَ التي تقوم بوصل الشَعْر لْأمَرْأَة بِشَعْرٍ آخَر، وَالْمُسْتَوْصِلَة هي المرأة الَّتِي تَطْلُب مَنْ يَفْعَل لها ذَلِكَ وَيُقَال عنها أنها مَوْصُولَة، وَهَذِا الحَدِيث واضح وصَرِيحَ فِي التَحْرِيم للْوَصْل، وَلُعْن فيه الْوَاصِلَة وَالْمُسْتَوْصِلَة مُطْلَقًا.
وتركيب رموش صناعية يتحقق فيه ذلك المعنى، الذي يعبر عن وصل الشعر ويتضح في الفهم بأن الرموش الصناعية يتم توصيلها بالرموش بالطبيعية.
ذكر بعض الأطباء المختصين أن تركيب رموش صناعية بشكل مفرط يضر حيث تؤدي إلى حدوث حساسية مزمنة في
الجلد
والعينين.
وكذلك تسبب التهابات في جفون مستخدماتها وتؤدي إلى بعد ذلك لتساقط الرموش بسبب وجود مواد ضارة كأ وبذلك يكون أستعمالها مضرا ، وقد منع الشرع وقال رسول الله عليه
الصلاة
والسلام في ذلك حديث( لا ضرر ولا ضرار ).[3]
حكم الرموش الصناعية اختلف فيها العُلماء
انقسم العلماء في فتواهم عن حكم الرموش الصناعية لفريقين، فمنهم من كان رأيه أنها تغييرٌ في خلق الله فأفتى بحرمتها، ومنهم من كان رأيه أنّها لا ترتبط بتغير الخلقة فأجازها، وتوضيح أقوال العلماء المختلفة في هذه المسألة كالتالي:
الفريق الأول:
اعتبَرَوا أن الرموش الصناعية تدخل ضمن التغيير في خلق الله، وأنه لا توجد حاجة لاستخدام الرموش ولا ضرورة تسمح بذلك، وقد استدلَوا من القرآن على ذلك بقول الله تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللَّهُ *وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا*وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا).
كما استدلوا من السنة بما روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (لعن اللهُ الواشماتِ والمستوشماتِ، والنامصاتِ والمتنمصاتِ، والمتفلجاتِ للحسنِ المغيِّراتِ خلقَ اللهِ).
وتم أستثناء التحريم عن من كان تركيب الرموش بالنسبة حاجةٍ مُلحة حينما يكون وضع الرموش مهماً أو عندما ينتج عن عدم وضع الرموش إلى تشويه الشكل.
بحيث يكون حدث للرموش الطبيعيّة تشوهٌ أو كانت الرموش ليست موجودةٍ في الأصل أو سقطت نتيجة مرضٍ أو أحترقت في حريقٍ أو نحو ذلك؛ حينها لا بأس على المرأة أن نستخدم الرموش وهذا عملاً بقول الله سبحانه وتعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ).
الفريق الثاني:
قالوا إن وضع الرموششكل من أشكال الزينة التي تتزيّن بها النساء، وأنّ حكم تركسب الرموش هو إباحتها، وأنها لا تعد من أشكال التغيير في خلق الله الذي حُرم شرعاً، كما أنهم رأوا أن تزكيب الرموش لا ينطبق عليه حكم اللعن الخاص بوصل الشعر لإن ختلاف الكبير بينهما.
قد استدلّوا لقول الله تعالى في سورة الأعراف: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)،وقالوا إن الحرمة لا تثبت إلا بنصوص شرعية.
ورا أن وصل الشعر يختلف عن شعر العين، كما أنَّ الوصل المراد، في الحديث هو التوصيل الغير قابل للإزالة كالرموش، ولكنهم أشترطوا عدة شروط هامة لجواز التزين بالرموش وتتضح في التالي:
-
أن توضع الرموش بطريقة لا تمنع الوضوء بحيث عدم وصول
الماء
لأي جزء يؤدي إلى بطلان الوضوء. -
أن لا يكون مَصدرشعرالرموش شعر آدمي، أو تم أخده من شعر حيوان نجسٍ مثل شعر
الخنزير
وغيره. -
إذا ثبت لمن تستخدم الرموش أنها تسبب ضرر على العين أو
الجسم
بشكل عام يكون وقتها استخدام الرموش محرماً؛ وهذا بسبب عدم جواز إلحاق الضرر بالنفس.[4]