ما هو الرثاء للذات .. وهل يفسد الحياة

ما هو الرثاء للذات

من الطبيعي أن يواجه الإنسان مصاعب وضيق في حياته وقد يتسبب بالرثاء للنفس ، والتفكير مليًا في المشاكل بشكل مستمر ، مما يدفع الإنسان للشعور بالكآبة والاكتئاب بسبب ما حدث من أمور في حياته ، ويبدأ الشخص بالإحساس بأنه ضحية لما يحدث ، ويبدأ الدخول في دوامة الرثاء بالذات وقد يتطور الأمر.

إذا حاولنا التعرف على الثاء للذات فهو هذا الشعور عميق وقوي بالرثاء والشفقة على النفس وعلى الحياة أو وضع معين أو أمر قاسي بالحياة ، فأغلب البشر يمرون في حياتهم بالشعور بالرثاء على الذات والتي تكون لفترة أو تمتد طوال الحياة ، فالرثاء للذات قد يكون في بدايته أمر مشروع مفيد حيث أنه يهون من الظرف يقلل من حدته ولكن مع

الوقت

يصبح أمر سام ومرضي.

الرثاء للذات عندما يصبح عادة وأمر يومي ودوري بالحياة تبدأ الحياة تأخذ منحدر ، ويدخل الإنسان في دوامة من الشفقة والرثاء لا نهاية لها ، لذا يجب أن يتوقف الإنسان فور إدراكه لهذا حتى تتسرب هذه الإحاسيس

بطاقة

سلبية مدمرة في نفسه. [1]

هل الرثاء للذات يفسد الحياة

بالطبع إذا كان الرثاء للذات لفترة وجيزة وكنتاج لموقف أو ظرف معين فالأمر مقبول ، ولكن من الصعب أن يظل كثيراً حتى يفسد الحياة ، ولا يتم الأمر إلا  إذا أدرك اإنسان بمفرده أنه عليه من الأمر حقًا ، فيما يأتي بعض الأسباب التي تجعل إنسان  يدرك حقيقية الأبتعاد عن الرثاء للذات:


  • انه يعتبر كنوع من الإدمان:

    قد يسبب الشعور بالرثاء للذات بإحساس الإنسان بالشفقة على نفسه وهو أمر يفضله الكثيرن ، وبفضل هذا الإحساس يصبح الشخص متعطش دوماً لهذ الإحساس وبالتالي يعتاد عليه ويدمنه ومن تكمن خطورته وما يسببه مت أثار سلبية على الحياة.

  • يقوم بتختزن كل المشاعر السلبية:

    الرثاء للذات يجع الإنسان يجتر أحزانه ويخزنها في داخله ، والكتمان للحزن ومشاعره سيزيد من المشاعر السلبية والإكتئاب وهو أمر يعيق الحياة الصحية والوصول لأي إحساس بالرضا والأمتنان.

  • يصبح الإنسان داخل فقاعة معزولة:

    بالطبع مع الإحساس اليومي والمستمر بالحزن والخزلان يجعل الإنسان منعزل عن الأخرين ، والحياة في أنعزال ستتسبب في العيش داخل فقعة منعزلة ، الأنعزال سيؤدي للوحدة وبالتالي الأكتئاب.

  • أنت يعيش إنسان في حالة إنكار:

    كلما أصبح الإنسان منكر للحقيقة ويرفض تصدقها أصبح الأمر صعب ولا يمكن علاجه ، عند تصديق الحقيقة وإدراكها سيكون الأمر أكثر سهولة.

  • يمنع الشخص من أن يكون منتجًا:

    المشاعر السلبية عندما تتملك من الإنسان تجعل منه غير مدرك لما حوله ، عند البعد عن المحيطين وهذا يفقد التركيز وبالتالي يتأثر إنتاجه ومن هنا يبدأ الإنسان في خطوات نحو الفشل.

  • يمنع اإنسان من المضي قدمًا:

    يصبح محاصر في الرثاء على الذات لدرجة أنه يظل في التفكير في وضعه الراهن ، وبالتالي ، لا يمكنه تجاوز مشاكله.

  • من الصعب الخروج من تلك الحلقة المفرغة:

    تصبح الطاقة السلبية مثل الرمال المتحركة ، يستمر في التسرب إلى العقل ومن الصعب حقًا الخروج منها. [2]

كيف يمكن التعامل مع رثاء الذات


  • كن مدركًا لألم الرثاء للنفس:

    هناك نقطة فارقة فيما بين الإحساس الصحي بالضرر والحزن والتغيير إلى الرثاء على الذات ، ولأنه من الجيد أن تبدأ ، فمن السهل أن تفوت التحول ، فالأنتقال إلى مشاعر الرثاء للذات فهي تؤدي للألم فحسب ، بل تسبب الألم للغير أيضًا ، ثم يبدأ الكثير من الناس التواجد من الأبتعاد من حول الشخص إذا كان دائمًا محبطًا ، أو قد يشعرون بالذنب لأنهم أكثر سعادة منه.

  • ارفض أن تكون ضحية:

    بالطبع طريقة الشخص في التفكير هي ما تدفعه لهذا الشعور ، وهي ما تعرف بدورة الدراما وبسبب هذه الحالة يتم إلقاء اللوم على الأخرين أو الظروف وهذا بسبب الطريقة التي يشعر بها ، تبدو دورة الدراما في البداية أمر صحية لأنه

    طبيعي

    أن الشخص ضحية يسعى الأخرين لإنقاذه من مشاكله ، هذا يعني أن الشخص يشعر بالرعاية وأن هناك شخص ما يهتم لأمره ويبدأ الشعور بالأهمية.

  • تحمل المسؤولية عن توقعاتك:

    هناك الكثير من الأساليب التي يمكن من خلالها أن يرى الشخص أي ظرف أو موقف ، وهذا سيؤدي لإحساس برثاء الذات وقد يزيد ، تؤثر طريقة أستقبال المعلومات على الأسلوب الذي بدرك به الإنسان الأشياء ، وهذا يقوم على ما حدث سواء في الماضي أو الحاضر ،لهذا كلما تم التعامل مع الأمر بسلبية باستمرار فيما مضى ، فمن الجائز أن يستمر الشخص في القيام بذلك ما لم ينتبه بوعياً لما يحدث من حوله لذا ينصح المعالجين النفسيين والخبراء الدوليين في القوة العقلية أن الوضع العاطفي تؤثر على كيفية إدراك الشخص للواقع.

  • احتضن الشجاعة وكن لطيفًا مع نفسك:

    يقوم الأمر على شجاعة لمواجهة النفس والنظر إلى دوره في الأحداث ، ولكن هذه تعتبر الطريقة الوحيدة ليتم التغيير بشكل مستمر ، هذا لأن الإنسان لا يملك فقط التحكم الكامل والتأثير على الذات ، هناك دائمًا موقفان في أي حدث ، سواء كان عراك مع شخص آخر أو خسارة وظيفة  لم يحصل عليها ، وعندما ينظر الشخص إلى الجزء الخاص به ، يكتسب رؤى حول إمكانية التغيير أو العمل بشكل أفضل في المرة القادمة.[3]

الأقوياء عقليًا يوقفون رثاء الذات


  • مواجهة المشاعر:

    من المعروف أن الأشخاص ذو العقل القوي يعطون الحق لأنفسهم لتجربة مشاعر مثل

    الحزن

    والأكتئاب وخيبة الأمل والوحدة بشكل شجاع وبمواجهة ،ولا يعطوا الأمر أكثر مما ينبغي بل يدركوا إحاسيسهم ومن ثم يتعاملوا معها بحكمة ، أو يقنعوا أنفسهم أنهم لا يعيشوا بشقاء مثل الأخرين وإنهم يعرفون أن أفضل طريقة للتعامل مع الرثاء للذات وكيفية التغلب عليه.

  • التعرف على علامات التحذير من دوامة الهبوط:

    عند التركيز على الأحداث التي تمر بالحياة ، تصبح العقل مخزن للسلبية بشكل مبالغ فيه ، وستقوم تلك الأفكار السلبية بالتأثير على الحياة سلبًا سواء في السلوك إذا تم التركيز عليها ، لعهذا الأشخاص الأقوياء يعلموا كيفية النهوض من الهبوط والثاء للذات ويعملوا بكل جهد للخروج منه بدون خسائر أو بأقل ما يمكن.

  • التشكيك في التوقعات:

    من المعروف أن المشاعر المتغيرة تعمل على تغير الأفكار والأتجاهات ، عندما يشعر الشخص بالأسف على نفسه ، فمن الجائز أن يركز على الأمور السيئة التي تحدث في حياته ، بينما يتجاهل الجيد منها ، يتساءل الأشخاص الأقوياء عقليًا عما إذا كانت أفكارهم تمثل الواقع أم أنهم مازالوا بالماضي وكل ما فيه من أحداث قد تؤثر بالسلب عيهم.

  • إنهم يحتفظون بمواردهم للأنشطة الإنتاجية:

    كل دقيقة تمر على الشخص وهو منهك في وسط خضم الرثاء والشفقة على الذات يتراجع العقل في التفكير عن الحل أو الخروج من أي مشكلة ، يرفض الأشخاص الأقوياء عقليًا تضيع وقتهم الغالي وطاقتهم في التفكير في الرثاء للذات ، بدلاً من هذا ، يخصصوا مواردهم البسيطة لأكثار أنشطة الإنتاج التي يمكن أن تحسن من وضعهم.[4]