ما هي الأنا .. بالأمثلة

معنى الأنا في علم النفس

إن الأنا في نظرية التحليل النفسي تعتبر بأنها هي الجزء من شخصية الإنسان التي تعتبر ويتم

اختبار

ها على أنها الأنا أو الذات، وتعرف باللغة

الإنجليزية

بــ EGO، وتكون على اتصال مباشر بالعالم الخارجي عن طريق الإدراك، ويُقال أن الأناة هي الجزء الذي يتذكر ويقيم ويخطط ويعمل بطرق مختلفة حيث أنها تستجيب وتتصرف في

العالم

المادي والعالم الاجتماعي الذي يحيط بها، ووفقاً لنظرية التحليل النفسي إن الأناة تقوم بالتعايش مع المعرّف وهي وكالة الدوافع البدائية، وتتعايش أيضاً مع الأنا العليا التي تعتبر هي المكون الأخلاقي للشخصية والتي تعتبر واحدة من ثلاث وكالات تم اقتراحها من قِبل سيغموند فرويد في وصفه لديناميكيات الإنسان.[1]

وللأنا وجهان الأول يطل على الدوافع الفطرية الغريزية في الهو أما الوجه الآخر فهو يطل على العالم الخارجي من خلال الحواس، وتتجلى وظيفتها في التوفيق بين مطالب الهو وبين مطالب الظروف الخارجية.

وظائف الأنا وفقاً لفرويد

بعد أن تعرفنا على تعريف ومفهوم الأنا في علم النفس نجد أن فرويد قد أوضح بعض الوظائف للأنا وتتجلى في:

  • تقوم بالوظائف التنفيذية للشخصية التي تكون عن طريق العمل بشكل متكامل للعالمين الخارجي والداخلي، بالإضافة إلى الهوية والأنا العليا.
  • إن الأنا تعطي الاستمرارية والاتساق للسلوك عن طريق توفير نقطة مرجعية شخصية والتي تعمل على ربط أحداث الماضي التي تكون محفوظة في الذاكرة بأفعال الحاضر والمستقبل التي تتمثل في الترقب وأيضاً تكون متمثلة في الخيال.

وهنا نجد أن الأنا لا تكون مترابطة مع الشخصية ولا ترتبط بالجسد بالرغم من أن مفاهيم الجسد تشكل بشكل مباشر جوهر التجارب المبكرة للذات.

تطوير الأنا

إن الأنا تتطور لتكون قادرة على التغيير طوال الحياة وخاصة في ظل الظروف التي يتخللها المرض والتهديد والتغيرات الكبيرة في ظروف الحياة، وإن الرضيع البشري يقوم بالتفاعل مع مصادر التحفيز الخارجية والداخلية، ولكن الرضيع لا يستطيع أن يتحكم بهذه المصادر أو تغييرها والسبب في ذلك يكمن في:

  • لأن في هذه المرحلة يكون الإدراك بدائياً ومنتشراً.
  • ولأن نشاطه الحركي يكون جسيماً وغير منسق.
  • بالإضافة إلى أن التنقل الذاتي يكون لديه معدوم.
  • وإن التعلم عنده يقتصر على أبسط نوع من تكييف استجابة التحفيز.

وتتطور الأنا الطفولية من حيث ارتباطها بالعالم الخارجي والتي تعكس جهود الرضيع العاجز والذي يعتمد على تغيير أو تخفيف المنبهات التي تكون شديدة ومؤلمة، وتتطور الآليات للتحكم في التوتر من خلال عملية البحث التي يقوم بها

الطفل

والتي تتجلى في البحث عن الوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على الإشباع، وتتطور هذه الآليات إلى أشكال تكون معقدة بشكل متزايد من الإتقان.

وإن تطور الأناة يعتمد على الإدراك والنشاط الحركي اللذان يرتبطان مع بعضهما ارتباطاً وثيقاً حيث يؤدي التحفيز إلى إثارة الحركة الحركية، وإن تحمل التوتر الناتج عن تأخير العمل هو الأساس لتقدم جميع وظائف الأنا، ويكون هذا التأخير هو نموذج أولي لدور الأنا في أداء الشخصية لاحقاً، وإن الفصل المكتسب بين التحفيز والاستجابة يسمح بالتدخل لأنشطة فكرية أكثر تعقيداً مثل التفكير والتخيل والتخطيط، وإن الأنا تطور قدرتها على اختبار الواقع بشكل غير مباشر عن طريق عدم الرد بشكل مباشر، بالإضافة إلى أنها تقوم بالتخيل لعواقب المسار واتخاذ قرار بشأن الاتجاهات المستقبلية حتى تحقق غايات محتملة، وإن العوامل الضرورية للعمليات الداخلية للفكر والحكم تعتمد على تراكم ذكريات الأحداث الماضية والاحتفاظ بها، وإن اكتساب اللغة الذي يكون خلال العامين الثاني والثالث يكون عامل قوي لتطوير عمليات التفكير المنطقي ويسمح بالاتصال بالوسط المحيط والتحكم بالبيئة.

وكلما استمر الفرد بالتطور تقوم الأنا بالتمايز بشكل أكبر وتتطور الأنا العليا، حيث أنها تمثل مثبطات الغريزة وتسيطر على الدوافع من خلال دمج المعايير الأبوية والمجتمعية، وبالتالي هذه المعايير تدركها الأنا وتغدو جزءاً من الشخصية، وإن الأنا تتوسط بين الأنا العليا والهوية من خلال بناء شيء يُعرف باسم آليات الدفاع.

خصائص الأنا

إن قوة الأنا تظهر في خصائص خاصة بها وتتمثل بـ :

  • الموضوعية في إدراك المرء للوسط المحيط به الذي يعيشه وهو العالم الخارجي وفي معرفة ذاته.
  • القدرة على تنظيم الأنشطة على مدى فترات زمنية طويلة.
  • تكون قادرة على متابعة القرار أثناء الاختيار بشكل حاسم من بين الأمور والبدائل.
  • وإن الشخص الذي يملك أنا قوية أن يقاوم الضغط البيئي والاجتماعي الفوري ويتم ذلك أثناء التفكير واختيار المسار المناسب.
  • وتتميز في الشخص الذي يستطيع توجيه دوافعه إلى قنوات مفيدة، مع العلم أن الأنا الضعيفة تتميز بسمات مثل السلوك الاندفاعي والفوري أو الشعور بالدونية والعاطفة الغير مستقرة، وفي هذه الحالات تكون قدرة الفرد على العمل المنتج قليلة لأن طاقته تكون مستنزفة.[2]

مشكلة الأنا

في ظاهر الأمر نجد أن امتلاك الأنا لا يكون أمراً سلبياً فعادة ما تكون الأنا نتيجة ثانوية للنجاحات السابقة، وإن هذه النجاحات تتطلب أن تتغلب على الصعوبات الكبيرة، ويمكن أن تقوم الأنا بتزويد شخصية الإنسان بالثقة بالنفس واحترام الذات بالإضافة إلى القدرة على مواجهة المخاطر، أما عندما تغدو الأنا لا رادع لها وتكون بدرجات عالية وباتجاه سلبي فهنا تتغلب الأنا على تواضع الفرد وتمنع استعداده للتعلم والتحدي والثقة بالآخرين وهنا تصبح مشكلة لأن الأنا في هذه الحالة تعمل على فقدان الاتصال بما هو أكثر أهمية مثل العلاقات مع الناس.

أمثلة عن الأنا

كما أسلفنا سابقاً أن هناك الأنا التي تتجه باتجاه إيجابي وهناك الأنا التي تتفاقم لتصبح مشكلة فسنتطرق هنا عن أمثلة لكلا النوعين وسنبدأ بالأمثلة التي تدل على وجود مشكلة الأنا في شخصية الفرد والتي تأخذ المنحى السلبي منها:

  • الشخص الذي لديه مشكلة الأناة لا يتعلم ولا يسأل عن الأمور التي لا يعرفها حيث أن الاعتراف بالاستعداد للتعلم هي من علامات وجود الأنا القوية أما العكس يكون هناك مشكلة بالأنا وبالتالي لا يستطيع التواصل مع الناس.
  • لا يهتم بردود الفعل ويتخذ موقفاً في حال لم يُعجَب الناس بطريقة أدائه في مجال عمل أو في أي وسط اجتماعي آخر.
  • عندما تصل الأنا إلى الغرور ويعتقد الشخص أن لا يوجد أحد لديه نفس أسلوب عمله ويرى أن الأشخاص الذين يتحدون أفكاره هم صانعي المشاكل يكون في دائرة مشكلة الأنا.
  • عندما يدقق الشخص في أفعال الأشخاص ويترقب أخطاءهم.
  • يقلق كثيراً عندما يود أن يطلب المساعدة من أحد ما فهو يقلق بشأن ما سيفكر فيه الآخرون، ويخشى أن تتأذى سمعته إذا طلب المساعدة من أحد.
  • يعتقد نفسه أنه دائماً على حق ويجادل كثيراً ولا يتوقف عن القتال حالما يشق طريقه وممكن أن يشعر بالغضب والحرج إذا خسر في موضوع ما.[3]

أمثلة عن الأنا التي تأخذ منحى إيجابي وتكون عندما يتم تعارض ما بين الهو والأنا العليا فإن الأنا الصحيحة هي التي تأخذ وتتخذ قراراً لأفعالك:

  • فتاة كانت عطشة وتعلم أن خادمتها ستعود قريباً لإعادة ملء كوب

    الماء

    الخاص بها فانتظرت حين تحصل على كأس ماء إلا أنها كانت تريد أن تشرب من كأس شخصاً آخر ولكنها لم تفعل.
  • أنا قررت أن أغير عملي.
  • أنا أحب أمي.
  • فتاة تريد استعارة عقد أمها ولكن لن تأخذه من دون أخذ الإذن فقررت أن تسأل أمها.

فهنا وجب التوضيح أن الأنا هي جزء من النفس التي هي وسيط ما بين الهو والأنا العليا إذ تقول نفس الإنسان أريد أريد أريد ولكن تقول الأنا العليا لاا لا يمكنك الحصول عليها هذا خطأ، أما الأنا الوسيط تحدد ما إذا يمكنه الشخص أن يقوم بذلك أو لا فإذا اتخذت منحى إيجابي فستقرر وتختار الأنا الأمرالصائب أما إذا اتخذت الأنا المنحى السلبي فسنقع في فخ مشكلة الأنا.

الهو والأنا والأنا الأعلى

إن نظرية فيرويد في التحليل النفسي لها عدة مفاهيم أبرزها مفهوم الشخصية حيث أنه يرى أن الجهاز النفسي للإنسان يتضمن ثلاث أنواع وهي:

  • الهو وهو الذي يضم الغرائز والدوافع الفطرية الجنسية والعدوانية ويعتبر الصورة البدائية للشخصية الإنسانية قبل أن تُهذب وتتحور فهو جانب لا شعوري عميق.
  • الأنا الأعلى وهي بمثابة السلطة الداخلية والرقيب النفسي التي تتضمن المثاليات والأخلاق والمعايير الاجتماعية والقيم والخير والحق بالإضافة إلى العدل وهي لا شعوري وتنمو مع نمو الفرد، وتتعدل وتهذب بازدياد ثقافة الفرد وخبراته ي المجتمع، وتعمل على ضبط الهو.
  • الأنا وهي مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي والإدراك الحسي الداخلي بالإضافة إلى العمليات العقلية، والأنا هي التي تشرف على جهازنا الحركي الإرادي، وتساعد الشخصية على أن تتوافق مع

    البيئة

    وأن تحدث التكامل وحل الصراع بين مطالب الهو وبين مطالب الأنا الأعلى.[4]