من ماذا خلقت الحيوانات ؟ ” والحكمة من خلقها

من ماذا خلقت الحيوانات

تذكر الآيات القرآنية والكثير من الأحاديث النبوية أن

الله

تعالى خلق الملائكة من نور وخلق الجن من نار وآدم من التراب فقد قال صح عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: “خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ)، أخرجه مسلم (2996) وقد ورد أيضاً في قول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، غافر/67.

ولكن لا نعرف من أي شيء خلق الحيوان ، ولكن لا يوجد دليل صحيح وواضح عن أصل الحيوانات ، لكن يعتقد البعض أنها خلقت بواسطة

الماء

، ويرجع ذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، لكن بعض النقاد يعتقدون أن الماء هنا هو المنى ، والبعض يقول أن الماء جزء من الخليقة.

وكان قد خلق الله البشرية ، وجعله وريثًا على الأرض ، ومجده باستخدام كل شيء في الكون لمصلحته ، ومكّنه من القيام بدوره في صنعه ، وشرابه ، وملبسه ، ونقله ، وكان قد ذكر الله تعالى فضل الحيوانات في قوله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) وقال أيضاً: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) وذكر في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

الحكمة من خلق الحيوانات

لقد خلق الله أنواعًا كثيرة من الحيوانات ، وقد يعتقد البعض أن بعض الحيوانات ليست جيدة للناس ، بل وقد تسبب الأذى للناس لذلك من المهم أن نتذكر أن الله لم يخلق شيئًا في الكون إلا لحكمة ما كما تأتي المعرفة من علمها وجهلها للحيوانات كما أن هناك العديد من الفوائد التي قد يتم ذكرها للحيوان من أهمها:

  • إنتاج الغذاء حيث تلعب الحيوانات دورًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي للجنس البشري ، فهي تعمل على توفير الغذاء للإنسان بصورة مباشرة كما يمكنك أن تحصل على

    البيض

    والحليب واللحوم وأيضاً تشمل الأسماك والحيوانات البحرية التي تكون غنية بالكثير من البروتينات التي تكون لازمة من أجل النمو ، كما أنه يساعد بشكل غير مباشر في توفير الغذاء النباتي ، لذلك لا تنس دور بعض الحيوانات ، مثل

    النحل

    و العث والفراشات والدبابير والخنافس والخفافيش والطيور ؛ فعلى سبيل المثال ، عملية تلقيح

    الطيور

    الطنانة الزهور كما تساعد في زيادة محاصيل الفاكهة والخضروات مثل

    العنب

    والزيتون والتفاح واللوز والطماطم وعباد الشمس.
  • صناعة الجلود والفراء حيث استخدمت الحيوانات البدائية جلود الحيوانات التي اصطادها منذ أكثر من 7000 عام ، وتجفيفها وعلاجها وتدخينها لحمايتها من الأذى ، وبعد فتره من

    الوقت

    ، تطورت صناعة الجلود ، وتم استخدام الجلود في صنع العديد من المواد ، مثل الحقائب والحقائب والمحافظ والأحذية والملابس والأحزمة وبعض المواد الداخلية والقفازات والسروج والمواد الترفيهية ، وكذلك أهم الحيوانات التي يمكن أن تستفيد كما تستخرج من جلدهم هما الثعابين والتماسيح والسحالي وكذالك أيضاً الأبقار والأغنام والخيول وكذلك الحيتان.
  • يمكن أن تستخدم في صناعة المستحضرات الصيدلانية ، حيث تُستخدم بعض الحيوانات لتصنيع أنواع معينة من الأدوية ، بما في ذلك مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) لعلاج ارتفاع ضغط

    الدم

    ، والسم الذي يستخرج من الأفعى المستخرجة من أجكيسترودون ، وأزيدوثيميدين ، المشتق من الإسفنج ، كما يتم إستخدامه لعلاج

    الفيروس

    الخاص بنقص

    المناعة

    البشرية (الإيدز) ، كما يعمل كمضاد التخثر “الهيبارين” وأيضاً يتم استخلاصها من أمعاء الثيران ، ويتم استخراج

    فيتامين د

    من زيت كبد سمك القرش ، ويتم استخراج الأنسولين المستخدم لعلاج مرض

    السكري

    من الجاموس.
  • الحفاظ على التوازن البيئي حيث تتكون النظم البيئية من كائنات حية وكائنات غير حية توجد في أماكن محددة ، وهناك علاقة متداخلة بينها ، كما يلعب كل حيوان مهما كان صغيراً دوراً حيوياً في

    البيئة

    ، لأنه جزء من السلسلة الغذائية ، وعلى الرغم من أهمية النباتات ، إلا أنه إذا سمح لها بالنمو دون عوامل أخرى تتحكم في نموها ، فإنها ستلحق الضرر النظام البيئي بأكمله.[1]

الحكمة من خلق الحشرات

إن المتأمّل في هذا الكون الرائع سيتعجب من إبداعات الله العديدة ؛ بين الكبير والصغير والجماد حيث ستتعجب من عظمة خلق الله في خلق السماء والأرض ، والنحل والنمل ، كما أن الحكمة الإلهية للآفات وخلق الحشرات ؛ والتعمق في عالمها وهو عالم ملئ بالارتباك والأفكار المتناثرة ؛ حيث يحتوي على جميع أنواع إبداعات الله الرائعة ، والبعض يمكن أن يطير ، والبعض الآخر يمشي على قدمين ، والبعض يمشي على أربعة أو أكثر سيقان ، بعضها يمكن رؤيته بالعين المجردة ، والبعض الآخر ليس كذلك وقد ورد في قول الله تعالى ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾ [لقمان: 11] ، وبعض هذه الحيوانات تكسب رزقها الذي يسخره لها الله ، وقد ورد في قول الله تعالى ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6].

كما أن بعض الحشرات التي خلقها الله لمنفعة البشر مثل النحل قال تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 69]،

قد يستخدم الله هذه الحشرات لتعذيب المذنبين والطغاة مثل الجراد والقمل ، كما قال تعالى: ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 133].

كما أن من معجزات الله أنه جعل هذه الحشرات والحيوانات غريزة ؛ فهو يرشد الذكور لجذب الإناث منها ؛ ولتمكين النسل من البقاء على قيد الحياة ، فإنه يدير أجناسًا وأنواعًا متعددة من المخلوقات في إمدادها ، كما أن الجانب الإرشادي يكشف عظمة قوته الله تعالى لمصلحتهم وصالح البشرية ، وكذلك تحقيق الحكمة الإلهية.[2]

الحيوان الذي خلق من الشيطان

يعتبر الحيوان الذي خلق من الشيطان هو “الجمل” فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الإبل خلقت من

الشياطين

رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه الألباني وغيره}.

ولم يتم توقف تفكيرنا ، عن طريقة النشأ والخلق ، فكل شئ يخلق بأمر من الله سبحانه وتعالى فهو الذي يقول له كن فيكون ، فقد ورد ذلك في قول الله تعالى { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} { يــس:82}.[3]